التسرب المدرسي

أثر التسرب المدرسي على مبادرات التنمية المُستدامة في الأردن

مقدمة:

يُعد التعليم معيار تقدم شعوب العالم وتطورها في جميع المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية، إذ تزود الفرد بالقيم والأفكار وتجعله قادرا على التفاعل البناء، حيث يزوده المجتمع بالطاقات البشرية، وذلك من اجل احداث التطور والتقدم التقني المستدام.

التنمية المُستدامة أصبحت من الموضوعات الحيوية والهامة في الوقت الحاضر إذ إنها تعد محور اهتمام كافة المؤسسات التعليمية على مستوى العالم، ويعود هذا لأهميتها في تطوير كافة الميادين والمجالات سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، أو دينية حيث أن كافة المجالات تجتمع في المناهج التعليمية، والتي من المهم أن ترتبط بالحياة، وترتبط بعملية التنمية المستدامة من أجل أن تحافظ على الموارد لتربوية المتاحة حالياً، والحفاظ على الأجيال القادمة. (حمود، 2019). 

من هنا فإن التعليم وتجويده من أجل التنمية المُستدامة  يشكل  واحداً من مجالات العمل ذات الأولوية بالنسبة للمجتمعات وجزء لا يتجزأ من مقاصد التعليم في المراحل التعليمية  سواء الابتدائية أو الثانوية ففي الأردن تسعى السياسات الحكومية إلى كفالة انتفاع الجميع الأطفال والشباب ذكوراً وإناثاً بإتاحة العديد من الفرص التعليمية من أجل أن يتسنى لكافة الطلبة  تحقيق النجاح بفضل انتفاعهم بتعليم جيد يعده للتعلم مدى الحياة ولممارسة المواطنة في مجتمع ديمقراطي ينعم بالعدالة الاجتماعية والاستدامة، وهذا ما يكفله الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة .وهو حصول الطلبة جميعاً على التعليم في كافة مراحلة المجاني  بحلول العام 2030 ، وكذلك توفير  الفرص المتساوية على التدريب المهني والقضاء على الفوارق في اتاحة فرص التعليم  ،وتمكين الجميع من الحصول على تعليم عالي الجودة.  (ذينات، لينا، وبني هاني، محمد ونجادات، أحمد، 2023)

بدأت فكرة التنمية المُستدامة في الظهور في الخمسينيات، حيث كان التركيز على الاقتصاد فقط، ومن ثم تم مساواة معدل التنمية مع معدل الناتج القومي، مما أدى إلى زيادة الدخل العام وزيادة الاقتصاد. ولا يمكن حل مشكلة الفقر والبطالة بهذه الفكرة. لقد تم الانتهاء من الاتجاه الحقيقي والواضح للتنمية في السبعينيات واتخذت التنمية اتجاهاً اجتماعياً وأصبحت الجوانب الاقتصادية لعملية التنمية مجرد إحدى الأساليب التنموية التي تعمل على تحسين الجوانب الاجتماعية لدى أفراد المجتمع وقد تطور هذا المفهوم خلال السبعينيات والثمانيات من القرن الماضي، وأصبح من المهم الموائمة بين المعيار الاقتصادي والاجتماعي، والبيئي في إطار متكامل. (أحمد، وآخرين، 2021)  

ويؤكد الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في الأردن على أهمية توفير التعليم الأساسي للجميع، والانتفاع المنصف بالتعليم لما بعد الأساسي، والتدريب للشباب والكبار من خلال الانتفاع المنصف للفرص التعليمية الملائمة والتركيز على نتائج التعلم والمواطنة، ويمثل تحولًا من التركيز الضيق على تعميم التعليم الابتدائي في الأهداف الإنمائية للألفية إلى التوسع في الفرص في جميع مراحل التعليم على اختلافها، ويسعى إلى توفير تعليم جيد للجميع من خلال الجمع بين زيادة فرص الوصول لمستويات أعلى من التعليم، ورفع الجودة وتعزيز المعرفة والمهارات اللازمة، ويتبنى منظورًا عالميًا للتعلم مدى الحياة، ويوسع التركيز على التعليم الأساسي إلى مستويات وبرامج خارج التعليم الإلزامي، ويكرس المساواة في التعليم بما في ذلك الجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي والموقع ،والأشخاص ذوي الإعاقة والسكان الأصليين. (OECD, 2019)

وتأتي أهمية المبادرات في أنها تحدث فارق في الحياة المدنية للمجتمع، وتساعد في تحقيق التنمية المستدامة، وتنمية المعارف والمهارات والقيم للشباب، والنهوض بنوعية الحياة في المجتمع من خلال العمليات السياسية وغير السياسية على حد سواء. (Zaff,Jones, Donlaa. & Anderson, 2015: 126  )

وتعد الحياة المدرسة هي البيئة المناسبة لنمو الطلبة. وتوفر المدرسة لهم الفرصة لاكتساب مجموعة خبرات متنوعة التي تؤدي إلى إحداث السلوك المرغوب فيه في أفكارهم وأفعالهم. وإن النمو بطبيعته عملية مستمرة، ويمكن أن تنقطع عندما لا يكون هناك ما يمكن استمراره. ودائماً ما يواجه الطالب الذي لا يواصل دراسته عقبات قد تعيق تقدمه في الحياة الدراسية. (بني خالد، 2023)  

إن من أخطر الآفات التي تواجهها العملية التعليمية ظاهرة التسرب المدرسي  ،حيث إن هذه الظاهرة لا تهدد التعليم فقط بل المجتمع بأكمله ومستقبل الأجيال وضياعهم، وتفرز للمجتمع ظواهر خطيرة تؤدي إلى اتساع حجم المشكلات الاجتماعية  كتعاطي المخدرات وانتشار جرائم السرقة ، والاعتداء على الممتلكات  أو الجنوح ، الامر الذي يؤدي إلى ضعف وانهيار المجتمع واستقراره ، وانتشار مظاهر الفساد ، فضلاً عن أن  التسرب المدرسي يسبب ضياعاً في المجتمع ، واستمرار الجهل والأمية ، والتخلف وسيطرة المفاهيم المتخلفة التي تؤدي إلى تراجع مستويات المعرفة . (الجميلي والمسلماوي، 2023).

ويؤثر التسرب المدرسي على المستوى الأكاديمي للطلبة، وفي العديد من الجوانب النفسية، إضافة إلى شعور المعلمين والإدارة المدرسية بالإحباط، ويؤدي إلى الفوضى وتعطل العملية التعلمية، ويصبح من الصعب معالجة الظواهر التي تنشأ عن التسرب، وعدم القدرة على معالجة السلوكيات الغير اجتماعية من قبل الطلبة الذين يتركون مقاعد الدراسة. (Dupere, Dion, &others , 2018). 

وانطلاقًا من أهمية قضية التسرب المدرسي للطلبة، اتجهت الدراسة الحالية التعرف إلى الوقوف على معرفة واقع التسرب المدرسي وأثره على مبادرات التنمية المستدامة في الأردن.

ماهية التسرب المدرسي

تُعتبر ظاهرة التسرب من المدارس قضية شائعة في جميع أنحاء العالم، حيث لا يخلو أي نظام تعليمي من هذه الظاهرة، رغم اختلاف مستوياتها وحدتها من مجتمع لآخر، ومن مرحلة دراسية لأخرى، ومن منطقة لأخرى. ومن الصعب على أي نظام تربوي أن يتخلص منها بشكل كامل، بغض النظر عن مدى كفاءته أو تطوره. وعند التعمق في هذه الظاهرة، يتضح أنها موجودة في جميع المراحل التعليمية وبدرجات متفاوتة، وفي جميع أنواع المدارس، وفي مختلف المناطق التعليمية، وبين جميع فئات الطلاب من الذكور والإناث، وكذلك بين جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية

والتسرب إهداراُ كبيرًً للموارد التعليمية، وله تأثيرات سلبية على جميع جوانب المجتمع وبنيته، حيث يسهم في زيادة معدلات الأمية والبطالة، ويضعف البنية الاقتصادية الإنتاجية لكل من المجتمع والفرد. وتتعدد الأسباب وراء ظاهرة التسرب من النظام التعليمي، حيث تتداخل الأسباب التربوية مع الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها. وبالتالي، فإن التسرب هو نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل التي تؤثر على الطلاب وتدفعهم إلى ترك التعليم.

التسرب المدرسي:

تُعد ظاهرة التسرب المدرسي، إحدى الظواهر التي تؤرق القائمين على العملية التعليمية والتربوية، وإحدى المشاكل التي أصبحت تشكل تحدياً كبيراً للقائمين عليها ، فضلاً عن أنها  تقوم بتهديد النظام التعليمي والتربوي ، مما سيجعل الظواهر الاجتماعية تزداد ، خاصة أنها تُعيق تقدم العملية التربوية والتعليمية ،وتشكل أثار سلبية تحول دون تحقيق أهدافها ، إضافة إلى أنها تُشكل  تأثيراً واضحاً على المُجتمع ،وما يمكن أن تنتجه من آثار سلبية تؤثر في تقدم المجتمع الواحد ،حيث يمكن أن تُزيد هذه الظاهرة التربوية من حجم المشكلات الاجتماعية  والاقتصادية ، وتتسبب في الانحراف والسرقات والمخدرات ، إلا أن هذه المشكلة الصادرة عن سلوك الطلبة  المراهقين مرهونة بفعل عوامل قد تكون تربوية أو اجتماعية ،أو اقتصادية، وأن المدارس لها دور هام في تحفيز الطلبة ، واشبُاع حاجاتهم النفسية والاجتماعية . (بني خالد، 2023).

يرتبط التسرب من المدرسة الثانوية بعواقب فردية واجتماعية سلبية في سوق العمل، تعد عقيدة التعليم الثانوي ضرورية للأفراد للوصول إلى عمل مستقر وكسب أجور معيشية، ولزيادة مستويات المعيشة العامة للمجتمعات، غالبا ما يؤدي التسرب المدرسي إلى مصاعب اقتصادية طويلة الأجل تضر بالصحة وأداء الأسرة، والتي بدورها يمكن أن تديم عدم المساواة عبر الأجيال. (Dupere et al.,& Dion , Leventhal   ,Archambault, Crosnoe, Janosz  2018: 107)

مفهوم التسرب المدرسي:

يعرف ديبور وديون، ليفنثل وارشمبوت، وكرسون، جنوز (Dupere et al.,& Dion , Leventhal , Archambault, Crosnoe, Janosz  2018: 107) التسرب المدرسي بأنه: ” انسحاب الطالب من مقاعد الدراسة وتركها خلال سنوات تعليمه بشكل كامل أو جزئي، قبل إكمال المرحلة التعليمية الإجبارية”. بينما يعرفه كوستا وبيسبو وبيريرا (Costa, Bispo & Pereira, 2018: 75): ” التخلي عن برنامج دراسي معين دون استكماله. بغض النظر عن دوافع هذا التخلي، وهو مجموعة من الظواهر التي تُعيق مسار العملية التعليمية من عدم إتمام المقرر الدراسي، وعدم بلوغ الكفايات التعليمية”. 

عرفت منظمة اليونيسكو المُتسرب بأنه: الطالب الذي يترك المدرسة قبل السنة الأخيرة من المرحلة الدراسية التي سجل فيها، أما المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فعرفت التسرب بأنه صورة من صور الفقر التربوي في المجال التعليمي، وترك التلميذ الدراسة في إحدى مراحلها المختلفة. (العثمان، والسلمان،2019: 189)

في نفس المجال عرفت اليونسكو التسرب المدرسي اصطلاحاً بعاملين”  فالتسرب المدرسي هو حصيلة عاملين أولهما الانقطاع أو التسرب المبكر الذي يتوقف فيه التلميذ عن الدراسة قبل استكمال التعليم، وثانيهما التكرار حيث يمكث التلميذ في نفس المستوى الدراسي سنتين أو أكثر لأنه لم يتمكن من الحصول على الحد الأدنى من المكتسبات التي تمكنه من اجتياز الاختبار والانتقال إلى المرحلة الموالية ،في حين يمكن الحصول على تعريف اجرائي بحسب” تعريف ” le Gender ” للهدر المدرسي بأنه الضياع المادي والزمن الذي يلحق بأنظمة التربية والتكوين خاصة ،والمجتمع عامة، ويحدث نتيجة مشاكل التكرار أو الانقطاع أثناء الدراسة” .(بنرحو، 2016: 162)                                                                                 

في سياق ما تم ذكره فإن التسرب المدرسي هو عدم استكمال الطلبة في مرحلة المراهقة للدراسة خلال الفترة الإلزامية للتعليم لأي سبب من الأسباب قبل إتمام تعليمهم، وعدم التحاقهم بأي مدرسة أخرى. 

