لقد خلق الله الإنسان وميزه عن الكائنات الحية الأخرى بنعم عديدة، والتي منها نعمة التفكير الذي حضي باهتمام العديد من الباحثين والمربين والفلاسفة عبر التاريخ، ولقد عنيت جميع المدارس الفلسفية والفكرية والتربوية والنفسية بتنمية الفكر والتفكير لدى المتعلم.

وللتفكير مكانة متقدمة في الفكر التربوي الحديث والأدبيات التربوية والمؤتمرات التي عقدت لاسيما في العقود الثلاثة الأخيرة للبحث عن سبل تطوير التعليم وتحسين مخرجاته (عطية، 2015م).

ويشير الخليفة (2017م) إلى أبرز التوجهات العالمية الحديثة في بناء منهج مدرسي عصري، والتي يأتي في مقدمتها تعليم التفكير بحسبانه سمة إنسانية فريدة تجعل المتعلمين أكثر استقلالاً وابتكاراً وإنتاجاً، وجعل معيار التفوق متمثلاً في امتلاك المهارات واستخدامها، ومن تلك المهارات مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، ومهارات التفكير الإبداعي.

 وهذا نشاهده اليوم في المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة التعليم والهيئات والمؤسسات التعليمية التي استحدثت برامج عديدة في مجال تنمية التفكير كمقررات منفصلة منها المادة التي أقرتها وزارة التعليم في المرحلة الثانوية بمسمى مهارات التفكير الناقد والفلسفة، أو من خلال دمجها في المقررات الأخرى كالرياضيات والعلوم وغيرها.

مفاهيم متعددة للتفكير: يشير العياصرة (2011م) إلى مفهوم التفكير بمعناه المجرد هو: أعمال العقل أو تشغيله في أمر ما، وأهم أهم ما يميز الجنس البشري، وهو فهم مجرد كالعدالة، والظلم، والحقد، والشجاعة، لأن النشاطات التي يقوم بها الدماغ عند التفكير هي نشاطات غير مرئية وغير ملموسة، وما نلمسه في الواقع ليس إلا نواتج فعل التفكير، في المقابل يورد عطية (2015م) مفهوم التفكير بمعناه الضيق بأنه: سيل من الأفكار ينجم عن مشكلة أو قضية تستثير الذهن فينشط في البحث عن حل لها بتقليب ما هو متاح من أمور.

وأورد فتح الله (2008م، ص71) مجموعة من المفاهيم لطبيعة التفكير على النحو الآتي:

قاموس دريفر: سلسلة تتابع من الأفكار، تكون المشكلة على الأخص سبباً في حدوثه.

قاموس انجليش: نشاط لا يسوده الإدراك، به يتفهم الشيء الذي يهدف إليه.

قاموس وبستر: هو الفكر القادر على تنظيم تسلسل الأفكار.

مفهوم التفكير عند كوستا وبيرل كما يلي:

كوستا: معالجة عقلية للمدخلات الحسية تؤدي إلى تعرف الأمور والحكم عليها.

بيرل: نشاط عقلي يحدث في الدماغ عندما يتعرض إلى مثير معين عن طريق الحواس.

وقد تباينت وجهات نظر العلماء والباحثين التربويين حول مفهوم التفكير، إذ قدموا تعاريف مختلفة استناداً إلى أسس واتجاهات نظرية متعددة، الأمر الذي قاد إلى غياب الرؤية الموحدة عند العلماء والباحثين بخصوص مفهوم التفكير وأشكاله وأساليبه، إلا أن التفكير يمكن تمييزه بمجموعة من الخصائص التي أشار إليها أبو جادو ونوفل (2015م) على النحو الآتي:

1- التفكير سلوك هادف، فهو لا يحدث في فراغ أو بلا هدف.

2- التفكير سلوك تطوري يتغير كماً ونوعاً تبعاً لتطور الفرد وتراكم خبراته.

3- التفكير مفهوم نسبي فلا يعقل لفرد أن يصل لدرجة الكمال في التفكير ويمارس جميع أنواعه. 

