مقدمة:
كمعلمين، نطرح الكثير من الأسئلة قبل الدرس وأثناءه وبعده، ولا عجب فى ذلك، فالأسئلة وسيلة ضرورية لمعرفة مدى ترسخ ما نريد أن نعلمه للطلاب. ولكن قد يطرح المعلم السؤال لمجرد السؤال، وقد تدخل عوامل أخرى تجعل من طرح الأسئلة مجرد فعل روتيني دون التحقق من توفر شروط الفعالية فيها. وتعتبر الأسئلة فعالة إذا أثرت في ثلاث مجالات حددها البحث العلمي كأساس لقياس فعالية أسئلة المعلم. وهذه المجالات هي التحصيل والاتجاه والتفكير، والسؤال بأبسط تعريف له هو جملة استفاهمية تحتاج استجابة، ومتى ما كانت الاستجابة صحيحة تيقن المعلم من أن السؤال المطروح أدى الغرض منه، وهذا لا يتحقق الا باتباع عدد من الإجراءات نقدمها لك أخي المعلم من خلال النصائح التالية:
1- خطط جيداً لأسئلة درسك قبل أن تباشر بالتدريس
ويجب أن يشمل تخطيطك الجوانب الآتية:
- الأهداف العامة والخاصة التى يجب تحقيقها.
- عدد الأسئلة الرئيسية التى تتناسب مع وقت الحصة.
- مستويات التفكير التى ترغب بتعزيزها.
- نوع الأسئلة ونسبة كل نوع.
2- معرفتك الجيدة بمحتوى المادة الدراسية التي تدرسها لطلبتك
وهذا يساعدك على:
- ربط السؤال بالأهداف التدريسية التي تسعى لتحقيقها.
- تنوع مستويات الأسئلة، كي لا تنحصر في المستويات الدنيا وحدها.
- ربط الأسئلة بخصائص الطلاب وقدراتهم العقلية، ومستوى الصف الدراسي.
- ترتيب الأسئلة بشكل منطقي.
- طرح أسئلة الحاجة وهي الأسئلة التي تظهر عند الحاجة إلى جمع معلومات محددة تساعد في المضي قُدماً نحو حل التمرين أو التطبيق.
- طرح السؤال المناسب في الوقت المناسب، فأسئلة بداية الدرس تختلف عن أسئلة وسط الدرس ونهايته، كما أن أسئلة بداية الانهماك في نشاط معين تختلف عن أسئلة النهاية.
3- إمتلاكك المهارة والإدراك أن أسئلتك قد تتطلب التعديل أثناء الدرس
وهذا بسبب:
- الاختلافات والفروق الفردية بين الطلاب.
- إختلاف خطوات تنفيذ المهة أو النشاط من طالب لآخر.
- تكييف الأسئلة لتغطي مستوى معرفيا معينا أو لترجح كفة مستوى معرفي على آخر، فقد يرى المعلم ووفقاً لاستجابات الطلاب زيادة أسئلة المستوى المعرفي لبناء القاعدة المعرفية أو العكس.
4- أن تعمل أسئلتك على بناء القاعدة المعرفية أولاً
وذلك بتتبع الخطوات الآتية في طرح الأسئلة:
- ابدأ أولاً بالأسئلة المغلقة ( الأسئلة التقاربية) لتكوين أساس معرفي كاف، وأسئلة مستوى التذكر حسب تصنيف بلوم تمكن من تحقيق ذلك.
- ثم بالأسئلة المفتوحة (الأسئلة التباعدية) للوصول للمستويات العليا، وحسب تصنيف بلوم فمستويات التحليل والتركيب والتقويم تحقق ذلك.
5- أن تركز أسئلتك على موضوع الدرس
وهذا يساعد على بلوغ الأهداف الدراسية من خلال :
- تحليل محتوى الدرس جيداً.
- تطوير ذاتك فى هذا المجال بعدة طرق، منها التقويم الذاتي لمدى مطابقة أسئلتك المخطط لها مع أسئلتك المطروحة أثناء الدرس.
- إن كنت معلما مبتدئا، فيمكن أن تبدأ بأسئلة بسيطة ثم تتدرج نحو مستويات أعلى.
6- اطرح أسئلتك بطريقة بسيطة وبشكل دقيق ومباشر
ويتطلب ذلك:
- تحديد المطلوب بدقة.
- حصر المطلوب في شيء واحد.
- استخدام ألفاظ مألوفة وواضحة.
- الإيجاز وصحة التركيب اللغوي.
- أن تكون الأسئلة واضحة في ذهنك.
- تجنب الأسئلة متعددة الإجابات، وهذا لا يعني أن تكون أسئلتك (بنعم) أو (لا) فقط إلا اذا اقتضت الضرورة ذلك.
- اعتمد على الأسئلة السابقة و ابن عليها الأسئلة التي تليها حالما تتم الإجابة عليها.
