هذا المقال هو المقال السادس من سلسلة مقالات حول “مهارات وطرائق التدريس الحديثة” للكاتب الدكتور أحمد حسن والتي ينشرها حصريا على مدونة تعليم جديد.
يمكنكم الاطلاع على المقال الأول طرائق التدريس الحديثة، أهدافها و الأسس المعتمدة في اختيارها من هنا. والمقال الثاني: طريقة القصة و طريقة الأسئلة من هنا. و المقال الثالث: طريقة حل المشكلات و طريقة المناقشة والحوار من هنا. و المقال الرابع: طرائق التدريس الحديثة، المناظرة و العصف الذهني و تمثيل الأدوار من هنا. و المقال الخامس: خرائط المفاهيم و الاستقراء و التعلم التعاوني من هنا.
طرق تدريس تعتمد الذكاءات المتعددة:
كلنا نؤمن بوجود فروق فردية بين المتعلمين، تتضح في مظهرهم الجسدي، وفي طباعهم وميولاتهم، وفي هواياتهم … كما تتضح في أنماط تعلمهم. والمقصود بنمط التعلم هو الأسلوب والطريقة التي يفضلها المتعلم عند تقديم المحتوى الدراسي له، والتي يتعلم بها أسرع من غيرها من الطرق والأساليب.
وتنقسم الذكاءات المتعددة إلى:
1- ذكاء لغوي Linguistic Intelligence:
يمثل القدرة على استخدام الكلمات بفعالية، سواء أكان ذلك شفهيا أم كتابة، ويتمتع مالك هذا الذكاء بقدرة على إيجاد المترادف من الكلمات، وتركيب الجمل، وإيجاد التشبيهات والتعبيرات المناسبة، ويتقن كذلك النطق الصحيح والإلقاء بما يعطي للكلمات معناها.
ومن طرق التدريس المناسبة لهذا الذكاء ما يلي:
- المحاضرة والمناقشات سواء في مجموعات كبيرة أو صغيرة.
- العصف الذهني والمهام الكتابية مثل البحوث والتقارير.
- لعب الأدوار والتمثيل مثل تمثيل النصوص والمسرحيات.
- الألعاب التي تعتمد على الكلمات واللغة، والمشاركة في إصدار مجلات.
- طريقة الندوات والمناظرات الفردية والجماعية.
2- ذكاء منطقي رياضي Logical- Mathematical Intelligence
يتميز مالك هذا الذكاء بالقدرة على استخدام الأرقام، والتفكير المنطقي التحليلي، ويتضح هذا الذكاء في الأسلوب المنظم الذي يتبع سياقات واضحة مرتبة، ويسهل على صاحب هذا الذكاء ملاحظة العلاقات سواء اللفظية أو الرقمية، كما يسهل عليه تصنيف الأشياء والأفكار في فئات أو مجموعات، ويتميز بالقدرة على التوقع والتنبؤ في ضوء معطيات محددة، ويستنتج التعميمات ويضع الفرضيات، ويختبرها بأسلوب علمي.
ومن الطرق المناسبة لهذا الذكاء ما يلي:
- حل المشكلات وخاصة الرياضية، والتجارب المخبرية.
- العمل الجماعي الذي يتطلب تصنيفًا أو تجميعًا، والألعاب التعليمية التي تعتمد على المنطق.
- التعليم المبرمج بأنواعه، والمعتمد على التعلم بالاكتشاف.
3- ذكاء فضائي Spatial Intelligence
يتمتع أصحاب هذا الذكاء بقدرة على تخيل الفضاءات وتقدير أحجامها، وتخيل أشكالها وألوانها، ويكون لديهم إحساس قوي بالألوان والخطوط والأشكال والمساحات والعلاقة بين هذه العناصر، ويتمكن صاحب هذا الذكاء من تمثيل الأحداث بصريًا بالوصف أو بالرسم، والتعبير عن الأفكار بالخطوط والأشكال.
ومن الطرق التي تناسب الذكاء الفضائي ما يلي:
- استخدام الوسائط التعليمية خاصة الصور والرسوم والخرائط والأشكال البيانية.
