في ظل تنامي المعرفة يوماً بعد الآخر، وتكدس المعلومات وتضخم حجمها في الآونة الأخيرة، قد يشعر المتعلم -في ظل هذا الكم المعرفي- بنوع من الملل والإحباط واليأس، وتبدر منه تصرفات تدل على نفوره من التعليم، فتتكون لديه اتجاهات سلبية نحوه، لتكون النتيجة أحد أمرين إما التسرب أو الرسوب.
لِذا وحلاً لهذا الأمر وضعت تكنولوجيا التعليم كافة أهدافها وإمكاناتها ووسائلها وتقنياتها لمحاولة تطوير العملية التعليمية والإدارية الملحقة بالتعليم لجعل التعلم أكثر تشويقاً ومتعة، فكلما شعر المتعلم بإثارة قدراته الإبداعية والعقلية كلما تعلق بشغف بالتعليم والمعرفة، وظهرت بينه وبين المعرفة روابط وجدانية لا يستطيع أحد أن ينزعها من داخله طوال سنوات العمر.
فمن الضروري أن نهتم بتربية الأبناء منذ الصِغر على نهجٍ وأسلوبٍ وطريقةٍ من شأنها أن تجعل الطفل المتعلم يُحب المدرسة والفصل ويرتبط بالمعلومة، و يقتنع أنه كلما تعلم أكثر واكتسب معلومات أكثر كلما نمت قدراته الإبداعية والمعرفية أكثر وأكثر، ليصبح خريجا يطلبه سوق العمل.
و في هذه المقالة نناقش استراتيجية جديدة قد ينظر إليها البعض على أنها تتناسب مع الأطفال وصغار السن فقط، إلا أنه لو وضُعت لها اعتبارات تربوية لصلحت لجميع المراحل التعليمية، وهي استراتيجية الألغاز التعليمية الإلكترونية وسوف نوضحها في السطور القادمة.
1- ماذا تعني الألغاز التعليمية الإلكترونية ؟
اللغز نشاط ذهني يُعد من أنشطة التعليم والتعلم التي يتحدى فيها المتعلم قدراته وآلياته الذهنية، فيُثار فكريا،ً باحثاً عن حلول قائمة على حُجج وأدلة من خلال السيطرة على أبعاد اللغز وذلك بهدف الوصول إلى النتيجة الصحيحة.
أما اللغز التعليمي الإلكتروني فهو: نشاط ذهني وموقف تعليمي مُحير، ومهام هادفة مُخطط لها، تتضمن عرض المعلومات على شكل مشاكل رقمية باستخدام برمجيات معينة وأجهزة إلكترونية ولوحية، لإثارة اهتمام الطلاب وجذب انتباههم، وإحداث متعة وتشويق في تعلمهم وتحدي لهم، لإيجاد حل لتلك المشكلات مستخدمين ما لديهم من معلومات ومعارف سبق لهم تعلمها.
قد تتشابه مع الألعاب؟
قد ينظر البعض إلى الألغاز التعليمية على أنها ألعاب تعليمية، بل قد يعرض البعض الألغاز التعليمية من خلال لعبة، وسواء كان هذا أو ذاك فلكل طريقة مقوماتها البرمجية والتربوية، وأسس اختيارها الصحيحة، والتي تنظم عرض المعلومة من خلالها.
فما تتطلبه الألغاز من براعة واستمرارية في الحل والتجميع يجعل عملية التعلم مشوقة للغاية، وتخلق حالة من الشغف لدى المتعلمين لمعرفة المزيد.
فهي لعبة أو مشكلة تحتاج إلى براعة وإبداع في استخدام خبرات المتعلم ومعارفه السابقة من أجل تحقيق أهداف واضحة ومحددة، يتم إعدادها من خلال برمجيات تشبه إلى حد كبير برمجيات الألعاب التعليمية، فيطلق عليها الكثيرون لعبة الألغاز الإلكترونية.
2- فوائد الألغاز التعليمية الإلكترونية
تتمتع هذه الاستراتيجية بالفوائد التالية:
– تقديم المعلومات من قبل المعلمين بطريقة ممتعة ومشوقة.
– الألغاز من أهم المحفزات التعليمية لجذب انتباه المتعلمين نحو التعلم.
– إثارة النشاط الذهني وإعمال العقل لدى المتعلم.
– صلاحيتها لمراحل تعليمية مختلفة.
