سُبل الاستفادة من إرشادات الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها
في السنوات الأخيرة، نال الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات الأجنبية اهتماما كبيرا من الباحثين المهتمين بمجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لكونه مرجعًا مهمًّا في تعلّم اللغات الأجنبية بشكل عام إذ يقدم الأسس المشتركة، والخطوط الأساسية لتطوير وإعداد المناهج، ووسائل القياس و التقويم المختلفة، كما يشير إلى الإستراتيجيات الفعالة لتعلّم اللغة وتعليمها، كما يبين ما يجب على المتعلمين تعلمه ليتمكنوا من استخدام اللغة في تحقيق كفاية التواصل في أقل وقت وبأسرع الطرق.
ويمكننا القول بأن هذا الإطار يجيب عن سؤالين رئيسيين هما:
• ما الذي ينبغي على الدارسين تعلمه لكي يتمكنوا من استخدام اللغة في عملية التواصل؟
• ما المعارف الإجرائية التي يحتاج الدارس إلى تنميتها حتى يتمكن من اكتساب السلوك اللغوي الفعال؟
يعمل الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات على تقديم الأدوات التي تساعد مؤلفي الكتب التعليمية والقائمين بالتدريس ومعدي الاختبارات، كما يقدم مقاييس لتقييم مهارات الطلاب اللغوية مما يساعد في إعداد الكتب اللغوية التعليمية المتميزة.
نشأة هذا الإطار:
هذا الإطار وضعه مجلس أوروبا باعتباره جزءًا رئيسياً من مشروع “تعلم اللغات من أجل المواطنة الأوروبية” بين عامي 1989 و1996. هدفه الرئيسي هو توفير وسيلة للتعلم والتدريس والتقييم تنطبق على جميع اللغات في أوروبا. وأوصى الاتحاد الأوروبي في عام 2001 باستخدام هذا الإطار لإقامة نظم التحقق من القدرة اللغوية، وأصبح مقبولا على نطاق واسع باعتباره المعيار الأوروبي لتصنيف الكفاية اللغوية للفرد.
أهداف الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات
شجع هذا الإطار العاملين في مجال تعليم اللغات على توجيه عملهم وفق حاجات المتعلمين ودوافعهم وأولوياتهم وبحسب السبل المتاحة أمامهم لتعلم اللغة من خلال تبادل المعلومات بين المعلمين والمتعلمين، ومن هنا يمكن تحديد الأهداف الرئيسية لهذا الإطار في الإجابة عن الأسئلة التالية:
• ما الذي ينبغي على المتعلمين فعله باللغة؟
• ما الذي يحتاج المتعلم أن يتعلمه ليكون قادرا على استعمال اللغة تواصليا؟
• كم من الوقت يحتاج المتعلم لتعلم اللغة؟
• ما المستويات الرئيسية والفرعية التي يمر بها المتعلم في تعلمه للغة؟
أهمية هذا الإطار:
ييستفاد من هذا الإطار في:
• تحديد الأهداف الواجب تحقيقها في عملية التعلم.
• تحديد المحتوى المناسب لتحقيق هذه الأهداف.
• وضع معايير ثابتة لعملية التقييم تظهر النتائج الإيجابية التي يحققها المتعلم بدلا من الإشارة إلى أوجه القصور فقط.
• مساعدة المتعلمين في معرفة ما وصلوا إليه من معارف وكفايات لغوية.
• يُعِين المتعلمين على تحديد الأهداف التي يمكنهم بلوغها.
• تمكين المتعلمين من إجراء تقييم ذاتي لأنفسهم من خلال مقارنة معارفهم بالمستويات المرجعية الثابتة التي حددها الإطار.
المعايير التي اعتمد عليها هذا الإطار:
• الشمولية: إذ يقدم المعارف اللغوية الإجرائية التي تشمل جميع مهارات اللغة ( القراءة والكتابة والاستماع والمحادثة).