4- يتشكل التفكير من تداخل عناصر البيئة التي يجري فيها التفكير والموقف أو الخبرة.

5- يحدث التفكير بأشكال وأنماط مختلفة قد تكون لفظية، أو رمزية، أو كمية، أو منطقية، أو مكانية، ولكل منها خصوصيته.

ويرجع ذلك كما أشار إليه (2011م) تعددت وتنوعت أنماط التفكير المختلفة؛ لأن التفكير العياصرة سلوك ذهني داخلي غير ملاحظ إلا عن طريق ما يعبر عنه من سلوك ملاحظ أو نتائج.

الأنماط المختلفة من التفكير:

يمكن تميزها وتصنفها حسب الأزواج المتناظرة وهو ما أشار إليه العتوم والجراح وبشارة (2011م) تصنيف على شكل نمطي ثنائي القطب حيث يحتمل كل نمط قطبين متعاكسين من حيث الخصائص ما بين التفكير التقاربي مقابل التفكير التباعدي، والتفكير المحسوس مقابل التفكير المجرد، والتفكير المعرفي مقابل التفكير ما وراء المعرفي، والتفكير الناقد مقابل التفكير الإبداعي، والتفكير التحليلي مقابل التفكير التركيبي، والتفكير الجانبي مقابل التفكير العمودي.  

ويضيف أبو جادو ونوفل (2015م) التفكير البسيط مقابل التفكير المعقد، والتفكير المستند إلى الجانب الأيمن للدماغ مقابل التفكير المستند إلى الجانب الأيسر للدماغ، ويتصف الجانب الأيمن بأنه إبداعي، وعاطفي، وكلي، في حين يتميز الجانب الأيسر بأنه منطقي، وتحليلي، وتتابعي، ورياضي. 

أهمية تنميته من خلال المنهج:

للتفكير أهمية كبيرة في العملية التربوية التعليمية، ومن ذلك ما يلي:

• التفكير الجيد يقود إلى فهم أعمق من خلال المنهج.  
• تنمية شخصية المتعلم بشكل متكامل.
• من خلال تعليم التفكير نتمكن من وضع معايير جديدة للتفكير الناقد والإبداعي.
• من خلال تعليم التفكير يتم بناء العديد من الاختبارات الموضوعية بناء على معايير تعليم التفكير.
• يحقق تضمين التفكير من خلال محتوى المنهج ما يلي:

• • الربط بين مهارات التفكير ومحتويات المقررات الدراسية يضع أساساً لتنمية مهارات التفكير من خلال سياق معرفي
  • من الناحية العملية تصبح عملية تعلم مهارات التفكير وتعليم محتوى المقرر الدراسي خطوتين في خطوة واحدة؛ بمعنى دمج مهارات التفكير في التدريس.

الاتجاهات الحديثة في تنمية التفكير من خلال المنهج:

المتتبع لاتجاهات تعليم وتعلم مهارات التفكير يلمس اختلافاً واضحاً بين الباحثين والقائمين في هذا المجال، إذ تباينت وجهات نظر العلماء والمفكرين حول الطرائق والأساليب المناسبة لتعليم مهارات التفكير، إذ يميل بعضهم إلى تدريس التفكير بوساطة برامج منفصلة قائمة بذاتها، فيما يرى فريق آخر من تدريس التفكير بوساطة محتوى المواد الدراسية المقررة، بينما يقف فريق ثالث موقفاً وسطياً قائماً على تخليق اتجاه توفيقي يجمع بين الاتجاه الأول والاتجاه الثاني.

الاتجاه الأول: اتجاه ينادي بتعليم التفكير كمادة مستقلة

يرى أنصار هذا الاتجاه أن يكون تعليم مهارات التفكير وعملياته بصور مباشر بغض النظر عن محتوى المواد الدراسية، ويسمى هذا الاتجاه بالاتجاه المباشر في تعليم التفكير (الأسلوب المستقل)، ويركز هذا الاتجاه على برامج تعليم التفكير بوساطة نظرية محددة لا ترتبط بمنهج محدد، وإنما تأتي مكملة للكتب المدرسية وتكون المهارات التي يُدرب عليها المتعلمون مستقلة عن المنهج إذ لا يتداخل تعليم المهارات مع تعلم المحتوى أو بوساطة محتوى دراسي منفصل عن المقررات الدراسية.

