التعليم الأخضر

 مقدمة:

لقد أصبحت التنمية المستدامة قضية ملحة في مجتمعنا، ومع تزايد الوعي بضرورة حماية البيئة وتلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية، برز مفهوم التعليم الأخضر كعنصر حاسم في تعزيز الحفاظ على البيئة والممارسات المستدامة. من خلال دمج مبادئ الاستدامة في البرامج التعليمية المختلفة، حيث يمكن للمؤسسات المساعدة في تنمية الشعور بالمسؤولية البيئية بين الطلاب وتمكينهم من تبني ممارسات مستدامة في حياتهم الشخصية والمهنية.

لذا يلعب التعليم الأخضر دورًا محوريًا في تعزيز ثقافة الاستدامة وتشكيل مجتمع أكثر وعيًا بالبيئة. وبهذا يعد التعليم الأخضر من المفاهيم العلمية الحديثة التي تعبر عن شكل جديد من أشكال التعليم الذي يخدم الجانب البيئي، ويهتم بإتاحة بيئة جاذبة بداية من تصميم المباني المدرسية، والاهتمام بالمساحات الخضراء بها، مروراً بدعم الأنشطة العلمية الصديقة للبيئة، والاهتمام بالتقنيات الرقمية، وتطبيقاتها في مجال التعليم، والتدريس سواء على مستوى الدمج التقني في التدريس، أو استخدامها في التعليم عن بعد كعامل حديث في التعليم أو لتقليل أخطار انتشار الأوبئة (Aithal & Rao, 2016).

وتنطلق فلسفة التعليم الأخضر من ضرورة الحفاظ على البيئة ومواردها، ونشر الوعي بالقضايا البيئية وأخطارها على الحياة بكوكب الأرض، من منطلق أن الأخطار البيئية لا تشكل تهديداً للبيئات الطبيعية فحسب بل تمتد ايضاً للحيلولة دون تحقيق تنمية اقتصادية في المجتمع؛ لذا  كان التعليم هو محور الاهتمام بالقضايا البيئية ورفع وعي أفراد المجتمع بها بصفته المسئول الأول عن تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال ايجاد الأفراد المؤهلين للعمل في المجالات  الاقتصادية المختلفة ورفع كفاءتهم الإنتاجية نحو هذه القضايا تحقيقاً لاستدامة المجتمع بجميع قطاعاته، ومن ثم يعمل التعليم الأخضر على تنمية تقدير الأفراد للطبيعة ونقل المعرفة المتصلة بالبيئة، بشكل يساعد على تطوير علاقاتهم مع الطبيعة من خلال تعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة (Somwaru, 2016).

لذا يعد التعليم الأخضر عملية تثقيفية شمولية، هدفها العام، خلق جيل جديد قادر على استكشاف المشاكل البيئية القائمة في المجتمع، والمشاركة في حلها، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات فعالة تحول دون ظهور مشكلات بيئية جديدة، من خلال اعتماد التعليم الأخضر على تقنيات رقمية حديثة موفرة للطاقة، تربط الطلاب بالبيئة، وتطوير قدراتهم، ومهاراتهم الحياتية بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه (عطا الله، 2021).

أولاً- مفهوم التعليم الأخضر:

يعد مفهوم التعليم الأخضر من المفاهيم المهمة التي اكتسبت شهرة عالمية في الآونة الأخيرة؛ نظرًا  لتوجه العالم اليوم تجاه الاستثمارات في القطاعات الخضراء خاصة المؤسسات التعليمية، ومناداة العديد من الدول والمنظمات والهيئات بأهمية اعتماد الاقتصاد الأخضر كنمط حياة، وبالرغم من تعددّ مفاهيمه إلا أنّ أغلبها يدور حول الممارسات والأنشطة الصديقة للبيئة، وثمة بعض الأدبيات التي تناولت مفهوم التعليم الأخضر:

حيث يرى “ستوهر” أن التعليم الأخضر هو” التعليم الذي يهتم بإعداد الفرد للحياة، من خلال فهم المشاكل الرئيسة في العالم المعاصر، وتوفير المهارات والصفات اللازمة للقيام بدور مثمر من أجل تحسين الحياة وحماية البيئة ” (Stohr,2012,11).

