مقدمة الدليل
في عصر أصبحت تقليدية التعليم فيه تأخراً عن ركب الحضارات التي تسعى دائما لتطوير نفسها، و في ظل سباق يتسارع فيه التكنولوجيين المهتمون بمجال التعليم نحو تحقيق النهوض والتقدم من خلال التكنولوجيا التعليمية، وأيضاً في ظل السعي للارتقاء بمستويات التعليم في الدول النامية بُغية الوصول إلى كوكب خال من الجهل والأمية، أصبحنا نجد أنفسنا أمام تحديات يضعنا فيها التقدم التكنولوجي يوما بعد يوم، بل وتزداد هذه التحديات صعوبة مع الوقت .
فطبيعتنا البشرية تجعل لكل فرد منا نمط حياة وطريقة وأسلوبا وشخصية وقدرات ومهارات وخلفيات ومعرفة سابقة، تختلف من شخص لآخر، ولعل هذه الفروقات كانت دائما بمثابة التحدي الأكبر أمام التكنولوجيا، و خاصة في مجال التعليم، وذلك بحثاً عما يُناسبها، وما يراعي تلك الاختلافات بين الأفراد أثناء عملية تعلمهم.
وبالنظر لكون النظم التقليدية في التعليم، وخاصة في الدول الأكثر أميةً وجهلاً غير قادرة على مراعاة تلك الفروق، و في ظل عالم يبحث عن المزيد من المعرفة، ولا يؤمن بوجود شخص جاهل على هذا الكوكب مهما كانت الصعوبات التي تواجه، بات من الضروري إيجاد حلول ناجعة. و من هذا المنطلق ظهر ما يسمى بالتعلم التكيفي، والذي يخلق بيئة من التعلم تتسم بالمرونة تجعلها قادرة على التكيف والتأقلم مع كل تلك الاختلافات بين الأفراد أثناء عملية تعلمهم، فتراعي الفروق الفردية بين المتعلمين سواء جوهرياً أو ظاهرياً.
– الهدف من الدليل
تم اعداد هذا الدليل لإرشاد كل من يريد استخدام التعلم التكيفي كوسيلة مساعدة لتحقيق أهداف التعلم، وذلك بتعريف مفهوم التعلم التكيفي وخصائصه، ومن ثم التعريف بموقع التعلم التكيفي Smart Sparrow المستخدم لإعداد دروس تعلم تكيفية تراعي الفروق الفردية بين الطلبة والتعامل مع كل طالب وكأنه حالة فريدة ووحيدة وكذلك للراغبين بتنمية مهارات التعلم الذاتي وتصميم المقررات عبر الانترنت والتعلم عن بعد ، وأيضا يعتبر الدليل وسيلة مساعدة ومرشدة للطالب تدله كيف يمكن الوصول لدروس التعلم التكيفية المقدمة من قبل المختصين والخبراء.
– مفهوم التعلم التكيفي
“يعتبر التكيف في بيئات التعلم من المصطلحات الحديثة نسبيا، كما أنه من أهم مميزات نظم التعلم الإلكتروني، والتكيف يعني: القدرة بأن تكون على دراية بسلوك المستخدم بحيث تأخذ في عين الاعتبار مستوى المعرفة، وكذلك توفير المادة المناسبة لكل مستخدم”، ويعرف أيضا بأنه “عملية التعلم حيث تتغير طريقة عرض المحتوى استناداً إلى الاستجابات الفردية لكل طالب على حدة”.
لذلك جاءت عبارة ” مقاس واحد لا يناسب الجميع” بأنها تهتم بتقديم المحتوى التعليمي بما يتناسب وحاجات الفرد وقدراته وسرعته بالتعلم.
– بيئات التعلم التكيفية
إن عملية تطبيق التعلم التكيفي تحتاج لتوفير بيئة متكاملة، تعمل على تقديم حلول لما تواجهه بيئات التعلم التقليدية والإلكترونية على حد سواء، فهي تحارب الملل، وتزيد دافعية المتعلم نحو التعلم، فبيئة التعلم التكيفي تُعرف بأنها ” بيئات تقوم على تعددية وتنويع عرض المحتوى وفقاً لأساليب التعلم الخاصة بكل متعلم، فيُقدَّم المحتوى وكأنه موجه لكل طالب على حدة، بحيث يتم تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة التكيفية تكون مراعية لاختلاف أنماط المتعلمين ومناسبة لقدراتهم الذهنية”.
