مقدمة:
في عصر التكنولوجيا المتقدمة والتطور الرقمي المتسارع، أصبح من الضروري تبني استراتيجيات تعليمية حديثة تتماشى مع متطلبات القرن الواحد والعشرين. يعد منحى STEM (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات) science, Technology, engineering and Mathematics من المداخل العالمية الحديثة في المجال التعليمي، ويعني ذلك تدريس الموضوعات في سياق متكامل ما بين المعارف العلمية، والتقنيات الحديثة، والهندسة والرياضيات، ويعتمد تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات على الفلسفة القائمة على منهج تعليمي يقوم بدمج صورة مقصودة مكونة من المفاهيم والممارسات التعليمية في مجالات العلوم والرياضيات مع مفاهيم وممارسات التكنولوجيا والتعليم الهندسي والذي يؤدي بدوره إلى تكوين وإنشاء معارف جديدة، حيث يعتبر هذا المنهج القائم على المشروعات والاكتشافات والتساؤلات من الطلبة الذي يسمح لهم بإجراء اتصالات بالمتخصصين ، والخبراء سواء كانوا من داخل المدرسة أو من خارجها. (العامودي، 2017)
ويرجع تقدم الولايات المتحدة الأمريكية، إلى اهتمامها بمجالات العلوم والرياضيات، وتطوير هذه العلوم، مما ساهم ذلك في نجاحها وتقدمها عالميا، وفي عام 1990 قامت الولايات المتحدة الامريكية بإضفاء البعد الرسمي على تعليم المناهج المتعلقة بالعلوم والهندسة والرياضيات والتكنولوجيا STEM، في المدارس الامريكية بطريقة تكاملية، ويوجد في الولايات المتحدة الامريكية عدد كبير من هذه المدارس التي تقوم على المنهج التكاملي في الهندسة والرياضيات والتكنولوجيا STEM، وقد تم تصنيف هذه المدارس إلى أربعة أنماط رئيسية تتمثل في: (مدارس النخبة، والمدارس الشاملة المتمركزة حول تعليم STEM ، ومدارس التعليم التقني والمهني المتمركز حول تعليم STEM ، ومدارس التعليم الثانوي الشامل التي لا تركز على التعليم بحسب منحى STEM، وقد حرص القائمون على العملية التعليمية منذ بداية القرن الحادي والعشرين على توظيف التكنولوجيا وتقنيات الاتصال الحديثة في العملية التعليمية، كي يتم الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تطوير وتحسين العملية التعليمية، وبدأ الاهتمام بالوسائل المسموعة، ثم وسائل العرض المرئية، وظهرت الوسائل السمعية والبصرية كميدان تربوي جديد، ثم بدأت تظهر المصطلحات التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية، ومن أهم مستجدات العملية التعليمية هي القصص الرقمية، وتقوم فكرة القصص الرقمية على تحويل المواقف التعليمية التقليدية إلى رقمية من خلال توظيف الوسائط المتعددة مثل الصوت والصورة والحركة فيها، مما يضيف حياة إلى الموضوع ويزيد من جاذبيته وفاعليته في العملية التعليمية، وتساهم هذه الطريقة في إيصال الموضوع والمعلومات بطريقة سهله وبسيطة تجذب التلاميذ وخاصة طلاب المرحلة الأولى. (and Erlina, 2018 Rahayu, Syafrilb, Pahrudinb, Satarc, Halima)
مفهوم STEM وتوظيفه في التعلم والتعليم:
تقوم مناهج STEM بشكل أساسي على تحويل الفصول الدراسية التي تتمركز المعلم بشكل أساسي إلى فصول إبداعية يصبح المعلم بها موجه للطلبة نحو الاستكشاف والتعلم وحل المشكلات والتعلم ويكون الطالب هو محور العملية التعليمية، وتتمركز حول المتعلم بدلا من المعلم، حيث يكون دور المعلم ً موجه للعملية التعليمية يقوم بتحفيز الطلبة على المشاركة ووضع التحديات وحلها، كما يقوم على توفير وتهيئة بيئة التعليم بطريقة تساعد المتعلمين على الاستمتاع والانخراط في ورش عمل تتكامل بين فروع العلوم، وهو ما يساعد المتعلمين على فهم وإدراك العلوم المختلفة بطريقة بسيطة وبأسلوب تعلم مميز وجذاب، بحيث يمتد أثر تعلم هذه المهارات ليشمل جميع أنشطة العملية التعليمية. (العامودي، 2017)
