شارفت السنة الدراسية على الانتهاء إن لم تكن كذلك فعلا في معظم الدول العربية، وبغض النظر عن النتائج الدراسية التي تحصل عليها الطلاب، فالمدرسون قد يحسون بتعب ذهني و جسدي سيحتاجون معه إلى الراحة لتجديد الدماء و الاستعداد للعام الجديد.
بعض المدرسين يفضلون الاستجمام و السفر و آخرون يختارون قضاء العطلة الصيفية في البيت مع ذويهم. لكن هناك أيضا من يزاول مهنا حرة أو موسمية تدر عليه بعض المداخيل.
بين هذا و ذاك، لا يجب على المدرسين أن يتناسوا ما ينتظرهم من عمل مضن و شاق طوال السنة الدراسية الموالية، فالواحد منا يلزمه إعداد العدة المادية و النفسية وعدم القطيعة مع كل ما من شأنه الترويح عن النفس بطريقة مفيدة تنعكس إيجابا على المردود المهني.
هذه إذن بعض النصائح التي ستساعدك على استغلال العطلة الصيفية بطريقة منهجية تجعل من لحظات راحتك و استجمامك استعدادا و تربصا إعداديا ضمنيا.
1- الانقطاع عن العالم
الانقطاع عن العالم أحيانًا يمكنه أن يخفف من درجة توترنا و تعبنا النفسي… فلنعطِ أنفسنا فرصة الاختلاء بذواتنا ولو لأسبوع دون إنترنت و دون مؤثرات خارجية قد تصيبنا بتوتر لا نعي مصدره. اترك هاتفك الذكي لأيام معدودات وحافظ على أدنى مستويات التواصل مع العالم الخارجي، ستشعر بالراحة و الهدوء لدرجة أنك ربما ستقوم بأشياء لم تقم بها منذ فترة طويلة.
2- السفر و الاستجمام
لا يختلف اثنان على أن للسفر سحرا و تأثيرا فريدين طويلي المدى على نفسيتنا، خصوصا إذا كانت الوجهة مكانا لطالما أحببنا زيارته. استمتع بوقتك مع العائلة و اصرف ميزانية معينة للتسوق و الترفيه، لكن تذكر دائما أن العمل طيلة السنة يحتاج منا بعض الاستجمام و الاستمتاع و لو اختلفت الطرق و الوجهات المقصودة و الميزانيات المخصصة بين فرد و آخر.
3- التأنق و ممارسة الرياضة
علينا كمدرسين التفكير في الاعتناء بمظهرنا و ملبسنا أكثر، فنحن أمام مسؤولية إعطاء صورة مثالية تمثل قدوة للطلاب. لا تعني الأناقة قطعا أن تختار ملابس باهظة الثمن بل أن تركز على تناسق ما ترتديه من حيث النوع و اللون. ستجد حتما من يساعدك على ذلك و ينصحك إذا كانت لك الرغبة في ذلك. و تذكر دائما أن الاهتمام بالمظهر يؤثر إيجابا على نفسيتنا.
قم كذلك بتمارين رياضية يومية أو مارس لعبة مفيدة لجسمك و عقلك بمعية أطفالك و أصدقائك و تخلى عن عادات تسيء لك كالتدخين و الإفراط قي النوم و الأكل…
4- تعلُّمُ شيء جديد
قد يبدو لك الأمر عبئا جديدا لا يختلف عن العمل، لكن الأمر ليس بتلك الصورة التي تتخيلها، المدرس الناجح يسعى دائما إلى التطور، قم بالبحث عن شيء تود تعلمه كيفما كان، انبش في أحلام طفولتك، مارس هواياتك، ستجد الكثير مما يمكن تعلمه في هذه المواقع و بمساعدة محركات البحث التعليمية، فقط اختر ما يمتعك و يغريك و ستجد ضالتك بكل تأكيد.
5- قراءة الكتب
عادة في طريق الانقراض، و العطلة الصيفية ستكون حتما فرصتك الثمينة للتصالح معها. هناك العديد من الكتب التي تستحق منا الاهتمام، لا يهم إن كانت في الأدب أو التاريخ أو سيرة ذاتية أو حتى قصة قصيرة… في الأخير ستشعر بمتعة افتقدتها لمدة طويلة، ربما تجعلك تفكر مليا في قراءة المزيد من الكتب.
6- جرد حصيلة الإنجازات و الإخفاقات
قبل بداية السنة الدراسية الجديدة، لابأس من القيام ببعض النقد الذاتي و الوقوف على نقاط القوة و ما تم إنجازه و أيضا نقاط الضعف و الإخفاقات التي تميز بها مردودنا المهني في الموسم الدراسي الفارط. يجب التفكير إذن في سبل تجاوز الصعوبات المتعلقة بالتدريس و ضخ دماء جديدة للرفع من أدائنا و كل ما من شأنه تحقيق الإضافة النوعية في مسارنا المهني قصير و طويل المدى.
7- الاستعداد المبكر
سيكون من الجيد إعداد العدة مبكرا و التفكير في الموارد و الوسائل التعليمية التي ستستخدمها في الفصل، ولما لا تلك الخاصة بالتزيين و الديكور أيضا. ستمضي نصف النهار تقريبا في المدرسة كأي سنة مضت، إذن عليك أن تجهز نفسك في الأسابيع الأخيرة من العطلة بعيدا عن ضغوط الوقت و العمل و لتمنح نفسك قسطا من الراحة قد تحتاجه كثيرا إبان أيام العمل.
في الختام، قد تكون هناك بعض النصائح التي لا تناسبك لأنك فعلا تقوم بتلك الأشياء عادة أو لأنك لا تؤمن بجدواها أساسا، لكن من خلال الواقع و ما أراه من حولي، أجد أن رجل التعليم بصفة خاصة، في حاجة إلى إعادة النظر في طرق تدبيره للعطلة الصيفية و الخروج من الروتين السنوي الذي قد تعاني منه أسرته و حتى طلابه دون أن يعي خطورة ذلك.
good
مقال رائع ومناسب
نصائح رائعه بارك الله فيك
كلام رائع