ويتم في هذا الاتجاه تعليم وتعلم مهارات التفكير على أنه موضوع مستقل بذاته، إذ يتم تعليم التفكير على شكل مادة مستقلة عن محتوى المواد الدراسية أو درس تسمى “تعليم التفكير”، ومن أبرز المنظرين الذي دعموا فكرة الأسلوب المستقل أو المباشر في تعليم مهارات التفكير بشكل منفصل: دي بونو، وفريمان، وبوم، وليبمان.

ولقد صمم دي بونو مجموعة من البرامج التي يمكن بواسطتها تعليم مهارات التفكير بشكل مستقل، ويقع برنامجه الشهير (كورتCORT)، في مقدمة البرامج العالمية، التي تستخدم في تعليم التفكير في المدارس والجامعات في كثير من بلدان العالم، ومن أهم البرامج التي استخدمت الأسلوب المستقل في تعليم مهارات التفكير هي: برنامج كورت، وبرنامج سكامبر، وبرنامج تيرز.

وقد أظهرت نتائج الدراسات والبحوث الميدانية أثر وفاعلية هذه البرامج في تنمية التفكير كدراسة يوسف (2022م) التي تناولت أثر استخدام برنامج كورت في تعليم وتعلم مهارات التفكير، ومن أبرز النتائج: برنامج كورت له القدرة على رفع مستوى تفاعل الطلاب بدرجة كبيرة، ويفضل الطلاب برنامج كورت على الأسلوب التقليدي، كما أن أظهرت الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح طلاب المجموعة التجريبية

الاتجاه الثاني: اتجاه يركز على تعليم التفكير من خلال المنهج المدرسي

يُعدّ اتجاه تعليم التفكير من خلال المنهج المدرسي (الأسلوب غير المباشر)، من اتجاهات تنمية مهارات التفكير، وذلك من خلال تضمين مهارات التفكير في المنهج المدرسي، وتقديمها في جميع المقررات الدراسية، ومن مختلف المعلمين، بحيث يتم تعزيز تلك المهارات بشكل مشترك من خلال ممارساتهم التدريسية وأنشطة التعلم وأساليب التقويم المتنوعة، بدلا من اقتصار ذلك على حصص محدودة وبمعزل عن بقية اليوم الدراسي.

ويبرر أصحاب هذا الاتجاه وجهة نظرهم بأن العمليات العقلية يتم تعلمها وتعزيزها بالطريقة ذاتها مهما كان المنهج الدراسي ويشير أصحاب هذا الاتجاه أمثال: برانسفورد، وباير، ومارزانو، وسوارتز

وتشير بعض الدراسات والبحوث أن تعليم المحتوى الدراسي مقرونا بتعليم مهارات التفكير يترتب عليه مهارات أعلى، حيث أشارت دراسة ضياء الشمايلة (2018م) أن دمج مهارات التفكير في المنهج المدرسي هي” مفاتيح التفكير لبيئة مدرسية أفضل”، و ويؤكد (Swartz 2009) وهو من المنظرين البارزين في مطلع الألفية الثالثة التي أخذت طروحاته في هذا المجال تأخذ الطابع النظري المقرون بالطابع العملي بوساطة تبنيه لاتجاه دمج مهارات التفكير في المحتوى التعليمي، ويعد كتابه الموسوم  ” التعلم المستند إلى التفكير“، من أشهر إصداراته في مجال تعليم مهارات التفكير بوساطة المواد الدراسية بحيث يتم الانطلاق من مفاهيم المواد الدراسية، كما ويؤكد سوارتز أن تعليم التفكير بوساطة المواد الدراسية يعزز تعليم العمليات العقلية بمحتوى المواد الدراسية المقررة، إذ يتم الانطلاق من المفاهيم الموجودة ضمن المحتوى المدرسي الذي يناسب الفئة العمرية للمتعلمين.