تعد آفة التسرب المدرسي مظهراً مظاهر الهدر التربوي، فيعتبر التربويون أن التعلم المدرسي يتم عبر الانتقالات المتتالية والمنظمة في فترة زمنية محددة، ويفترض أن يكمل الطالب المرحلة الدراسية حسب الزمن المحدد، فيكمن التسرب المدرسي بهروب أو ترك، أو انقطاع الطالب عن الدراسة وعدم إتمامه السنة الدراسية لأي سبب من الأسباب. (حسين علي، 2022)

 إن مفهوم التسرب في جوهره يختلف من مُجتمع إلى آخر، ومن نظام تعلٌمً إلى آخر، وهذا الاختلاف يمتد  إلى جميع شعوب الأرض ، وذلك تبعا للقوانين والأنظمة المرية في البلاد  المتعلقة بالسياسية التعليمية في كل دولة، لذلك فإن مفهوم التسرب في دولة معينة قد يعني ترك الطالب للمدرسة، قبل إنهاء المرحلة الابتدائية الإلزامية، ولا يعتبر ضمن هذا المفهوم متسربا إذا ترك المدرسة بعد نهاٌية هذه المرحلة، وفى الوقت نفسه وحسب أنظمة دولة أخرى ٌيعد متسربا من المدرسة والتعلٌم، لأنه لم ينهي المرحلة التعلٌمٌة الأساسية والثانوية التي  على أساسها تبنى خطوات حياته المستقبلٌة ،ومشكلة التسرب في الواقع ليست حديثة بل موجودة منذ القدم، لكن الجديد في المشكلة ذلك التحول الذي طرأ على العملية التربوية، فقد أصبح ينظر إلى التربية على أنها عملية استثمار لها مردود اقتصادي، بعد إن كان ينظر إليها على أنها خدمة إنسانية، وحيث أن التسرب هدر تربوي فقد أصبحت المشكلة من المشكلات التي حالت دون وصول الخطط التربوية إلى معدلات النمو المطلوبة.( المصري،2019: 31 ) 

عرف (Kronic &others) تسرب الطلبة وفقا للتعريف الصادر عن وزارة التعليم الامريكية، بأنه الطالب الذي كان منتظما في مؤسسة تعلٌمٌة سابقا، ولم يعد بعد ذلك للدراسة، وأنه الطالب الذي لم ٌكمل متطلبات التخرج ولم ينتقل إلى جهة تعلٌمٌة أخرى، ولم تكن مغادرته الدراسة تلك بسبب مرض، أو غياب بعذر شرعًي. 

أصبحت ظاهرة التسرب  من الظواهر المنتشرة بصورة كبيرة في البلدان النامية ،  حيث يتم إيلاء اهتمام أقل لتحسين جودة التعليم وتوفير فرص تعليمية للطلبة  الذين ينتسبون  الى فئات عمرية  أساسية ومتوسطة ، وقد أشار تقرير اليونسكو عن حالة أطفال العالم ، وأن حوالي ثلاثين مليون طفل في العالم النامية  قد حرموا  من حقهم في التعليم ، بسبب  شيوع ظاهرة التسرب  من الدراسة ، وأن معدل التسرب  في المدارس الريفية يبلغ حوالي (40%) ، والتي تعد  نسبة كبيرة جداً وخطيرة ، ويعود السبب في شيوع ظاهرة التسرب المدرسي  الى ان الطلبة غير راضين عن أسلوب التعليم ، فضلاً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيئ.(Latif, Choudhary & Hammayun, 2015)

من الجدير ذكره أن ظاهرة التسرب المدرسي والغياب المتكرر من المدرسة على مختلف مستويات التعليم تمثل ظاهرة منتشرة وواضحة في المجتمع الأردني بحيث شكلت تهديدًا كبيرًا على المجتمع برمته وإهدارًا لا يستهان به في ميزانيات الدولة ومواردها البشرية، وقد سعت جهات عديدة محلية وعالمية إلى الحد من ظاهرة التسرب من خلال تثقيف مديري المدارس والمعلمين بخطورة التسرب المدرسي، وتقديم خطط منهجية مستقبلية للحد منها. (بزبز، محمد يوسف، وخشاشنة، محمد عبد الله، وعبابنة، ماهر علي ، 2019).

أما من الناحٌة الاقتصادية والتنموية  فإن التسرب  يُعد خسارة مادٌية مباشرة ، لا يمكن تقدٌرها حسب أعداد المتسربين والمغادرين للدراسة وتكلفة التعلٌم، إذ تهدر الأموال التي يتم إنفاقها مع المدخلات التًي تشمل الطلبة والمعلمين والإدارة المدرسية  ، والبحوث والتكاليف التي تصرف، وكون العائد الكمي أقل من المتوقع أو المطلوب (مخرجات) ، وأهم ما شمله  العائد النوعً ، الطلبة الذين ٌيتخرجون وأعدادهم، ومدى تناسبها مع الأعداد التًي دخلت، فأن كانت غير متناسبة فمعنى ذلك وجود طلبة راسبين ومتسربين من المدارس ويعكسون هدراً مالياً لا يستهان  به، وضياعاً اقتصادياً كبيراً جراء انخراط الراسبين والمتسربين في صفوف الامية والجهل ،  فضلاً عن ما يسببه هؤلاء في ضياع كثير من المكتسبات ، وزيادة الأعباء الاقتصادية وتأخر التنمية وتراجع النمو الاقتصادي ، فضلاً عن ما يتم إنفاقه  من مبالغ كبيرة على مشاريع محو الأمية والتعسر الدراسي. (فرحان، ورضا،2013: 273)                                                                                                                                                                                                                                    

فالتسرب المدرسي من المصطلحات الفضفاضة التي يصعب تحديدها لاعتبارات عدة. أولاها تعدد المسميات لنفس المفهوم لاختلاف الكتابات التربوية في المنطلقات الذي يوصل إلى الاختلاف في فهم الظواهر، وبالتالي الاختلاف في توظيف المصطلح وأحيانا نتحدث عن الهدر المدرسي ونعني به التسرب الذي يحصل في مسيرة الطفل الدراسية التي تتوقف في مرحلة معينة دون أن يستكمل دراسته. لكن نفس الظاهرة يرد الحديث عنها في كتابات بعض التربويين بالفشل الدراسي الذي يرتبط لدى أغلبهم بالتعثر الدراسي الموازي إجرائيا للتأخر. كما تتحدث مصادر أخرى عن التخلف واللا تكيف الدراسي وكثير من المفاهيم التي تعمل في سبيل جعل سوسيولوجيا التربية أداة لوضع الملمس على الأسباب الداخلية للمؤسسة التربوية من خلال إنتاجها اللامساواة”. (الخاطري، 2022: 298)                                                                     

ترى الباحثة مهما تعددت الأسماء واختلفت المفاهيم والمصطلحات حول الهدر المدرسي، فإن هذه الظاهرة تحمل مدلولات ومسميات أخرى من عدم التكيف الدراسي، والانقطاع المدرسي، والفشل المدرسي، والتسرب والتخلف الدراسي، إلا أن النتيجة والمحصلة النهائية واحدة لشيء واحد، هو ترك أو فقدان الطالب الانخراط في التنظيمات التربوية التعليمية الرسمية والخاصة قبل إنهاء مرحلة معينة لعوامل وأسباب تختلف من مجتمع إلى آخر ومن فرد لأخر ايضاً.                                                                                                       

إضافة إلى أن عملية التسرب المدرسي، وترك التعليم مرتبط بتدهور أوضاع التنمية من خلال ارتفاع مؤشر التسرب المدرسي، حيث ان بعض المتسربين لا ينتمون إلى أسر فقيرة، بل أحيانا يتم التسرب نتيجة عدم قدرة بعض الطلبة على متابعة التعليم، فضلاً عن ضعف القدرات التعليمية، والتعسر التعليمي، الناتجة عن ظروف لا تتعلق بالفقر، بل قد تتعلق بظروف اسرية تكمن في الفجوات الاسرية الناتجة عن التشرد جراء الطلاق والعنف الأسري، والعدوانية بين الأزواج والأبناء، بحٌث تظهر علاقة عكسية بٌن مستوى الدخل ومستوى التسرب. 

أسباب التسرب المدرسي:

هناك عدد من الأسباب الكامنة وراء ظاهرة التسرب المدرسي تتمثل في الأسباب الاتية:

  1. أسباب أسرية: تتمثل بعدم اهتمام الوالدين بتغيب أبنائهم عن المدرسة. وعدم الاهتمام بهم وبتحصيلهم. مما يقلل الدافعية للتعلم. كما يقلل من قيمة التعليم في نظر الأبناء. مما يؤدي إلى التسرب المدرسي، والتي تتمثل في التفكك الأسري: فانفصال الوالدين أو غياب أحدهما عن المنزل نتيجة الطلاق والانفصال والنزاعات الأسرية أو وفاة أحدهما، أو مرضه عن القيام بالأعمال اليومية مما يضطر الابن ليقوم محله.  فضلاً عن نمط التنشئة الأسرية السائد القائم على الإهمال. وعدم تقديم الرعاية والعطف والحنان اللازم للأبناء بسبب كثرة خلافات الوالدين، أو غياب أحد الوالدين لفترة طويلة ومتكررة عن البيت. أو نمط الحماية الزائدة الذي يدفع الوالدين إلى التساهل مع الأبناء إزاء تغيبه عن المدرسة. (النعمي،2016: 168-176)  
  2. الوضع الاقتصادي والثقافي المتدني للأسرة: إذ يرتبط التسرب المدرسي في الغالب بالمستوى التعليمي المتدني للوالدين. وانخفاض مستوى الحالة ما تدفع الأبناء إلى العمل أو البحث ً عن حرفة أو مهنة وانخفاض قيمة التعليم لديهم.
  3. أسباب وعوامل تربوية: وتبدو من خلال قلة الرقابة وعدم متابعة المدرسة والآباء للطلبة، فضلاً عن صعوبة المنهج الدراسي، وعدم ملائمته لاهتمامات الطلبة وقدراتهم، وعدم ارتباطها بحاجات المجتمع وعدم اهتمام هذه المناهج بالظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه الطالب؛ مما يقلل من دافعية الطلبة للتعلم وبالتالي يقل تحصيلهم الأكاديمي. (بن عروس، 2016 :78-92)
  4. أسباب وعوامل مرتبطة بالطالب نفسه: هذا يعود إلى وجود عدة أسباب وعوامل مرتبطة بالطالب نفسه تدفعه إلى التسرب المدرسي. كتدني قدراته العقلية والجسدية. وضعف مهاراته الدراسية والاجتماعية. وعدم التوافق النفسي لديه. أو عدم القدرة على التكيف المدرسي والشعور بالاغتراب النفسي. وعدم الشعور بالأمان داخل المدرسة جراء التنمر الذي يقوم به بعض الطلبة.  (فريوان،2019: 103)
  5.  أسباب وعوامل مرتبطة بالمنزل والمدرسة: فمن أهم الأسباب التي تسهم في التسرب المدرسي لدى الطلبة تتمثل في ضعف العلاقة ما بين المنزل والمدرسة، وعدم متابعة بعض أولياء الأمور لأبنائهم وعدم حضور أولياء إلى المدرسة ومعرفة تحصيل أبنائهم التعليمي.
  6. أسباب وعوامل لها علاقة بالرفاق: خاصة أن الرفاق يلعبوا دوراً في توجهات اقرانهم التعليمية لهم دور في التأثير على الطلبة ودفعهم نحو ترك المدرسة. أو السعي للتعلم والمعرفة وذلك يهدف الجلوس معهم خارج المدرسة في أوقات الدوام المدرسي من أجل اللعب أو التدخين أو الرغبة في قضاء الوقت بدون التركيز على التعليم. (نقاز،2011: 8-21)

مراحل التسرب:

تبدأ مظاهر الهدر التربوي “التسرب” في مراحل عديدة ترتبط بمدى حضور والتزام الطالب النظامي بالدوام المدرسي، كما هو مبين في الشكل على النحو التالي: (الناصر ،2014) 

المرحلة الأولى: التغيب والانقطاع الجزئي.

 يبدأ الطالب في هذه المرحلة بالتغيب عن الدوام المدرسي في صف معين لمدة زمنية محددة، ويستطيع الطالب فيها العودة إلى المدرسة في الصف الذي انقطع عنه نظراً لملائمة عمره له.

 المرحلة الثانية: الانقطاع الكلي.

تشير دورة التسرب إلى سمات وخصائص مرحلة التسرب من حيث المدة الزمنية للانقطاع عن الدوام المدرسي، والفرص التعليمية التعويضية المتاحة لهم على النحو التالي:

  1.  تبلغ مدة انقطاع الطالب النظامي عن الدوام المدرسي في المرحلة الأساسية عاماً د راسياً كاملا فأكثر.
  2.  صعوبة عودة الطفل المتسرب إلى التعليم النظامي، لان عمره لا يؤهله لذلك حسب أسس انتقال وقبول الطلبة.

الآثار السلبية لمشكلة التسرب المدرسي:

 إن التسرب من التعليم هو هدر تربوي هائل، له تأثير سلبي كبير فالمجتمع وأبنائه، فهو يزيد من حجم الأمية والبطالة، ويضعف البنية الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد، ويزيد من الاتكالية والاعتماد على الغير في توفير الاحتياجات، ويزيد من حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث والجنوح والسرقة، والاعتداء على الآخرين وممتلكاتهم، مما يضعف خارطة المجتمع ويفسدها، ويترتب على انتشار التسرب من التعليم العديد من الآثار السلبية سواء على الفرد أو الأسرة أو المجتمع، ومنها: (الناصر ،2014)

أولاً: آثار التسرب على المُتسرب ذاته

  1. يؤدي تسرب الطالب من المدرسة إلى حرمانه من حقوق الطفولة التي يحتاجها كل طفل، ألنه حينما يترك المدرسة فالبد له من العمل في هذا السن الصغير لمساعدة والديه في كسب قوت يومهم.
  2. يحرم المتسرب في المستقبل من المكانة الاجتماعية المتميزة نظراً لعدم قدرته على الالتحاق بفرص العمل الجيدة بالمؤسسات المتميزة.
  3.    يعاني المتسرب من التعليم من عدم الاستقرار النفسي، فينتابه باستمرار شعور بالنقص والعجز والفشل والقلق، وانعدام الثقة بالنفس، والحساسية المفرطة من أي نقد، لأنه يعلم جيدا أن ضعف ثقافته يحرمه من التكيف مع الظروف المحيطة بالمجتمع. 
  4.     يعاني المتسرب من التعليم مستقبلا حينما يصبح أباً أو حينما تصبح أُماً. من ضيق شديد وقلق مستمر واكتئاب لعجزه أو عجزها عن التواصل مع الأبناء ومتابعتهم. سواء في الحياة المدرسية أو في الحياة الاجتماعية.

ثانيا: آثار التسرب في أسرة المتسرب

 يكون المتسرب ضعيف القدرة على المشاركة في بناء المجتمع من حوله، ذي ركب التخلف في البيئة التي يعيش فيها، وهو يكون أكثر ميلا من غيره إلى الانضمام إلى الجماعات غير ال َّسويَّة ومسايرة قيمها ومعاييرها.

ثالثا: آثار التسرب في المجتمع

 التسرب من التعليم ليس مشكلة تربوية فقط، فهي مشكلة يتخطى تأثيرها ظواهر اجتماعية في النظام العام للمجتمع كله، والخسارة التي يسببها التسرب هي خسارة لا يستهان بها، وهي كالتالي:

  1. ارتفاع نسبة الأمية، فالمتسرب هو أمي صغير لان التسرب من التعليم ارتداد للامية، وذلك يؤدي بالطبع إلى التأخر الحضاري في جميع المجالات.
  2. زيادة ظاهرة أطفال الشوارع ، فالطلبة حينما يتسربون من التعليم ولا يجدون رعاية تامة من الوالدين يخرجون إلى الشارع ويعملون به، ويختلطون بالمشبوهين، ويكتسبون معيشتهم من أنشطة مثل: اعمال الحراسة.
  3. زيادة الأعباء المالية على الدولة، حيث تنفق الدولة أموالاً طائلة على التعليم، ونتيجة للتسرب يصبح العائد بعد إنفاقها مهدوراً. 
  4. هدر الموارد البشرية للأمة، فوجود طاقات بشرية كبيرة غير مؤهلة للشروط الضرورية للإنتاج يؤدي إلى فاقد اقتصادي كبير ذي تأثير سلبي عالي.

أنواع التسرب المدرسي:

إن أي نظام تعليمي مهما كانت ضوابطه واطره لن يصل إلى الكمال وسيظل قاصراً عن تحقيق ما يصبو اليه، خاصة ان هناك عثرات عدة تفضي إلى تشكيل ظاهرة التسرب المدرسي، والتي تأخذ صورة عدة واشكالاً مختلفة منها:

  1. تسرب الطلبة من الالتحاق بالمدرسة الابتدائية: من أخطر انواع التسرب المدرسي هو التسرب من المرحلة الابتدائية، خاصة في ظل عجز قانون الزامية التعليم عن تحقيق أهدافه التي تتمثل بلزام كافة الطلبة أينما كانوا بالالتحاق بالتعليم، ويتسبب هذا الامر في تدني معدل التحاق الأطفال الذين بلغوا السن التعليمي بالالتحاق بالصف الأول، وذلك جراء عوامل اقتصادية أو اجتماعية. (شعباني،2020)
  2. تسرب الطلبة قبل نهاية المرحلة الأساسية: من أكثر التسرب المدرسي انتشاراً هو التسرب قبل نهاية المرحلة الأساسية، وهو المألوف في الأوساط التربوية، والنظم التعليمية، حيث لا يقتصر هذا على البلدان النامية فقط، بل تعاني منه الدول المتقدمة، خاصة انه يرتبط بمشكلة الفشل والرسوب المدرسي. (مقلاتي واخرين، 2020: 93)                        
  3. التسرب المرحلي: التسرب الظاهر الفعلي، حيث يختفي الطلب عن مقاعد الدراسة، والتسرب غير الظاهر، وفيه يأتي الطالب للمدرسة يوميا، ولكنه لا يتفاعل مع ما يقدم في المدرسة من معارف، ولا يوجد لديه دافعية للدراسة. (المصري،2019: 31)                               

ذكرت كلوب (2020) عن وجود أنواع تسرب دراسي مؤقتة وأخرى دائمة. فالتسرب المؤقت يقصد به الطلبة الذين تركوا المدرسة، وقد يلتحقوا بها مرة أخرى، ويشمل هذا النوع من التسرب ما يلي: 

  1.  التسرب المتقطع: وهم الطلبة الذين توقفوا عن الحضور للمدارس.
  2.   التسرب الناجم عن الظروف: وهم الطلبة المتسربينً جراء احتياجات اقتصادية أو امراض.
  3.   المتسربون غير المنتظمين: هم الطلبة الأكبر سن، والمستبعد أن يعودوا الاستكمال دراستهم.
  4. المتسربون المستقرون: وهذا يعود لأسباب منها الخجل واضطرارهم إلى الحضور مع طلبة أصغر منهم.  
  5. التسرب في مرحلة المراهقة: في مرحلة المراهقة تزداد أهمية الرفاق وتكوين علاقات وطيدة معهم   فمن الصعب على المراهق أن يتخلى عن أصدقائه الذين يضع فيهم ثقته، وهذا ما يؤثر في اكتساب المراهق أنماط سلوكية غير سوية في حالة ما إذا كان رفقائه رفقاء سوء، وهذا ما يشجعه عن عدم الاستمرار في الدراسة والهروب منها. (عبلاوي، وبن حمدو ،2023: 35 -36)

التسرب المدرسي في الأردن:

على الرغم من أن الأردن يحتل المرتبة الأولى عربياً من بين 15 دولة عربية مشاركة في التقرير السنوي العالمي لقياس تقدم الدول باتجاه تحقيق أهداف التعليم للجميع، وأنها تحتل المرتبة الخامسة والأربعين عالميا بين 121 دولة.  وحقق معدلاً مرتفعاً  وصل إلى (95 %) في التحاق الطلبة بالصفوف الأربع الأولى  إلا أنه يواجه مشكلة صعبة في موضوع التسرب من المدارس، إذ لم يتم وضع دراسة خاصة بها في المدارس الأردنية ،ولكن عدداً من الفعاليات أشارت بوضوح إلى وجود هذه الظاهرة في الأردن، وهناك ما يزيد عن 48  الف طفلاً وطفلة يتواجدون في سوق العمل، وإذا استمرت الظروف التي تدفع نحو عمالة الأطفال فإن العدد سيزداد إلى 53 ألف طفل، تعمل الإناث منهم في مشاغل الخياطة والأعمال المنزلية، ومن أسباب هذه الظاهرة، ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس إلى سوق العمل انتهاج بعض المعلمين والمعلمات أساليب غير تربوية في التعامل مع الأطفال كالضرب والعقاب المهين أمام زملائهم، رغم المنع الرسمي لهذا الفعل من وزارة التربية والتعليم، كما يتحمل الجو السيء للأسرة (بلغت نسبة الأسر المتدنية الدخل في الأردن( 20 % ) جانباً من هذه الأسباب، فأكثر المدارس التي تسجل نسباً عالية في التسرب تقع في الأماكن الفقيرة، وهي أماكن لا تتوفر فيها الشروط الدنيا لمتابعة الطالب، ومن أسباب هذه الظاهرة كذلك الفقر المدقع لبعض الأسر، والرسوب المتكرر، وعدم متابعة الأسر لأبنائها في المدارس، والتفكك الأسري. وشعور بعض الطلاب بعدم جدوى البقاء في المدرسة. جراء الظروف الحياتية الصعبة. (قنديل ،2018)

يُشير تقرير حقوق الإنسان الأردني إلى أن نسبة (20 % ) من الطلبة من ذوي الأسر المتدنية الدخل قد تسربت من المدارس عند بلوغهم الصف العاشر، ويبقى أقل من نصفهم على مقاعد الدراسة، أو يكملون تعليمهم الثانوي عند بلوغهم سن الثامنة عشرة. ويُشير تقرير آخر إلى أن نسبة التسرب لدى الطالبات في المرحلة الثانوية عموماً تصل إلى 8 % في الصف العاشر، و34.2 % في الصف الثاني عشر، ويبلغ متوسط نسبة التسرب في هذه المرحلة لدى الطالبات 19.2 %، إلا أن النسبة العامة للتسرب في المدارس الأردنية بلغت 4,000 .( الرويضان،2004)   

إجراءات متابعة التسرب المدرسي في الأردن:                                                                             

رغم أن نسب التسرب من المدارس في الأردن ليست مرتفعة مقارنة بالنسب العالمية الا أن أعداد الطلبة المتسربين ليست قليلة، إذ يقترب عددهم من 9000 طالب في السنوات الأخيرة، نحو الدراسة أجرتها اليونيسيف في العام 2018 بان (94 %) منهم ذكور، كونهم قادرين على العمل في مهن عدة. (مظهر،2022)

فالقانون يلزم من حيث مساءلة أولياء الامور الذين يسمحون لهم بذلك، فهم يرتكبون مخالفة يستحقون عليها المساءلة، ولم يتم في النص إدراج توضيح صريح لشكل المساءلة أو طبيعتها أو تحديد أي شكل من أشكال العقوبة المترتبة عليها. فالإجراء المتبع هو قيام المدرسة بتبليغ مديرية التربية بتغيب الطلبة، والتي تقوم بتبليغ الحاكم الإداري ليقوم بدوره باتخاذ الإجراءات المناسبة لإعادة الطالب المتسرب إلى مدرسة. يترك للإجراء الذي يقوم باتخاذه الحاكم الإداري الذي يستدعي ولي الأمر بواسطة الشرطة، فيتعهد بإعادة الطالب إلى المدرسة. وفي حال لم يعد إلى المدرسة، فالقانون الذي نص على إلزامية التعليم لم يتضمن إجراءات لضمان ذلك لم ينص على عقوبات أولياء الأمور المخالفين. (طومار، 2019(

مبادرات وزارة التربية والتعليم الأردنية في معالجة التسرب المدرسي:

تعتبر المدارس هي الصمام الأول لحماية الطلبة من التسرب المدرسي، ورغم وجود بنود قانونية في قانون التربية والتعليم تنص على الزامية التعليم الاساسي ومجانتيه، لكن يبقى من الضروري تعزيز إجراءات للحد من التسرب المدرسي، والتسرب لغاية العمل بشكل خاص، عبر تفعيل الادوات المتاحة لمواجهة هذه المشكلة وحصرها.

ولمعالجة التسرب المدرسي اوصت الاستراتيجية الوطنية للحد من التسرب المدرسي بتوصيات عدة أهمها: (الاستراتيجية الوطنية للحد من عمل الأطفال، 2022: 59-60)  

  1. تفعيل القوانين الرادعة لضبط التسرب من خلال تعزيز التنسيق بين مديرية التربية والتعليم والحكام الاداريين فيما يخص بلاغات الأطفال المتسربين وزيادة دور الحاكم الإداري في مكافحة التسرب المدرسي.                                                                                                                    
  2. زيادة عدد المرشدين والاخصائيين الاجتماعيين في المدارس لتغطية الحاجات وضمان التواصل المستمر بين المرشدين والطلبة حتى خلال فترات العطلات أو التعليم عن بعد، لمتابعة ظروف الطلبة تحديدا في الفئات الاكثر عرضة للتسرب المدرسي.                                                              
  3. تعزيز البرامج الخاصة بطلبة صعوبات التعلم من حيث التشخيص والتدخلات، كذلك الحال لبرنامج التعليم الدامج لضمان عدم تسرب أي طفل بسبب اختلاف القدرات التعليمية والمعرفية ودعمهم لاستكمال تعليميهم وعدم الانسحاب من التعليم المدرسي.                                                                 
  4. التعامل مع الأسباب المرافقة للتسرب مثل الزواج المبكر والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الأسر ضمن منهجية إدارة الحالة بالتعاون ما بين الإدارة المدرسية والجهات ذات العلاقة. 

