إن التواصل اللغوي مع الطفل يحدث تفاعلا قويا في النمو خاصة إذا أدرجنا أنشطة مدرسية تعلمه خطوات القراءة والتخطيط، وهذا ما يسميه البعض بالتعلم النشط كالتعلم باللعب. كما يدرج فيه المسرح والدراما اللذان يتركان أثرا في الطفل، حيث يجعله يكتسب كفاءات متعددة منها ما يكون مع الأقران وتعاوني مع أصدقائه في مجموعات. وتكون الأنشطة عبارة عن حل لمشكلات أو أنشطة عصف ذهني وغيرها…
سنحاول إذن أن نذهب في رحلة عبر هذا الدليل التربوي لنرسم لكم بعض الخطوات التي تساعد المربي على تجاوز بعض الصعوبات في التطوير من قدرات الطفل.
أهمية النشاط اللغوي في السنة التحضيرية:
أشار فيجوتسكي (Vigotsky) إلى أن عملية اكتساب اللغة ذاتها يمكن أن تؤثر في تنمية المهارة المعرفية والاجتماعية، فاللغة بالنسبة له تتحدد من خلال البيئة الاجتماعية واللغوية التي ولد فيها الطفل والنماذج اللغوية المتاحة له. فبالنسبة لفجيوتسكي: يبدأ الأطفال الصغار في تنمية الكلام بدون أن يفهموا أن الهدف منه هو التواصل مع الآخرين، فهم ينمون نوعاً من التواصل الداخلي والذي يصبح تدريجياً مرتبطاً بالتواصل الخارجي. ومن هنا ينظر إلى اللغة كوسيط هام بين التعلم والتطور. فاللغة تتطور في البداية بسبب حاجة الطفل إلى التواصل مع الناس في البيئة المحيطة به. وخلال تطور الطفل، فإن اللغة تتحول إلى كلام داخلي، أي تصبح عملية داخلية تعمل على تنظيم أفكار الطفل. إذا فاللغة أداة لخدمة الفكر، فبها نتعلم التفكير وبواسطتها يتعلم الطفل التصنيف والمقارنة…
ويؤدي النشاط اللغوي دورا هاما وأساسيا في مختلف مجالات النمو طفل( ذهني / عاطفي /اجتماعي ..)
ومن هذا المنطلق، يمثل النشاط اللغوي أولوية مطلقة باعتباره مفتاحا كل المعارف، لذا من الضروري تدريب الأطفال على التواصل الشفوي الممهد للكتابي و ذلك بتنويع الوضعيات التواصلية داخل المجموعة.
مرحلة القراءة:
على المربي التفريق بين التعبير والقراءة، فكل خطوة من الدرس تتميز بطرق معينة وما يساعد في طرق التدريس التنوع في العرض. إليكم بعض النماذج التي تعينك في حصة القراءة:
اسمع واكتشف:
يقوم المربي برسم بعض الصور المتعلقة بالحرف الجديد ويطالب البراعم باكتشاف الصوت من خلال التعرف على الكلمة المعبرة عن كل صورة ليكتشف الحرف في آخر المطاف. ونستطيع تنويع الأنشطة من خلال إدراج أنشودة أو قصة يكتشف من خلالها رصيدا كبيرا من الكلمات. ويتكئ الأطفال على الطاولات ويركزون على الاستماع، بعدها يتنافسون على إخراج الكلمات التي تضم الحرف الجديد. كما يستطيع الأطفال استخراج الكلمات من أسماء المحيطين به ابتداء من اسمه وعائلته والمدرسة. ويمكن تشكيل مجموعات ليتنافس الأطفال فيما بينهم في عدد الكلمات المكتشفة.
