على الرغم من الفوائد العديدة للتعليم الإلكتروني فإن هناك عدة معوقات تحول دون توظيفه في العمليّة التّعليميّة، مثل عدم وضوح أهدافه للمسؤولين عن العمليات التربوية، والأمية التقنية للمعلمين والطلبة، كذلك التكلفة المادية. ناهيك عن إضعاف دور المعلّم كمشرف تربوي وارتباطه المباشر مع طلابه، وبالتالي قدرته على التأثير المباشر، مع ظهور العديد من الشركات التّجارية الرّبحيّة، والّتي تقوم بالإشراف على تأهيل المدرسين وإعدادهم وهي في الحقيقة غير مؤهلة، بالإضافة لكثرة الأجهزة المستخدمة في العمليّة التّعليميّة، والّتي قد تصيب الطّالب بالفتور عند استعمالها. إلا أنّ هنالك العديد من المبرّرات للتّعليم الإلكتروني.
مبررات تطبيق التعلم الإلكتروني
من المبررات الّتي تسترعي تطبيق التعليم الإلكتروني، زيادة إمكانية الاتصال بين الطلبة أنفسهم، وبين الطلبة والمدرسة: مثل المنتديات، والبريد الإلكتروني، وغرف الحوار، الأمر الذي يزيد من تحفيز الطلبة على المشاركة والتفاعل، كذلك المساهمة في وجهات النظر المختلفة للطلاب، مما يزيد فرص الاستفادة من الآراء والمقترحات المطروحة، الأمر الذي يساعد في تكوين معرفة وآراء سديدة لدى المتعلم، من خلال ما اكتسبه من معارف ومهارات في غرف الحوار.
وعلى الجانب الإنساني فإن الإحساس بالمساواة يبرز في التعليم الإلكتروني، لأنه يتيح الفرصة كاملة للطّالب لمشاركة رأيه، وهذه الميزة تساعد الطلبة الذين يشعرون بالخوف والقلق، فتجعلهم يتمتعون بجرأة التعبير عن أفكارهم، أكثر مما لو كانوا في قاعات الدرس، ناهيك عن سهولة الوصول إلى المعلم، فقد أتاح التعلم الإلكتروني سهولة الوصول للمعلم في أسرع وقت، وخارج أوقات العمل، وهذه الميزة مفيدة للمعلم أكثر، حيث تعطيه حرية أكبر، خاصة الذين تتعارض ساعات عملهم مع جدول العمل المحدد.
كما يمكن تحوير طريقة التدريس، واعطاء المادة العلمية بالطريقة الّتي تناسب الطلبة، كالمرئية، أو المسموعة أو المقروءة، وبعضهم تناسبه العمليّة، فالتعلم الإلكتروني يتيح إمكانية التطبيق بطرق مختلفة وفقاً لاحتياجات الطالب، مع ملائمة مختلف أساليب التعليم، الّتي تتيح للمتعلم التركيز على الأفكار المهمة خلال الدرس، كما يتيح لمن يعانون صعوبة التنظيم، الاستفادة من المادة، لأنها تكون مرتبة بصورة سهلة ويسيرة.
ولا يمكن إغفال المساعدة الإضافية على التكرار، حيث تعتبر ميزة إضافية، للذين يتعلمون عن طريق التدريب، إذ يمكن للطّالب تكرار المعلومات الّتي تدرب عليها قدر ما يشاء، رغم أنها تقدم محتوى تعليمياً ديناميكياً، الأمر الذي يساهم في تطوير مجتمعات المعرفة، وربط الطلاب والممارسين بالخبراء، كما يتيح الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وللأفراد والمؤسسات لمواكبة التطور المتسارع لعالم الإنترنت.
كما يمتاز التعليم الإلكتروني بتوفر المناهج طوال اليوم وفي كل أيام الأسبوع، الأمر الذي يفيد الذين يرغبون التعلم في وقت معين، فالبعض يفضل التعلم صباحاً والآخر مساءاً، الأمر الذي يتيح للجميع التعلم في الزمن الذي يناسبه، إضافة لاستمرارية الوصول إلى المناهج، حيث يمكن للطّالب الحصول على المعلومة الّتي يريدها في الوقت الذي يناسبه، مما يؤدي إلى الارتياح وعدم الإحساس بالضجر.
ولا يعتمد الطلاب في التعليم الإلكتروني على الحضور الفعلي، حيث لم يعد ضرورياً الحضور لقاعات الدرس، لأن التقنية الحديثة وفرت طرقاً للتواصل، دون الحاجة للتواجد في مكان وزمان معينين، مع سهولة تقييم تطور الطالب، نظراً لتطور أدوات التقييم الفوري، وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة للتقييم.
ويمكن الاستفادة القصوى من الزمن في التعليم الإلكتروني، لعدم الحاجة للذهاب إلى قاعات الدرس أو المكتبة، وهذا يؤدي إلى حفظ الوقت من الضياع، والمعلّم بإمكانه إرسال ما يحتاجه الطلاب عبر خطوط التواصل المختلفة.
وبالنسبة لدور المعلّم فإن التعليم الإلكتروني فهو يقلل الأعباء الإدارية للمعلم، حيث كانت تأخذ الكثير من الوقت، وقد أصبح بالإمكان القيام بها عن طريق الأدوات الإلكترونية مع إمكانية التأكد من استلام الطّالب لتلك المستندات، كما يقلل حجم العمل في المدرسة، فقد وفر التعليم الإلكتروني أدوات لتحليل الدرجات والاختبارات، ووضع الإحصائيات حولها، بما في ذلك إرسال ملفات وسجلات الطلبة إلى دائرة التسجيل.
دور المعلم في التعليم الإلكتروني
أن تكون معلماً ناجحاً في بيئة التعلم الإلكتروني، فذلك يتطلب الكثير من المؤهلات، كمعرفة استراتيجيات التعلم الإلكتروني الحديثة، والّتي تختلف عنها في التعليم التقليدي، وتتطلب تغييرا في أدوار المعلّم من ناقل للمعلومات، إلى موجه وداعم للطّالب في عمليّة التّعلم. وبذلك أخذت العلاقة بين الطّالب والمعلّم صورة جديدة لها، تختلف عن الطريقة التّقليديّة، الّتي كان المعلّم فيها المحور الرّئيسي للعمليّة التّعليميّة. وبقدر ما يملك المعلّم من خبرات علمية وتربوية، وأساليب تدريس فعالة، يستطيع أن يخرج طلاباً متفوقين ومبدعين.
وليصبح المعلّم معلماً إلكترونياً يحتاج لإعادة صياغة فكرية يقتنع من خلالها بأن طرق التدريس التقليدية، لا بد أن تتغير لتتناسب مع الكم المعرفي الموجود، كما لابد للمعلم من تعلم الأساليب الحديثة في التدريس، والاستراتيجيات الفعالة، من خلال دوره الموجه والمحفز والمشرف، والمدرب لطلابه، ناهيك عن دوره في التقييم والتغذيـة الراجعة، ومتابعة مستوى الطلبة، والاختبارات وتجهيز بيئة التعلم الإلكترونية المناسبة.
فالتعليم الإلكتروني لا يعني إلغاء دور المعلم، بل يصبح دوره أكثر أهمية وأكثر صعوبة في إدارة العمليّة التّعليميّة باقتدار. كما أصبحت مهنة المعلّم مزيجاً من مهام القائد والمدير، والباحث، والناقد، والموجه. ولكي يكون دور المعلّم فعالاً يجب أن يجمع بين التخصص، والخبرة، كما يحتاج المعلمون إلى التدريب المستمر، لتحقيق التكامل بين التكنولوجيا والتخصص.
ولا يعني التعليم الإلكتروني إلغاء دور المعلم، بل يصبح دوره أكثر أهمية وأكثر صعوبة في إدارة العمليّة التعليمية باقتدار. كما أصبحت مهنة المعلّم مزيجاً من مهام القائد والمدير، والباحث، والناقد، والموجه. ولكي يكون دور المعلّم فعالاً يجب أن يجمع بين التخصص، والخبرة، كما يحتاج المعلمون إلى التدريب المستمر، لتحقيق التكامل بين التكنولوجيا والتخصص. وليصبح دور المعلّم مهماً في توجيه طلابه، لا بد وأن يعمل على تحويل غرفة الصف الخاصة به، إلى بيئة تمتاز بالديناميكية، وتتمحور حول الطالب، عن طريق تطوير فهم عملي حول صفات واحتياجات الطلبة.
ولا ننسى أهمية المهارات التدريسية، الّتي تراعي الاحتياجات والتوقعات المختلفة، وأن يطور من خلالها الطّالب فهماً عملياً لتكنولوجيا التعليم مع التركيز على الّدور التّعليمي الشّخصي، من خلال العمل بكفاءة كمرشد وموجه ذكي للمحتوى التعليمي، والاهتمام باستخدام الوسائل التقنية، وشبكات الإنترنت وآليات متقدمة يمكن أن يعتمدها الطلبة لحل الواجبات وعمل الأبحاث.
كما يلعب المعلّم دور المشجع على التفاعل في العمليّة التّعليميّة من خلال طرح الأسئلة، وتشجيع الطّلبة على التّواصل بغيرهم من الطلبة، ولا يمكن تجاهل دوره كمحفز على توليد المعرفة واستخدام الوسائل التّكنولوجيّة، والبرامج التّعليمية الّتي يحتاجونها، ويتيح لهم التدخل النوعي بالمادة الدّراسيّة من خلال طرح آراءهم وتوضيح وجهات نظرهم.
ومما لا شك فيه أن دور المعلّم سيصبح أكثر صعوبة مع التّعليم الإلكتروني، وعليه لا بد من العمل والتدريب المستمر لآليات استخدام المعلومات الإلكترونية، والذي يعتبر تحدياً كبيراً أمام المعلّم، باعتباره جوهر العمليّة التّعليميّة.
المراجع:
الأتربي، شريف، 2019، “التعليم بالتخيل استراتيجية التعليم الإلكتروني وأدوات التعلم”، العربي للنشر والتوزيع.
العيسى، ايناس عباد، 2020،” جودة التعليم الإلكتروني وفوائده”، جريدة الحدث 07/09/2020.
العيسى، إيناس (2020)، إدارة الإدارة: إدارة التغيير وإدارة الجودة الشاملة والإدارة الإلكترونية، عمان، الأردن، دار الشروق.
عبّاد العيسى، ايناس (2020). درجة تطبيق الإدارة الإلكترونية في مدارس القدس من وجهة نظر مديري المدارس، مجلة امتياز للعلوم التربوية والتعليمية، المجلد(3). عدد(3)، ص ص 198- 217 أكتوبر 2021
http://www.enset-skikda.dz/index.php/ar/imtiyaz.html
عبد المنعم، رضوان،2016،”المنصات التعليمية المقررات التعليمية المتاحة عبر الانترنت”، دار العلوم للنشر والتوزيع، مصر.
هناك من الضروريات المرتبطة بالجانب النفسي والاجتماعي والتربوي يلغيها حتما التعليم الالكتروني وقرب الاستاذ ضرورة لتعديل بعض السلوكات تعدل فكر الطالب في مادة من المواد ….
التعلم الالكتروني هاجس الادارات التربوية العربية بحكم عدم وجود قاعدة او بالاخرى قيادات مؤهلة للخطيط لهذا التعليم الجديد
اقصد بذلك إطارات وزارة التربية واللجان المؤهلة لإعداد المناهج على اساس الخبرة والاقدمية والمحسوبية طبعا