التنمية المُستدامة:

بدأ مفهوم الاستدامة بالظهور بقوة قبل حوالي عقدين من قبل مجموعة من الخبراء الذين يهتمون بالبيئة والمنظمات التي تهتم بالموارد الطبيعية وأنظمة البيئة التي تؤثر على نتائجها. ثم بدأ التركيز أكثر على التنمية المستدامة والموارد البشرية كردة فعل على نظرية حدود النمو. بدأت نظرية التنمية المستدامة بمحاولة الدمج بين البيئة والاقتصاد من خلال بعض المفاهيم. في عام 1983، أنشأت الأمم المتحدة مفوضية العالم للبيئة والتنمية وأصدرت تقريرًا في عام 1987 بعنوان “مستقبلنا المشترك”، حيث نادت بتنمية اقتصادية مقبولة بيئيًا. عندها عنيت التنمية بتلبية احتياجات البشر ورغباتهم المقبولة في حدود القدرة البيئية للأرض. تعددت مفاهيم التنمية المستدامة بحسب المدارس الفكرية والمناشط والمؤتمرات والاتفاقيات والمنظمات الدولية وغيرها. ولذا فقد عرفت التنمية المستدامة بأنها “التحسينات الحاصلة على حياة الأفراد وتمكينهم من خلال زيادة قدراتهم على دعم وتعزيز الأنظمة المختلفة في البيئة المادية المحيطة بهم”.(العصيمي ،2018:   45)                                                                                                  

تعتبر التنمية المُستدامة من المفاهيم التي وردت في التقارير العالمية ، ولأول مرة  ورد المفهوم في  (تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية،1989: 83)  ، ان التنمية  تقوم بتلبية الحاجات في الحاضر والمستقبل  ، دون أن يكون هناك مساومة على مستقبل الأجيال القادمة ،وتلبية حاجاتهم الأساسية  إلى النمو الذي يتكفل بإعمار الأرض والاستفادة من الإمكانات المادية والبشرية المتاحة بقصد خدمة الإنسان الذي يُعد هدف التنمية الأول،  أما مُصطلح الاستدامة فيؤكد على ضرورة التوازن في جوانب التنمية المختلفة بشكل لا يؤثر سلبًا على البيئة، ولا يستنزف مواردها الطبيعية ويحفظ كذلك حقوق الأجيال المتعاقبة للعيش الكريم”  . (العوفي، 2017: 3) 

مفهوم التنمية المستدامة: 

تعرف التنمية المُستدامة بأنها ” التغيير الذي يتصف بالمرونة الكافية لمواكبة هذه التطورات والمتطلبات ويجب أن يكون هذا التغيير مستمرًّا دائمًا ومتناغمًا مع متطلبات العصر، بمعنى أن تكون التنمية صفةَ الديمومة لضمان التغير”. (السلق وميثم، 2014: 3)

أما جميل واخرون فعرفها (217:2016) بأنها ” عملية احداث وتغيير مستمر في حاجات المجتمع بشكل يتلاءم مع امكانياته وأولوياته لتحقيق التوازن الذي يعمل على تفعيل التنمية الاقتصادية والتمكين من السيطرة على كافة المشكلات البيئية وإيجاد حلول مناسبة لها “.

يعود مصطلح مستدامsustainable) ) إلى زمن بعيد حيث ترجع أصول المصطلح إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، الا  أن الاهتمام المتزايد بالتنمية لم يكن الا بعد الحرب العالمية الثانية حيث دخل هذا المفهوم في تنمية الدول المتخلفة، حيث كان الاهتمام مركزا حول الكيفية التي يتم بها تنمية الدول المتخلفة للوصول إلى مستوى الدول الصناعية. ومع التطور الذي عرفه الفكر الاقتصادي كان الاهتمام منصبا فقط على ظاهرة ومفهوم النمو الاقتصادي، ففي الفترة من 1960-1950 كانت تعتبر عملية التنمية سلسلة من مراحل النمو الاقتصادي المتتابعة التي يجب ان تمر عليها كل الدول، ومن ثم كانت النظرية الاقتصادية في التنمية ترى أن الأصل والأساس هو في المزيج من كمية الادخار والاستثمار والمساعدات الأجنبية لتمكين دول العالم الثالث من السير في طريق النمو الذي اتبعته الدول المتقدمة ، ووفقاً للأحداث التاريخية اصبحت التنمية الاقتصادية مرادفاً للنمو الاقتصادي الكلي السريع . (عبد الغني،2020: 413)

أهداف التنمية المستدامة:

 يركز الهدف الرابع للتنمية المستدامة على جودة التعليم وإلزاميته، وعلى أهمية توفير التعليم الأساسي للجميع، ويتألف هذا الهدف من سبع غايات تتعامل مع الجودة والمساواة في مراحل التعليم المختلفة؛ حيث تسعى الغايات الثلاثة الأولى من أجل  الجودة  والتأكيد عليها في مراحل التعليم وصولًا للمستوى الفني والجامعي، في حين تدعو الغاية الرابعة إلى تعزيز المهارات، وتهتم الغاية الخامسة بالتوزيع العادل للتعليم مع مراعاة العوامل الديموغرافية والأشخاص ذوي الإعاقة والسكان الأصليين والفئات المهمشة، وتسعى الغاية السادسة إلى ضمان معرفة القراءة والكتابة والحساب الجميع الشباب، والحد من الأمية، وتؤكد الغاية السابعة على محتوى التعليم بهدف تطوير المعرفة والمهارات من أجل الاستدامة والمساواة بين الجنسين. (OECD, 2019)

أهداف التنمية المُستدامة:

 للتنمية المستدامة مجموعــة مــن الاهداف التــي تسـعى لتحقيقهــا مــن خلال آلياتهــا ومــا تحتويــه والتــي تتلخص فيما يلي:) غيث،2014 :30)  

  1. تحقيـق حيـاة أفضـل للسـكان، وذلـك مـن خلال عمليـات التخطـيط وتنفيـذ السياسـات التنمويـة، وعـن طريـق التركيـز علــى مجالات وجوانــب النمــو، وكيفيــة تحقيـق نمــو جيــد للمُجتمــع ســواء الاقتصادي أو الاجتماعي والنفسي والروحي، يكون بشكل مقبول وديمقراطي.
  2. احتـرام البيئـة الطبيعيـة: الارتباط الوثيـق بـين التنميـة المُسـتدامة والبيئـة هـو الـذي أدى إلـى أن يكـون الهـدف الرئيسـي وراء التنميـة المُسـتدامة هـو الحفـاظ علـى البيئـة واحترامهــا، لتصــبح علاقة تكامـل وانســجام، فنظافــة البيئــة أســاس حيــاة الانسان، وحمايــة البيئــة تــؤدي إلــى ترقيــة تنميــة وطنيــة مسُــتدامة بتحسين شروط المعيشة والعمل على ضمان إطار معيشي سليم يحقق تنمية مُستدامًة للمُجتمع ككل.
  3.  توعيـة السـكان بالمشكلات والمخـاطر البيئيـة التـي تحـدث،: التوعيـة تحدث تنمية بالمسؤولية تجاه أهمية الحفاظ على البيئة، وفي حـث الافراد علـى إيجـاد حلـول لإعداد وتنفيـذ ومتابعة البرامج والمشاريع والسياسات التنموية المُستدامة.

لقد اهتم الاردن بالتعليم باعتباره حقا من عناصر تنمية الموارد الاساسية، باعتباره عنصرا من عناصر التنمية البشرية وزيادة مشاركتها لتحقيق التنمية الشاملة، وقد تطور قطاع التعليم في الاردن على خدمات التعليم من جهة، ومواكبة التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصال من جهة أخرى، وتمثل ذلك التطور بتبني خطة التطوير التربوي منذ العام  1990ومشروع تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة عام 2003 بهدف التوسع في مرحلة التعليم ما قبل المدرسة وتحسين البيئة التعليمية وتطوير المنهاج وتحسين البيئة المدرسية والبنية التحتية اللازمة لاستخدام التكنولوجيا في مرحلة التعليم العام. (الشوره،2023: 205)

صادق الأردن على جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، مسترشدا بقناعة راسخة بأن المواطن صاحب الحقوق الذي يتمتع بحياة كريمة ومحترمة هو القادر على القيام بمسؤولياته كشريك فاعل في التنمية المستدامة للبلاد. يضمن الدستور الأردني والقوانين والتشريعات الأخرى حقوق جميع المواطنين دون أي شكل من أشكال التمييز، ويضمن المساواة، ويصون الحق في العمل والتعليم والحرية الشخصية وحرية التعبير. ويقر الأردن بأن الثقافة هي محرك وتمكين للتنمية المستدامة وضرورية لتحقيق خطة عام 2030 لأنها تساهم في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والتعليم الجيد والإدماج الاجتماعي والمدن المستدامة والاستدامة البيئية والمجتمعات السلمية. (https://jordan.un.org/

أهمية التنمية المستدامة:

للتنمية المستدامة أهمية كبيرة في تطوير حياة الافراد والشعوب، والمجتمعات، حيث تحافظ على الموارد الهامة البيئية والطبيعية، وتعمل على إعداد الافراد بشكل يكونوا قادرين على تحقيق العدالة والانصاف، والقدرة على المسؤولية الفردية والجماعية، وتعديل السلوكيات وأسلوب الحياة وجودتها، داخل المجتمعات، وتوفير حياة كريمة للأجيال القادمة والسعي نحو تحقيق الموارد بشكل أفضل وملائم، من أجل ان تحقق أهدافها لا بد من استغلال الموارد المتاحة بشكل مخطط ومدروس حتى لا يكون هناك أي محاولة لاستنزافها. (الحمداوي، 2022) 

عناصر التنمية المُستدامة:

 وصِفت التنمية المستدامة بأنها استراتيجية عالمية تدعو إلى تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. وأن التنمية المستدامة تعتبر استراتيجية عالمية تهدف إلى تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة، والتنمية هي تلبية احتياجات الأجيال الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها، وأن هذه الاحتياجات تظل أساسية في المجتمعات البسيطة. بدون اغفال مجالات التنمية الأربعة (الاقتصادية، والبيئية، والثقافية، والاجتماعية). (العكور والشهاب، 2019: 74)

قام الأردن بتطوير خارطة طريق (2030) ترتكز هذه الخارطة على الوعي المجتمعي وتحديد ورسم الخرائط وتنمية القدرات، والتعميم في اطر التخطيط الوطنية وعلى مستوى الأقاليم وتقدير التكاليف، وتعزيز النظم الإحصائية الوطنية والرصد، والتقييم. (ذينات، لينا، وبني هاني، محمد، ونجادات، احمد، 2023: 596)  

مبادئ التنمية المُستدامة:

تسعى جميع برامج التنمية المستدامة ان تأخذ في الاعتبار المجالات الثلاثة للتنمية وهي المجتمع   الاقتصاد، والبيئة، إضافة إلى البعد الثقافي الضمني، حيث ان التنمية المُستدامة تتناول هذه المجالات سياقها المحلي، وبالتالي تأخذ اشكالا عديدة عبر العالم، وتشمل مفاهيم التنمية المُستدامة مفاهيم واسعة مثل المساواة بين الأجيال، السلام، والتسامح، إضافة إلى الحد من الفقر، وصيانة البيئة، الحفاظ على الموارد الطبيعية والعدالة الاجتماعية. (اليونسكو، 2013: 5) 

لتحقيق التنمية المستدامة بمفهومها ومنهاجها الشمولي لا بد من وجود إرادة سياسية للدول وكذلك الحفاظ على الموارد الطبيعية، والعدالة الاجتماعية فراد لتحقيقها، ولذلك كان لابد من تحديد محاور التنمية المستدامة، وبهذا يجب مراعاة المؤشرات التي تعمل على تطبيق مفاهيم ٔ وإيجاد مؤشرات في تلك المحاور وسبل تحقيق التنمية المستدامة، كـتحقيق النمو الاقتصادي والعدالة، من خلال نظمة والقوانين، وخلق ترابط بين جميع دول ومجتمعات العالم الاقتصادية العالمية، بما يكـفل النمو الاقتصادي دون تمييز. (المرساوي،2015: 6)