– تنمية القدرات الإبداعية والابتكارية لدى المتعلمين.
– تنمية القدرة على التفكير خارج الصندوق.
– وسيلة لتغيير الأسلوب النمطي في عرض المعلومات حتى لا يشعر المتعلمون بالملل.
– تعلم التلاميذ فكرة السعي وراء المعلومة وبالتالي ترسيخها في أذهانهم وبقاء أثر التعلم لفترات طويلة.
– دمج الجوانب الترفيهية في العملية التعليمية بطريقة هادفة ومنظمة.
– أسلوب سلس ومُنظم لحل المشكلات.
– تنمي لدى المتعلم مهارات الحفظ والاستيعاب والمقارنة والتحقق، وإدراك العلاقات.
– تنمية القدرة على التمييز والتفكير الناقد والمنطقي.
3- أنواع الألغاز التعليمية
تتنوع الألغاز إلى:
– ألغاز الصور والرسوم أو الألغاز البصرية، والتي تقع ضمن مجال الثقافة البصرية.
– ألغاز الكلمات المتقاطعة والترتيب والمتاهات والمنطق والتحريك والاستنتاج.
– ألغاز المواقف والمشكلات.
– الألغاز الرياضية، وهي ألغاز الحساب والجبر والهندسة.
– الألغاز العلمية، والهجائية والخدع البصرية.
– الألغاز الجنائية: والتي تُستخدم كثيراً مع رجال الشرطة لفك لُغز القضايا.
4- المتعلم يفكر… لكي يُبدع
يجب على المعلمين في ربوع الوطن العربي أن يتركوا المجال واسعاً أمام المتعلمين للتفكير والاستنتاج وإدراك العلاقات بين الأشياء، فلابد من دعم شخصية واستقلالية المتعلمين، فليس من النجاح أو التفوق أن نلقن المتعلمين شخصيات المعلمين بكل ما لها وما عليها، ولكن الأصح أن نُربي هذه الأجيال على قواعد سلوكية سليمة، وبالتالي نطلق لهم العنان كي يُبحروا بتفكيرهم إلى حيث العلم والمعرفة التي تنمي قدراتهم الحقيقية.
فالجميع يستخدم الألغاز التعليمية بشكل حماسي لحل المشاكل، من خلال طريقة مسلية تساعد على الانغماس في التعلم وإثارة الفكر.
وبالتالي نجد أن الألغاز التعليمية سواء كانت تقليدية أو إلكترونية قادرة على خلق عنصر الإثارة والحركة في العملية التعليمية، و تعلم المزيد من العلوم والمعارف من جانب المتعلمين.
5- المعلم والألغاز التعليمية
يجب في ظل هذا الأسلوب أن يتمتع المعلم بقدرات عالية، وذلك لتحويله المعلومة العادية إلى لغز تعليمي يتناسب مع الفئة العمرية والتعليمية التي يخاطبها، وكذلك المادة والمقرر التعليمي الذي يقوم بشرحه.
فليس بالضرورة أن يكون المعلم متمكناً برمجياً لإنتاج ألغاز إلكترونية خاصة بمقرره التعليمي، ولكن يمكنه أن يستخدمها بشكل تقليدي أو يحصل على ألغاز إلكترونية جاهزة، يستطيع من خلالها شرح وتوضيح مادته لطلابه.
يرجى التوضيح من خلال الامثلة
شكرا جزيلا لكم على هذا الموضوع القيم.
متألق دائما استاذ
بارك الله فيك ما أحوج المعلم إلى طرائق لجلب انتباه المتعلم لكن لو كتن الموضوع مرفق بأمثلة
الامر مهم اعمل دائما على تحفيز المدرسين للعمل به على مستوى العمليات التكوينية التي اؤطرها بصفتي مفتشا للتعليم الابتداىي في الجزائر
السلام عليكم
شكرا لكم دكتور على هذا المقال الرائع لقد استفدت منه كثيرا. و بما انكم في تخصص التربية و التعليم اود ان اسستفسر منكم عن معنى الجملة التالية: ” ان خفض سياق و نمط استشارات التعلم لبعض الوقت حسب حالة الطفل و مستواه، و الارتفاع التدريجي بهذه الاستشارة بما يتماشى مع معدل تقدمه يؤثر ايجابا على شعور الطفل بالتقدم و الانجاز و احراز النجاح .
شكرا جزيلا مسبقا
اتمنى ان تجيبوني استاذ