- الأنشطة الفنية بأنواعها من رسم وتصوير فوتوغرافي.
- التمثيل الدرامي وتصوير الشخصيات، والمشروعات الجماعية الإنشائية.
- تأليف القصص من الخيال، واستخدام خرائط المعرفة.
- الاكتشاف الحر والمناظرات.
4- ذكاء حركي Bodily- Kineslhetec Intelligence
يتمتع أصحاب هذا الذكاء بقدرتهم على استعمال تعبيرات الوجه واليدين، بل الجسم كله أحيانًا عند التعبير عن الأفكار والمشاعر، كما أن لديهم مستوى عال من المهارات اليدوية؛ خاصة في الأعمال الدقيقة مثل النحت وأشغال الخياطة أو الجراحة أو سياقة السيارات أو العزف على الآلات الموسيقية والألعاب الرياضية، والأعمال التي تتطلب دقة في الحركة مع تآزر بين الفكر والعين واليد، ويتمتعون كذلك بالمرونة والسرعة في الإنتاج، مع التوازن والقدرة على حسن التصرف والنشاط الحركي.
من الطرق التي تناسب هذا الذكاء ما يلي:
- الممارسات العملية والمشروعات الجماعية والرحلات والاستكشاف.
- لعب الأدوار والتمثيل المسرحي والتعلم التعاوني والتجارب المعملية.
- التعلم بالعمل والممارسة والمسابقات والأنشطة الحركية والرياضية.
5- ذكاء موسيقي Musical Intelligence
يتميز أصحاب هذا الذكاء بالقدرة على تمييز النغمات والألحان، وتقليد الأصوات، والتعبير الموسيقي سواء بالصوت الشخصي أو بإحدى الآلات، ويتصف هؤلاء الأفراد بحساسية واضحة للإيقاعات المنتظمة في كل شيء خاصة الإيقاعات الموسيقية، ومنهم من يتمتع بفهم الموسيقى علمًا وفنًّا، وينعكس هذا الفهم إما في التطبيق العلمي أي الغناء أو العزف، أو على المستوى التحليلي الناقد أو كليهما.
ومن الطرق التي تناسب هذا الذكاء ما يلي:
- الغناء الجماعي، والاكتشاف الحر أو الموجه لابتكار ألحان موسيقية جديدة.
- الاشتراك في فرق للعزف أو الغناء، وتأليف الشعر وتقطيعه عَروضيًّا.
- الاستماع إلى الموسيقى في خلفية الموقف التعليمي، والتعلم التعاوني.
6- ذكاء اجتماعي Interpersonal Intelligence
يتميز أصحاب هذا الذكاء بالقدرة على العمل في مجموعات، والتفاعل بين الأفراد بإيجابية وفي سعادة. ويستطيع صاحب هذا الذكاء أن يقدر مشاعر الآخرين وعواطفهم، ويفرق بين الحالات المزاجية للأفراد عن طريق ترجمة تعبيرات وجوههم، أو الحكم على أصواتهم أو حركاتهم المقصودة. ويتصف مالك هذا الذكاء بقدرته على القيادة والتأثير على الآخرين، وكذلك القدرة على الاستجابة المناسبة للآخرين.
ومن الطرق المناسبة لهذا الذكاء مايلي:
- التعلم التعاوني، والمناقشات بأنواعها، وتمثيل الأدوار.
- المشروعات الجماعية في المدرسة والبيئة المحيطة، والألعاب الجماعية.
7- ذكاء استقلالي Intrapersonal Intelligence
يتميز مالك هذا الذكاء بفهم عميق للذات ومعرفة واقعية لجوانب الضعف في شخصيته، كما يتميز بتحليل صادق لأحاسيسه الداخلية ولمزاجه وطموحاته ورغباته، وهو يعرف مقاصده، ويعرف تمامًا ما يدفعه إلى العمل وما يثبط رغبته ودافعيته ويستطيع صاحب الذكاء الاستقلالي الإنجاز منفردًا، ولا يعتمد كثيرًا على الآخرين، كما أنه يستمتع بالعمل بمفرده، ويتجنب الزحام والتجمعات. ويتصف بأنه كثير التأمل وعميق في التفكير، وغير متسرع في إبداء الرأي واقتراح الحلول.