الاتجاه الثالث: اتجاه ينادي بتعليم التفكير بصفة عامة

وهو اتجاه ينادي بتعليم التفكير بصفة عامة، ويسمى بالاتجاه التوفيقي في تعليم مهارات التفكير، وقد أثبتت نتائج الدراسات المتخصصة في التفكير أن تعليم التفكير بصفة عامة يعود بالفائدة على الطلاب من عدة أوجه ويؤثر بشكل إيجابي على العديد من النواحي مثل: تحسين القدرة على التفكير التباعدي، وتوسيع آفاق التفكير الإبداعي للطلاب، واستخدام التفكير قبل اتخاذ القرار، واستخدام أنماط مختلفة من التفكير، وتنمية الاستعداد والقابلية للتفكير.

ويقوم هذا الاتجاه على عملية الجمع بين الأسلوبين (الأول والثاني)، إذ يتم تدريس التفكير على أنها مادة مستقلة لها دروسها وحصصها واختباراتها، وكذلك تضمين مهارات التفكير ضمن المحتوى الدراسي لسائر المواد الدراسية، ويرى أنصار هذا الاتجاه وعلى رأسهم (Frase) رأياً وسطياً في مهارات التفكير وتعليمها وتدريسها، بحيث يتم تعليم التفكير بشكل مستقل آخذاً منحى تكاملي مع محتوى المواد الدراسية المقرر.

أنماط التفكير التباعدي (الإبداعي)، والتقاربي (الناقد):

مهارات التفكير الإبداعي: وتتمثل في قدرة المتعلم على إنتاج أفكار أصيلة، وحلول مبتكرة، وبدائل متنوعة ترتبط ارتباطاً وثيقا بالتحدي، والوعي بالمشكلات وكيفية التعامل معها؛ باستخدام معرفته ومهاراته في التخيل العملي، بطرق منتجة غير مألوفة، ومن تلك المهارات ما يلي:

• مهارة الطلاقة.
• مهارة المرونة.
• مهارة الأصالة.
• مهارة الحساسية للمشكلات.
• مهارة التفاصيل (الإفاضة).

مهارات التفكير الناقد، وحل المشكلات: ويتمثل في قدرة المتعلم على التفكير والتأمل والتقويم وباستخدام قواعد الاستدلال العقلي؛ لاتخاذ القرارات وحل المشكلات، ومن أبرز التصنيفات لتلك المهارات ما أشار إليها واطسن وجليسر 1980م الذي قسم مهارات التفكير الناقد هي:

• مهارة الاستنتاج.
• مهارة معرفة الافتراضات.
• مهارة الاستنباط.
• مهارة تقويم المناقشات.
• مهارة التفسير.

كما يقدم النموذج سلسلة واسعة من الاستراتيجيات لاستخدام تقنيات ابتكارية لتطوير المهارات، ومن ذلك استخدام وتوظيف التقنية الحديثة، مثل: الإلكترونيات الألواح الذكية، والآيباد، والويكي، وغيرها.

كذلك أوصت دراسة هنية سعداوي (2020م) طلبة الدراسات العليا في كلية التربية بالجامعات بضرورة العمل على اكتساب 21 مهارة في نموذج مايكوسا للتعلم باستخدام استراتيجيات وأساليب حديثة.

مكونات نموذج مايكوسا MiCOSA :

يوجد ثلاث مكونات أساسية ومتشابكة في نموذج مايكوسا MiCOSA، وعند دمج هذه المكونات معاً فإنها تشكل الأساس في تدريس الإطار العام لهذا النموذج، وهذه المكونات هي:

المعرفة السابقة والتجذير الثقافي: يبدأ النموذج بريط المعرفة السابقة الجديدة ومهارات التفكير مع ما يمتلكه الطالب من أساس غني معتمد على فهمه السابق للعالم من حوله.

