“أعطني مسرحًا أعطك أمة ً“، قولة تحمل الكثير من الصدق، ذلك أن للمسرح آثار تربوية لا تخفى على مبصر واع يدرك أهمية النشاط المدرسي، الذي يعد المسرح دعامة من دعاماته، وفق برامج هادفة تخطط لها مؤسسات التعليم تخطيطًا مدروس الجوانب المتكاملة، أسوة بالعمليات التربوية التي تسعى جاهدة لتكوين شخصية أبناء المدارس بصقل مهاراتهم، عن طريق تنمية ملكاتهم وقدراتهم بشتى وسائل رفع قدراتهم المعنوية، تعزيزًا لمبدأ الشجاعة الأدبية، السبيل الأمثل لعلاج الخجل، والانزواء بعيدًا عن الآخرين خوفًا من تعليقات الأقران السالبة أحيانًا، حيث يسود التوجس، والرهبة، والتخوف.
يقولون : المسرح أبو الفنون، ففي داخل حجرات الدراسة أكثر من موقف سلوكي، تعليمي تربوي من خلال المواد الدراسية المختلفة في مقدمتها حصص اللغة العربية بمهاراتها: القراءة، الكتاب، التحدث، الإملاء، الاستماع، وهذه كلها تتكامل عند التعبير الشفهي و التعبير الكتابي كونه النشاط اللغوي الذي يمثل ركيزة التربية عبر مجالات متعددة يلعب المسرح فيها الدور الرئيس، مضمونًا مرة، وشكلاً مرة أخرى، لذلك تعنى وزارات التعليم به كثيرًا، فتجدها تضع برامج خاصة تناسب الفئات العمرية من مرحلة لأخرى، مستعينة بخبرات بعض منسوبيها الذين تبعثهم إلى دورات تدريبية لنيل دراسات في المسرح لتفعيل نشاطه بتأسيس فرق مدرسية، ومناطق تعليمية توفر لها جميع المقومات، فتزدهر حركة المسرح خاصة بوجود تربويين ميولهم مسرحية يصنعون من مناهج الدراسة أعمالاً تربط طلابهم ببيئتهم المدرسية .
يتساءل البعض: ماذا يرجى من المسرح المدرسي ؟ أيعد التمثيل من منظور علماء النفس وسيلة علاج فاعلة؟ لاسيما أن مشكلات طلبة المدارس الاجتماعية، أغلبها ذات طابع نفسي، ما يدعو إلى توظيف المسرح المدرسي ، فمشهد مسرحي كفيل بخفض التوتر النفسي.
المسرح المدرسي حول العالم
من أوائل بلدان العالم التي أولت المسرح المدرسي اهتماماتها أمريكا، وأوروبا، فقد أقيم أول مسرح تعليمي للأطفال سنة 1930 م بالولايات المتحدة الأمريكية بنيويورك بإشراف الاتحاد التعليمي.
و في الوطن العربي، تقدم زكي طليمات (رائد المسرح المدرسي ) سنة 1936م بمذكرة وزارة المعارف بشأن الفرق التمثيلية بالمدارس الثانوية، حيث نصت المذكرة على إنشاء مسرح قابل لطيه، وتركيبه في أي مكان بكل مدرسة ثانوية.
أهداف المسرح المدرسي
- يعين الطالب على التعليم، فيشعر بالمتعة، وتزداد قابليته لتلقي الدروس.
- المسرح يبسط مواد الدراسة عبر (مسرحة المناهج) بأساس تربوي.
- تنمو حاسة الذوق الفني والجمالي لدى الطالب.
- يكتسب طالب العلم الشجاعة الأدبية، التي تقوي ثقته بنفسه.
- يغرس المسرح روح الانتماء إلى الجماعة، والتعاون معها
- يكون في الطالب مهارات التواصل اللغوية.
- الإسهام في حل مشاكل المجتمع وإصلاحها.
