تتعدد المناهج المدرسية وتتنوع، حيث يبدو للمطلع عليها ضخامة بعضها وتذبذب الآخر بين السهل والصعب.
والرائي عموديا أو أفقيا سيجد عدم اتساق أو تنظيم في الإعداد المنهجي، هذا الخطأ العلمي بطبيعة الحال غير مقصود في ذاته، إلا أن بعض المناهج تعد إعدادا روتينيا –أو بطبيعة الحال – دون دراسة مسبقة.
ونلاحظ طابع العجلة وخاصة عندما نوازن بينها وبين التقسيم الزمني المعد لها.
و من المعلوم أن إعداد المناهج التربوية يرتكز على ركائز عدة من بينها الخبرة العملية والعلمية، فكلاهما يكملان بعضهما البعض، فمعد المنهج تتوفر فيه الخبرة العلمية بطبيعة الحال وهذا ما يتفق عليه الجميع.. لكن أغلب من يقوم بذلك قد يفتقد الخبرة العملية الميدانية… هذه الخبرة هي التي تحدد معايير وضع المنهج، فواضع المنهج قبل كل شيء يحتاج أن يعرف نتائج المادة الموضوعة على مخرجات التعليم.. فالطالب المتخرج من المدرسة ماذا يحمل في جعبته؟ وهل كانت آثار المنهج جيدة وفي النصاب المعد لها فعلا.. أم أن النتيجة غير مرْضية؟
هذا ما يحتاجه واضعو المناهج قبل كل شيء: دراسة المخرجات، وآثار المنهج على المتعلمين.
قد يقول قائل : إن العملية التعليمية تبدو جيدة في أغلب حالاتها، والمنهج قد أوتيت ثماره وفيرة طيبة..
حسنا هذا في غالب العلوم التطبيقية والتخصصية.. لكن حديثنا الآن عما هو مقرر على طلاب المراحل العلمية (الهندسة – الطب – علوم الحياة – العلوم الأساسية، القسم العلمي بالمرحلة الثانوية)، وغيرها من الثانويات التي تخصصت بالفترات الأخيرة، كالثانوية الصناعية (الصنائعية ).
فمقرر اللغة العربية على مثل هذه التخصصات يبدو دسما مترهلا وكأن الطالب المتخصص في علم الصناعة سيصبح سيبويه عصره رغم أنه يعاني أشد المعاناة من فلسفة النحو، والشواهد النحوية وجداول الصرف والمجرد والمزيد، والحال والتمييز… إلى جانب الكثير من الوضع الإنشائي لمواد اللغة العربية التي هي في حقيقة الأمر تطبيقية غير أن وضعها المنهجي إنشائي نظري صِرف !!
الآن ما يفتقده الطلاب المتخصصون في العلوم التطبيقية (توفر وقت كافٍ لتعلم الإملاء وطرق الكتابة الصحيحة).
ودعوني أروي لكم هذا الموقف التعليمي الذي صادفني في حياتي العملية التعليمية، حيث تحاورتُ مع معلمة كنتُ أشرف عليها تُدرس منهج اللغة العربية للسنوات العامة (أولى ثانوي – ثانية علمي – ثانية هندسية – ثانية علوم حياة)، ما استوقفني مع المعلمة أن لامكان للإملاء وقواعدها، والإنشاء وطريقة التعبير والكتابة الصحيحة في جدول برنامجها الذي تسير عليه وفقا لخطة معدة مسبقا، وعندما حاورتها أن الأمر جدُّ خطير… كيف لطالب العلم أن تُهْمَل من حساباته مادتي الإملاء والتعبير.. لم تزد على أن قالت (جِدي لي وقتا )
نعم هذه العبارة قوية ولها وقع تربوي عظيم (جدي لي وقتا ) !
منذ فترة، لو راجعنا تقسيم المنهج في سنة من سنوات مضت، لوجدنا أن مقرر اللغة العربية على طلاب الثانويات من غير التخصص انقسم فيه الوعاء الزمني إلى ثلاث حصص للَغة العربية، علما أن اللغة العربية تتضمن التالي: أدب- نصوص – بلاغة – تعبير – نحو – صرف- معاجم – قواعد إملائية – وخط..
هذا هو المنهج المحشو في كتابين لتخصص اللغة العربية لغير المتخصصين… الكتاب الأول: الدراسات الأدبية وفيه الأدب والنصوص والبلاغة.