- أن يكون غرضك من السؤال واضحاً، هل هو من أجل إثارة الاهتمام أو تحفيز التفكير أو لتعزيز حقيقة أو مفهوم أو غيرها…
7- اطرح السؤال قبل تحديد الطالب الذى سيجيب عنه
والهدف من ذلك:
- جعل جميع الطلاب فى حالة انتباه.
- تفادي حالة عدم الانتظام والفوضى التي قد تنتج عن الإجابة الجماعية.
- إشراك الطلاب المتطوعين وغير المتطوعين.
- إشراك أكبر عدد من الطلاب متبايني التحصيل.
8- اصغ بانتباه إلى إجابات الطلاب ولا تكرر اجاباتهم
والفوائد التي يمكن أن تجنيها من هذا الإجراء:
- تقديم التغذية الراجعة لجميع الطلاب وبالقدر ذاته.
- تقديم التعزيز اللفظي وغير اللفظي على أن يكون بعبارات حقيقية دون الإفراط في الثناء.
- تمييز إجابات الطلاب حتى لا يقتصر التعزيز على الإجابات الصحيحة، بل تعمل على تعزيز الإجابات القريبة من الصواب أيضاً.
9- لا تنتقل من طالب لآخر قبل أن تعطي الطالب الأول فرصة للتوصل لإجابة افضل
وهذا له عدة فوائد منها:
- إشعار الطلاب بطيئي التعلم وذوي القدرات العقلية المحدودة باهتمام المعلم.
- تشجيع الطلاب بطيئي التعلم على المشاركة دون خوفهم من التعرض للسخرية من زملائهم.
- مساعدة الطالب على اكتشاف الخطأ في جوابه بنفسه.
- الطلب من المتعلم التفكير مرة أخرى في السؤال، وقد يعاد السؤال له بعبارات أسهل أو يتم تجزئة السؤال إلى عدة أسئلة فرعية أو طرح أسئلة أخرى سابرة تساعده على كشف الخطأ.
10- الجأ لإستخدام وقت الانتظار، وتذكر أن أسئلة المستويات الأعلى تتطلب وقت انتظار أطول
ولوقت الانتظار العديد من الفوائد منها:
- يفسح وقت الانتظار الباب أمام الطلبة للتفكير والإبداع.
- يعطي الطلاب إجابة أطول وأكثر اكتمالاً بدل الإجابات القصيرة.
- يزيد عدد الأسئلة التي يوجهها الطلاب مقابل عدد أقل من الأسئلة من المعلم.
- زيادة عدد التجارب العلمية المقترحة وتعدد المداخل والطرق لحل المسائل العلمية.
- يستطيع الطلاب تقديم عدد أكبر من الاستدلالات العقلية المنطقية والمعقولة.
- تزيد مشاركة الطلاب بطيئي التعلم.
11- لا تجعل أسلوبك في طرح الأسئلة روتينياً
وهناك العديد من الأدوات والأساليب لذلك منها:
- اطرح أنواعاً مختلفة من الأسئلة.
- استخدم الأسئلة لتوجيه طلابك وتفاعل معهم عن طريق تبادل الأفكار بدلاً من استجوابهم.
- اكتب الأسئلة فى قصاصات ورقية ملونة.
- أشرك الطلاب في طرح الأسئلة على زملائهم وأظهر الحماس والتقدير للطالب الذي يطرح سؤالاً أثناء الدرس.
- استفد من الأفكار التي يطرحها الطلاب بنفسهم.
- استخدم أساليب متنوعة تساعد على توليد الأسئلة ومنها كمثال: تنظيم مسابقة بين عدد من الطلاب لطرح عدد من الأسئلة.
- اذكر الإجابة ثم اطلب السؤال، ويمكن أن يكون ذلك على شكل قصاصات بها الإجابات وأخرى تضم الأسئلة توزع على الطلاب ثم تتم المزواجة بين السؤال والإجابة.
خاتمة:
الأسئلة إحدى أدوات القياس المهمة في التدريس، وعلى المعلم أن يمتلك الرصيد المعرفي الكافي في كيفية التخطيط لها وإعدادها وتوجيهها والتحكم فيها، والعمل على تطوير مهاراته في استخدامها مما يساعده على إثارة المناقشات الممتعة والتفكير المنتج عند الطلاب. فالأسئلة الجيدة تعد أسلوباً فعالاً لتنمية الاتجاهات المرغوبة وتكوين الميول، ومد الطلاب بطرق جديدة للتعامل مع المادة الدراسية، وجعل التقويم ذا هدف وقيمة. وقد قصدنا فى هذا المقال إيراد أهم أساليب تفعيلها في شكل نصائح إجرائية يمكن أن تشكل نقاط رئيسة لك أخي المعلم تستند عليها لتتوسع في هذا الموضوع أكثر.
المراجع:
- تعليم العلوم لجميع الاطفال، رالف مارتن، ترجمة غدير ابراهيم زيزفون واخرون المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – ادارة التربية، المركز العربى للتعريب دمشق، 1998.
- http://teachingskills4.blogspot.com/2013/11/blog- post_24.html