ويعد تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في إطار متكامل أحد متطلبات متعلم القرن الحادي والعشرين؛ وذلك لما يتميز به هذا القرن من سرعة التغيرات والثورة التكنولوجية الهائلة ، كما أن متعلمين اليوم ليسوا كمتعلمين السابق، فهم يتميزون بالمشاركة وكثرة التساؤلات، ويساعد تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في إيجاد مسارات وفرص تعليمية تعمل على تزويد الطالب بخبرات تعليمية ومهنية ذات جودة عالية في هذه التخصصات مما يؤدي بدوره إلى تأهيلهم إلى يؤهلهم وظائف مستقبلية أفضل، ويساعدهم في اكتساب مهارات معالجة الموضوعات والقضايا والأحداث ذات المتعلقة بتوجه العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات،ـ مما يجعل منهم افرادا قادرين على التفكير والإبداع ومواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وبناء وتصميم وتنفيذ مواد تعليمية قائمة على الإبداع ومهارات التفكير لدى الطالب لتنمية مهارات التحليل والاستكشاف ضمن أُطر هذه المجالات، وبناء أنشطة متكاملة تحفز الطالب على الاستكشاف والإبداع، وابتكار وسائل عديدة تسهل من المعاملات في القرن الحادي والعشرين؛ ويحدث ذلك من خلال الاستعانة باستراتيجيات نقل الخبرات التعليمية الفاعلة التي تعكس تمكنهم العلمي، مثل: الاستقصاء، وحل المشكلات، والتعلم النشط، والتعلم القائم على المشروعات، وفرق العمل.. إلخ.
( الدغيم، 2017)
بحسب (رضوان، 2019)، تهدف مدارس STEM إلى تعزيز قدرات الطلاب على ربط العلوم النظرية بالتطبيقات التكنولوجية بهدف خدمة المجتمع، ويتم ذلك من خلال تحقيق التكامل بين أربعة مجالات رئيسية متمثلة في الآتي:
- العلوم: ويقوم هذا المجال على اكتساب أكبر قدر من المعرفة في العلوم المختلفة لكي يتم استخدام المعرفة العلمية لفهم العالم الطبيعي.
- . التكنولوجيا: ويقوم هذا المجال على توظيف الوسائل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في العملية التعليمية، بهدف المقدرة على توظيف المهارات اللازمة لتحليل تأثير التكنولوجيا على الفرد والعالم.
- الهندسة: وتعني القدرة على التصميم الهندسي والإبداع والابتكار في التصاميم الهندسية من خلال تطبيق المبادئ العلمية والرياضية لغايات وأهداف عملية.
- الرياضيات: وهي تعني القدرة على إدراك الأفكار في صورة رمزية مجردة والقيام بتحليلها بالإضافة إلى صياغة وحل المشكلات الرياضية. وتطبيقها واقعيا.
- الأهداف العامة لمدارس STEM على المستوى العالمي:
- تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين، وإكسابها للطلاب من خلال دعم أعمق للتعلم ونقل المعرفة عبر مناهج متكاملة تساعدهم في مواجهة المشكلات العصرية، ومحو أمية STEM ، وتمكنهم من الالتحاق بالجامعات ذات الصلة، وتوفير القوى العاملة في مجالات .STEM
- تنمية الطلاب من أجل أن يكونوا ركيزة للبحث والتطوير، وتطوير مهاراتهم، وتطبيق مفاهيمSTEM في الواقع.
- تطوير الثقافة العامة والمهنية للطالب ومهارات العمل الجماعي، وزيادة الثقة بالنفس، وتطوير مهارات استخدام المعلومات في إنتاج المعرفة، وتعزيز الرؤية ا للمعايير الدولية ليكونوا صالحين لمواجهة المجتمع العصري بمختلف تحدياته.
- خلق جيل جديد ذي عقليات مبتكرة، من خلال تنمية الطالب ليصبحوا مفكرين ومبتكرين وناقدين وقادرين على حل المشكلات بطرق مبتكرة وخالقة، وتنمية الاعتماد على النفس، وتوجيههم، وربطهم ببيئة التعلم الجماعي والتعاوني ليكونوا صالحين مدى الحياة.