الكتاب الثاني: الدراسات اللُّغوية وفيه: النحو والصرف والمعاجم والقواعد الإملائية التي تأتي في آخر الكتاب ملحقة بإشارة لخطيْ النسخ والرقعة…..
بالإضافة إلى مادة الإنشاء !!
ما حدث في تلك الفترة أن بعض المعلمات تخلين عن تدريس الإنشاء، وأجّلن قواعد الإملاء لحين إيجاد وقت إضافي أو مستقطع زمني مضاف كي ترتبك الدروس وراء بعضها دون لمسة فنية أو تعليمية تأتي بثمار يانعة… هذه هي نتيجة المقرر المكثف دون التقسيم التعليمي المعتمد على الخبرة العملية.. وأؤكد على الخبرة العملية لما لها من أهمية عظيمة، فالذي يستطيع أن يفصل ويحكم على مخرجات المقرر المستحسنة هو من درّس فعلا على أرض الواقع لكي تقع فيما بعد الموازنة وبالتالي يأتي التعديل كما هو مطلوب علميا وعمليا.
ولهذا رأيتُ من خلال مقترحي هذا في مقالتي هذه : أن يتم التركيز على مادتي الإملاء والكتابة الصحيحة، والإنشاء والتعبير الأسلوبي الراقي في سنوات التعليم الثانوي لغير المتخصصين باللغة العربية: كأقسام العلمي وفروعها المتنوعة بين الهندسيات والعلوم التطبيقية وغيرها..
فتصوروا أن يخصص كتاب القواعد الإملائية لقطع إملائية مرفقة بالقواعد والأسئلة النموذجية، وأن يكون المقرر بتخصيص كراسة إملاء تحريري- قبل وبعد- : قبل أن يتعلم الطالب القواعد الكتابية الإملائية.. وبعد تعلمها، وبالتالي يتم تقدير الطالب علميا وتقييم مستواه من حيث التحسن من عدمه.. ويُكثر من وضع الكلمات الصعب كتابتها والتركيز عليها من خلال وضع منهج شامل مكثف يتفرغ فيه المعلم للتعليم الإملائي الصرف.. كما يتم تخصيص حصص كاملة للكتابة على اللوحة التعليمية.. وحصص للكتابة التحريرية على الورق.. وحصة لكيفية كتابة رسالة أو نص أدبي أو بيت شعري على جهاز الكمبيوتر.. ولابأس أن يوازن المعلم بأن يخرج عن نطاق المنهج المعد ليطلب من تلاميذه أن يكتبوا رسالة نصية على الأجهزة النقالة لآبائهم أيام الأعياد والمناسبات الطيبة، ويطالع المعلم طريقة كل طالب في كتابته الإملائية .. ولايفوته أن يطبق هذا البرنامج على مادة الإنشاء والتعبير.
فمادة الإنشاء مادة مهمة وهي مادة فنية أدبية تستخرج ما في نفس الطالب من إبداعات وخيالات متنوعة.. ونحن إذ يحزننا ما عليه وضع مادة التعبير من عدم اهتمام ولامبالاة.. فقد وقع أن يطلب المعلم من تلاميذه أن يكتبوا في موضوع فصل من فصول السنة، أو موضوع أسري (يوم الأم – يوم المعلم …) وغيرها من المواضيع التقليدية التي لانقلل من أهميتها، لكن الطلاب تعودوا عليها، فجمدت القريحة لديهم وغابت الصورة البيانية والبديعية الخيالية ….
مادة الإنشاء تحتاج لأن يبذل المعلم قصارى جهده في أن يخرج جيلا يتمتع بذائقة أدبية… فعليه أن يمكّن الإعدادات المتنوعة ليجعل الطالب يعبر بما في نفسه وخياله، ويتابع المعلم طريقة التعبير والنقاش التي يبذلها الطالب على أوراقه .. لابأس أن يجدد المعلم فيقول لطلابه مثلا- بدل كراسة الإنشاء – مذكرة الخواطر.. ويطلب منهم أن يكتبوا بفنية أدبية، فيها من الإبداع وطرق التعبير ما فيها، وأن يشرح لهم على السبورة طرق الكتابة الصحيحة، ويضع كل ذلك في نقاط : طريقة الإبداع في الأسلوب.. التفنن في الخيال الابتكاري.. كيف أكتب قصة قصيرة؟ كيف أكتب رسالة لقريب أعاتبه على مقاطعته وأذكره بصلة الرحم… ماذا تفعل لو وجدت صديقا يتفوه بألفاظ بذيئة ولاتناسب أخلاقنا؟ كيف توجه أخاك الصغير الذي لايحب المدرسة؟
الإنشاء يحتاج أن تحفز ذهن الطالب ونفسه الداخلية المتكتمة على كثير من الفنون الراقية ويحتاج أن يستخرجها الطالب كتابة.