- تقوية علاقات الطالب ببيئته المدرسية من زملاء، ومعلمين.
- توجيه طاقات الطالب توجيهًا سليمًا يكون منه شخصية اجتماعية واعية.
- تنشيط حواس الطالب السمعية والبصرية.
- تربية الطالب على الانضباط والنظام وحسن التصرف.
عوامل نجاح المسرح المدرسي
- حرية المشاركة بجانب توافر الرغبة، موهبة التمثيل، حسن التصرف، القدرة على الابتكار، و التعاون مع الآخرين.
- تبادل أدوار التمثيل بين أعضاء المجموعة.
- مناسبة النصوص المسرحية للسن العمرية للفرق المسرحية.
- تدريب الطلاب على أداء النص مع مراعاة ضبط المادة المقروءة.
- توافر متطلبات الإخراج.
- إجراء عرض أولي يعزز بنقد لتجنب الأخطاء في العرض المسرحي.
- تقديم البروفات تحت إشراف لجنة متخصصة.
من خصائص المسرح المدرسي
- تبسيط لغة النص المسرحي ليسهل فهمها.
- الابتعاد عن حوادث العنف المثيرة للمشاهد.
- عرض الأحداث بتوازن مادي وفكري.
- معالجة النص لموضوع في دائرة اهتمامات الطالب.
- إبراز الشخصيات في قوالب فنية.
أنواع المسرحيات المدرسية
- مسرحيات المناسبات (الوطنية – الدينية..).
- مسرح ترفيهي.
- مسرحيات خيالية: أسطورية ورمزية على ألسنة المخلوقات..
- المسرحية المنهجية كتعليم القواعد باللعب.
- مسرحيات تأريخية إسلامية، وعالمية..
- مسرحيات اجتماعية تعالج الظواهر الاجتماعية (استخدام الهاتف أثناء القيادة مثلا)
- المسرحيات السلوكية الأخلاقية (الأمانة، الصدق، النظافة..)
أنماط التمثيل
- تمثيل عادي يتضمن متطلبات التمثيل.
- تمثيل مع قراءة الدور.
- تمثيل من دون نص (مرتجل).
- تمثيل فردي يتم فيه تقليد أكثر من شخصية بملابس عادية.
- تمثيل صامت.
المسرح المدرسي من خلالهم
- كثير من مؤسسات تعليم الوطن العربي ترى في المسرح المدرسي مصدر كسب مادي بتأجيره، وتوظيف ريعه في مستلزمات المدرسة، بجانب استغلاله لمختلف المناسبات.
- بعض دور التعليم تؤهل منسوبيها ذوي الاهتمامات المسرحية، وتحفزهم للعمل في المسرح المدرسي .
- تشجع المدارس ذات الاهتمام المسرحي كل عمل مسرحي ناجح.
- ترى ثمة مدارس ضرورة تفعيل المسرح لإظهار المواهب.
- المسرح المدرسي والمنظومة التربوية وجهان مشرقان في بعض بلادنا العربية و الإسلامية.
المراجع:
عادل علي كبّار : المسرح المدرسي ، مشروع تحسين ، معهد التأهيل التربوي أثناء الخدمة ، سنجة دورة 75- 1977م السودان .
حنان عبد المجيد العناني: الدراما والمسرح في تعليم الطفل .
دكتور سعد أبو الرضا: النص الأدبي للأطفال.
رسمي علي عابد: النشاطات التربوية المدرسية بين الأصالة ، والتحديث.
محمد حامد أبو الخير: مسرح الطفل.
دكتور نعمان الهيتي: أدب الأطفال.
دكتور محمود شاكر سعيد: أساسيات في أدب الأطفال.
أحمد سليمان ،وعلي محمد الغريب: المسرح المدرسي.
شكرا جزيلا على هذا الموضوع القييم
شكرا جزيلا على هذا الموضوع القييم وعلى اشراكنا به
شكرا على اشراكنا بالموضوع
مفيد جدا!
أثابكم الله!