– مميزات التعلم التكيفي
للتعلم التكيفي العديد من المميزات التي تجعله من أبرز نُظم التعلم الحديثة حاليا، والتي يتوقع لها مستقبل واعد في المستقبل وهي تتمثل فيما يلي:
- بيئة التعلم التكيفية تكون أكثر كفاءة وفعالية، خاصة مع تقدم التكنولوجيا، حيث التطور في العتاد المادي والبرمجي يساعد على توظيف التعلم التكيفي في مجالات العلوم المختلفة.
- المنصات التعليمية عبر شبكة الانترنت توفر فرصة أكبر لتوظيف التعلم التكيفي من قبل المعلمين الذين ليست لديهم الكفاءة العالية في استخدام برمجيات الحاسوب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لبناء بيئات التعلم التكيفية.
- بيئات التعلم التكيفية تتيح للمعلمين إمكانية تقديم الخبرات المختلفة لطلابهم بناءً على احتياجاتهم وخصائصهم واهتماماتهم، وهذا ما يصعب توفيره في بيئات التعلم التقليدية، وخاصة في الفصول الدراسية ذات الكثافة الطلابية العالية، كما هو الحال في معظم الدول النامية.
- إمكانية تنويع المصادر التعليمية المقدمة لكل متعلم بما يتناسب مع الاستجابات التي يقدمها خلال مسار تعلمه عبر البرامج التكيفية، حيث تشمل الرسوم المتحركة، وأشرطة الفيديو، والرسوم البيانية التفاعلية والميزات الأخرى القائمة على الويب التي تم إدخالها عند الحاجة إليها من قبل المتعلم.
- التكنولوجيا المتقدمة تمكن المتعلمين من اختيار المحتوى التكيفي وفقا لمستوى المعرفة لدى المتعلم، أو الحالة المعرفية الحالية، كما يمكن للأنظمة مراقبة عملية بناء المعرفة لكل متعلم في وقت واحد، وتقديم التغذية الراجعة الفورية وفقًا لاستجابات كل متعلم.
- دور المعلم التفاعلي في النظام يتمحور حول مساعدة المتعلمين على إتقان كل مهارة، وإعطاء اختبارات قصيرة حول المحتوى، والحفاظ على سرية النتيجة لكل متعلم، وتقديم المساعدة الإضافية. وأيضا يستطيع التعلم التكيفي أن يعطي المتعلمين تلميحاً عن مدى تقدمهم بالدرس، وما تبقى لهم لإكماله.
– أهداف التعلم التكيفي
- “إن الهدف الأساسي للتعلم التكيّفي يكمُن في التقليل من المقارنة الاجتماعية لطالب معين مع غيره من الطلبة، حيث يجب أن ينظر الطالب إلى الإيجابيات الخاصة به فقط، وأن يقارن نفسه بتطوره الذاتي وأهدافه الفردية. هكذا، يمكن أن يحافظ ويطور الطالب من ثقته بنفسه بالإضافة إلى خلق هوية تعليمية إيجابية خاصة به” فالتعلم التكيفي يعمل على تحقيق الأهداف الآتية:
- رفع مستوى التحصيل لدى المتعلمين، والحد من معدلات الرسوب والتسرب المدرسي نتيجة تدني التحصيل.
- تحقيق أهداف التعلم بفاعلية أكبر، بزيادة تفاعل المتعلم مع المادة التعليمية، وزيادة الدافعية نحو التعلم.
- مساعدة المتعلمين على تسريع التعليم، من خلال تصميم بيئة تعلم خاصة بكل متعلم، تناسب احتياجاته، وتُنمي مهارات التعلم الذاتي.
- جعل الطالب محور العملية التعليمية، مسئول عن تعلمه.
- تتبع تطور المتعلم، وتقدمه في المادة التعليمية.
- توفير إحصائيات دقيقة عن حاجات المتعلمين، ومدى تقدمهم أثناء التعلم وتحديد نقاط الضعف بدقة.
- المعلم موجه، وميسر لعملية التعلم، يقدم المساعدة لطلابه وقت الحاجة.
– آلية التعامل مع موقع smart Sparrow
أولا – أنشأ حساب خاص بالمستخدم على المنصة التعليمية كالتالي:
- نكتب في جوجل smart Sparrow ومن ثم نختار أو خيار للبحث أو نكتب العنوان مباشرة:
إليكم الدليل كاملا