- تطوير الثقافة العامة والمهنية للطالب ومهارات العمل الجماعي، وزيادة الثقة بالنفس، وتطوير مهارات استخدام المعلومات في إنتاج المعرفة، وتعزيز الرؤية للمعايير الدولية
- تطوير مهارات الطالب للنجاح في الاقتصاد التكنولوجي في القرن الحادي والعشرين، وزيادة تصورات الطالب في قيمة STEM لحياتهم. وتوفير المعلمين وتزويدهم للمحتوى العلمي STEM.
- إعداد الطالب للعالم والتعاون حول قضايا العالم الحقيقي في عصر المعرفة، والتكيف في عالم سريع ودائم التغيير ومواجهة قضايا المجتمع والعمل على حلها بشكل أساسي.
- تطوير مهارات الطالب وخبراتهم في البحث التطبيقي في مجالات ذات أهمية على المستوى الوطني ، والمستوى الدولي. (Committee On Stem Education,2018)
معلم المدارس التي تطبق منحى STEM:
يقوم معلم مدارس STEM بدور الميسر، فهو يقوم بتوجيه الطلاب وتطوير بيئة التعلم بما يتناسب مع المناهج، وبناء الأسئلة، وصياغة المشكلات كما عليه تنظيم نجاح الطالب بتقديم ا على ً الأهداف المرحلية ليضمن بقاء مشاريع الطالب وفهمهم العميق موجها على المستهدف من البحث، ومن المهم للمعلمين عدم تزويد الطلاب بإجابات، وعليهم ترك المساحة للطلاب للبحث عن حلول للمشكلات التي تواجههم في العملية التعليمية، كما يتميز معلم مدارس STEM بقدرات عقلية فائقة، تمكنه من إدارة العملية التعليمية على نحو علمي جديد، ً ولابد من أن يكون قادرا على استخدام التقنيات الحديثة في عملية التعليم والتعلم. ، وقادر على تصفح الموضوعات ذات الصلة بتخصصه من خلال شبكات المعلومات، ومن أهم مهامه تزويد الطالب بتوجه مشترك أو بؤرة مشتركة، ويتحقق ذلك بإخبار الطالب بما تتوقع منهم أن يحققوه أو ينجزوه من المشروع، ومساعدة الطلاب على ربط الحياة الواقعية بما يتعلمونه، كما يقوم بالإشراف على مشاريع الطلاب، ويسمح لهم بالتعاون مع المجتمع الخارجي والمعلمين. Parminder K. Singh ,2019))
أهم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع:
- دراسة رضوان (2019)، دراسة بعنوان ” مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM في الولايات المتحدة الأمريكية ومصر”، وتستهدف الدراسة التعرف على أوجه التشابه وأوجه الاختلاف بين مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEMفي مصر بما يتوافق مع الأسس الفكرية لتلك المدرسة، وبالاستفادة من خبرة الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الإطار، وبما يتسق مع الأوضاع الثقافية المصرية، واعتمدت الدراسة على المنهج المقارن، وتوصلت لعدة نتائج هامة من أهمها: إلى أن مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا في مصر والتي بدأت بافتتاح أول مدرسة للمتفوقين في العلوم والتكنولوجيا عام 2011، وتناولت الدراسة مفهوم منحى STEM، وفلسفة مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة، والرياضيات، كما تناولت دور المعلم والطالب في هذه المدارس وأهدافها، وتضمنت الدراسة رؤية مقترحة شاملة الصعوبات التي تواجهها.
- دراسة المالكي (2018)، دراسة بعنوان فاعلية تدريس العلوم بمدخل STEM، في تنمية مهارات البحث بمعايير ISEF لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وتهدف الدراسة إلى التعرف على مدى فاعلية تدريس العلوم بوحدة الأنظمة البيئية وفق مدخل سيتم، في البحث العلمي بمعايير أنموذج Intel ISEF لدى طلاب الصف الخامس الابتدائي في جدة، وقد تم اتباع التصميم شبه التجريبي لمجموعتين (تجريبية وضابطة) أجرى عليهم القياس القبلي والبعدي باستخدام مهارات البحث العلمي وفق معايير مسابقة Intel ISEF ، درس طلاب المجموعة التجريبية وحدة الأنظمة البيئية، باستخدام دليل المعلم بمدخل STEM، ودرس طلاب المجموعة الضابطة وحدة الأنظمة البيئية بالأساليب التدريسية المعتادة، وعدد الطلاب (35) طالبا لكل مجموعة، وتوصلت الدراسة لعدة نتائج هامة من أهمها: عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة في التطبيق.