• الترابط: فهو يحقق الترابط بين أجزاء ومكونات المنهاج كالأهداف والحاجات والمحتوى ووسائل التقييم وطرائق التدريس.
• الشفافية: حيث يقدم معلومات واضحة سهلة الفهم لجميع المهتمين.
• المرونة: لكونه قابل للتطبيق على لغات مختلفة وفي بيئات متباينة.
• السهولة: فهو سهل الفهم من قبل كل الفئات الموجه لها وعلى رأسها المعلمين والمتعلمين.
• الحرية: فلا يتقيد بطريقة أو نظرية أو ممارسة لغوية بعينها مع إمكانية إضافة بعض التعديلات ليناسب كل الفئات.
وبهذا يتضح لنا أن الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات يراعي كل التغيرات التي يمكن أن تطرأ على احتياجات المتعلمين ومتطلباتهم حسب البيئة التي يعيشون ويتعلمون فيها.
المستويات المرجعية العامة التي حددها الإطار في تعليم اللغات الأجنبية:
يقسم هذا الإطار مستويات تعليم اللغات إلى ثلاث مستويات رئيسية ينقسم كل واحد منها إلى مستويين فرعيين، أي أن هناك ستة مستويات لتعليم وتعلم أي لغة أجنبية، وسنفرد لها جميعا مقالا خاصا لنبينها بالتفصيل إن شاء الله.
سبل الاستفادة من هذا الإطار في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها:
سبق وبينا أن هذا الإطار عام في تعليم اللغات، فلا يختص بلغة دون أخرى، بالإضافة إلى تميزه بالمرونة والحرية وقابلية التعديل عليه ليشمل كل اللغات مهما اختلفت طبيعتها وظروف تعلمها، ولذلك من المهم جدا الاستفادة منه في تعليم العربية لغير الناطقين بها وخاصة في :
• وضع الأهداف الواجب تحقيقها في تعليم العربية لغير الناطقين بها.
• تأليف المحتوى الذي يتماشى مع هذه الأهداف ويحققها والذي يراعي طبيعة اللغة العربية الخاصة وثقافتها.
• الاستفادة من المعايير المرجعية التي حددها الإطار في كل مستوى في عملية تقييم متعلم اللغة العربية.
• تقوية دوافع المتعلم نحو تعلم العربية من خلال إشراكه في العملية التعليمية، و إطلاعه على الأهداف الإجرائية التي سيحققها في تعلمه.
وبهذا يمكننا بتطبيق هذه الإرشادات، التي وضعها هذا الإطار في تعليم اللغات أن نخطو خطوات ثابتة في تعليم لغتنا العربية لغير الناطقين بها في سبيل اللحاق بمن سبقنا من الأمم الأخرى في هذا المجال.
المراجع
(1)- وثيقة بناء منهج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، جامعة أم القرى، ط 1، 2015.
(2)- Unwarranted Claim about CEF Alignment of some International English Language Tests, de Jong, John H.A.L, Pearson. Retrieved, August 2009,p32.
كل الشكر للأستاذ الفاضل رشيد على جهودك الواضحة في تقديم كل ما هو جديد في مجال التعليم وخاصة استراتيجية التعلم بالاكتشاف وحبذا تزويدي بالمزيد من هذه الاستراتيجيات الرائعة والمفيدة في مجال تدريس اللغة العربية للمرحلة الثانوية بحيث توضح كيفية تطبيق الاستراتيجية في درس ما من دروس اللغة وجزاك الله خيرا
شكرا أستاذة منى محمود يمكنك الاستعانة بمراحل وخطوات التعلم بالاكتشاف وتكييفها حسب احتياجات وظروف فصلك الدراسي وسنعمل نحن كافة في فريق تعليم جديد على موافاتك بكل أفكار جديدة تخدم العملية التعليمية التعلمية
ما شاء الله مواضيع شيقة