هذا المكون يتسق مع الطبيعة البنائية لمناهج العلوم الطبيعية من مستوى التأسيس وحتى مستوى التركيز، ويراعى في ذلك معيار الترابط، حيث تؤكد الوثيقة على معايير مجال تعلم العلوم الطبيعية على تحقيق مبادئ محتوى المنهج الآتية:

المحادثات الوسيطة: تعد المحادثات الوسيطة التي تدور بين المعلم وطلبته عاملاً فعالاً وذا قدرة عالية على تحسين العملية التعليمية التعلمية؛ إذ تساعدهم على إثراء فهمهم السابق لموضوع ما وربطه مع المفاهيم الجديدة التي سيتعلمونها لاحقاً.

وهذا المكون يتسق مع ما تؤكده معايير مجال تعلم العلوم على تحقيق مبادئ عمليات التعليم والتعلم، والتي من أبرزها التعلم ذو معنى، حيث ترتكز طبيعة تعلم العلوم على مواقف وخبرات وأنشطة ذات معنى لدى المتعلم ترتبط فيها الخبرات الجديدة بالخبرات السابقة وبسياق الحياة والمجتمع.

تعلم 21 مهارة تفكير: يحتاج الطلبة مهارات التفكير للوصول إلى المعرفة وتشابكها مع معرفتهم السابقة وثقافتهم، وستضمن نموذج مايكوسا 21 مهارة للتفكير موزعة على ثلاث فئات رئيسة هي:

مهارات التفكير المستخدمة في جمع المعلومات: وتتضمن سبع مهارات.

مهارات التفكير المستخدمة في نقل المعلومات عندما يتم جمعها: وتتضمن تسع مهارات.

مهارات التفكير المستخدمة في توصيل المعلومات: وتتضمن خمس مهارات.

تعلم 21 مهارة تفكير
مهارات التفكير لجمع المعلومات	مهارات نقل وتحويل المعلومات	مهارات التواصل وإيصال المعلومات
البحث المنهجي	وضع الأهداف	الملصقات والكلمات والمفاهيم
التركيز والانتباه	التخطيط	الدقة والضبط
الملصقات والكلمات	المقارنة	التداولية اللّبقة
المصادر المتعددة	الترتيب والتجميع والتصنيف	التغذية الراجعة للتنظيم الذاتي
تحديد الموقع المكاني	إيجاد العلاقات والارتباطات	التعاون
تحديد الموقع الزماني	التخيل/ التصور الذهني
الضبط والدقة	الاستنتاج
	المسببّات والنتائج/ الافتراض
	التلخيص

وهذا المكون المهاري يتسق مع بُعدّ المهارات في الإطار التخصصي لمجال تعلم العلوم الطبيعية (2019م)، حيث جاء تضمين مهارات التفكير في بٌعد المهارات على النحو الآتي:

خطوات نموذج مايكوسا MiCOSA:

يبدأ نموذج مايكوسا مراحله الإجرائية لتعليم التفكير من خلال دراسة مكونات الثلاثة مع بعضها البعض، وذلك على النحو الآتي:

1. إيجاد وتحديد مهارات التفكير الضمنية: وذلك من خلال تحديد المفاهيم الجوهرية في الأهداف العامة، من أجل إيجاد مهارات التفكير الضمنية في تلك الأهداف، وتتطلب ذلك تحليلاً أعمق.
2. نقل أثر التعلم: ويتم في هذه المرحلة تمكين الطلبة من توسيع المفاهيم التي يتعلمونها لما هو أبعد من مجرد أداء الواجبات اللحظية المطلوبة منهم، وتعد هذه الخطوة قلب العملية التعليمية؛ لأنها ستمكن الطلبة من فهم ما تعلموه ومن تطبيقه في المستقبل.
3. توسيط دور التكيف وإبداء التوقعات: ويتم في هذه المرحلة استمطار واقتراح مبادئ التجسير لدعم نقل مهارات التفكير ضمن نطاق المحتوى ووفق نموذج مايكوسا MiCOSA، وتساعد هذه الخطوة على تقييم ما إذا كان الطلبة قد أدركوا الصورة الكبيرة أو “المعنى الواسع”، وذلك بدمج طرائق جديدة للتفكير.
4. تقييم مهارات التفكير: وفي هذه المرحلة يتم تقديم تغذية راجعة بناءة، حيث تساعد الطلبة على مراقبة تحسنهم وتطور أدائهم، ويساعد التقويم الذاتي، والقبلي والبنائي والبعدي في تقديم تغذية راجعة ذات معنى، تساهم في فهم أعمق للأفكار الرئيسة في المحتوى مما يسهل نقل أثر التعلم إلى سياقات جديدة.