ومن الطرق التي تناسب هذا الذكاء مايلي:
- التعليم المبرمج، والمهام الفردية.
- إنجاز المشروعات، والاكتشاف الحر، وإجراء البحوث.
- الألعاب الفردية التي تتطلب تركيزًا معينًا، والتجارب المعملية.
8- ذكاء عاطفي Emotional Intelligence
إن من يتمتع بهذا الذكاء يتصف بعمق فهمه لمشاعره وأحاسيسه، ويحسن استخدام هذا الفهم في رغباته، وفي حسن التصرف عند الغضب، أو تحت ضغوط خارجية، وهو شخص متفائل متحمس مثابر، دؤوب لتحقيق أهدافه، وذلك جنبًا إلى جنب مع مراعاته لمشاعر وأحاسيس الآخرين؛ ولذا فهو محبوب اجتماعيًا، يكون علاقات قوية مع المحيطين به.
ومن الطرق التي تناسب هذا الذكاء مايلي:
- التعلم التعاوني، والمناقشات بأنواعها، وتمثيل الأدوار.
- المشروعات الجماعية، والألعاب الجماعية.
أخيرا … يمكننا القول بأن نظرية الذكاءات المتعددة تؤكد على ما يجب أن يقوم به المعلم الناجح في الفصل من حيث تنوع طرق وأساليب تقديم الخبرات للمتعلمين، والمطلوب هنا أن يدرك المعلم ويفكر عند تخطيط تدريسه، ويحاول أن يحقق أكبر قدر من هذه البدائل بشكل يثري الموقف التعليمي، ويعطي الفرصة لكل متعلم أن يتعلم وفقًا لنمط تعلمه، وبمعنى آخر وفقًا لأنواع الذكاءات التي يتمتع بها.
خلاصة وتعليق:
نستنتج مما سبق ما يلي:
- طريقة التدريس هي كل ما يتبعه المعلم مع المتعلمين من إجراءات متسلسلة ومترابطة لتنظيم المعلومات والمواقف والخبرات التربوية؛ لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية.
- طرائق التدريس الحديثة تهدف إلى تنمية قدرة المتعلمين على التفكير العلمي، والعمل الجماعي التعاوني، وتنمية القدرة على الابتكار أو الإبداع.
- لا توجد طريقة تدريس أفضل من الأخرى، ولكن هناك أسباب لإنجاحها مثل: مناسبتها للأهداف التعليمية، وقناعة المعلم بها، وتوافر الإمكانات لتطبيقها…إلخ.
- صنف بعض التربويين طرائق التدريس إلى أنواع عديدة؛ بعضها بحسب دور المعلم والمتعلم، وبعضها بحسب نوع المادة والجهد المبذول، وبعضها بحسب الاتجاه التدريسي … إلخ.
- من أشهر طرائق التدريس المحاضرة، العصف الذهني، التعلم التعاوني، … إلخ. ولكل مميزات وعيوب.
التعليق:
غاية التدريس الحديث، بناء دارس مبدع، يقرأ يفهم يفند، في درس شيق ممتع، قادر على الابتكار، بدليل وتحليل مقنع.
طريقة التدريس الأفضل هي التي تنتج تفاعلا أكبر.
تفاعل معنا صديقي المعلم، قارن بين طريقتي المحاضرة والتعلم التعاوني، مع التطبيق على درس عملي، جهز درسا تطبيقيا مستخدما فيه طريقة توليفية تجمع بين بعض الطرق السابقة.
المراجع:
– كوثر كوجك (2001): اتجاهات حديثة في مناهج وطرق التدريس، عالم الكتب، القاهرة، الطبعة الثانية.
– جابر عبد الحميد جابر، فوزي زاهر، سليمان الخضري (1989): مهارات التدريس، القاهرة، دار النهضة العربية.
– جمانة محمد عبيد (2006): المعلم، إعداده، تدريبه، كفاياته، دار صفاء، عمان، الطبعة الأولى.
جزاك الله خيرا