- دراسة (موسى، 2019) دراسة بعنوان ” فاعلية وحدة في العلوم مصممة وفق منحى STEM التكاملي في تنمية الممارسات العلمية لدى طالبات الصف التاسع” تستهدف الدراسة الكشف عن فاعلية وحدة في العلوم مصممة وفق منحى STEM التكاملي في تنمية الممارسات العلمية لدى طالبات الصف التاسع، اتبعت الباحثة في ذلك المنهجين الوصفي )الأسلوب التحليلي: تحليل المضمون، والمنهج شبه التجريبي (تصميم المجموعة الواحدة: قبلي- بعدي()، وقد أجريت الدراسة على 40 طالبة من طالبات الصف التاسع بمدرسة طيبة الثانوية للبنات مديرية التربية والتعليم شرق خان يونس، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج هامة من أهمها: وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات الممارسات العلمية في التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة الملاحظة.
- دراسة راهايو وآخرين (and Erlina, 2018 Rahayu, Syafrilb, Pahrudinb, Satarc, Halima)
وتستهدف الدراسة التعرف على المشكلات المرتبطة باستخدام STEM في المدارس الثانوية، والتي يتعلق أحدها بنوعية المعلمين، واستخدمت الدراسات السابقة كمرجع، وتوصلت الدراسة لعدة نتائج، من أهمها أن المنهاج وفق STEM هي مناهج فعالة، وثبت أن يحسن من أداء المعلمين.
- دراسة القرني(2018) ، تهدف الدراسة إلى بناء برنامج تدريبي مقترح لتنميــة الكفــايات المهنيــة لــدى أعضـاء هيئــة التدريـس بالكليــات العلميــة بجامعــة بيشــة في ضــوء متطلبــات مدخـل التكامـل بــن العلــوم والتقنيــة والهندســة STEM وقام الباحث بإعداد استبيانه لجمع بيانات الدراسة، وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج هامة من أهمها أن درجة احتياج الفئة المستهدفة للتدريب كبيرة في جميع الكفايات المهنية.
التعليق على الدراسات السابقة:
تناولت الدراسات السابقة مفهوم نظام STEM والأسس التي يقوم عليها، وبعضها تناول تخطيط مناهج دراسية وفق نظام STEM ودرس الصعوبات التي تواجه هذا التخطيط، معظم هذه الدراسات تناولت تصميم منهج العلوم وفق نظام STEM ، فيما تناولت أحد الدراسات المشكلات التي تواجه تطبيق نظام STEM كدراسة (راهايو وآخرين ، 2018)، وقد توصلت معظم الدراسات إلى أن تطبيق نظام STEM يزيد من فاعلية العملية التعليمية، ويحسن من مستوى إدارتها.
مفهوم Digital Storytelling رواية القصة الرقمية وتوظيفها في التعليم والتعلم.
تعددت التعريفات التي تناولت مفهوم القصة الرقمية ولكننا سنوضح بعض التعريفات منها، كالتالي:
- عرفت القصة الرقمية على أنها ” حكاية نثرية واقعية أو خيالية تقوم تقوم على المزج المنظم للصور والخرائط والنصوص والخلفيات الموسيقية والتعليق الصوتي بغرض تجسيد الأحداث والشخصيات والمواقف والظاهرات التي تدعم تحقيق هدف أو أكثر من أهداف تعلم المادة الدراسية”.
(علان، 2019، ص: 12)
- كما عرفها (مهدي، 2018) على أنها “عبارة عن عملية تحويل للقصة التقليدية المجردة إلى قصة تعمل من خلال وسيط الكتروني يتم تصميمه بتكنولوجيا التعلم الإلكتروني والوسائط المتعددة واستخدام برمجيات الوسائط وتوظيفها بما تتضمنه من صور و سرد مسجل ومؤثرات صوتية”.
- كما عرفها (الغامدي، 2018) على أنها ” قصة تدور حول فكرة الجمع بين فن سرد القصص مع مجموعة متنوعة من الوسائط المتعددة الرقمية مثل: الصور، الصوت، والفيديو، كما يقوم هذا النوع من القصص على ايجاد خليط من بعض الرسومات الرقمية، والنصوص، والسرد المسجل، والصوت، والفيديو، والموسيقى، لتقديم معلومات حول موضوع محدد”.