ومن خلال ذلك يستطيع المعلم أن يوجه الطالب إملائيا من خلال مادة الإنشاء، فكثير من المعلمين يصححون دروس الإنشاء اعتباطيا ويضعون الدرجات عفويا ودون تركيز… فالتقييم يشوبه الكثير من الخلل.
يفترض في التصحيح العلمي للإنشاء أن يركز المعلم على:
- طريقة الإبداع في الأسلوب
- الكتابة الإملائية الصحيحة
- الخط الحسن ..
وجودة الخط من ضمن الدروس المقررة على الثانويات لكن حدث ولاحرج.. فلا مذكرات مخصصة لقواعد خط النسخ والرقعة والخطوط الأخرى.. ولا اهتمام بتدريسها.. بل هي شيء تكميلي.
فالرؤية: أن يكثف برنامج منهج مقرر على السنوات العامة العلمية، يتكون من وضع منهج القواعد الإملائية.. والكتابة الإنشائية والخط العربي، وتخصص مذكرات لذلك وقرطاسية معينة لمادة الخط العربي ووسائل من ورق مقوى وملون ليضع الطلاب عليه خطوطهم وبصماتهم الكتابية…
بذلك نستطيع أن نخرّج : المهندس الذي يكتب دونما أخطاء، والطبيب الماهر خطا وإملاء، والموظف الذي يستطيع أن يقدم طلبا لإدارة ما بطريقة تعبيرية منمقة دون الحاجة لمن يعبر أو يكتب له طلبا في مجال من المجالات..
أما عن باقي مواد اللغة العربية: فالتركيز على مادة المطالعة والأدب العربي، وجعل مادة النحو تمرينات تطبيقية كطريقة المسابقات العلمية، في كتاب لاتزيد صفحاته عن خمسين صفحة كلها ترتكز على تبيين الأفعال والأسماء والفرق بينهما. وعلى باب العدد ومخالفته للمعدود… والحال وهيأته..
سنجد بهذه الطريقة جيلا يتفنن في الإبداع كتابة وإملاء ولغة ومخاطبة..
ولابأس من أن نضع دروس القراءة أو المطالعة مركزة على قصص متنوعة تلهب فهم الطالب وتشد نفسه للاهتمام والتركيز وتقتحم خياله.
مع شكري الجزيل و تقديري لحضرتكم لتطرقكم لهذا الموضوع المهم ـ أقول أن نجاح تعليم اللغة العربية ، سواء كان للمتخصصين أو غير المتخصصين يحتاج لأناس متخصصين و غيورين على اللغة العربية . و تحتاج كذلك لإرادة صادقة من قبل المسؤولين للعمل على الرفع من مستويات المتعلمين و إنجاح العملية التعليمية. و لكن و للأسف و كما يقول الحديث الشريف : إذا وليت الأمور إلى غير أهلها………..
السؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه اليوم هو : من المسؤول عن تدني مستوى تلاميذنا في اللغة العربية ابتداء من المدرسة الابتدائية ؟ الإجابة هي : المنهج و طريقة تدريس المنهج. أما فيما يخص المنهج و أخص بالذكر ليس المادة العلمية – التي لا أقلل من أهميتها – و لكن طريقة عرضها في الكتاب المدرسي التي يجب أن تجلب التلميذ و تحببه في تعلم اللغة العربية و كما تعلم حضرتكم أن هناك نوعا من النفور من تعلم اللغة العربية و نصفها بالصعبة. إننا اليوم بحاجة إلى المدرس القادر على أن يجعل الصعب سهلا. إن ذلك لا يتأتى إلا بإعادة النظر في برنامج تأهيل المدرسين.
أما فيما يخص المنهج و طريقة عرضه أو تدريسه فأشاطرك القول أن هناك أولويات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار و لكن مع الأسف حتى لو أخذنا بمبدأ الأولويات فاعتياد التلاميذ على الحفظ عن ظهر قلب يجعل العملية التربوية غير ناجحة حيث ينسى أغلب التلاميذ ما تعلموه في مرحلة سابقة.
نتكلم اليوم – في ميدان التعليم – عن ما يسمى بعلم التعليم و التعلم . فالشيء الذي ينقص مسؤولينا البوم هو الأخذ بعين الاعتبار العمليات الذهنية التي يقوم بها التلميذ أثناء عملية التعلم و هذا الشيء جعل طريقة عرض بعض مناهجنا غير منطقية ، إن صح القول
أنهي هذه الأسطر بالحديث عن منهج اللغة العربية لغير المتخصصين ، أعتقد أن دراسة اللغة العربية لمدة تسع سنوات – ابتدائي و إعدادي – كافية لمعرفة جزء لا يستهان به من قواعد اللغة العربية إذا أخذت الأمور بجدية منذ البداية و لكن مع كل أسف لقد أوليت الأمور إلى غير أهلها…..
آسف جدا على الإطالة
شكرا على المشاركة القيمة ، والمفردات ذات القيمة العالية
تحياتي
أوافق على ما جاء في المقال القيّم من وجهات نظر في حول واقع تدريس اللغة العربية ، وأثنّي على المداخلة التي كتبها الأستاذ ناصر عبد الميد يونس حول الموضوع آنف الذكر ، ذلك أن اللغة معطاة لمن الدرجة العلمية ، ولكنه لم يصل إلى المستوى الذي تؤهله للاضطلاع بتدريسها للطلاب ، وذلك بسبب حاجته إلى كثير من المهارات الضرورية لذلك ، فمهلم اللغة أولى ما يحتاج إليه أن يحسن عرض اللغة على الناشئة ، وما لم يحسن عرضها عليهم ، فإنه لن يفلح في النجاح في تدريسها ، وتربويا بأن من أحبّه طلابه أحبوا مادته ، والعكس بالعكس صحيح ، ومن خلال خبرتي مشرفا لذلك ، فقد لاحظت الطريقة الرثّة التي تعرض بها هذه اللغة الجميلة ، ففي حين يفشل كثير من معلموها في ذلك ، فقد ينجح الكثير من المعلمين الآخرين في عرض موادهم ، ولو حاورنا طلاب وطالبات الفروع العلمية في ذلك ، لوجدناهم أكثر الناس سخطا عليها .
والشيء نفسه يقال عن طريقة العرض في المناهج والمقررات ، فلا يدعون شاردة ولا واردة من شوارد اللغة إلا وتذكر في المناهج ، وكأنهذا الواضع له يريد أن يستوفي مفردات اللغة العربية في جميع فروعها في تلك المقررات ، لذلك فلا بد من إعادة النظر في طريقة العرض في المناهن الدراسية الخاصة في اللغة العربية ، وكذلك طريقة العرض ، واستراتيجيات التدريس التي يتم تقديمها من خلالها .
أستاذتي الفاضلة / تذكرني مداخلتك الرقيقة بما يسمى اليوم بالتعليم من أجل المتعة. فعندما يقوم المدرس بتدريس أي مادة لأنه يحبها تنتقل تلك المتعة الى التلاميذ فينتج عن ذلك عملية تفاعل و انسجام. إننا حين نعلم من أجل المتعة نعمل كل الوسائل لمتعة الآخرين بما فيه الإلقاء الجيد و الكتابة على السبورة بخط واضح. و لكن فبل كل ذلك يجب أن نكون تربويين مع المتعلمين لأن الجو الذي يسود داخل الفصل الدراسي يعتبر عنصرا من عناصر إنجاح العملية التعليمية. أعتقد أن الجانب التربوي يسبق الجانب العلمي. ألقد رميت إلى ذلك – و لو بطريقة غير مفصلة – عندما ذكرت في مداخلتي : برنامج إعادة النظر في برنامج تأهيل المدرسين. ( إنه مجرد تعقيب لذلك لا أريد الإطالة و لكن بإمكان حضرتكم الإطلاع على ما نشرته في هذا الموضوع و ذلك بالدخول على صفحة : ناصر عبد الحميد يونس و أمنى لكم قراءة مفيدة)
و شكرا
أشكر الكاتبة المربية سعاد الورفلي على طرح هذا الموضوع
الهامّ، وبالفعل يُعتبر المنهج الدراسيّ/التعليميّ الجيّد والملائم
نقطة الانطلاق للتعليم والتعلّم الناجحين.