التعليم والتنمية المُستدامة:

عرفت اليونسكو التعليم من اجل التنمية المستدامة على انه ” تضمن قضايا التنمية المستدامة الرئيسية مثل تغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث، كالتنوع البيولوجي، والحد من الفقر، والاستهلاك المستدام في التدريس والتعليم، ويقوم على أساليب تعليم وتعلم، وتشاركية تحفز المتعلمين وتمكنهم من تغيير سلوكهم واتخاذ إجراءات من أجل التنمية المُستدامة، كما يهدف إلى تعزيز بعض الكفاءات لدى الطلبة. لا سيما التفكير النقدي، وتخييل السيناريوهات المُستقبلية وحل المشكلات، وتوليد الأفكار، واتخاذ القرارات بطريقة تعاونية “. (UNESCO ,2013) 

فالتعليم من أجل التنمية المستدامة يدمج الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، الثقافية، والبيئية في التعليم، كما انه يدمج تنفيذ العديد من المناهج، كالتعليم المٌستقبلي، والمواطنة وتعليم السلام، والتعليم متعدد الثقافات والتعليم الصحي، والتربية البيئية ومحو الامية.  (Korkmaz &. Yildiz, 2017: 596)                                                 

أشار (Nasibulina,(2015  إلى أن الميثاق العام لليونسكو قد أقر مؤتمر ميثاق الأرض كونه يعد اطاراً أخلاقيا هاماً لإحاطة التنمية المستدامة بأداة تعليمية، تسمى التعليم من أجل التنمية المستدامة، وأكد (Sterling, 2004) على إيلاء الاهتمام بالقيم المهمة. مثل قيم استرشاد الموارد الطبيعية والمحافظة عليها ودعا إلى تبنيي قيم التعليم والمواقف والمهارات، كبناء جديد للتنمية المستدامة. وأكدت اليونسكو على تبني منحى التعليم من أجل التنمية المستدامة كبرنامج له أهميته لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث يعتبر من الوسائل المهمة التي تستهدف تحقيق برامج اليونسكو للتنمية. (عكور والشهاب، 2019)

يتم تحقيق التنمية المستدامة من خلال التعليم، باتخاذ الخطوات التالية: (عاليه،2022)

1- ضمين التنمية المستدامة في المناهج الدراسية.

 من المهم أن تكون مفاهيم التنمية المُستدامة جزءًا من المناهج الدراسية في جميع مستويات التعليم وان يتعلم الطلبة حول القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بالتنمية المستدامة واستخدام الدراسات لتوضيح أهمية التنمية المستدامة والتحديات التي تواجهها.

2- تعزيز التعليم ذي الصلة بالمهارات المُستدامة.

لتعزيز التعليم الذي يهدف إلى تنمية المهارات المستدامة والمواطنة العالمية.  من المهم ان يتضمن ذلك تعليم المفاهيم المتعلقة بالتنمية المستدامة والتعاون الدولي والتفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات. وأن يكون التعليم قائماً على الأنشطة التفاعلية والتعلم القائم على المشروعات لتعزيز التفكير النقدي وتطبيق المفاهيم في الحياة العملية.

3- توفير فرص التعليم للجميع.

 حتى يكون التعليم متاحًا وميسور التكلفة للجميع، بغض النظر عن الجنس، أو العرق، أو الطبقة الاجتماعية. يجب أن يعمل النظام التعليمي على تخفيض معدلات التسرب المدرسي وتعزيز الوصول إلى التعليم للأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم. وأن تُعَدَّل السياسات التعليمية وتوجه الاستثمارات لتلبية احتياجات المجتمعات الأكثر فقراً وتهميشاً.

من المهم التعرف على مشاكل التعليم التي تحد من تبني منحى التعليم من أجل التنمية المستدامة والتي تتمثل فيما يلي (عكور، :2019 :76):

  1.  العلاقة الخطية بين التعليم والتنمية: حيث ضاف قيروكس “ Kyrox”   أن العلاقة بين التعليم والتنمية علاقة خطية. وبعبارة أخرى، يقال إن العلاقة بين التعليم والتنمية علاقة خطية.
  2. المعلمون لأنهم أساس العملية التعليمية: حيث يعتبر المعلمون عناصر هامة، لأنه يمكن دمج المعلمين من اجل تعلم كفاءات الاستدامة. ويرجع ذلك إلى عدم الاعتراف بأهمية كفاءات الاستدامة وإعاقة تطبيق مبادئ التعليم من أجل التنمية المستدامة في سياقات جديدة. على الرغم من الجهود المبذولة لتعميمها لأهمية مبادئ التعليم من أجل التنمية المستدامة لتكون أكثر وضوحاً. علاوة على ذلك، لا ينصب التركيز فقط على تطبيق مناهج جديدة.

ركز نوليت Nulit (2016)  على أهمية إيلاء الاهتمام الكافي للتعليم من أجل تحويل التعليم نفسه بحيث يرتبط بجوانب التنمية ويتفاعل مع جميع شرائح المجتمع. وذهبا إلى أن حقوق الإنسان لا ينبغي أن تؤخذ كأمر مسلم به بل يجب تطبيقها على جميع المستويات من أجل تعزيز تكامل حقوق الإنسان على جميع المستويات، ونتيجة لذلك فان الواجب ان يدرس الأطفال والكبار المعرفة والقيم التي تسمح بالتنمية المستدامة.

مؤشرات التنمية المُستدامة: 

قامت لجنة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بجملة من المؤشرات بلغت حوالي (139) مؤشر في العام 1996، وتم تصنيف هذه المؤشرات إلى أربعة محاور: اقتصادية واجتماعية وبيئية وثقافية، الا انه فيما بعد تم تقليص تلك المؤشرات إلى (58) مؤشر لتلافي الصعوبات التي تواجه تنفيذها، ويمكن لكل دولة ان تختار ما يناسبها من مؤشرات، وقامت اللجنة بعقد عدة مؤتمرات وندوات من اجل كيفية احتساب تلك المؤشرات ويمكن تقسيم المؤشرات إلى الاتية: 

أولاً: المؤشرات الاجتماعية (سلمان، 2020: 374-375)

اشتملت تلك المؤشرات على: 

  • التعليم، بحيث تكون نسبة الامية بالنسبة للبالغين والتي تتراوح أعمارهم بين (15) سنة فما فوق إلى المجموع الكلي للسكان البالغين.
  • نسبة الأطفال الحاصلين على التعليم الأساسي.
  • المعدل الإجمالي للطلبة الملتحقين بالمدارس الثانوية.
  • معدل نمو السكان.
  • البطالة: نسبة العاطلين عن العمل إلى مجموع القوى العاملة.
  • الفقر: توزيع الدخل، نسبة السكان تحت مستوى خط الفقر، مؤشر الفقر والذي يقوم على (الحياة الطويلة، والصحة، والمعرفة)، ونسبة الأطفال دون الخامسة من يعانون من نقص الوزن. 
  • نوعية الحياة: متوسط اعمار السكان المتوقع، نسبة السكان الذين لا تتوفر لهم الخدمات الصحية، توفير المياه للشرب.

ثانياً: المؤشرات الاقتصادية

وتشمل ما يلي: (سلمان، 2015: 52)

  • حصة الفرد من الناتج المحلي.
  • نسبة استهلاك الطاقة، ونسبة الاستثمار في الناتج المحلي، والعجز والفائض في الميزان التجاري.
  • كثافة استخدام الموارد ومجموع الديون الخارجية.
  • نسبة المساعدات التنموية مع اجمالي الناتج المحلي، ونسبة استخدام الطاقة في الصناعة والنقل.

ثالثاً: المؤشرات البيئية (عبود، 2013: 184) 

  • نسبة المساحات الخضراء الى المساحة الاجمالية، ونسبة الأراضي المستخدمة في الزراعة.
  • نسبة الأراضي السكنية، ونسبة التصحر إلى المساحة الاجمالية، وكمية الغازات المنبعثة.
  • نسبة الاستخدام السنوي للمياه الجوفية والسطحية من مصادر المياه المتجددة.

رابعاً: المؤشرات الثقافية (اليونسكو،2020)     

  • القدرات الوطنية في مجال الإحصاءات الثقافية.
  •  آليات جمع البيانات الخاصة بالاتفاقيات والتوصيات المتعلقة بالثقافة.                                                         

فوائد التعليم للتنمية المُستدامة:

يحقق التعليم فوائد عدة للتنمية المُستدامة تتمثل فيما يلي: (عاليه،2017) 

  1. تمكين الأفراد: التعليم يمنح الأفراد المعرفة والمهارات الضرورية لتحقيق تنمية شخصية واحترافية. 
  2. تعزيز التطور الاقتصادي: يعتبر التعليم العامل الرئيسي في تعزيز التطور الاقتصادي وخلق فرص العمل. من خلال توفير التعليم الجيد، يمكن للدول تطوير قوى العمل المهرة والإبداعية التي تساهم في نمو الاقتصاد.
  3.  حماية البيئة: من خلال التعليم، يمكن توعية الأفراد بأهمية حماية البيئة والموارد الطبيعية. يمكن للتعليم تعزيز الوعي بقضايا الاستدامة والتغير المناخي وتشجيع التحركات والمبادرات البيئية. 

مبادرات التنمية المُستدامة في الأردن:

 تعرف مبادرات التنمية المستدامة في التعليم كمبادرة المفتاح الأخضر والعلم الأزرق في جميع أنحاء العالم بتعزيزها لممارسات الاعمال المستدامة، وحماية الموارد الطبيعية القيمة، حيث تضم حوالي (59000) مدرسة، وتضم حوالي 0209 مليون طالباً، وحوالي (,3 1) مليون معلماً، في 68 دولة حول العالم. Sharma& Andreou, 2018:1) )

في إطار الحديث عن دور الأردن كدولة تتوق إلى تحسين جودة التعليم، وتسعى لرفع عجلة التنمية المستدامة، شهد قطاع التعليم والتعليم العالي تطوراً  واضحًا في كافة المجالات ، هذا التطور الواضح الذي عكس الرؤى الملكية السامية التي جاءت في كتب التكليف السامي للحكومات الأردنية، والأوراق النقاشية والمبادرات الملكية التي اطلقها الملك عبدالله  الثاني خلال العشرون عامًا، واكد في الخطاب الملكي السامي 2004   ” أما تنمية الموارد البشرية فهي من أولوياتنا في المرحلة المقبلة وذلك لأن ثروة الأردن الكبرى الحقيقية هي الإنسان الأردني ولهذا فستعمل حكومتي على الاستثمار في هذا الإنسان ضمن شمولية الاقتصاد المعرفي من حيث الحوسبة وتأهيل المعلمين وتطوير المناهج والارتقاء بمستوى البحث العلمي والتعليم العالي”.

أدى قطاع التعليم في الأردن دوراً مهماً في إحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة، من خلال المساهمة في تشكيل الموارد البشرية التي يتم تخريجها، والتي تساهم في تحسين المؤشرات الاقتصادية على مستوى الاقتصاد، بالرغم من شح الموارد الطبيعية، فان المملكة الأردنية الهاشمية ما زالت تملك أغلي الموارد وأهمها على الإطلاق وهو رأس المال الفكري والمتمثل بموارده البشرية المتعلمة والمدربة والكفؤة. (المشاقبة، 2019) 

ويعتبر التعليم  في الأردن اكثر المصادر قوة لتحقيق التنمية المستدامة، كما جاء مشاركة وزارة التربية والتعليم  في مؤتمر “ما بعد قمة تحويل التعليم” بدعم من اليونسكو واليونيسيف تأكيد لحرص الوزارة للتأكيد على التدريب المهني والتقني ،وإتاحة الفرص للجميع بالحصول على تعليم عالي الجودة، وهدف المؤتمر الى حشد العمل والطموح والتضامن لاستعادة خسائر قطاع التعليم بعد  وباء كورونا، والتزام الأردن استجابة للتوجهات العالمية بعد أزمة كورونا ،وتسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة لضمان تعلم مدمج ونوعي   وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة.  كما تضمن التزام الأردن بتعميم المرحة الثانية من رياض الأطفال وتوفير بيئات داعمة وآمنه وصحية لجميع الأطفال. وتوسيع دائرة العمل التطوعي، وإقامة الندوات المتخصصة في التغير المناخي وحماية البيئة، كما يسعى الاردن إلى تبني استراتيجية وطنية لإدارة الأزمات والصيانة المستمرة لاستيعاب المتغيرات التي تطرأ كل يوم. كما عملت الوزارة على استحداث نظام إدارة المعلومات التربوية لصنع السياسات القائمة على الأدلة؛ وإصلاح تام للتعليم والتدريب التقني والمهني. (مظهر، 2023)                                          