رسم تخطيطي لمراحل ومكونات نموذج مايكوسا MiCOSA

وتؤكد معايير مجال تعلم العلوم على تحقيق مبادئ عمليات التعليم والتعلم في معايير “تشجيع التفكير والاستقصاء” وذلك من خلال تنمية مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات، والإلمام بالتفكير الاستنتاجي والاستقرائي، كما تؤكد معايير مجال تعلم العلوم على تحقيق مبادئ عمليات التقويم في معيار “تنوع أدوات التقويم” كالتقويم البنائي والختامي” ومعيار “التقويم عملية مستمرة” حيث يؤكد هذا المعيار على ملازمة التقويم لعمليات التعلم؛ لتزويد المتعلم بتغذية راجعة عن مستوى تقدمه لتحقيق أهداف التعلم، وهذه المبادئ التوجيهية التي نص عليها الإطار التخصصي لمجال تعلم العلوم الطبيعية (2019م)، هي خطوات رئيسة يسير عليها نموذج مايكوسا MiCOSA في عملية تعليم وتنمية التفكير وتقويمه. 

 

---

المراجع: 

أبو جادو، صالح محمـــد ونوفل؛ محمـــد بكر. (2010م). تعليم التفكير النظرية والتطبيق. ط2، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

ديبونو.إدوارد (2001م). تعليم التفكير، ترجمة عادل ياسين وإياد ملحم. دار الرضا للنشر: سوريا

رزوقي، رعد مهدي وسهيل، جميلة عيدان. (2018م). التفكير وأنماطه (2) التفكير التحليلي-التفكير الحاذق (الذكي) – التفكير الجامد-التفكير الإيجابي-التفكير السلبي. بيروت: دار الكتب العلمية. 

رزوقي، رعد مهدي ومحمــد، نبيل رفيق. (2018م). التفكير وأنماطه (3) التفكير الموضوعي-التفكير عالي الرتبة – التفكير الشمولي-التفكير السابر-التفكير العقلاني-التفكير اللاعقلاني. بيروت: دار الكتب العلمية.

رزوقي، رعد مهدي ومحمــد، نبيل رفيق وداود، ضمياء سالم. (2019م). التفكير وأنماطه (4) التفكير المنتج-التفكير المعرفي – التفكير فوق المعرفي-التفكير التركيبي-التفكير السريع-البطيء. بيروت: دار الكتب العلمية.

حميدي، ديا عبدالهادي (2016م). تدريس 21 مهارة تفكير للقرن 21 وفق نموذج MiCOSA. القاهرة: دار الفكر العربي.

العتوم، عدنان يوسف والجراح؛ عبدالناصر ذياب وبشارة؛ موفق. (2011م). تنمية مهارات التفكير. ط3، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

عطية، محسن علي. (2015م). التفكير أنواعه ومهاراته واستراتيجيات تعليمية. عمّان: دار صفاء للنشر والتوزيع. 

العفون، نادية حسين وعبدالصاحب، منتهى مطشر. (2012م). التفكير أنماطه ونظرياته. عمّان: دار صفاء للنشر والتوزيع.

ويليام، دول. (2016م). المنهج في عصر ما قبل الحداثة. الرياض: العبيكان.

هيئة تقويم التعليم والتدريب. (2019م). وثيقة معايير مجال تعلَمٌ العلوم الطبيعة. المملكة العربية السعودية: الرياض.