“كم أحب أن أكون ثنائي اللغة ، وأعتقد أن وجود لغة ثانية أو ثالثة في عطاءاتي سوف يفتح لي العالم بطرق مذهلة.”
Deborah Raney
تعد ثنائية اللغة Bilingualism تسمية نسبية وظاهرة ذاتية جوهريا، كما أن اللغات ليست أشياء جامدة، يتم الحصول عليها مرة واحدة ثم الاحتفاظ بها في ذاكرة الدماغ. وإنما أشياء حية تستحوذ على خيالنا وتحدد واقعنا: فاللغة والعاطفة والهوية مرتبطة بعضهما ببعض. واللغة ليست مصدرا لوسيلة التواصل وإنما قد تكون طريقة للتواصل. وقد يكون شخص ما يتحدث لغة منذ الطفولة ولكنه لا يرى نفسه ثنائي اللغة لأنه لا يعيش في ذلك البلد، ولا يشعر أيضا بالاتصال مع الثقافة والفكاهة والدوافع الاجتماعية. ويرى آخرون أنفسهم ثنائيي اللغة عند قدرتهم على التعبير عن أنفسهم دون ضبط النفس أو التردد.
وقد وضع (Maurin) تعريفًا للشخص ثنائي اللغة بأنه شخص نشأ وهو يتحدث لغتين، وقادر على التبديل دون جهد بين الاثنين. ووفقا لمعجم أوكسفورد https://en.oxforddictionaries.com فإن تعريف ثنائية اللغة هو:
- ثنائي اللغة كاسم Noun: “شخص يجيد لغتين”.
- ثنائية اللغة كصفة Adjective: “تحدث لغتين بطلاقة”.
وغالبًا ما يكون هناك طلاب يتميزون بثنائية اللغة، ويغفل المعلمون والتربويون في استثمار هذه المهارة أو القدرة والاكتفاء فقط باللغات المقررة كمنهج دراسي غير قابل للمرونة، وقد ركزنا في هذا المقال على جوانب تفعيل بعض الأفكار والتجارب القادرة على كسب المعرفة بطرق غير تقليدية.
علينا في البداية أن نفهم المعنى الصحيح للـ ” التعليم ثنائي اللغة ” وهو استخدام لغتين كوسيلة لتعليم الطفل أو مجموعة من الأطفال في جزء أو كل المناهج الدراسية (Conhen, 1978). ويمكن تنظيم التعليم ثنائي اللغة في الفئات الأربع التالية: التنمية المعرفية، والتنمية العاطفية، والنمو اللغوي، والإثراء الثقافي. ويشير بلانكو (1977) إلى إجماع الخبراء في مجال التعليم ثنائي اللغة هو أن أهدافه الأساسية هي في مجال التنمية المعرفية والعاطفية بدلا من المجالات اللغوية والثقافية. ومن هذا، يمكن للمرء أن يتفهم أن الهدف الأساسي للتعليم ثنائي اللغة ليس بالضرورة لتعليم اللغة الإنجليزية أو لغة ثانية، ولكن لتعليم الأطفال المفاهيم والمعارف والمهارات من خلال اللغة التي يعرفونها بطريقة أفضل وتعزيز هذه المعلومات من خلال اللغة الثانية.
ويؤكد أندرسون وبوير (1970، ص 43-44) في تعريفهما للتعليم ثنائي اللغة أن هذه الاستراتيجية:
طريقة جديدة لتصور مجموعة كاملة من التعليم وخاصة بالنسبة للطفل. ويتطلب التعلم ثنائي اللغة إلى إعادة التفكير في المنهج الدراسي بأكمله من حيث أفضل أدوات التعلم الخاصة بالطفل، واستعداده لتعلم مواضيع مختلفة، وهويته الخاصة وإمكانيات النمو والتطوير لديه.
مبادئ تعليم ثنائي اللغة
هناك مجموعة من المبادئ الخاصة بالتعليم ثنائي اللغة بحيث يمكن للمهتمين التركيز عليها وفهمها وهي:
- الطالب يعد عنصرا نشطا في اكتساب اللغة.
- يتم اكتساب اللغات، وليس دراستها.
- بناء الطلاب قواعد خاصة بهم في اكتساب اللغة.
- تعد اللغة كعائدات من العام إلى المحدود.
- هناك تباين فردي: حيث أن عملية اكتساب اللغة تعد متشابهة لجميع الأفراد، غير أن معدلها يعتبر مختلفا ومتفاوتا.
- يجب ألا تكون هناك محاولة لتسلسل تعلم اللغة، بحيث يستخلص الطالب القواعد من البيانات من حوله.
- تأصيل اللغة هو في النمو المعرفي للطالب.
- تحدث اللغة عندما تستجيب البيئة للطالب.
- ينبغي أن تركز البيئة على المعنى وليس على الشكل.
- تحدث اللغة عندما يكون هناك تنوع لغوي وغير لغوي.
- يحدث تعلم اللغة عندما يكون هناك تفاعل مع البيئة.
- تطوير اللغة بشكل مستمر.
- يجب أن تكون البيئة متوافقة مع طريقة الطالب الخاصة في التعلم.
- اللغة مجموعة من المهارات التي يمكن فصلها وتدريسها بشكل فردي. يتم اكتسابها من خلال الاستخدام النشط الموجه نحو المعنى.
ومن الملاحظ تركيز معظم الدراسات في تطوير اللغة على تنمية مهارات معينة وفصلها عن بعضها.
ويقترح غواداراما (1992، ص 2) ما يلي لبرامج التعليم ثنائي اللغة – أي المبادئ التوجيهية التي ينبغي أن تحدث بجانب خطط إعادة الهيكلة الأخرى:
1- طرق أكثر اتساقا لنشر التدريب على تنمية قدرات المعلمين عديمي الخبرة أو حديثي العهد بالتعليم ثنائي اللغة . ويجب أن تقترن أنشطة تقديم الخدمات بطرق مبتكرة لإقناع المعلمين بالمشاركة، مثل منح المعلمين أدوارا ومسؤوليات جديدة لتسهيل تطويرهم المهني.
2- فهم المسؤولين للتحديات الخاصة التي تواجه الطلاب ثنائيي اللغة. بحيث يجب أن ينظر إلى طلاب التعليم ثنائي اللغة كأعضاء كاملين في المجتمع المدرسي. حيث إن الخصائص اللغوية والثقافية الفريدة لهذه الفئة من المجتمع يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التخطيط للتعليم، وإدارة التقييمات، ووضع تصور للمدرسة المعاد هيكلتها.
3- لابد من مزيد من التركيز على تعليم اللغة الأم. ولما كان الهدف الهام للتعليم ثنائي اللغة هو تعزيز المعرفة بالقراءة والكتابة ومعارف المحتوى باللغة الأم، فهناك حاجة إلى العديد من المعلمين الذين يتحدثون لغتين.
4- التركيز على تنفيذ المناهج الدراسية. ويتعين على المسؤولين التأكد من أن المناهج الدراسية ليست مناسبة فقط للطلبة ثنائيي اللغة، بل يمكن تطبيقها أيضا بشكل موحد في جميع الفصول الدراسية.
5- وجود وسائل أكثر نجاحا لصنع القرار من حيث تعزيز الطلاب على أساس الكفاءة اللغوية والتقدم الدراسي.
6- دعم مشاركة الوالدين في صنع القرار. وتحتاج جميع المدارس التي أعيدت هيكلتها إلى تبني مفهوم اعتبار أولياء الأمور كشركاء. كما يحتاج الأطفال إلى قدر كبير من الدعم العاطفي من أجل التعلم، وكما يشير كومر (1986) فإن هذا الدعم يتم إنشاؤه على النحو الأمثل عندما تتعاون الأسر والمدارس فيما بينها.
وعليه فإن من أهم الاستراتيجيات القادرة على اكتساب المفاهيم وزيادة الموروث اللغوي لدى الطلاب هي تلك التي تكون قادرة على تحقيق التنمية المعرفية، والعاطفية، والنمو اللغوي، والإثراء الثقافي معًا، وهذا ما يقوم عليه التعليم ثنائي اللغة .
ومن الأمثلة على المدارس ثنائية اللغة: مدرسة (فولهام ثنائية اللغة) حيث يتعلم الأطفال باللغتين الفرنسية والإنجليزية. وتنقسم كل مجموعة في السنة إلى فصلين A و B. في حين أن الفئة A تُعلم باللغة الإنجليزية، فالفئة B يتعلمون باللغة الفرنسية. وقد وضعت هذه المدرسة منهجا فريدا ومشتركا يشمل جميع المعايير التربوية الخاصة باللغتين الفرنسية والإنجليزية.
المراجع:
http://www.cambridgeinternational.org/images/271190-bilingual-learners-and-bilingual-education.pdf
http://www.ascd.org/publications/curriculum_handbook/413/chapters/Bilingual_Education@_Effective_Programming_for_Language-Minority_Students.aspx
http://www.fulhambilingual.org.uk/index.asp
موضوع مفيد جدا الله يجزاكم خير والله استفدنا نفع الله بكم وبعلمكم
السلام عليكم
لا يمكن لثنائي اللغة ،أن يتقن اللّغتين مائة بالمائة ،هذا من جانب و من جانب آخر ،قد يستعمل في تعبيره اللّغتين معا، و هذا يسيئ للّغة . و لذا ينصح بالتّركيز على المصطلحات في اكتساب المعارف و العلوم .
شكرا
الموضوع مميز فأنا ثنائية اللغة ولغتي الأم ليست العربية وعندما أتحدث العربية يعتقد البعض بأنني خريجة لغة عربية , وهذه الثنائية أفادتني في فهم وتحليل الأمور والمراجع المعرفية سواء المكتبية أو المكتسبة من البيئة .