ومن مبادرات التنمية المستدامة في الأردن تعزيز كفاءة استخدام المياه في “المدارس الخضراء”، والذي يهدف إلى تأهيل المدارس وتمكينها من الوصول إلى مستوىً عالٍ من الأداء البيئي المستدام، ما يسهم في تحسين نمط الحياة في المجتمع المدرسي والمجتمعات المحلية المحيطة به. والمشروع الذي تنفذه الجامعة الأردنية ممثلة بمركز المياه والطاقة والبيئة بالتعاون مع الجمعية العلمية الملكية على مدار (13) شهر والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، يستهدف كل من وحدة المدرسة النموذجية في الجامعة الأردنية ومدرسة ضاحية الحسين الثانوية للبنات. (https://centers.ju.edu.jo/ar)                                                                             

بسبب كثرة استخدام المدارس والطلاب فيها بشكل خاص للمواد البلاستكية والورقية والمعدنية،  تم اطلاق  مبادرة “المدارس الخضراء” مسابقة ترسخ ثقافة إعادة التدوير لدى الطلبة ، ذلك يُمكن القائمين على المسابقة في تعريف الطلاب بكيفية فرز النفايات المختلفة، ووضع صناديق خاصة لهم  وإجراء المسابقات الفنية والعلمية لهم، بهدف استيعاب الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع على المدى القريب والبعيد، وبيان أهمية فرز النفايات من المصدر وتحقيق أعلى معدل في إعادة التدوير من الورق والكرتون والبلاستيك والمعادن المستخدمة .( جريدة الغد ،2021)                                                                                         

ويسعى برنامج المدارس البيئية ( الايكو سكول ) الذي تنفذه الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الى رفع مستوى الوعي بقضايا التنمية المستدامة في المدارس وصولا الى المجتمع المحلي من خلال تشجيع الأطفال والشباب على اخذ دور فاعل في هذا المجال .
وتم اعتماد الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية ممثلا للمؤسسة العالمية للتعليم البيئي في لندن في العام 2008، ليصبح الأردن الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تطبق برامج المؤسسة المتمثلة بالمدارس البيئية والمفتاح الاخضر والعلم الأزرق والصحفيين البيئيين الشباب وفق المنسق الوطني لبرنامج المدارس البيئية في الاردن.
ومن مبادرات التنمية المستدامة  “المدارس البيئية ” حيث ان  احدى عشرة مدرسة حكومية وخاصة في المملكة رفعت العلم الاخضر الذي يمثل علامة بيئية مميزة تدل على أن المدرسة الحاصلة عليه هي مدرسة بيئية أبدعت فيما قدمت على الصعيد البيئي لمحيطها .يتم تنفيذ  البرنامج حاليا في المملكة في محافظتي عمان والعقبة معربة عن املها في ان يشمل المحافظات كافة في اقرب وقت ممكن ، وان أي مدرسة بإمكانها المشاركة في البرنامج موضحة ان المدرسة التي تبدأ بتطبيق البرنامج بالشكل الصحيح والالتزام بالتعليمات وتستطيع تحقيق وفر قدره %40 في فواتير المياه والكهرباء.(وكالة الانباء الأردنية،2013) 

الدراسات السابقة ذات الصلة: 

بعد الاطلاع على الأدب النظري في الميدان التربوي، والوقوف على عدد من الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة الحالية، سيتم عرض الدراسات السابقة كما يأتي:

دراسات تناولت التسرب المدرسي:

قامت سيفردينغ& وأخرين Sieverding& others (2018)   بدراسة هدفت إلى بيان كيفية ادماج اللاجئين في البلدان المُضيفة ومنع تسربهم من المدارس، خاصة ان التعليم وسيلة رئيسية لإدماج اللاجئين في البلدان المُضيفة لهم، فضلا عن منع حدوث عجز دائم في التنمية البشرية بين الأطفال المتأثرين بالصراعات  يتعرض العدد الكبير من الأطفال المتضررين من النزاع السوري لخطر أن يصبحوا  جيلا ضائعا” بسبب انقطاع دراستهم، اعتمدت الدراسة على بيانات مسح تمثيلية على المستوى الوطني من الأردن في عام  2016 ومقابلات متعمقة مع 71 لاجئا سوريا شابا، أظهرت الدراسة ان الضغط  من اجل العمل لدعم أسرهم يكمن وراء العديد من قرارات عدم التسجيل. والالتحاق بالدراسة.

هدفت دراسة المصري(2019)  التعرف إلى دور الإدارة المدرسية في مواجهة التسرب في المدارس الحكومية بمحافظة خان يونس من وجهة نظر المعلمين ّ ،وعما إذا كان هناك فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05( ≤α  بين متوسطات درجات تقديرات أفراد العينة التالية: (النوع، المؤهل العلمي) للمتغيرات واعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي الأسلوب التحليلي، وتكونت العينة من (332)  طبقت عليهم استبانة ،فقد حصل مجال الدور القيادي على الترتيب الأول، يليه مجال الدور الفني “الاشرافي”، ثم مجال الدور الإداري  وأخيراً الدور الاجتماعي، كذلك ً مجال وجدت فروق ذات دلالة  تعزى للمؤهل العلمي وسنوات الخدمة . 

هدفت دراسة بزبز، محمد يوسف، وخشاشنة، محمد عبد الله، وعبابنة، ماهر علي (2019) التعرف إلى عوامل تفشي ظاهرة التسرب المدرسي في مدارس لواء الجامعة وسبل الحد منها من وجهة نظر مديري المدارس في الأردن، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي حيث تكونت عينة الدراسة من جميع مديري المدارس في مديرية تربية لواء الجامعة في الأردن والبالغ عددهم (65) مدير ومديرة، وأظهرت نتائج الدراسة أن العوامل المؤدية إلى تفشي ظاهرة التسرب المدرسي في مدارس لواء الجامعة جاءت متوسطة. 

يرى بابالولا وأولواسون وسولومون بانجو وأديوالي أيارا Babalola & Oluwaseun& Solomon Banjo& Adewale Ayara (2021) ان التسرب من المدرسة الثانوية مثل ترك المدرسة الثانوية دون إكمال إلى مؤهل علمي. يشير هذا إلى التخلي عن التعليم قبل المتوقع تم الانتهاء من الحد الأدنى لعدد الدورات والمتسربون المُحتملون هم الطلاب الذين من المحتمل التخلي تماما عن دراستهم في جوهرها، والتسرب يشير إلى الطلاب الذين تركوا البرامج المدرسية من قبل يتخرجون، وان تسرب الطلبة من مدارسهم لتلبية احتياجاتهم المالية. وأن البعض الآباء غير مهتمين بالتعليم لأطفالهم وان معدل التسرب في بنغلاديش مرتفع كما هو الحال في البلدان النامية.

قام تشيتين، هاكان سايت Hatice Cetin ,Hakan Cite(2021)    بدراسة هدفت إلى التحقيق في أسباب التسرب المدرسي المرتبط بالرياضيات، كمجال فرعي للفشل الأكاديمي. تم توزيع 955 استبيانا لجمع البيانات بشأن تسرب الطلبة من المدرسة، وعدم الاستمرار في التحول إلى مستوى تعليمي أفضل.  كشفت الدراسة عن أسباب التسرب من المدارس كأسباب تتعلق بالأسرة، والفشل الدراسي والظروف البيئية، والأسباب الشخصية والأسباب الاجتماعية، وعوامل تتعلق بالمعلم، والمشاكل الصحية والأسباب المالية. أكدت الدراسة على أن تسرب البالغين من المدرسة لم يكن مستقلا عن فشل الرياضيات. 

هدف دراسة الحسين والعيد(2022)  إلى إعطاء قراءة واضحة لأهم المشاكل التي تعاني منها المدرسة الجزائرية والمتمثلة بمشكلة التسرب المدرسي ،والتعرف على أسبابه ونتائجه والحلول المقترحة للحد منه، إذ تعد المدرسة الركيزة الأساسية في عملية التعليم التي تبني عليها معظم الدول ، لبناء جيل متماسك يحمل لواء التقدم والريادة والتحضر، قد تعترض المدرسة مشاكل تعيق تحقيقها لأهدافها التنموية وتثبط من نشاطها  كظاهرة العنف المدرسي وضعف التحصيل الدراسي والرسوب ،واستحوذت هذه الأخيرة  على اهتمام العديد من الباحثين الاجتماعيين ، حيث أصبحت ظاهرة التسرب المدرسي منتشرة في معظم بلدان العالم الثالث على حد سواء، إذ أصبح العالم اليوم على قناعة بأن التسرب المدرسي هو ظاهرة تشكل خطراً وتؤثر في تقدم المُجتمع الواحد وتطوره،  لا سيما أنها تساهم بشكل كبير وأساسي في تفشي الأمية، وعدم اندماج الأفراد في التنمية، لذا اعتبرها البعض بمثابة آفة تربوية واجتماعية يؤدي استمرارها إلى تقويض دعائم المُجتمع إن لم تسارع الدول المتضررة إلى استدراك خطورته . 

هدفت دراسة انكلي Ankeli (2023)  لتقييم تأثير معدل التسرب من المدارس على تطلعات التنمية الوطنية في نيجيريا، والتسرب من المدرسة هو توقف البرنامج التعليمي من قبل الطلبة، تقتصر الدراسة على التسرب من المدارس في شمال وسط نيجيريا. تم اختيار عدد المستجيبين البالغ(300) مستجيب من خلال تقنية أخذ العينات العشوائية، تم استخدام الاستبانة لجميع البيانات، اظهرت الدراسة أن التسرب من المدارس كان له تأثير سلبي على التنمية الوطنية المُستدامة، وأن الفتيات كانوا أكثر انخراطا في التسرب من المدارس بمتوسط.

كشفت دراسة فوزي والدبيب (2023) عن أهم الأسباب الشخصية والأسرية والمدرسية المؤدية الى التسرب المدرسي من وجهة نظر مدراء المدارس الإعدادية والمستشارين التربويين في ليبيا، ومن اجل تحقيق هدف البحث استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وبلغ حجم العينة (67) من مدراء المدارس الإعدادية والمستشارين التربويين، واستخدمت الاستبانة لجمع البيانات، وأظهرت النتائج أن الأسباب الشخصية المؤدية للتسرب المدرسي جاءت بدرجة مرتفعة، أما الأسباب الأسرية والأسباب المدرسية جاءت بدرجة متوسطة .                                                 

دراسات تناولت التنمية المُستدامة:

بينت دراسة زغاشو ودهان (2018) أن قضايا تُغري للمناخ وأزمات الغذاء والفقر والأزمات الاقتصادية والمالية تعد من المواضيع الأساسية في التنمية المستدامة التي ينبغي للمُجتمعات معاجلتها في ظل العولمة ولا يمكن تحقيق التنمية المُستدامة من خلال الحلول التكنولوجية أو تغيير الأنظمة السياسية، أو توفير الموارد المالية فقط، الأمر الذي يفرض توفير نوعية التعليم، والتعليم من أجل التنمية المُستدامة. حيث هناك حاجة لتغير المستويات في جميع البيئات الاجتماعية. حيث يعُتبر التعليم حجر الزاوية في العملية التنموية والركيزة الأساسية لنجاحه. فكون الإنسان محور العملية التنموية وله علاقة مباشرة بين التعليم والتنمية المستدامة. وإن التعليم هو الوسيلة الأساسية لاكتساب المعلومات، والمهارات اللازمة لبناء مجتمع متعلم يزخر بالموارد البشرية المؤهلة القادرة على إدارة العملية التنموية والمشاركة فيها بفعالية وكفاءة من جهة، ويسوده الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ومشبع بالوعي البيئي من جهة ثانية.

جاءت دراسة  الفرسان والشرمان(2020) للوقوف على دور الإدارة المدرسية في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة في الأردن من وجهة نظر المعلمين، ولتحقيق ذلك، تم تطوير استبانة تضمنت (24) فقرة موزعة على ثلاثة أبعاد للتنمية المستدامة وهي: البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد البيئي، وقد تم توزيع هذه الاستبانة على عدد من المعلمين والمعلمات والبالغ عددهم( 340) معلماً ومعلمة ، اظهرت النتائج  أن دور الإدارة المدرسية كان عالياً في تحقيق أبعاد التنمية المستدامة، وكان ترتيب الأبعاد على النحو الاتي: البعد الاجتماعي كان أعلاها يليه البعد الاقتصادي, ثم البعد البيئي. 

