تعتبر القيادة التربوية جوهر العملية الإدارية، بل بؤرة العمل الإداري، ذلك أن كفاءة القيادة تميز المؤسسات الناجحة من غيرها؛ وهي أشبه ما تكون بالعقل المدبر، حيث توجه وتنسق وتتابع متأقلمة مع الظروف المحيطة، كما أنها تؤثر وتتأثر بالبيئة.
ويشير الواقع إلى عدم وجود اتفاق حول مفهوم القيادة نفسها، بل إن التحليلات والبحوث الأكاديمية أعطت ما يزيد عن (350) تعريفاً مختلفاً لها، فقد تباينت التعريفات تبعاً للنظريات والنماذج مما ترتب عليه صعوبة وجود اتفاق حول تعريف محدد للقيادة التربوية والممارسات المرتبطة بها. وفيما يلي نقدم عرضاً لمفهوم القيادة التربوية.
عرفت القيادة بأنها قدرة الفرد أو القائد على التأثير في المحيطين بقصد تحقيق الأهداف، في حين أُشير إليها بأنها المركز الذي يديره المدير، أو جهة السلطة الشرعية التي يقوم الفرد بممارستها، ولذلك لم يقم الباحثون بالتوصل إلى اتفاق على تعريف موحد للقيادة، وعلى الرغم من تعدد المفاهيم فإنه يمكن القول بأن القيادة هي سلوك الفرد الذي يمارسه مع الآخرين.
أما القيادة التربوية فيقصد بها مشاركة المتعلمين والمعلمين في وضع الرؤية والأهداف وصناعة القرار باعتبارها عملاً تبادلياً يساعد على بناء علاقات مشتركة، بحيث نكون متعلمين متعاونين ومتشاركين.
وقد عرفت القيادة التربوية الفعالة بأنها تلك التي يكون في سلم أولوياتها واهتماماتها إرشاد وتطوير وتوجيه المعلمين لتطوير قدراتهم وتحسين أساليبهم التدريسية وتفويضهم وتمكينهم، الأمر الذي ينعكس إيجابياً على المتعلمين.
في هذا المقال سنتعرف على أهم أنواع القيادة :
القيادة الاستراتيجية:
يقوم القائد فيها بوضع استراتيجية بمشاركة الآخرين من خلال عملية تبادل الآراء الاستراتيجية والعصف الذهني حولها، بهدف تحديد أفضل الطرق والوسائل لتحقيق الهدف، حيث يمتلك القادة الاستراتيجيون القدرة على تحويل الاستراتيجيات إلى خطط إجرائية علمية، وهي بمثابة ترسيخ المفاهيم المستقبلية لدى الآخرين، كتعريف المشاريع التي تحتاجها المؤسسة للتطوير.
القيادة التعليمية:
توجد في المدارس التي تمتاز بأنها مجتمعات مهنية، إذ تعمل على تعزيز التعاون بين الزملاء، وتشجيع التدريب المستمر وطرح التساؤلات، والنقاشات التأملية، بهدف تطوير حوار مهني هادف بين المتعلمين. ولتطوير القيادة تعليمية على الإدارة إدراك الصعوبات التي ستواجهها خلال التطوير والتغيير، وإدراك أن التغيير محفوف بالمخاطر، لذلك لا بد من تطوير علاقات تتسم بالثقة والوضوح والمشاركة، والعمل كفريق، وتوفير فرص التعاون بين العاملين جميعاً.
القيادة الهرمية:
تكون القوة في هذه القياد قسرية، وجزء من تلك القوة أخلاقي، مع ميل واضح نحو التحليل المنطقي والعقلانية، حيث تهدف بشكل مباشر لتحقيق الأهداف بفاعلية وجودة قدر الإمكان، كما تمتاز القيادة الهرمية بالكفاءة والعدالة والطاعة، وانعدام الرغبة في تحمل مسؤولية اتخاذ القرار. وينظر القائد إلى المدرسة من خلال الإطار التركيبي، ويرى من خلالها القوانين والعلاقات والموارد التي تحقق أهداف المؤسسة.
القيادة التحويلية:
يشجع القائد التابعين على بذل قصارى طاقاتهم لتحقيق الحاجات العليا دون اللجوء إلى المكافآت المادية، وإنما بإقناعهم بإمكانية تحقيق طموحاتهم وتوقعاتهم المستقبلية، ومصالحهم وقيمهم من خلال تحقيق أهداف المنظمة، ودون التعارض معها. حيث يوفرون نماذج ملائمة، وحوافز عقلية مقنعة، كما يهتمون بتطوير ثقافة تعتمد على القيم التي تهم العملية التعليمية وتحل المشكلات، إذ تعمل كاريزما القائد على تمكين التابعين من المشاركة في عملية التغيير.
القيادة التسهيلية:
هي نوع من القيادة غير واضحة الهوية تهتم بتعزيز القدرة الجماعية للعاملين في المنظمة، وتعمل على حل المشكلات، والسيطرة على ما بحدث في المنظمة، والتأكيد على عنصري الثقة والحوار المفتوح، لتحسين الأداء، حيث يتم العمل بشكل مستمر على خلق مناخ مناسب للبدء بنشر ثقافة التغيير، ويخلق القادة التحويلييون رؤية خاصة من خلال بيئة المدرسة والعاملين فيها، كما يعملون على توفير المصادر وتشجيع طواقم العمل، ومتابعة ما يتم إحرازه من تقدم وتطور.
القيادة الموزعة:
مجموعة النشاطات التي تظهر حسب المكان والزمان والموضوع، ويمكن أن ينجزها كل من يمتلك الخبرة الكافية والقدرة والابداع لقيادة الأمور، مع وجود الثقة المتبادلة بين كافة عناصر العملية التعليمية، بقدر يسمح للجميع بالمشاركة لتحقيق الهدف. وتهدف القيادة الموزعة إلى تقليل الضغط ومشاركة السلطة مع المعلمين دون التحكم الاستبدادي الفردي، وبناء علاقات من الثقة والمشاركة الفعلية في اتخاذ القرار بين الإدارة والمعلمين والمجتمع المحلي.
المراجع:
العيسى، ايناس. (2018). القيادة التربوية. دار الشروق للنشر والتوزيع. عمان، الأردن.
دراسة علمية جيدة تفيد العاملين في مجال التعليم والتدريب وتوسع أيضاً مدارك الفرد في الأمور الإدارية والقيادية
نشكركم
موضوع هام وجميل ورائع