ويرى “مجاهد” أن التعليم الأخضر: هو التعليم الذي يساعد في توضيح معنى الاستدامة وفهمها، ويسعي لتدريب الطلاب على المشاركة بأنشطة وممارسات عملية؛ بهدف تعزيز المهارات الحياتية التي تتسق مع الاستخدام الصحيح للموارد، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة في خلق بيئة محفزة لبناء مهارات الإبداع والابتكار، والمشاركة الاجتماعية وتنمية الثقافة الفكرية، والتواصل الفعال بين جميع عناصر العملية التعليمية وفق معايير صديقة للبيئة ( مجاهد، 2020، 181).

ويرى “غوف وآخرون” أن التعليم الأخضر نهج تعليمي يهدف إلى تعزيز المعرفة البيئية، والاستدامة والشعور بالمسؤولية، تجاه البيئة بين الطلاب. حيث يتجاوز المواد الأكاديمية التقليدية ليدمج تجارب تعليمية متعددة التخصصات، تؤكد على الترابط بين تصرفات الأفراد وحماية البيئة. ويعزز التعليم الأخضر التفكير الناقد ومهارات حل المشكلات، ويشجع الطلاب على أن يصبحوا مشاركين نشطين في خلق مستقبل أكثر استدامة. وذلك من خلال دمج موضوعات مثل: تغير المناخ، والحفاظ على الموارد، والعدالة البيئية في المناهج الدراسية، فيهدف التعليم الأخضر إلى تزويد الطلاب بالمعرفة والأدوات اللازمة لمواجهة التحديات البيئية الملحة. علاوة على ذلك، فإنه يشجع المدارس على تنفيذ ممارسات مستدامة ، وخلق ثقافة التربية البيئية داخل المؤسسات التعليمية. إن تبني التعليم الأخضر لا يفيد البيئة فحسب، بل يساهم أيضًا في التنمية الشاملة للطلاب كمواطنين مسؤولين (Gough et al., 2020).

ثانياً- فوائد التعليم الأخضر:

يلعب التعليم الأخضر دورًا حاسمًا في معالجة التحديات البيئية الملحة التي يواجهها العالم الحديث. ومن خلال دمج مبادئ الاستدامة في المناهج الدراسية، يتم تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة تعطي الأولوية لحماية البيئة. إن التعليم الأخضر يتجاوز التعلم التقليدي في الفصول الدراسية؛ فهو يغرس الشعور بالمسؤولية والإشراف تجاه البيئة، ويشجع الأفراد على المشاركة بنشاط في جهود الحفظ والدعوة إلى الممارسات المستدامة. وقد أظهرت الدراسات أن التعرض للتثقيف البيئي في وقت مبكر من الحياة، يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على المواقف والسلوكيات البيئية على المدى الطويل. وبالتالي، فإن دمج التعليم الأخضر في المناهج الدراسية أمر ضروري لبناء جيل من المواطنين المهتمين بالبيئة والقادرين على قيادة التغيير الإيجابي نحو مستقبل أكثر استدامة.

وفي ضوء ذلك أورد (Toth, 2018) عدد من فوائد للتعليم الأخضر، وهي:

  1. تعزيز الخيال والدافعية لدى الطلاب:

التعليم الأخضر هو تعليم تفاعلي عملي يثير الخيال ويطلق العنان للإبداع. فعندما يتم دمج التعليم الأخضر في المنهج الدراسي، يصبح الطلاب أكثر حماسًا ومشاركة في التعليم، مما يؤدي إلى رفع تحصيل الطلاب في المجالات الأكاديمية الأساسية.

  1. التعلم يتجاوز الفصول الدراسية:

لا يوفر التعليم الأخضر فرصًا للتعلم التجريبي خارج الفصل الدراسي فحسب، بل إنه يمكّن الطلاب من التواصل وتطبيق تعلمهم في العالم الحقيقي. حيث يساعد التعليم الأخضر المتعلمين على رؤية الترابط بين القضايا الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والثقافية.

  1. يعزز مهارات التفكير الناقد والإبداعي:

يشجع التعليم الأخضر الطلاب على البحث والتحقيق في كيفية وسبب حدوث الأشياء، واتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن القضايا البيئية المعقدة. وذلك من خلال تطوير وتعزيز مهارات التفكير الناقد والإبداعي.

  1. يدعم التسامح والتفاهم:

يشجع التعليم الأخضر الطلاب على التحقيق في الجوانب المختلفة للقضايا لفهم الصورة الكاملة. حيث يعزز التسامح بين وجهات النظر المختلفة، والثقافات المختلفة.

  1. تشجيع أنماط الحياة الصحية:

يعمل التعليم الأخضر على حث الطلاب على الخروج والنشاط، مما يساعد في معالجة بعض المشكلات الصحية التي نشهدها لدى الأطفال اليوم، مثل السمنة واضطرابات نقص الانتباه والاكتئاب.

  1. تعزيز المجتمعات:

يعمل التعليم الأخضر على تعزيز الإحساس بالمكان والتواصل من خلال المشاركة المجتمعية. فعندما يقرر الطلاب تعلم المزيد أو اتخاذ إجراءات لتحسين بيئتهم، فإنهم يتواصلون مع خبراء المجتمع والجهات المانحة، والمتطوعين للمساعدة في فهم ومعالجة القضايا البيئية التي تؤثر على مجتمعهم وبيئتهم.

  1. اتخاذ الإجراءات المسؤولة لتحسين البيئة:

يساعد التعليم الأخضر الطلاب على فهم كيفية تأثير قراراتهم وأفعالهم على البيئة، وبناء المعرفة والمهارات اللازمة لمعالجة القضايا البيئية المعقدة، بالإضافة إلى الطرق التي يمكننا من خلالها اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على البيئة بشكل صحي ومستدام للمستقبل.

  1. تمكين الطلاب والمعلمين

يعمل التعليم الأخضر على تعزيز التعلم النشط والمواطنة والقيادة الطلابية. كما يساعد التعليم الأخضر المعلمين على بناء معارفهم البيئية ومهاراتهم التعليمية.

ثالثاً- الجوانب الرئيسية للتعليم الأخضر:

أشار (Aggarwal, 2023) إلى عدد من الجوانب الرئيسية للتعليم الأخضر والتي تشمل ما يلي:

  • الوعي البيئي: يساعد التعليم الأخضر الأفراد على تطوير الوعي بالقضايا البيئية مثل تغير المناخ والتلوث وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي. ويقدم معلومات عن أسباب وعواقب هذه القضايا.
  • الاستدامة: تؤكد على مبادئ الاستدامة، والتي تنطوي على استخدام الموارد بطريقة تلبي احتياجات الجيل الحالي دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة. ويشمل ذلك الممارسات المستدامة في مجالات مثل: الطاقة والزراعة والنقل.
  • نهج متعدد التخصصات: غالبًا ما يتخذ التعليم الأخضر نهجًا متعدد التخصصات، مستمدًا من مجالات مختلفة مثل البيئة، وعلم الأحياء، والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والأخلاق. ويساعد الطلاب على فهم الترابط بين القضايا البيئية.
  • التعلم العملي: تتضمن العديد من برامج التعليم الأخضر تجارب تعليمية عملية، مثل الأنشطة الخارجية والرحلات الميدانية والمشاريع البيئية. تمكن هذه الأنشطة الطلاب من التواصل مع الطبيعة وتطبيق ما تعلموه.
  • التفكير النقدي: التعليم الأخضر يشجع التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات. يتم تشجيع الطلاب على تحليل القضايا البيئية وتقييم الحلول المحتملة واتخاذ قرارات مستنيرة.
  • المنظور العالمي: غالبًا ما يسلط التعليم الأخضر الضوء على الطبيعة العالمية للتحديات البيئية ويشجع الطلاب على التفكير عالميًا والتصرف محليًا. إنه يعزز الشعور بالمواطنة والمسؤولية العالمية.
  • التعلم مدى الحياة: يعزز التعليم الأخضر التعلم مدى الحياة من خلال غرس الشعور بالفضول والالتزام بالبقاء على اطلاع بالقضايا البيئية أثناء تطورها.

رابعاً- مبادئ التعليم الأخضر عبر مختلف المراحل التعليمية:

في دارسة أجراها (Adnyana et al., 2023) أشار إلى عدد من المباديء الخاصة بالتعليم الأخضر، والتي يمكن تبنيها عبر المراحل التعليمية المختلفة، وهي:

التعليم الابتدائي (التعليم الأساسي):

التركيز: التعلم بالتجربة من خلال تجارب مباشرة في الطبيعة.

الأنشطة: التعلم من خلال القصص، والألعاب، والأنشطة المناسبة للعمر المتعلقة بالمفاهيم البيئية.

الأهداف: تعزيز الفضول والتعاطف وفهم أساسي للقضايا البيئية.

دور المعلم: تبسيط المشكلات البيئية ووضع الأساس للتعلم المستقبلي.

التعليم الثانوي:

التركيز: التفكير النقدي وحل المشكلات المتعلقة بالقضايا البيئية.

الأنشطة: تحليل المشكلات البيئية، والبحث المستقل، والمشاريع العملية، والمشاركة الفعالة في الحلول.

الأهداف: تنمية مهارات التفكير النقدي والبحث وفهم أعمق للأنظمة البيئية والاستدامة والتحديات البيئية العالمية.

التعليم العالي:

التركيز: التعلم متعدد التخصصات وحلول للمشكلات البيئية المعقدة.

الأنشطة: البحث المتقدم، والتعاون، وتطوير حلول مستدامة، والدعوة للسياسات البيئية.

الأهداف: تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات ليكونوا قادة في الاستدامة والدعوة البيئية.

الجوانب الرئيسية للتعليم الأخضر عبر جميع المستويات:

التعلم بالتجربة: المشاركة المباشرة مع الطبيعة من خلال الرحلات الميدانية والأنشطة الخارجية والمشاريع العملية.

التعلم متعدد التخصصات: التعاون بين المواد الدراسية مثل العلوم والجغرافيا والعلوم الاجتماعية والفنون لفهم شامل للتحديات البيئية والحلول.

المسؤولية البيئية: تعزيز الشعور بالملكية وتشجيع الخيارات المستدامة في الحياة اليومية.

المشاركة المجتمعية: الشراكات مع المجتمعات المحلية والمنظمات والخبراء لاكتساب نظرة عملية وبناء الشبكات والمساهمة في المبادرات المجتمعية التي تعالج القضايا البيئية.

 خامساً- دمج التعليم الأخضر في المناهج الدراسية

تتطلب معالجة تغير المناخ والقضايا البيئية اتباع نهج شامل يبدأ في سن مبكر. حيث يعد دمج التعليم الأخضر في المناهج المدرسية أمرًا ضروريًا لتعزيز عقلية الاستدامة والمسؤولية البيئية بين الأجيال القادمة. ومن خلال دمج مفاهيم العلوم البيئية والطاقة المتجددة وإدارة النفايات والحفاظ عليها في المنهج الدراسي، يمكن للطلاب تطوير فهم أعمق للتحديات التي يواجهها كوكبنا، والدور الذي يمكن أن يلعبوه في التصدي لها. وقد أظهرت الأبحاث أن التعرض للتعليم الأخضر يؤدي إلى زيادة المعرفة والوعي بالقضايا البيئية، فضلاً عن زيادة احتمال تبني سلوكيات صديقة للبيئة. ومن خلال دمج التعليم الأخضر في مختلف المواد، لا يمكن للطلاب اكتساب المعرفة الأكاديمية فحسب، بل يمكنهم أيضًا تنمية الإدارة البيئية لديهم، والتي يمكن أن توجه قراراتهم وأفعالهم طوال حياتهم (Gough et al., 2020).

تتمثل إحدى الاستراتيجيات الفعالة لدمج التعليم البيئي في المدارس، هو دمج مبادئ الاستدامة في المناهج الدراسية، بدلاً من قصرها على مجال معين. ومن خلال دمج المفاهيم البيئية في موضوعات، مثل: العلوم والرياضيات والدراسات الاجتماعية، حيث يتعرض الطلاب لجوانب مختلفة من الاستدامة من وجهات نظر متعددة. هذا النهج متعدد التخصصات لا يعزز فهم الطلاب للقضايا البيئية فحسب، بل يؤكد أيضًا على الترابط بين هذه القضايا والتخصصات الأكاديمية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يوفر إنشاء شراكات مع المنظمات والخبراء البيئيين المحليين موارد قيمة وأمثلة واقعية للطلاب للتعامل معها. يمكن لمثل هذا التعاون أن يوفر للطلاب فرصًا فريدة للمشاركة في تجارب التعلم العملي والرحلات الميدانية والمبادرات القائمة على المشاريع التي تعزز الإشراف البيئي والاستدامة. ومع استمرار المدارس في تبني التعليم البيئي، فإن اعتماد نهج شامل وتعاوني سيكون أمرًا أساسيًا لتعزيز ثقافة الوعي البيئي بين الطلاب.

ويعتمد التعليم الأخضر على عدد من الاستراتيجيات أشارت إليها (عبد الحميد، 2022)، وهي :

1-    التعلم القائم على المشروعات  Project based learning  : حيث يتم من خلاله تكليف الطلاب بمشروعات عملية تخدم المقررات وتتم بشكل ميداني في البيئة المحلية  ، ويمكن للطلاب أن يعتمدوا على المكتبة الرقمية لتوفير معلومات مرتبطة بهذه المشروعات .

  • التعلم الافتراضي Virtual learning : ويعتمد هذا النوع على شبكات التعلم الافتراضية باستخدام المحاكاة في التعليم ، مثل القيام برحلات عبر شبكة الإنترنت ، وزيارة متاحف افتراضية أثناء حصص التاريخ ، واستخدام المعامل الافتراضية أثناء حصص العلوم واستخدام أدوات ومواد صديقة للبيئة بدلا من المركبات الكيميائية الخطيرة .
  • التعلم القائم على المواقف Situated Learning : يعتمد على تكليف الطلاب بإنجاز مهام محددة يتم تنفيذها من خلال مواقف حقيقية في البيئة المحلية على أرض الواقع .
  • التعلم القائم على المنافسة Competitive Learning : أحد الاستراتيجيات التي تعتمد على تقسيم الطلاب لمجموعات متعاونة تتنافس مع مجموعات أخرى لإنجاز مهام محددة .
  • التعلم القائم على المهام الأدائية Tasks based learning : تهتم هذه الاستراتيجية بالربط بين المقررات الدراسية وحياة الطلاب ، عن طريق تقديم الخبرات التعليمية في مواقف مشابهة للمواقف الحياتية وتشجيع الطلاب على التفكير الناقد وحل المشكلات البيئية بأسلوب علمي .
  • الحل الإبداعي للمشكلات Creative problem solving : وتعد أحد أهم الاستراتيجيات التي تعتمد على نظرية الحل الإبداعي للمشكلات من خلال تنمية مهارات التفكير لدى الطلاب وتدريبهم على حل المشكلات بطرق إبداعية .

سادساً- أهمية التعليم الأخضر في المراحل الدراسية المختلفة:

في دراسة مرجعية قام بها (Adnyana et al., 2023) أشار فيها إلى أهمية التعليم الأخضر في المراحل الدراسية المختلفة، وهي:

مرحلة التعليم الأساسي: يلعب التعليم الأخضر دورًا مهمًا في تطوير أساس قوي للوعي البيئي، حيث تم تعريف المتعلمين الصغار بالمفاهيم الأساسية مثل التنوع البيولوجي وتغير المناخ وإدارة النفايات والطاقة المتجددة. من خلال دمج الأنشطة العملية والرحلات الميدانية وأساليب التعلم التفاعلية، يمكن للتعليم الابتدائي أن يعزز الفضول حول الطبيعة، ويشجع الأطفال على أن يصبحوا واعين بيئيًا.

مرحلة التعليم الثانوي: يتم بناء التعليم الأخضر على أساس المدارس الابتدائية. حيث يتعمق في القضايا البيئية ويستكشف موضوعات مثل التنمية المستدامة، واستنزاف الموارد، والعدالة البيئية، والنظم البيئية. ويؤكد التعليم الثانوي أيضًا على التفكير الناقد ومهارات حل المشكلات، مما يسمح للطلاب بتحليل التحديات البيئية المعقدة واقتراح حلول مبتكرة. من خلال دمج التعلم القائم على المشاريع والمشاركة المجتمعية، يمكن للتعليم الثانوي تمكين الطلاب من اتخاذ الإجراءات والتأثير بشكل إيجابي على بيئاتهم المحلية.

مرحلة التعليم العالي: يعمل التعليم الأخضر على توسيع المعرفة والمهارات المكتسبة في المراحل المبكرة. ويقدم برامج ودورات متخصصة تركز على الدراسات البيئية وعلوم الاستدامة والتكنولوجيا الخضراء. يزود التعليم العالي الطلاب بالخبرة اللازمة لمواجهة التحديات البيئية العالمية من خلال البحوث متعددة التخصصات، وتطوير السياسات، وممارسة الأعمال المستدامة. ومن خلال تعزيز ثقافة الابتكار والتعاون، يمكن لمؤسسات التعليم العالي إنتاج قادة قادرين على معالجة القضايا البيئية المعقدة على نطاق عالمي. ويوضح الشكل

التالي أهمية التعليم الأخضر عبر المستويات التعليمية.

سابعاً- مقارنة بين التعليم التقليدي والتعليم الأخضر والمستدام:

أصبحت المهن الخضراء ذات أهمية متزايدة في التحول نحو الممارسات المستدامة. ومع إدراك المجتمع للحاجة الملحة لمعالجة القضايا البيئية، فإن الطلب على المهنيين ذوي الخبرة في الاستدامة والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء آخذ في الارتفاع. وهذا يدل على فرصة كبيرة للأفراد المتحمسين لإحداث تأثير إيجابي في الحياة مع الاستمتاع أيضًا بمهنة مُرضية. وتشمل المهن الخضراء العديد من الصناعات مثل: الطاقة المتجددة والزراعة العضوية والهندسة المعمارية الصديقة للبيئة والعلوم البيئية، مما يوفر مسارات متنوعة للأفراد المهتمين بالاستدامة. إن الاستثمار في التعليم والتدريب الأخضر يمكن أن يؤدي إلى فرص عمل مثيرة لا تساهم في حماية البيئة فحسب، بل تعزز أيضًا النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية. ومن خلال تبني الممارسات المستدامة ومتابعة المهن الخضراء، يمكن للأفراد أن يلعبوا دورًا حاسمًا في بناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة (Barnes, Moore & Almeida, 2021).

هذا وقد أجرى كل من (Aithal, & Rao, 2016) مقارنة ما بين التعليم التقليدي، والتعليم الأخضر والمستدام، وقد أشاروا إلى ما يلي:

التعليم التقليدي التعليم الأخضر والمستدام
يهدف إلى الربح فقط يهدف إلى تنمية الأفراد والبيئة والربح
أصول التدريس عفا عليها الزمن أصول التدريس حديثة
انخفاض الطلب على الخريجين الرسميين الطلب على الوظائف الخضراء مرتفع
نهج تقليدي نهج معاصر
استخدام تكنولوجيا التي عفا عليها الزمن يجري الاعتماد على التكنولوجيا الخضراء
البيئة تتدهور يتم الحفاظ على البيئة

 

ثامناً- خاتمة:

وفي الختام، من الواضح أن دمج التعليم الأخضر في المناهج الأكاديمية أمر بالغ الأهمية لتعزيز الوعي البيئي وممارسة الاستدامة بين الطلاب. ومن خلال التعلم التجريبي، يمكن للطلاب اكتساب المعرفة العملية حول القضايا البيئية وتطوير الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة. ومن خلال دمج مفاهيم الاستدامة، والطاقة المتجددة، والحفاظ على البيئة في مختلف المواد الدراسية، تستطيع المدارس أن تنتج أفراداً واعين بيئياً ومجهزين لمواجهة تحديات عالم سريع التغير. علاوة على ذلك، أظهرت الأبحاث أن التعليم الأخضر لا يفيد البيئة فحسب، بل يعزز أيضًا الأداء الأكاديمي للطلاب ومهارات التفكير النقدي. ومع ذلك، لتحقيق إمكانات التعليم الأخضر بشكل كامل، يعد الدعم المستمر والتعاون من المعلمين وصانعي السياسات والمجتمع أمرًا ضروريًا. ومن خلال العمل معًا، يمكننا خلق مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.

المراجع

أولاً: المراجع باللغة العربية:

عبد الحميد، أسماء عبد الفتاح (2022). رؤية مقترحة لسياسات وبرامج التعليم الأخضر في مصر فى ضوء بعض النماذج العربية والعالمية. مجلة التربية. جامعة الأزهر. ع (193)، ج(2).

عطا الله، محمد عبد الرؤوف. (2021) المدراس الخضراء صيغة تربوية مقترحة في ضوء رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة (رسالة ماجستير غير منشورة). كلية التربية، جامعة دمياط.

مجاهد، فايزة أحمد الحسيني (2020 ). التعليم الأخضر توجه مستقبلي في العصر الرقمي. المجلة الدولية للعلوم في البحوث التربوية 3(3).

ثانياً: المراجع باللغة الانجليزية:

Adnyana, I. M. D. M., Mahendra, K. A., & Raza, S. M. (2023). The importance of green education in primary, secondary and higher education: A review. Journal of Environment and Sustainability Education1(2), 42-49.

Aggarwal, D. (2023). Green Education: A Sustainable Development Initiative with the Power of Artificial Intelligence (AI). Journal of Image Processing and Intelligent Remote Sensing, ISSN, 2815-0953.

Aithal, P. S., & Rao, P. (2016). Green education concepts & strategies in higher education model. International Journal of Scientific Research and Modern Education (IJSRME) ISSN (Online), 2455-563.

Barnes, M., Moore, D., & Almeida, S. C. (2021). Empowering teachers through Environmental and Sustainability Education: Meaningful change in educational settings. Routledge.

Gough, A., Lee, J. C. K., & Tsang, E. P. K. (2020). Green schools globally (pp. 120-130). Cham, Switzerland: Springer International Publishing.‏

Somwaru, L. (2016). The Green School: a sustainable approach towards environmental education: Case study. Brazilian Journal of Science and Technology, 3(10), 1-15.

‏‏‏‏Stohr,Whitney Ba (2012). Coloring a Green Generation: The Law and Policy of Nationally Mandated Environmental Education and Social Value Formation at the Primary and Secondary Academic Levels. A Thesis Submitted to the faculty of The George Washington University.

Toth, S. (2018). TOP 10 BENEFITS OF ENVIRONMENTAL EDUCATION. Retrieved From: https://www.plt.org/educator-tips/top-ten-benefits-environmental-education/

 

 

البحث في Google:





عن عبير سعيد الشهراني

3 تعليقات

  1. حسن عييى الدش

    موضوع رايع بطرح اخضر بديع ومميز لفكرة عصرية هامة

    بعطبك العافية استاذة عبير الشهراني على معالجة هذا الموضوع ونتطلع الى مواضيع قادمة

  2. حسين محمد الزيداني

    جهد موفق ومبارك استاذة عبير ، وبحثك متميز .. بارك الله جهودك

  3. د بشير شعب

    إن الموضوع حساس وحديث في مجال التعليم فرضه الوقع المعايش والظروف تقضي على إيجاد حلول دائمة تجابه ظاهرة التلوث البيئي وتغير المناخ حول العالم. وظهور التعليم الأخضر كخطة مرسومة تقوم بتدريب الطلاب وإعدادهم نحو التوعية والفهم الصحيح بخطورة تلك الظاهرة المذكور ة تحدد الحياة عامة، لاالبشرية فحسب، فإن المؤسسات التعليمية تأخذ قسطا كبيرا بمراحلها الثلاث، غير أن الدول الصناعية. الكبرى تقع على عاتقها مسؤولية قانونية كبيرة، ينبغي أن تقف بجانب تلك المؤسسات التعليمية وقفة تضامنية جادة لإنقاذ العالم من هذا التحد . وهذا المقال المفيد والرائع. شكرا جزيلا لكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *