أصبح الوصول إلى المعرفة أمرا في غاية الأهمية، لهذا استخدمت الكثير من الأساليب والطرق ومنها البحث العلمي، وما هو إلا وسيلة لجمع المعلومات أو التأكد من صحتها، كما يعتبر وسيلة يمكن من خلالها تحديد المشاكل وإيجاد حلول لها.

لهذا ركزت محاضرات مساق تطبيقات تقنية في الموارد البشرية على تسليط الضوء حول أمور في غاية الأهمية، ومن هذه الأمور الأبحاث بأنواعها، فكان التعمق الأكبر في الأبحاث النوعية. فيمكن القول أن عالمنا أصبح اليوم أكثر تعقيدا ويصعب فهم ما يفكر فيه الناس، ولكن استطاعت الأبحاث النوعية تسهيل فهم ما يفكر به الناس وتحليله.

لابد من التأكيد على أن الأبحاث النوعية ماهي إلا نوع من الأبحاث التي يتم من خلالها الوصول إلى النتائج بطرق غير إحصائية، أي أنها بيانات وصفية (كلمات) يطلق عليها الأبحاث الاستقرائية، تركز على وصف الظواهر والفهم الأعمق لها، والتي تتميز بعدم وجود فرضيات واتصال الباحث بالظاهرة أو المبحوثين بشكل أكبر من خلال أساليب جمع البيانات وهي على النحو التالي:

1. المقابلات: سواء كانت (الشخصية، المنتظمة، غير منتظمة، الجماعية)
2. الملاحظات
3. الصوت
4. الصور
5. الفيديوهات

الأمر الذي يجعلها تستغرق وقتا أطول وذلك بسبب حاجة الباحث إلى تسجيل المعلومات كما أن الملاحظات والمقابلات تأخذ وقتا أيضا.

إن الأبحاث النوعية نوع جديد ومعاصر من أنواع البحوث، يمكن إجمالها على أنها عبارة عن فهم أعمق وتفسير أشمل لمجال البحث الموضوعي، كما أنها لا تعطي بيانات رقمية، بل تستخدم مفردات اللغة الطبيعية والجمل الإيضاحية.

استخدامات الأبحاث النوعية

تستخدم الأبحاث النوعية في مجالات شتى ومنها:

• استكشاف وتطوير النظريات على اختلاف أنواعها (إدارية، سياسة، اقتصادية، اجتماعية).
• تحليل المعنى الذاتي التي تدعى ب (semantics).
• التحليل الشمولي للظاهرة بمعنى دراسة ظاهر معروفة كالتدخين مثلا.
• تحليل البعد الجمالي للخبرة كتحليل أبحاث أو روايات أو مقالات وغيرها من الأمور[1].

طرق التحليل

تتمثل طرق التحليل في الأبحاث النوعية (قبل الترميز) فيما يلي:

1. التحليل الرمزي: يعد من أكثر الأنواع استخداما والذي يقصد به تحليل معاني الكلمات.
2. تحليل المحتوى: كتحليل الكتب والروايات.
3. تحليل السرد القصصي: تحليل خاص بالحقب التاريخية.
4. تحليل الخطاب: الذي يعتمد على التعمق في التحليل.
5. التحليل الذي يتعلق بتفسير القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

مراحل التحليل

مراحل التحليل النوعي للبيانات:

1. التشبع وغمر النفس في البيانات التي جمعها الباحث حتى تصبح مألوفة.
2. كتابة الرموز الأولية.
3. البحث عن الموضوعات الرئيسية- الفئات- العناوين.
4. مراجعة الموضوعات المحتملة.
5. تحديد وتسمية الموضوعات.
6. إنتاج التقرير.

أنواع الترميز

1. النظرية المجذرة (Ground theory)
2. الترميز المنظم (Structured Coding)
3. الترميز المفتوح (Open Coding)
4. ترميز المشاعر (Emotion Coding)
5. الترميز الوصفي (Descriptive Coding)

البرمجيات

ظهرت عديد من البرمجيات التي تستخدم تحليل البيانات النوعية ومنها[2]:

1. maxqda : هو عبارة عن برامح يستخدم في البحوث النوعية والمختلطة، ويقوم أيضا بتحليل كل أنواع البيانات النوعية ومنها (الصور، الصوت، الفيديوهات والملاحظات، المقابلات، المجموعات المركزة، والوثائق)، حيث يساعد الباحثين في فرز وتحليل البيانات، بالإضافة إلى أنه برمجية سهلة الاستخدام تدعم اللغة العربية ومجانية لمدة (30) يوم[3].
2. weba : برمجية مفتوحة المصدر بالإضافة إلى كونها مجانية، تدعم الذكاء الاصطناعي وخصوصا تعلم الآلة، وتستخدم في تحليل البيانات الضخمة[4].
3. leximancer : يقوم بتحليل المستندات النصية، وتحليل المشاعر، بناء نماذج (الأشكال) المرئيات، بالإضافة لتصدير البيانات[5].
4. eviews : برمجية مختصة في مجال محدد وهو علم الاقتصاد لقياس السلاسل الزمنية[6].
5. nvivo : تستخدم في تحليل البيانات خصوصا البيانات الصغيرة[7].

الخلاصة

• وضح التقرير أن الأبحاث النوعية ماهي إلا أبحاث تفاعلية أي وجها لوجه، لهذا تتطلب وقتا أطول، لغرض تنفيذها كالملاحظة، والمقابلة.
• استراتيجية جمع البيانات في الأبحاث النوعية تركز على ما تعنيه الظاهرة للمبحوثين.
• يعتبر الباحث الأداة الرئيسية في جمع المعلومات.
• بين التقرير البرمجيات المستخدمة في تحليل الأبحاث النوعية ومدى أهميتها، لهذا يجب التركيز والاهتمام بها واستغلالها.

 

---

الإحالات:

[1] https://cutt.ly/jTMXHC2, Accessed on  25\11\2021

[2] https://cutt.ly/MTMX33L,2  Accessed on  25\11\2021

[3] https://cutt.ly/9TNotTT, Accessed on  26\11\2021

[4] https://cutt.ly/WTNpS0G, Accessed on 26\11\2021

[5] https://cutt.ly/RTNdl27, Accessed on  26\11\2021

[6] https://cutt.ly/QTNd0z2, Accessed on  26\11\2021

[7] https://cutt.ly/wTNfIF5, Accessed on  26\11\2021