اقرأ والعب:
تستطيع المربية أن تخرج البراعم الذين تحتوي أسماؤهم على الحرف سواء في البداية أو الوسط أو النهاية فتجعل بينهم مسابقة لمن يقدم أكبر عدد من الكلمات تحتوي ذلك الحرف في بداياتها فقط لكي لا تختلط لديهم مفاهيم الحروف، وهذا يدخل في التعلم باللعب أو التعلم التعاوني وغيرها…
– ضيف مدينة الحروف: هذه الطريقة تثير الإبداع عند الطفل وذلك باستضافة شخصية في القسم يبدأ اسمها بالحرف الجديد فيقومون بأنشطة مع الضيف تجعلهم يتعرفون على الحرف بطريقة مرحة. في الأخير، يكرم الزائر بشهادة شكر على التفاعل مع البراعم ويستحسن اختيار الضيف من المدرسة أو العائلة.
– رسم حرفي: بإمكان المربي رسم الحرف أي ما يسمى بحصة التخطيط، وتنقسم إلى مرحلتين الخطوط والحروف: الأولى مبادئ والثانية خطوات، لهذا وجب اتباع المراحل وذلك بالتفعيل الجيد بأنشطة عملية في الميدان لتترسخ في ذهنه.
مرحلة التخطيط:
تتميز أهم الخطوط بالعمودي ثم الأفقي منحن وغيرها…أما عن طريقة تقديمها للطفل فهي تتنوع حسب إبداع المربي. فكلما كانت التجارب في الميدان وباستعمال الوسائل المناسبة، كلما كان التأثير أكبر وبالخصوص إذا كانت عن طريق اللعب أو باستخدام إيقاع موسيقي أو عن طريق رسوم كرتونية، هذا في أول الدرس بعدها تأتي الكتابة كآخر مرحلة.
أخطط وألعب:
كخطوة مساعدة، يقوم المربي بتفعيل الدرس حسب ماهو موجود في الكتاب المدرسي، ويقوم بتمثيل وضعيات في شكل لعبة ويسألهم عن الأشياء التي تشبه الخط. فكلما اكتشفوا شيئا يمثلونه أو يقدمون معلومات عنه. فالمستقيم العمودي يمثل نزول المطر و المنحني نجده في تنقل الثعبان أو موجات البحر وغيرها من الأمثلة التي تزيد من تفاعل الطفل. وفي نفس الوقت، فهو يرسمها بطرق مختلفة على اللوحة أو التراب أو العجين أو يشكلها بالأقراص أو الخشيبات.
أرسم حرفي:
لا يكون رسم الحرف بالضرورة بالكتابة على الورق في المرحلة العمرية المبكرة، لذا وجب على المربي عرض الحرف بطرق مسلية إليكم بعضا منها:
– رحلتي مع الحروف: تعالوا معنا نذهب في رحلة إلى مدينة الحروف لنستقبل ضيفا جديدا، لكن قبل أن نلتقي به نراجع ما درسناه من قبل من حروف وبعدها نرحب بضيفنا الجديد ونسمي الحرف:
- نذكره في أوصاف موجودة في اسم فلان وحيوان ونبات ونرسمه على اللوح ثم بعدها بالعجين.
- نستقبل ضيفا ونشكل الحرف معه او مع برعم يبدأ اسمه به.
– البحث عن الكنز: يقوم المربي برسم خريطة يصف فيها أماكن توصل الطفل الى الحرف وأسماء هذه الأماكن متعلقة بالحرف، ليتوج في الأخير بهدية جميلة عندما يجد الحرف.
– قصة حرفي: بإمكان المربي أن يصنع مجسما لحرف على شكل قصة ويطلب منهم استخراج كلمات تحتوي على الحرف الجديد والمعلمة تكتب تلك الكلمات على السبورة وتبين الحرف سواء في البداية أو الوسط أو النهاية. والأفضل أن تختاره باسم إنسان وتركز فيه على صفات أخلاقية.
الألعاب القرائية والتخطيط والتعبير الشفوي
اعلم أيها المربي أن الألعاب القرائية تزيد في تطوير الانتباه والإصغاء وتنمي مهارات الإبداع ليميز الطفل بين الحروف والمهارات الحركية الدقيقة ويتمكن من نطق أصوات اللّغة العربية نطقا سليما. فمن المهم إذن تنويع الوسائل التعليمية حسب متطلبات الوضعيات التعلمية.