الدراسات السابقة
- دراسة (جمحاوي، 2018) بعنوان ” أثر استخدام القصص الرقمية في تحصيل طالبات الصف الرابع الأساسي في مبحث التربية الفنية “.
والتي هدفت إلى التعرف على أثر استخدام القصص الرقمية في تحصيل طلاب الصف الرابع الابتدائي في التربية الفنية، وقد قام الباحث باستخدام المنهج شبه التجريبي على عينة تكونت من 82 طالب من طلاب مدرسة ميسلون الأساسية للبنات. وقام الباحث بتقسيم العينة إلى مجموعتين تجريبيتين تكونت كل مجموعة من 41 طالب. وقام الباحث باستخدام القصة الرقمية كوسيلة للتعلم. وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة إحصائياً عند مستوى دلالة 0.05 في تحصيل الطالبات في التربية الفنية وذلك يعزى لأثر طريقة التدريس كما جاءت النتائئج لصالح المجموعة التجريبية.
- دراسة (إبراهيم، 2018) بعنوان ” فاعلية استخدام برنامج مصمم القصص الرقمية في عالج الأخطاء الإملائية لدى متعلمين اللغة العربية الناطقين بلغات أخر”.
وقد هدفت هذه الدراسة إلى محاولة بحث فاعلية استخدام برنامج مصمم القصص الرقمية في علاج الأخطاء الإملائية لدى متعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى. وقد تم استدام المنهج الوصفي والمنهج شبه التجريبي داخل هذه الدراسة، كما تكونت عينة الدراسة من 50 طالب، مقسمين على مجموعتين أحداهما تجريبية والأخرى ضابطة بلغت عدد كل مجموعة حوالي 25 طالب. وقد قامت الباحثة خلال هذه الدراسة بإعداد اختبار تشخيصي، وقائمة بالأخطاء الإملائية، واختبار الإملاء، وقائمة بالمعايير اللازمة لتصميم البرنامج الإلكتروني. وقد أظهرت الدراسة وجودج فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة 0.01 بين طلاب المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة فيب المقياس البعدي لاختبار الإملاء لصالح المجموعة التجريبية.
- دراسة (الشناوي، 2018):
والتي هدفت إلى التعرف على أثر توظيف القصص الرقمية في تنمية بعض المفاهيم الصحية لدى أطفال الروضة، وقد قام الباحث باستخدام المنهج شبة التجريبي على عينة تكونت من 80 طفل من أطفال الروضة في المملكة العربية السعودية، وقد تم تقسيم العينة إلى مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة تكونت كلاً منها من 40 طفل. وقام الباحث باستحدام اختبار المفاهمي الصحية المصورة لطفل الروضة، ومجموعة من القصص الرقمية حول المفاهيم الصحية، وقد أظهرت النتائج وجود فروق دالة بين متوسطي درجات أطفال المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في القياس البعدي لاختبار المفاهيم الصحية المصورة لصالح المجموعة التجريبية. كما توصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة بين متوسطي المجموعة التجريبية في القياس القبلي والبعدي لاختبار المفاهيم الصحية المصورة لصالح القياس البعدي.
- دراسة (بدوي، 2018) بعنوان:
والتي هدفت إلى تقييم وتطوير مهارات القراءاة الناقدة باستخدام البيئة التفاعلية في القصة الرقمية لدى طلاب الصف الثالث الإعدادي. وقد قام الباحث باستخدام المنهج الوصفي والمنهج شقبة التجريبي على عينة تكونت من 56 طالب، تم تقسيمهم إلى مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، حيث تكونت كل المجموعة التجريبية من 29 طالب، بينما تكونت المجموعة ضابطة من 37 من الطلبة وقد توصلت الدراسىة إلى أن الكتب المدرسية لها القدرة على تنمية مهارات القراءة الناقدة بنسبة 53%، وأظهرت الدراسة وجود فروق دالة بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في اختبار القراءة الناقدة لصالح التجريبية.