هدفت دراسة ايدن وكيلس (Keleş (2021 Aydın& إلى تحديد وعي “التنمية المُستدامة “للمعلمين المحتملين في الفروع المختلفة. تم استخدام الاستبانة لجمع البيانات، تكونت عينة الدراسة من 175 مدرسا في خمسة فروع مختلفة لكلية التربية في جامعة الأناضول.  تبين أن أعلى متوسط درجة من حيث الوعي بالتنمية المستدامة يعود للمعلمين المحتملين الذين يدرسون في قسم تدريس العلوم وأن أدنى متوسط درجة يعود للمعلمين المحتملين الذين يدرسون في قسم تدريس الرياضيات في الدراسة، ولا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية بين وعي التنمية المستدامة لمرشحي معلمي العلوم والفصول الدراسية والدراسات الاجتماعية.  

بحثت دراسة مابيوريسا وميهومبو (2022) Mapurisa &Mhembwe في كيفية تسرب الطالبات من المدرسة وكيف تؤثر سلبا على التنمية الشاملة للمجتمعات الريفية.   تم استخدام المقابلات لجمع المعلومات من المشاركين تبين أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية ساهمت في ارتفاع مستويات تسرب الطلبة في الريف من المدارس، وأن الآثار المترتبة على ذلك من هذه الحالات تشمل ارتفاع معدلات البطالة في المناطق الريفية وانعدام الأمن الغذائي للأسر، وارتفاع معدلات وفيات الأمهات والرضع والعنف المنزلي ومعاداة المجتمع للأنشطة.  خلصت الدراسة إلى أنه في غياب الشركاء الإنمائيين وتعزيز الحملات من أجل بقاء الطالبات الريفيات في المدارس والمجتمع الريفي التنمية في زيمبابوي ستظل بعيدة المنال. 

قامت الزيدات (2022) بدراسة هدفت التعرف إلى دور مديري المدارس الخاصة في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة من وجهة نظر المعلمين في العاصمة عمان، استخدمت الدراسة المنهج الكمي الوصفي، وتم تطوير استبانة لهذا الغرض والتأكد من صدقها وثباتها. تكونت عينة الدراسة من 501 معلم ومعلمة تم اختيارهم بالطريقة العشوائية. أظهرت نتائج الدراسة أن دور مديري المدارس الخاصة في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المُستدامة من وجهة نظر المعلمين في العاصمة عمان جاءت بدرجة مرتفعة أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (a= 0.05) في دور مديري المدارس الخاصة في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة تعزى لمتغير الجنس لصالح الذكور ولمتغير المؤهل العلمي لصالح المُعلمين الحاصلين على درجة البكالوريوس، ولمتغير الخبرة لصالح المعلمين ذوي الخبرة 10-5 سنوات.

The study investigated how cases of girl child school dropout negatively affect the overall development of rural communities. Qualitative research design was employed and interviews were used to gather information from participants. The study established that socio-economic factors contributed to high levels of rural girl child school dropout and that the effects of such cases include high rural unemployment, household food insecurity, high maternal and infant mortality rates, domestic violence and anti-social activities. The study concludes that in the absence of development partners to enhance campaigns for rural girl children to remain in school, rural community development in Zimbabwe will remain farfetched.The study investigated how cases of girl child school dropout negatively affect the overall development of rural communities. Qualitative research design was employed and interviews were used to gather information from participants. The study established that socio-economic factors contributed to high levels of rural girl child school dropout and that the effects of such cases include high rural unemployment, household food insecurity, high maternal and infant mortality rates, domestic violence and anti-social activities. The study concludes that in the absence of development partners to enhance campaigns for rural girl children to remain in school, rural community development in Zimbabwe will remain farfetched.

دراسات تناولت مبادرات التنمية المستدامة: 

بينت اظهر الحمياني، وشعيبي (2021) في دراستهم الدور الذي يقوم به العمل التطوعي كمبادرة لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال تسليط الضوء على أهمية العمل التطوعي ودور المتطوع في السعي نحو تحسين الأوضاع البيئية والاجتماعية والاقتصادية والوطنية بالنسبة لكافة أفراد المجتمع، استخدام الباحثان المنهج الوصفي، واستخدمت الاستبانة لجمع المعلومات، أظهرت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين دوافع التطوع وموانع التطوع وأثر التطوع، وبين التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة.                                          

كشفت دراسة هنفري، فيولا، لوبيز، سيكولوفا، إستيفيس (2022) Henfrey, Feola, Gil Penha Lopes, Sekulova, Esteves المساهمات الفعلية والمحتملة للمبادرات التي يقودها المجتمع في أهداف التنمية المستدامة كأمثلة على الإجراءات العملية المحددة ذاتيا من أجل الاستدامة، والعدالة الاجتماعية، تحدد العديد من النتائج المرجوة من أهداف التنمية المستدامة. تظهر الأدلة الحالية أن نظم المعلومات المختبرات تساهم بالفعل على المستوى المحلي، في جميع أهداف التنمية المستدامة تقريبا، وتحقق نجاحا خاصا في تحقيق أهداف مختلفة في التآزر  ومع ذلك، تستند هذه الإنجازات إلى الأخلاقيات، والفلسفات التوجيهية، وأطر القضايا والأهداف العملية وطرق التنظيم التي تختلف اختلافا كبيرا عن تلك التي تقف وراء صياغة أهداف التنمية المستدامة وتنفيذها  إن تبني هذه الاختلافات، ومعها المزيد من التعددية والتأمل الذاتي النقدي المستمر، من شأنه أن يسمح لأهداف التنمية المستدامة بتجاوز بعض التناقضات المقيدة ذاتيا، لا سيما فيما يتعلق بدور النمو الاقتصادي   مثل هذا التحول في التوجه مهم إذا كان لأهداف التنمية المستدامة أن تنتقل من تعزيز الأسباب الجذرية لعدم الاستدامة والظلم إلى تحديها.

هدفت دراسة زرزورة (2023) إلي الكشف عن العلاقة بين تأثير الأنشطة الطلابية في تعزيز المبادرات المجتمعية للشباب وعلاقتها بالتنمية المستدامة ،استخدمت الدراسة المنهج التجريبي باستخدام جماعتين ضابطه وتجربيه، وتم استخدام مقياس المبادرات المجتمعية من اعداد الباحثة وتبنت الدراسة النظرية المعرفية ونظريه النسق كموجه نظري للدراسة تم تصميم برنامج التدخل المهني، وطبقت الدراسة علي طلاب المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالمنصورة، وأثبتت النتائج وجود فروق معنوية ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين بعد تطبيق برنامج التدخل المهني على الجماعة التجريبية  . 

هدفت دراسة فيلهو، فاسكونسيلوس، فيريرا، أراوجو، بيرينغير، ألميدا، غوميز، جونيور، كولومبو، غابو ليرا، أغوستينو (2023) Filho, Vasconcelos, Ferreira, Araújo, Berenguer, Nadjacleia Almeida, Gomes, Júnior, Colombo. Gabeu Lira, Agostinho إلى تنفيذ منهجية تقارن تصورات الاستدامة والإجراءات المنفذة بين أعضاء مؤسسات التعليم العالي لإظهار التناقضات بين التصورات والحقائق. تشير العديد من الدراسات إما إلى تصور أعضاء المجتمع الأكاديمي أو التقييم الفني للأداء المستدام للمؤسسة بمعزل عن غيرها. تكمن حداثة هذا العمل في تطوير أداة تسمح باستخدام مقياس مماثل لمقارنة تصور مستخدمي الخدمات الأكاديمية بالتقييم الذي ينسبه الفنيون المسؤولون عن تنفيذ مبادرات التنمية المستدامة في مؤسسات التعليم العالي. بينت النتائج لأبعاد ذات التناقضات وتوجيه المديرين أثناء قيامهم بإجراءات لتعزيز مشاركة مجتمعية أكبر في تنفيذ مبادرات الاستدامة التي تعزز ترسيخ هذه القيم في الثقافة المؤسسية. بالإضافة إلى ذلك، وتسليط الضوء على أنه يمكن تكييف المنهجية المقترحة للاستخدام في أنواع أخرى من المؤسسات، مع الحفاظ على نفس الفوائد حول أداء مبادرات التنمية المستدامة في التعليم العالي.                                   

التعقيب على الدراسات السابقة: 

من خلال الاطلاع على الدّراسات السابقة تنوعت أهداف الدراسات السابقة، فاتفقت الدراسة الحالية في أهدافها مع دراسة البواجعة، وأبو سمرة (2019) والتي جاءت للكشف عن واقع التسرب المدرسي للطلبة ، ودراسة زرزورة (2023) التي كشفت عن العلاقة بين تأثير الأنشطة الطلابية في تعزيز المبادرات المجتمعية للشباب وعلاقتها بالتنمية المستدامة، إلا أنها لم تتشابه مع أي دراسة في البحث عن واقع التسرب المدرسي لدى فئة الطلبة المراهقين في ضوء التنمية المستدامة، واختلفت مع الدّراسات السابقة في المتغيرات التي تناولتها وفي إجراءاتها ونتائجها، وفي أنها طبقت في دول عربية وأجنبية.

 أما من حيث المنهج مع الدراسات السابقة فقد اتبعت مناهج متعددة، فيما استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي التحليلي.

أما من حيث الأداة فقد اتفقت الدراسة الحالية في استخدام الاستبانة مع كافة الدراسات السابقة، واختلفت مع دراسة البواجعة وأبو سمرة (2019) والتي استخدمت الاستبانة وبطاقة الملاحظة معا، ودراسة.) Sieverding& others ,2018)) و Mhembwe Mapurisa (2022) و (Mapurisa &Mhembwe,2022 (التي استخدمت المقابلات لجمع البيانات.

وستستفيد الدراسة الحالية من نتائج الدراسات السابقة وتوصياتها ومن العمليات الإحصائية التي استخدمت فيها، والمنهجية المتبعة وإعداد الأدوات، فضلًا عن الاستفادة من إجراءاتها والاطلاع على العديد من المراجع الهامة والتعرف عليها.

وتميزت الدراسة الحالية عن غيرها من الدراسات السابقة من حيث الأبعاد وهي: (البعد التربوي، والبعد الاقتصادي، والبعد الاجتماعي، والبعد الثقافي)، وهي من الدراسات غير المسبوقة في حدود علم الباحثة التي تهدف إلى قياس أثر التسرب المدرسي على مبادرات التنمية المُستدامة في الأردن.

 


المراجع العربية:

http://dosweb.dos.gov.jo/ar/sdgs

أحمد، إيمان والموجي، أماني، وأحمد، أميمة (2022). فاعلية منهج مقترح في الفيزياء قائم على أبعاد التنمية المستدامة لتنمية الاتجاه نحو المهنة لدى طلاب المعهد الفني للبصريات. المجلة الدولية للمناهج والتربية التكنولوجية، (10)، 333-368.                                                                                       

أحمد، سمير، وسلمان، آمنة وغازي، رجاء، والنجار، فاطمة (2021). تصور مقترح لتوظيف معايير التنمية المستدامة في تطوير المدارس الابتدائية بدولة الكويت. مجلة كلية التربية، (102)، 307-328.

الاستراتيجية الوطنية للحد من عمل الأطفال2030 -2022 (2022)، عمان- الأردن.

 الاسكوا، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، الامم المتحدة (1998) مشاركة المجتمعات المحلية في التنمية الحضرية في منطقة الاسكوا نيويورك.

بزبز، محمد يوسف، وخشاشنة، محمد عبد الله، وعبابنة، ماهر علي (2019) عوامل تفشي ظاهرة التسرب المدرسي في مدارس لواء الجامعة وسبل الحد منها من وجهة نظر مديري المدارس، مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، المجلد (27)، العدد (6)، عمان- الأردن. 

بنرحو، نوال (2016). المواكبة التربوية ودورها في تجويد التعليم ومحاربة الهدر المدرسي، مجلة التدريس أصدرا كلية علوم التربية، جامعة محمد الخامس، الرباط، المملكة المغربية، العدد (8).

تعزيز كفاءة استخدام المياه في المدارس الخضراء https://centers.ju.edu.jo/ar/weec/SitePages.    

وثائق وزارة التربية والتعليم (2023)، عمان- الأردن.                                                                                                         

التيتون، أمينة (2015) اتجاهات تربوية… مدارس خضراء. مجلة العربي، الكويت، العدد (682). 

جريدة الغد المدارس الخضراء” مسابقة ترسخ ثقافة إعادة التدوير لدى الطلبة، تاريخ النشر 9 تشرين الاول، (2021) عمان -الاردن. 

جميل، عبد المنعم ونجم، وفاء وزروقي، رعد (2016). التربية البيئية للمرحلة الأولى: مكتبة عادل للطباعة. الرياض-السعودية.

الجميلي، رياض والمسلماوي، إيمان (2023). دراسة أسباب التسرب المدرسي الطلبة مراحل التعليم الثانوي في قضاء الهندية. مجلة السبط، 9(1)، 263 – 300.

الحسينان، سالم (2022). متطلبات تحقيق التنمية المستدامة لمعلمي التربية الإسلامية في المرحلة المتوسطة بدولة الكويت. آفاق جديدة في تعليم الكبار، (32) .