وأضيف: في عمليّة إعداد المنهج – كلّ منهج – المفروض أن يشارك
المتخصّصون الملمّون بالموضوع، المعلّمون للموضوع، المربّون، الخبراء
في المناهج والتخطيط الدراسيّ،المختصون بعلم النفس التربويّ،
والممثلون للمجتمع…
ومن الجدير بالذكر، أن نجاح تطبيق المنهج يتطلّب إعداد جيّد للمعلّمين
وتأهيلهم لتدريس المنهج بعد استيعابه، وفي رأيي يجب أن لا تكون
الكتب ملزمة، وقد يكون أكثر من كتاب للمادة الواحدة، وهنا يأتي دور
المعلّم المبدع الذي يختار أو يُعدّ المواد الملائمة للمنهج!
أخيرًا، أتفّق مع الكاتبة بضرورة التأكيد على إكساب المتعلّمين مهارات
اللغة الأساسيّة: القراءة وفهم المقروء، التعبير الكتابيّ والشفويّ
السليم، مع إتقان الإملاء الصحيح، وتحرّي الخطّ الواضح والجميل!
أولا – أقول أني سررت كثيرا عندما وجدت تفاعل أو بالأحرى تعليق د. محمود أوفنه – لأنني كانت أولي اهتماما كبيرا لوجه نظره فيما يكتب من تعليقات حول مقالاتي – فأتمنى أن يكون المانع خيرا
ثانيا – إنني و لا أريد أن أعمم و أقول أن في بعض الدول العربية – نسبح عكس التيار و خاصة فيما يخص تدريس اللغة العربية . فالكثير منا يتحسر على المستوى الذي يبلغه المتعلم في نهاية المرحلة الإعدادية و يصفه البعض بأنه يضاهي في بعض الأحيان خريج الجامعة. الأسئلة التي أعتقد أنها تشغل بال الكثيرين منا و خاصة الغيورين على اللغة العربية . فبدلا من أن نطور نذهب إلى الخلف
هل يمكن أن نعتبر أن مادة اللغة العربية أصبحت تعتبر من قبل المسئولين كبقية المواد مثل التاريخ و الجغرافيا أو كما قال لي يوما أحد الطلبة مادة ثقافية ؟
هل نحن عاجزين على تأهيل أساتذة لغة عربية أكفاء ؟ – بتعبير آخر ، هل هناك خلل على مستوى كليات تأهيل المدرسين ؟
عندما نقوم بتدريس أية مادة كالتاريخ و الرياضيات ، نستطيع شرح المادة العلمية حتى و لو استعملنا اللغة العامية. هل استعمال اللغة العربية الفصيحة هو شرط من شروط إنجاح العملية التعليمية في مادة اللغة العربية. إذا كانت الإجابة بنعم أعتقد أنه يترتب على ذلك القيام بمقابلة شخصية للمتقدمين للالتحاق بكلية تأهيل المدرسين – قسم اللغة العربية للتعرف على مدى امكانياتهم في اللغة العربية و مدى رغبتهم في رفع التحدي قي تعليم اللغة العربية لأبنائنا بنجاح.
أروي لحضرتكم قصة ليس على سبيل الدعابة و لكن لا أعرف كيف أصفها. أستاذ لغة فرنسية سبق له دراسة اللغة العربية اكتشف أخطاء ارتكبت في امتحان مادة اللغة العربية قام بوضع الأسئلة أستاذ عربي يقوم بتدريس اللغة العربية في الجامعة
بعد أن رويت هذه القصة و الله إنني أتساءل هل وصل مستوى إجادة الأجانب يتكلمون اللغة العربية إلى مستوى يتجاوز مستوى أصحاب اللغة .؟ هل يعقل في أن نتهاون في تجريد لغتنا إلى هذا المستوى. إنني أهتم بالأمور التربوية و لا شأن لي بالسياسة و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن أن نعتبر ما ما يحدث اليوم في خصوص تدرس مادة اللغة العربية هو حرب على اللغة العربية من طرف أبنائها ؟
أستاذي الفاضل / ربما أطلت في الكلام و ذلك كما تعلمون الموضوع غاية في الأهمية و إني أنتظر الإجابة على بعض من تساؤلاتي لأستفيد منها.
مع جزيل الشكر مقدما
شكرا لك ..أسعدني رأيك
شكرا لكل المتفاعلين مع مقالتي
بارك الله فيكم
شكرا لكل جهود تبذل لنشر العربية وتيسير تعلمها
أجدد شكري للأساتذة الأفاضل