- دراسة (Okyay, Kand, 2018)
والتي هدفت إلى معرفة تأثير قراءة القصة التفاعلية في تنمية اللغة التعبيرية والاستقبالية لدى الأطفال في سن (4 – 6) سنوات، في مدينة أنقرة. وقد قام الباحثان باستخدام المنهج التجريبي والمنهج الوصفي على عينة مكونة من 52 طفل، تم تقسيمهم إلى مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة تكونت كلاً منها من حوالي 26 طفل. وقد قام الباحثان باستخدام نموذج المعلومات العامة، واختبار اللعة التعبيرة في تركيا، وبطاقة ملاحظة للمعلم، ومقابلة مع المعلم وأوليا الأمور. وقد أظهرت الدراسة وجود فروق ذات دلالة بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية، ودرجات المجموعة الضابطة في القياس البعدي لاختبار اللغة التعبيرية لصالح المجموعة التجريبية، كما أظهرت الدراسة أن للقصة التفاعلية تأثير جوهري في تنمية اللغة الاستقبالية للأطفال في سن 4 – 6 سنوات.
التعليق على الدراسات السابقة:
تناولت الدراسات السابقة أثر توظيف القصص الرقمية على فاعلية العملية التعليمية، وتوصلت جميع الدراسات السابقة إلى أن توظيف القصص الرقمية في العملية التعليمية له عدة مزايا من أهمها فاعلية العملية التعليمية، وتنمية قدرات الاطفال الإبداعية، كما اثبتت هذه الدراسات قدرة القصص الرقمية على معالجة الأخطاء الإملائية لدى المتعلمين، وأثبتت أن القصة الرقمية تعتبر أسلوب تعليمي جاذب للطلبة في أعلب الأحيان.
- عناصر القوة في نظام STEM ونظام Digital Storytelling
- يعتبر نظام STEM نظام فعال في العملية التعليمية، لما يقدمه من تنمية المهارات لمساعدة الطلاب على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
- يقوم نظام STEM على ربط العملية التعليمية بالواقع، ومشاركة المجتمع والتعاون في حل مشكلاته.
- دور المعلم في هذا النظام ميسر ومرشد للعملية التعليمية ويساهم في توجيه الطلاب لحل المشكلات، كما يقوم بصياغة المشكلات وتحديد اهداف العملية التعليمية.
- الطالب هو محور العملية التعليمية في هذا النظام، مما يجعل العملية التعليمية كلها تدور حول الطالب وبنائه.
- قدرة Digital Storytelling على جذب اهتمام الطلاب وتسهيل عملية التعلم.
- توظيف Digital Storytelling للوسائط المتعددة في العملية التعليمية مما يجعلها أكثر فاعلية.
(علان، 2019) و(الغامدي، 2018)
عناصر الضعف في نظام STEM ونظام Digital Storytelling
- تحتاج هذه الانظمة إلى توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية، الأمر الذي يشكل عائق أمام العملية التعليمية، في بعض البلدان لقلة الموارد المالية.
- تحتاج هذه الأنظمة إلى معلمين مدربين على مهارات القرن الحادي والعشرين، ومدربين على استخدام الوسائل التكنولوجية والتقنيات الحديثة في العملية التعليمية، وهو ما لا نجده على أرض الواقع.
- تحتاج هذه الأنظمة إلى مزيد من البحث حول مفهومها وكيفية تطبيقها، كي تحقق نجاح العملية التعليمية وزيادة فاعليتها.
(علان، 2019) و(الغامدي، 2018)
- مقترحات لتطوير الرؤى المستقبلية لكلا من المفهومين في ظل المتغيرات المتسارعة على نظم التعلم والتعليم والتدريس خاصة بعد جائحة كورونا:
- يجب تطوير النظام التعليمي وتحويله فلسفة التعليم القائمة على توفير هذا النوع من التعليم للبعض إلى توفير هذا التعليم للكافة، وتنشيطة في جميع المدارس.
- ولتحقيق ذلك يجب أن تلتزم الدولة بتوفير الدعم المالي لتطبيق نظام التعلم STEM في كافة المدارس التعليمية، وتطوير المدارس واشتمالها على الوسائط التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لتوظيفها في العملية التعليمية.
- يجب أن يتضمن هذا التعليم التطبيقي التأكيد على المبادئ الوطنية وتنمية الانتماء لدى التلاميذ
- توفير مراكز تدريب للمعلمين الغير قادرين على التعامل مع التقنيات الحديثة، وتدريب المعلمين على مهارات القرن الحادي والعشرين.
- تطوير الثقافة العامة لدى كل من الطلاب والمعلمين، وتنمية روح المساوة والتعاون في العملية التعليمية بين المدارس والمجتمع.
- القيام بندوات تثقفية توضح أهمية النظم الحديثة في العملية التعليمية وتوضيح مميزاتها وعيوبها، والصعوبات التي تواجهها.
- وضع مخطط واضح مع تحديد المدة الزمنية لتطبيق هذه الأنظمة التعليمية على مستوى الدولة وتحديد احتياجاتها المالية لدعم هذا النشاط.
- تطوير المناهج الدراسية بما يتناسب مع مهارات القرن الحادي والعشرين.
- وضع أساليب ومؤشرات لقياس مدى لبتقدم والوقوف على نقاط القوة والضعف.
وفيمايلي بعض البرامج المدرسية التي تعتمد على منحى STEM وتعمل على اكساب الطلبة العديد من المهارات وتنمية القدرات من خلال حضورهم لبرامج تدريبة متخصصة وورش ومؤتمرات علمية عديدة ومن الأمثلة على هذه البرامج:
- برنامج التصميم والهندسة.
- برنامج البرمجة الحاسوبية.
- برنامج التطبيقات الذكية.
- برنامج جلوب، (برنامج عالمي).
- برنامج أنظمة وشبكات الكمبيوتر (سيسكو)، (برنامج عالمي).
- برنامج مايكروبت، (برنامج عالمي).
- برنامج تطبيقات مايكروسوفت التعليمية.
يقوم الطلبة خلال هذه البرامج بتطبيق عملي لما يتعلموه بالغرفة الصفية من علوم نظرية ودمج هذه العلوم معا وصولا إلى تعلم فعّال ينمي القدرات التعلمية العليا عند الطلبة وعلى رأسها الإبتكار (بحسب هرم بلوم الحديث).
- وكمثال على هذه البرنامج سوف أتعرض هنا إلى برنامج تطبيقات مايكروسوفت التعليمية نظرا لأهميته وكثرة استخدامه في التعليم حيث تقدم شركة مايكروسوفت عددا من التطبيقات التعليمية المعززة لقدرات المعلمين لدعم التحول الرقمي في مجال التعلم والتعليم وذلك لتحقيق مخرجات تعليمية أفضل لبناء جيل من الكفاءات القادرة على مواكبة العصر، ومن هذه التطبيقات:
(OneNote،SWAY،Team، تطبيقات الرياضيات) وغيرها، بحيث تضمن هدده التطبيقات تحسين التفاعل الاكاديمي بين الطلاب و المعلمين و بين الطلاب أنفسهم و ضمن المؤسسة التعليمية ككل.
مخرجات/ أهداف البرنامج:
يتوقع من المعلمين ما يلي:
- التعرف على الأدوات والتطبيقات المقدمة من مايكروسوفت.
- التدريب على استخدام هدده التطبيقات.
- تفعيل أدوات وتطبيقات مايكروسوفت في الاعداد والتدريس والتقييم والتحليل.
- استخدام أدوات و تطبيقات مايكروسوفت للتواصل ما بين الكادر الاكاديمي من جهة و ما بين الكادر الأكاديمي و الطلاب.
- الانخراط بمجتمع مايكروسوفت التعليمي العالمي.
يتوقع من الطلبة:
- التعرف على الأدوات والتطبيقات المقدمة من مايكروسوفت.
- التدريب على استخدام هدده التطبيقات.
- تفعيل استخدام هدده الأدوات والتطبيقات كمصادر للتعلم من جهة وللتواصل من جهة أخرى.
استراتيجيات التعلم المتبعة:
يفعل البرنامج استراتيجيات التعلم النشط و تتضمن: التعلم الذاتي، التعلم التعاوني، العصف الذهني، حل المشكلات، تعلم الاقران والتعلم باللعب.
كما يحفز البرنامج التفكير الإبداعي و التفكير الناقد لدى الطلبة.
الخاتمة:
نظرا لما شهده العقدان الأخيران تطور كبير في مجال التعليم، انتقل فيه من النمط المتمركز حول المعلم إلى النمط المتمركز حول الطالب، حيث يقوم الطلبة بالتعلم من خلال الأنشطة والتجريب والبحث والاستقصاء، والأمر نفسه بالنسبة للمعلم الذي تغير دوره من مصدر يتمركز حوله التعليم إلى موجه للطلبة داخل الصف، ومع كل هذه التغيرات والتطورات، فقد أصبح من الضرورة بمكان وجود مناهج وأساليب جديدة في التعليم، تحقق للطالب إمكانية التعلم الذاتي والعمل ضمن فريق من أجل تحقيق أهداف يرسمها الطلبة بأنفسهم بمساعدة من المعلم، وهذا يحتاج بالضرورة إلى اللجوء إلى التكنولوجيا والمسائط المتعددة من نصوص وصور وفيديوهات ورسوم وتعلم كيفية التعامل مع هذه الوسائط وانتاجها من قبل المعلمين، وتعتبر كل القصة الرقمية ومنحى STEM أحد أهم هذه التكنولوجيا الخاصة بالتعليم، وقد بدأاستخدامهما ينتشر بالفعل في العديد من المؤسسات التعليمية، هذا الاستخدام الذي تزايد بعد جائحة كورونا وتداعياتها واضطرار مسؤولي التعليم إلى اللجوء الى التعليم عن بعد كخيار وحيدفي هذه المرحلة، إلا أن معوقات عدة ما زالت تقف عائقا في طريق هذا النمط من التعليم الذي يعتمدعلى الوسائط المتعددة وأهمها:
- الكلفة المالية العالية لهذه التكنولوجيا وأدواتها.
- ضرورة تدريب المعلمين على استخدامها.
- عدم توفر المستلزمات لدى كافة الطلبة وخصوصا في المناطق النائية أو الفقيرة.
- وجود قوى شد عكسي من أهالي ومعلمين ومسؤولين لا زالوا يؤيدون التعليم التقليدي.
إلا أنني أرى أن التغير في نماط وأساليب التعليم قادم لا محالة ولا بد للدول التي تريد أن تواكب العصر أن تدعم هذه الأنماط ماديا ولوجستيا ووظيفيا.
قائمة المراجع
المراجع العربية:
- العامودي، هالة سعيد احمد (2017)، تصورات الطالبة المعلمة تخصص علوم بكلية التربية جامعة أم القرى حول مدخل STEMوعلاقتها بالأداء التدريسي في التربية العملية، مجلة أم القرى للعلوم التربوية والنفسية، مج(8).
- الدغيم، خالد بن إبراهيم بن صالح (2017)، البنية المعرفية للطالب المعلم تخصص علوم فيما يتعلق بمجالات توجه STEM (العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات) وتعليم العلوم، مجلة الدراسات في المناهج والتدريس، ع (226)، الجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس.
- رضوان، عمر نصير مهران (2019)، مدارس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في الولايات المتحدة الأمريكية ومصر: دراسة مقارنة، مجلة التربية المقارنة والدولية، ع12، جامعة عين شمس، كلية التربية.
- علان، علا موسى(2019). فاعلية استخدام القصة الرقمية في تنمية مهارات القراءة الجهرية في مادة اللغة العربية لدى طلبة الصف الثاني األساسي ودافعيتهم نحوها، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية العلوم التربوية.
- مهدي، حسن ريحي(2018). التعليم الالكتروني نحو عالم رقمي، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع.
- الغامدي، مها عبدالعزيز(2018). أثر استدام القصة الرقمية في تنمية التفكير الابداعي لدى طالبات المرحلة المتوسطة، المؤتمر الثامن لتطوير التعليم العربي، جدة، السعودية.
- إبراهيم، تيغيرا(2018). فاعلية استخدام برنامج مصمم القصص الرقمية في عالج الأخطاء الإملائية لدى متعلمين اللغة العربية الناطقين بلغات أخر، جامعة العلوم الإسلامية، المدينة المنورة.
- جحماوي، ابتسام أحمد(2018). أثر استخدام القصص الرقمية في تحصيل طالبات الصف الرابع الأساسي في مبحث التربية الفنية، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر، غزة.
- الشناوي، مروة (2018). توظيف القصة الرقمية فغي تنمية بعض المفاهيم الصحية لدى طفل الروضة، مجلة الجامعة الاسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 26(3)، ص: 296-326.
المراجع الأجنبية
- Committee On Stem Education (2018), Charting A Course For Success: America’s Strategy For Stem Education, Washington, National Science & Technology Council, December 2018, P.4
- Parminder K. Singh (2019), “Supports For Persistence In Stem: Student And Parent Perspectives Of An Inclusive Stem High School”, A dissertation submitted to the School of Education in partial fulfillment of the requirements for the degree Doctor Of Education In Educational Leadership, California: Azusa Pacific University, May 2019, Pp. 19-20.
- .Okyay, Kand (2017) Impact of the Interactive Story Reading Method on Receptive and Expressive Language Vocabulسary of Children European, Journal of Educational Research, n(2), 375-406.