الحمداوي، بهاء (2022). تقويم كتاب اللغة العربية للصف الثالث المتوسط في ضوء مرتكزات التنمية المستدامة. مجلة أبحاث ميسان، (18)، (35).

حمود، محمد (2019). دور السياسات العامة الرشيدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. مجلة العلوم السياسية، (1)، (57).

الخاطري، محمد سعيد (2022) دور الأخصائي الاجتماعي في الحد من ظاهرة التسرب المدرسي، مجلة العلوم الإنسانية والطبيعية، العدد (3)، المجلد (3)، المغرب.

ذينات، لينا وبني هاني، محمد ونجادات، احمد (2023). درجة تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 في مرحلة التعليم الأساسي في المدارس الأردنية. العلوم التربوية، (3)، (4)، 591-620. 

 فرحان ، اسيا كاظم ، ورضا، عبد الناصر (2013) واقع التسرب في التعليم الثانوي ومدى أثره على التنمية البشرية في العراق (2001-2011) مجلة العلوم الاقتصادية والإدارية، مجلد (19)، العدد (71)، بغداد- العراق.

  الرويضان، عاطف، التسرب المدرسي، مقال منشور في 30 تشرين الأول 2004، على الموقع الالكتروني: www.ammannet.net.                                                                               

السلق، غادة وميثم، حسن (2014). التنمية العمرانية المستدامة في مركز الكرخ التاريخي. مجلة كلية الهندسة، (20)، (11)، 1-28.

سلمان، وسام حاتم (2015) التنمية المستدامة. الرهان الرابح لمواجهة التحديات الاقتصادية في (العراق انموذجا)، دار الكتب والوثائق رقم ببغداد (2684).

سلمان، وسام حاتم (2020) دور التنمية المُستدامة في مواجهة تحديات ظاهرة تسرب التلاميذ في المدارس الابتدائية (نظرة اقتصادية (، مجلة دراسات تربوية، ملحق (52).

شعباني، مليكة (2020) دروس في وحدة التسرب المدرسي، السنة الثالثة، تخصص علم النفس المدرسي جامعة الجزائر2، قسم علم النفس، أعمال موجهة، محاضرات منشوره على الرابط: https://fss.univ-alger2.dz/cours-en-ligne.

 طومار، شروق (2019) التسرب المدرسي: الارق المتجدد، مقال منشور في صحيفة الغد بتاريخ 8-82019. /https://alghad.com

عالية، عماد (2017) التعليم من أجل التنمية المستدامة، الشبكة العربية للتميز والاستدامة بحث منشور على الرابط بتاريخ: 20-9-2017 https://sustainability-excellence.com. 

عباس، خالد صالح (2013) مفهوم التنمية وارتباطه بحقوق الانسان بين الاثراء الفكري والتحديات، مجلة العلوم الإنسانية، جامعة بابل، (21)، (2) . 

عبد الرحمن، حسنية حسين (2017) التعليم من أجل التنمية المستدامة في مدارس التعليم قبل الجامعي في كل من استراليا، نيوزيلندا والمملكة المتحدة وإمكانية الإفادة منها في مصر، مجلة جامعة سوهاج، المجلد (50) .

عبد الغني، محمد فتحي (2020) تطور مفهوم التنمية المستدامة وابعاده ونتائجه، المجلة العلمية للاقتصاد والتجارة، المجلد (50)، العدد (20).

عبلاوي، ذهبية، بن حمدو، لامية (2020) العوامل السوسيو اقتصادية المؤثرة في التسرب المدرسي لتلاميذ المرحلة المتوسطة دراسة ميدانية لعينة من المتسربين بولاية أدرار، رسالة ماجستير غير منشورة جامعة أحمد دراية ادرار، الجزائر.                                                                                                             

العثمان، باسم عبد العزيز، والسلمان، محمد خصير (2019) ظاهرة تسرب تلاميذ المدارس الابتدائية وآثارها على عمالة الاطفال في مدينة أبي الخصيب) دراسة في الجغرافية الاجتماعية (، مجلة الخليج العربي المجلد (74) العدد (2-1).

العدوان، زيد وداود، احمد (2016). درجة وعي معلمي الجغرافيا لمعايير التنمية المستدامة في الأردن. مجلة كلية التربية، (32)، (2).

العصيمي، عايد عبد الله (2018) المسؤولية الاجتماعية للشركات نحو التنمية المستدام، دار اليازوري للنشر والتوزيع، عمان -الأردن.    

عكور، نوال عيسى، والشهاب، محمد حمزة (2019) تطوير التعليم الأردني لتفعيل مساهمة الشباب في التنمية المستدامة وفقاً للتقارير الأممية المترجمة للغة العربية: دراسة تحليلية، مجلة العلوم التربوية والنفسية المجلد (3)، العدد (14).

العوفي، محمد (2017). رؤية استراتيجية مقترحة للتعليم من أجل التنمية المستدامة في دول الخليج العربي أعمال المؤتمر العلمي الدولي: الوقف الإسلامي والتنمية المستدامة، قسنطينة، الجزائر.

غنيم، عثمان، وأبو زنط، ماجدة، (2014) التنمية المستديمة فلسفتها وأساليب تخطيطها وأدوات قياسها دار صفا، عمان -الأردن.                                                                                                            

قاز، سيد. (2011) ظاهرة التسرب المدرسي في المؤسسة التربوية الجزائرية. مجلة الحكمة. (11)، الجزائر. 

قنديل، محمد عيسى (2018) ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس وآثارها السلبية، بحث منشور على الرابط: بتاريخ 8-9-2018 https://www.drqandil.com.

المرساوي، فوزية، (2015)، المعالجة التربوية لموضوع التنمية المُستدامة من خلال المناهج التعليمية والكـتب المدرسية، المجلة الدولية التربوية المتخصصة، المجلد (4)، العدد (1).

مسرحي، فاطمة طلال، الشريف، نوره عبيد، والصائغ، نجاة محمد (2024) مُتطلَّبات تطبيق مبادرة المدارس الخَضْراء في مدارس التعليم العام بمحافظة جدَّة، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المجلد (8)، العدد (2).

 المشاقبة، خليل (2019) مؤسسات التعليم العالي الوطنية ومقاربة التنمية المستدامة، مقال منشور على الرابط: https://www.ammonnews.net/article/453088، تاريخ النشر 17-4-2019.         

فريوان، محمد عبد الله (2019) أسباب التسرب المدرسي لدى طلاب الصف العاشر الأساسي في لواء الجامعة، المجلة الدولية التربوية المتخصصة، مجلد (8) العدد (4)، 

المصري، مروان (2019) دور الإدارة المدرسية في مواجهة التسرب في المدارس الحكومية بمحافظة خان يونس: دراسة ميدانية، مجلة جامعة فلسطين التقنية للأبحاث، (7)، (3).

مقلاتي، وآخرون (2020) ظاهرة التسرب المدرسي: مسؤولية الاسرة والآليات المجابهة، مجلة الاسرة والمجتمع، المجلد (8)، العدد (2) الجزائر. 

موسشيت، دوجلاس (2000) مبادئ التنمية المستدامة ترجمة: بهاء شاهين، الدار الدولية للاستمارات الثقافية.                                                                                                                             

موقع وزارة التربية والتعليم الأردنية    https://moe.gov.sa/ar/aboutus/aboutministry/Pages/sustainabledevelopment.                                                                                                                       مظهر، الاء (2023) التعليم أولوية للأردن والتنمية والمستدامة، جريدة الغد، مقال منشور بتاريخ :29-كانون الثاني، على الرابط: https://alghad.com/Section- .

الناصر، عبد الله سهو (2014) التسرب من التعليم الطريق المفتوح نحو أمل الأطفال، المكتبة الوطنية عمان الأردن.

النعمي، عبد الرزاق (2016) التسرب من التعليم: الأسباب والعلاج. مجلة علوم التربية الرياضية والعلوم الأخرى. (1) .                                                                                                                      

 وكالة الانباء الاردنية، برنامج المدارس البيئية يسهم في رفع مستوى الوعي بقضايا التنمية، منشور بتاريخ 12-5(2013) على الرابط: https://petra.gov.jo/Include/InnerPage.jspnews                           المستدامة.                                                                                                                       

اليونسكو (2020) المؤشرات المواضيعية لدور الثقافة في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

اليونسكو، (2013) التعليم من أجل تحقيق اهداف التنمية المُستدامة، اهداف التعليم، الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة.                

 

المراجع الإنجليزية:

 

Andreou, Nicole (2020) Towards a Generation of Sustainability Leaders: Eco-Schools as a Global Green Schools Movement for Transformative Education.

Costa.F. J Bispo.M.S.Pereira.R.C.F.(2018): Dropout and retention of undergraduate students in management: a study at Brazilian federal university. RAUSP Management journal, (53).

Dupéré V. Dion E. Leventhal T. Archambault I. Crosnoe R. and Janosz M. (2018). High School Dropout in Proximal Context: The Triggering Role of Stressful Life Events. Child Development, 89(2).

Dupéré, Véronique Eric Dion, Tama Leventhal, Isabelle Archambault, Robert Crosnoe, Michel Janosz (2018) High School Dropout in Proximal Context: The Triggering Role of Stressful Life Events, society for research in child development Volume89, Issue2.

Erwin A. (2018). Creating a Strong School Culture to Prevent High School Dropouts. Unpublished Doctoral Dissertation, University of Portland. Oregon United States of America.

ESCO. (2013). ESD—Building a better, fairer world for the 21st centuryhttp://u4614432.fsdata.se/wpcontent/uploads/2013/09/esd

Korkmaz, A., & Yildiz, T. (2017). Assessing preschools using the Eco-Schools program in terms of educating for sustainable development in early childhood education. European Early Childhood Education Research Journal, 25(4).

Krejcie, R. & Morgan, D. (1970). Determining sample size for research activities. Educational and Psychological Measurement, 30.

Latif A. Choudhary A. & Hammayun A. (2015). Economic Effects of Student Dropouts: A Comparative Study. Journal of Global Economics, 3(2).

Maryland Association for Environmental & Outdoor Education. (2023). Letsgozero. Why schools? Green Schools Program. https://maeoe.org/green-schools-and-green-centers/green- schools-program.   

Nasibulina, A.   (2015). Education   for   Sustainable   Development   and   Environmental   Ethics. Procedia-Social and Behavioral Sciences, 214.

Nolet, V.   (2016). Education   for   sustainability:  Principles   and practices   for teachers.   New   York: Routledge.

OECD (2019). Why does the Sustainable Development Goal on Education (SDG 4) matter for OECD countries? 

Ottesen, K., Goll, C., and Sørlie, T. (2017). The Multifaceted Challenges in Teacher-Student Relationships: A Qualitative Study of Teachers’ and Principals’ Experiences and Views Regarding the Dropout Rate in Norwegian Upper-Secondary Education. Scandinavian Journal of Educational Research, 61(3).

Sharma, P. K., Andreou, N., & Funder, A. C. (2019). Changing Together Eco Schools 1994-2019. Copenhagen: Foundation for Environmental Education.

Sterling, S. (2004). ‘Higher Education, Sustainability and the Role of Systemic Learning’, Higher Education and the Challenge of Sustainability, London: Earth Scan.

Tahtalıoglu, H., & Kulac, O. (2019). The Role of Education in Realizing Sustainable Development in Turkey. AGATHOS, 10(18), 201-229. Retrieved on (January 12, 2022) https://www.researchgate.net/publication/332935934_.

General Assembly’s Open Working Group proposes sustainable development goals (PDF). (2018) Sustainabledevelopment.un.org.

UNESCO (2012) Report on the UN Decade of Education for Sustainable Development.Paris.https://sustainabledevelopment.un.org/content/documents.

United Nations, (2021). Sustainable Development Goals. Available: HTTPs://www.un.org/sustainabledevelopment/education.

WCED (World Commission on Environment and Development), Our Common). Future, Oxford: Oxford University Press, 1987.                              

Zaff, Janes, Donlan, A. E & Anderson (2015). Comprehensive Community 

Initiatives for Positive Youth Development, Routtah New York  

البحث في Google:





عن د.فارس محمد العمارات

مُتخصص في الدرسات الأمنية والاجتماعية، مُحاضر ومدرب غير متفرغ له عدة مؤلفات، ودراسات منشورة وغير منشورة. شارك في العديد من المؤتمرات الخارجية والداخلية - الأردن.

تعليق واحد

  1. د. محمود أبو فنه

    المقال جيّد ومنهجيّ ويعتمد على المراجع والمصادر الملائمة،
    ولكنّه طويل وكنتُ أحبّذ اختصاره وتلخيصه، ويمكن للكاتب
    أن ينشره في كتاب/ كرّاس خاصّ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *