إعداد الطالبان: سمير سمحان – رنا عبد الله، بإشراف: د. طارق المبروك
مقدمة
إن تراكم الأبحاث والممارسات الفعلية مع التطوير المستمر، يعتمد على خليط من العلوم أهمها العمارة، والهندسة، والعلوم الإنسانية وإدارة الأعمال. حيث تدور هذه الأبحاث حول فهم عملية التصميم وأسلوب تفكير المصممين والطرق المستخدمة، لذلك أقر الباحثون على أنها مختلفة عن العلوم الطبيعية من جهة، ومن أخرى مختلفة عن العلوم الاجتماعية والإنسانية.
ففيم يتمثل التفكير التصميمي؟
وكيف يلعب دورا هاما في تطوير وبناء المجتمع اجتماعيا واقتصاديا؟
تعريف التفكير التصميمي
هو منهج وعملية تسعى لحل المشكلات المعقدة بطريقة تركز على المستخدم، حيث تعددت التعريفات حول هذا المصطلح، لكن هناك ثلاث ركائز أساسية في تعريف “تيم براون” للمصطلح “بأنه نهج للابتكار متمركز حول الإنسان من خلال مجموعة من أدوات التصميم، وهو يسعى لدمج احتياجات الناس وإمكانيات التكنولوجيا ومتطلبات نجاح الأعمال”
أي أنه يتمركز حول فهم العملاء وخلفياتهم وسلوكياتهم وطرق تفكيرهم واحتياجاتهم، ويتجاوز التفكير بهم على أنهم مستهلكون إلى التفكير بهم كجزء من العملية وحل المشكلة.
“يضم التفكير التصميمي جميع التقنيات والأدوات والأساليب التي تمكن الشركات من تطوير نموذج العمل الخاص بها لتحقيق أهدافها، ويركز على الطريقة التي تصمم بها الأفكار لتحقيق الأهداف.
ومن اهم المتحدثين بالتفكير التصميمي هو “تيم براون”. لذلك نجد اسمه غالبا مرتبطا بالتفكير التصميمي.
وهو الرئيس التنفيذي لشركة التصميم أيديو IDEO وهي من أشهر وكالات التصميم في العالم، ولا تقتصر على تصميم منتج بل تتعدى ذلك إلى وضع استراتيجيات وتصميم أعمال وخدمات.
الغرض من التفكير التصميمي:
يعزز التفكير التصميمي الإبداع والابتكار. ويشار إلى التفكير التصميمي غالبا على أنه الحل لتجاوز المشكلات، فهو ليس متعلقا تماما بالعاطفة ولا يعتمد فقط على التحليلات والعلوم والأسباب المنطقية فهو مزيج من الاثنين.
إنه يضع البشر في العالم الأول من خلال التركيز بشدة على التعاطف.
بعض الأمثلة التي نالت نجاحها بفضل التفكير التصميمي:
حسب دراسة بعنوان “التفكير التصميمي داخل الشركات” فإن 75% من الشركات تسعى باستمرار إلى تبني التفكير التصميمي في عملياتها اليومية لاتخاذ قرارات أفضل وتحقيق النمو وزيادة الأرباح.
في مجال الاتصال: شركة Airbnb
اعتمدت الشركة منهج التفكير التصميمي لغاية ربحية بالأساس من خلال التركيز على الجانب الاجتماعي والاقتصادي.
اجتماعيا:
قامت الشركة في هذا الجانب بثلاث مراحل من “تيم براون “وذلك من خلال:
اقتصاديا:
إن الغاية الأسمى من اعتماد هذه المنهجية هي ربحية بالأساس، فالشركة تسعى إلى تنمية جهودها الاستثمارية وتطويرها، لذلك ارتكزت خطتها على:
كل هذا نتج عنه:
- زيادة أرباح الشركة.
- أصبحت من ضمن الشركات العملاقة في العالم.
- اتخذت هذه التجربة نجاحا في نيويورك، حيث يعتبر التعاطف مع المستهلك بمثابة كود نجاح الشركة، وهذا يبين أن النجاح الاقتصادي يكتمل بالتضامن مع الجانب الاجتماعي.
في الختام:
اعتماد منهجية التفكير التصميمي هو فرصتنا في التسويق للمنتج أو للشركة، وهو أفضل بكثير، لأنه تفكير مبني على الواقع، وليس افتراضيات مسبقة والتي قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة.
فإلى أي مدى يمكن تطبيق استراتيجية التفكير التصميمي ونشر ثقافة التصميم كفكر إبداعي لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية؟
المراجع والمصادر:
- إبراهيم، مها محمود.” استراتيجيات تدريس التصميم: تعزيز الفكر الإبداعي لدى طلبة التصميم الداخلي بين النظرية والتطبيق”. مجلة العمارة والفنون والعلوم الانسانية. 2019
- خلف، علي حسين، علي مهدي ماجد.” فاعلية استخدام التفكير البصري في الزخرفة الإسلامية لتنمية مهارات طلبة التربية الفنية”. مجلة جامعة بابل للعلوم الإنسانية الفنون الجميلة . 2015.
- هواري، غياث، كنده معمار. التفكير التصميمي في الابتكار الاجتماعي. الرياض، المملكة العربية السعودية: الراجحي الإنسانية. 2019
الموضوع فاتحة شهيه جيدة لمزيد من البحث والإطلاع حول هذا المجال الهام