مقدمة:
يقف الكثير من الأشخاص المعنيين بإيجاد الحلول لمشكلة ما تتعلق بكيان بشري أمام صعوبات كثيرة، من أهمها تحديد المشكلة بشكل دقيق ومعرفة موضع القصور أو الخلل، وصعوبة طرح الحلول وتطبيقها على أرض الواقع وفي الميدان، وكذلك صعوبة التأكد من مناسبة تلك الحلول المقترحة وتقييم نتائجها.
سواءً كنت مديراً للموارد البشرية، أو رئيساً لمجموعة من الموظفين، قائد فريق، معلماً، رائد أعمال، صاحب مشروع، أو كنت شخصاً معنياً بمواجهة التحديات وحل المشكلات، أو مسؤولاً ومبادراً لتطوير وتحسين حياة مجموعة من أفراد المجتمع من خلال تلمّس احتياجاتهم ومشاكلهم وإيجاد أفضل الحلول لها، فإن هذا المقال هو المناسب لك، سنتطرق فيه إلى مفهوم التفكير التصميمي تطبيقياً وعملياً.
إن كلمة (التصميم) في مصطلح (التفكير التصميمي) قد يُفهم أن المقصود منها هو تصميم الجرافيك، أو تصميم هيكل وشكل المنتجات، إلا أن كلمة التصميم هنا تعني أن نصمم الحلول للمشكلات من خلال التفكير الإبداعي الابتكاري المتمركز حول الإنسان والفهم العميق للجمهور المستهدف وتحدياتهم واحتياجاتهم وثقافتهم وأسلوب حياتهم. هذه الحلول قد تكون على شكل تغيير في الأنظمة والسياسات والاستراتيجيات، أو على شكل تطوير سلع ومنتجات، أو على شكل تقديم خدمات وتطوير بنية تحتية.
أصبح التفكير التصميمي في العقود الأخيرة شائع الاستخدام ومفتاح النجاح لكبرى الشركات العالمية مثل شركة amazon apple، Google، Netflix، Airbnb …، كما يتم تدريسه وممارسته في كبرى المؤسسات والنظم التعليمية والإدارية وفي جميع المجالات المختلفة الربحية وغير الربحية.
إن التفكير التصميمي نموذج فعّال لمواجهة التحديات وحل المشكلات وتطوير وتحسين الحياة من خلال إيجاد حلول ابتكارية وإبداعية غير تقليدية تتمحور حول الإنسان وترتكز على فهم احتياجات الجمهور المستهدف ورغباتهم.
ويحسّن التفكير التصميمي جودة الحياة والعالم من حولنا في كل يوم، وهو سبب رئيسي في تطور تقنية الاتصالات والمعلومات والثورة التكنولوجية والصناعية والأجهزة والأدوات والمعدات التي يسرت وسهّلت حياة الأفراد والمجتمعات، والتي نشهد ذروتها في العصر الحالي.
التفكير التصميمي والتصميم التعليمي:
يخلط العديد من الأشخاص ما بين مفهوم (التفكير التصميمي Design Thinking) ومفهوم (التصميم التعليمي Instructional Design) وتطبيقاتهما، دعونا نوضح هذا الجانب في سطور بسيطة.
يتكون النموذج العام للتصميم التعليمي من خمسة مراحل رئيسية (التحليل – التصميم – التطوير – التنفيذ – التقييم )، يتم استخدام هذا النموذج عند وجود مشكلة في أحد أنواع المعرفة (المعرفة المعلوماتية – المعرفة المهارية – المعرفة الوجدانية) لدى مجموعة من الناس (موظفين – معلمين – طلاب – عمّال – فنيين – مجتمع …)، أي أن الجمهور المستهدف يكون لديه انعدام أو نقص وقصور في فهم المحتوى والمعلومات والمفاهيم، أو في الخبرات المهارية وممارستها، أو في القيم والأخلاق والميول والاهتمام والوعي والإدراك والمسؤولية ونحوه…، مما يعيق تحقيق الأهداف المراد الوصول لها وسير العمل في الاتجاه الصحيح والاستقرار المؤسسي أو الاجتماعي، وبالتالي يتم حل هذه المشكلة عن طريق برنامج تعليمي – تدريبي – تدريسي، تزامني أو غير تزامني، داخل قاعة دراسية أو خارجها، مباشر أو إلكتروني، ومن خلال مراحل التصميم التعليمي يتم التخطيط لهذا البرنامج وتصميمه وتنفيذه وتقييمه.
يساعدنا التصميم التعليمي من خلال العمليات الأولية التي تسبق المراحل الرئيسية الخمسة على تحديد المشكلة بشكل دقيق ما إذا كانت معرفية تتعلق بالتعلم والتعليم أو غير معرفية. فربما يجد المصمم التعليمي أن المشكلة مادية في الدخل أو معنوية في الحوافز والتقدير، أو في البنية التحتية وبيئة العمل، مما يتطلب حلولاً لا تدخل ضمن نموذج التصميم التعليمي.
أما التفكير التصميمي هو نموذج يتكون من خمسة مراحل غير خطية (التعاطف – تعريف المشكلة – ابتكار الأفكار – إعداد نموذج أولي – التجربة). ويتم استخدامه عند الشعور بوجود مشكلة حقيقية أياً كانت تلك المشكلة تتعلق بمجموعة من الناس (موظفون – طلاب – عمّال – أطفال – سكّان – مجتمع – زبائن – عملاء…) في الغالب لا نعرف ما هي المشكلة بشكل دقيق وماهي أسبابها وطرق علاجها وأفضل الحلول لها.
يقودنا تطبيق هذه المراحل إلى التفكير خارج الصندوق وإيجاد الحلول الابتكارية والإبداعية وغير التقليدية والتي ترتكز على احتياجات الجمهور المستهدف ورغباتهم، ويمكن أن يقوم بالتفكير التصميمي شخص أو فريق مكون من مجموعة من الأشخاص.
يمكن الجمع بين مراحل التفكير التصميمي ومراحل التصميم التعليمي في حال كانت المشكلة كما سبق ذكره (معرفية)، فمن خلال التفكير التصميمي وجدنا أن المشكلة (معرفية)، ويتم حل هذه المشكلة من خلال مراحل التصميم التعليمي.
الهدف من التفكير التصميمي:
يهدف التفكير التصميمي إلى جعل الجمهور المستهدف أكثر سعادة ورضا واستقرارا من الناحية النفسية والاجتماعية من خلال حل مشاكلهم وتلبية احتياجاتهم وتحقيق رغباتهم، وإيجاد أفضل الحلول الابتكارية لتيسير حياتهم، كما يهدف التفكير التصميمي عند عدم وجود مشكلة بحد ذاتها إلى تحسين الأداء والإنتاجية وتعزيز الانتماء، كذلك يهدف التفكير التصميمي إلى تطوير المنتجات والسلع والخدمات للجمهور بهدف ربحي أو غير ربحي.
مراحل التفكير التصميمي:
1- التعاطف أو التعايش (Empathize)، افهم جمهورك!
أول مرحلة من مراحل التفكير التصميمي هي التعاطف مع الجمهور المستهدف أصحاب المشكلة، أي القدرة على الشعور بهم والإحساس بمشكلتهم ومعرفة اهتماماتهم وأفكارهم من خلال وضع نفسك مكانهم كأنك واحداً منهم والاندماج في بيئتهم والتعايش معهم، أيضاً السماع إلى قصصهم الشخصية ومواقفهم التي يمرون بها، وذلك بهدف الوصول إلى فهم عميق لاحتياجاتهم وإدراك المشكلة وتحديدها بشكل دقيق.
ومن أدوات جمع المعلومات حول الجمهور المستهدف: البحث الميداني، المقابلة والحوار، الملاحظة والمراقبة، القصص والمواقف.
في هذه المرحلة يتم التركيز على حاجات الجمهور المستهدف ولا يتم التفكير بالحلول، كما يحرص المفكر التصميمي على عدم التطفل على الآخرين ومضايقتهم، بل يحاول أن يعزز الشعور لديهم باهتمامه الشخصي بهم وسعيه لحل مشاكلهم وتحقيق رغباتهم وتطوير وتحسين جودة حياتهم وبيئتهم، وأن يكون صبوراً حليماً أثناء تعامله مع الجمهور.
إن الكثير من قرارات وحلول المؤسسات التعليمية والتربوية لا تحقق الأهداف المرجوة وقد تفشل لأنها لا تنبع من الميدان التربوي وحاجات منسوبي المؤسسة ورغباتهم، وبالتالي لا يتم وضع الحلول بناءً على تحديد المشكلة الحقيقية بشكل دقيق، كما أن هذه الحلول تفتقر أحياناً إلى التعاطف مع الجمهور المستهدف وتصدر فقط من صاحب سلطة الى مرؤوس دون التعايش معه ومعرفة حاجاته.
عندما تفكر باحتياجات الناس، فكر بها كفعل وليس كاسم، لا تفكر في أن الناس يحتاجون كتاب، ولكن فكر بأن الناس يحتاجون أن يتعلموا، هذه هي الطريقة الإبداعية في التفكير باحتياجات الناس والوصول إلى الحلول المبتكرة، وفي الغالب لن يحصل المفكر التصميمي عند سؤال الناس عن احتياجاتهم على إجابة واضحة وكافية له تقوده إلى الحل، إلا أنه من خلال مراقبة سلوكياتهم وسماع قصصهم وتجاربهم والانغماس في حياتهم وبيئتهم سيقودنا إلى معرفة تلك الاحتياجات (هواري و المعمار، 2019).
يقول Steve Jobs مؤسس شركة أبل “الناس لا يعرفون ماذا يريدون حتى تريهم ذلك الذي يريدونه، لهذا السبب لا أعتمد أبداً على أبحاث التسويق، مهمتنا هي قراءة أشياء لم تكتب على الصفحات بعد!” (Steve Jobs quotes، بلا تاريخ).
تطبيقات:
مثال 1: قريتان بينهما نهر لا يستطيع أناسها التنقل بين بعضهم البعض إلا من خلال طريق وعر وصعب خلف الجبل يستغرق عبوره ساعة كاملة، تم حل المشكلة من قبل المسؤولين ببناء جسر خشبي على النهر، اختصر هذا الجسر المسافة بين القريتين إلى 10 دقائق فقط، لا ان الجسر سقط في أول يوم استخدام، لماذا؟ لأن الحل لم يوضع من خلال مقابلة الناس وحوارهم والتعايش معهم ومعرفة حاجاتهم واهتماماتهم، حيث أن القريتين كانتا تتبادلان السلع والبضائع ذات الوزن الثقيل والجسر تم بناؤه دون مراعاة تحمله للوزن الثقيل.
مثال 2: في أحد المدن تم الشعور بوجود مشكلة عامة في تحصيل مادة الرياضيات لدى الطلاب، فقام أصحاب القرار بحث المعلمين على تقديم دروس مسائية يومين في الأسبوع في مادة الرياضيات، إلا أن التحصيل لم يتغير، لأن المشكلة كانت تكمن في ضعف معلمين الرياضيات في محتوى الكتب المحدثة الجديدة، فالحل هنا غير نابع من التعاطف والتعايش مع الجمهور المستهدف.
مثال 3: اختراع الهواتف المحمولة نبع من التعاطف والملاحظة لحاجة الناس للتواصل خارج المنزل أو خارج مكان العمل وأثناء تنقلاتهم وفي حالات الطوارئ، وإلا لتوقف الاختراع عند جهاز المناداة ( البيجر).
2- تعريف المشكلة (Define)، حلّل الجمهور وحدد المشكلة!
من خلال المعلومات التي حصلت عليها عن الجمهور المستهدف في مرحلة التعاطف، يتم الآن تحليل هذه البيانات ومحاولة تحديد المشكلة بشكل دقيق بناءً على تلك المعلومات التي جمعتها.
في هذه المرحلة صياغة تقرير عن المشكلة الحقيقية ينتهي بعبارة تصف المشكلة بأسلوب محدد وبسيط وبعبارة واضحة.
إذا قضيت وقتاً كبيراً في فهم وتحديد المشكلة، ستصل إلى حلول إبداعية بسيطة (Malamed ،2018).
تطبيقات:
مثال1: المشكلة هي ضعف معلمين الرياضيات في محتوى الكتب المحدثة الجديدة.
مثال 2: المشكلة هي صعوبة تنقل السكان بين القريتين وتبادل البضائع التجارية.
مثال 3: المشكلة هي عدم قدرة الأفراد على التواصل خارج المنزل وخارج مكان العمل وأثناء تنقلاتهم وفي حالات الطوارئ.
3- ابتكار الأفكار ( Ideat )، فكر بالحلول وصغ تحدياً!
بعد معرفة المشكلة وتحديدها بشكل دقيق، ومن خلال تقرير المشكلة الذي تم إعداده، يتم في هذه المرحلة توليد العديد من الأفكار والحلول لهذه المشكلة وكتابتها. حاول أن تكون هذه الحلول متدرجة من الحلول العادية حتى تصل إلى الحلول الإبداعية والمبتكرة وهي المطلوبة، ويمكن في هذه الخطوة التعاون مع الجمهور المستهدف في صياغة بعض الحلول وسماع أفكارهم حولها. ومن الأدوات التي تساعد على توليد الأفكار: العصف الذهني، الاستلهام من تجارب ناجحة، الخرائط الذهنية، الرسم.
حاول أن تعيد صياغة المشكلة إلى تحدي للفريق على شكل سؤال يقودنا إلى حل مبتكر.
“يجب أن تكون الحلول المطروحة مرغوبة من وجهة نظر المستفيد وقابلة للتطبيق تقنياً ومجدية اقتصادياً ومستدامة مالياً واجتماعياً” (هواري و المعمار، 2019).
تطبيقات:
مثال1:
المشكلة: ضعف معلمي الرياضيات في محتوى الكتب المحدثة الجديدة:
التحدي: كيف نستطيع جعل معلمي الرياضيات متميزين ومبدعين في تدريس المادة؟
- تقديم دورات تأهيلية في الكتب الجديدة في مبنى المؤسسة التعليمية.
- عمل منصة تدريب متكاملة متزامنة وغير متزامنة للكتب الجديدة في الرياضيات تخدم المعلمين وتسمح بتبادل الخبرات مع معلمين آخرين في مدن أخرى وتقدم شهادات إنجاز وحضور.
- ابتعاث المعلمين إلى مدن ودول أخرى متقدمة في الرياضيات لدراسة برنامج تأهيلي.
مثال 2:
المشكلة: صعوبة تنقل السكان بين القريتين وتبادل البضائع التجارية:
التحدي: كيف نستطيع أن نجعل السكان يتنقلون بين القريتين بكل يسر وسهولة وفي أسوع وقت وأقل جهد؟
- تعبيد الطريق الجبلي بين القريتين،
- بناء جسر فوق النهر يتحمل الأوزان الثقيلة،
- بناء سكة حديد لنقل الركاب والبضائع بين القريتين.
4- إعداد نموذج أولي (prototype)، صمّم وأنتج حلولك!
بعد وضع مجموعة من الأفكار والحلول المبتكرة للمشكلة، وبعد اختيار أفضل تلك الحلول القابلة للتنفيذ، يتم الآن إعداد نموذج أولي لخطة تنفيذ الحل المقترح، وتصميم وتطوير المنتجات والأدوات المصاحبة له كنموذج أولي يمكن تعديله وتطويره وتحسينه حسب نتائج تجريب الحل واختباره بعد المرحلة الخامسة.
5- التجربة (test)، اختبر حلولك!
بعد أن أصبحت خطة تنفيذ الحل وأدواته ومنتجاته جاهزة، يتم الآن نقل الحل من مرحلة التخطيط والإنتاج إلى مرحلة التجربة والتنفيذ على أرض الواقع، وذلك يتم على مجموعة من الجمهور المستهدف لضمان جودته والجدوى الاقتصادية والاجتماعية منه ومناسبته مع المشكلة.
من المهم الإشارة إلى أن مراحل التفكير التصميمي غير خطية، بل هي مراحل متوازية أو تكرارية للمراجعة والإصلاح والتعديل، فقد يحتاج الفريق إلى الرجوع إلى مرحلة سابقة أو أكثر للحصول على معلومات أكثر عن الجمهور المستهدف، أو لإعادة تعريف المشكلة، أو لتعديل الحلول أو ابتكار أفكار جديدة، أو تعديل النموذج الأولي.
من أين جاء التفكير التصميمي ؟
ساهمت الثورة الصناعية والحرب العالمية الثانية في تطور العديد من العلوم والتي كان مفهوم التفكير التصميمي أحد مفاهيمها الجديدة، إن أول إشارة لمصطلح (التفكير التصميمي) بهذا الاسم كطريقة للتفكير كانت من قِبَل عالم النفس والاجتماع Herbert A. Simon في كتابه (The Sciences of the Artificial 1969) عن علوم التعلم والذكاء الاصطناعي، ثم ساهمت العديد من المنهجيات والدراسات والأفكار في العقود التالية بتطوره إلى أن وصل إلى مفهومه الحالي كطريقة إبداعية للتفكير المتركز حول الجمهور المستهدف وحل المشكلات ومواجهة التحديات.
من أشهر المساهمين والداعمين لتطور نموذج التفكير التصميمي ونشره عالمياً وتطبيقه هي شركة IDEO التي تم تأسيسها عام 1991م على يد David Kelley, Bill Moggridge, and Mike Nuttall، وهي من أشهر الشركات الاستشارية في مجال التفكير التصميمي وتصميم المنتجات في العالم والتي تعمل مع كبرى قادة الأعمال ورواده، حيث تقوم بإصدار العديد من الكتب والمقالات والأفلام والمحاضرات والمؤتمرات لدعم التفكير التصميمي وممارسته، ويعود لها الفضل في تصميم أول فأرة لشركة Apple عام 1980م بعد طلب من Steve Jobs.
وقد تم تعيين رئيس IDEO الحالي تيم براون -الذي نال العديد من الجوائز في هذا المجال وقدم العديد من الاستشارات حول العالم- كأحد أعضاء المجلس الاستشاري لمدينة المستقبل (نيوم) أحد مشاريع رؤية المملكة العربية السعودية 2030.
المراجع:
هواري، غيث و المعمار، كندة. (2019). تأليف التفكير التصميمي في الابتكار الاجتماعي. الراجحي الإنسانية.
– Steve Jobs quotes. (n. d.). Retrieved from https://cutt.us/7auQX.
– Malamed, Connie. (2018). How To Use Design Thinking In Learning Experience Design. Retrieved from https://cutt.us/lCowP
– Interaction design foundation. (n. d.). What is Design Thinking?. Retrieved from https://www.interaction-design.org/literature/topics/design-thinking
– https://www.ideo.com.
حقا رائع
مقال في غاية الرؤية وثبت المعلومة التي كنت اعلمها من قبل فجزاكم الله خيرا
موضوع علمي رائع و ارجو المتابعة للاستفادة
فعلا رائع
إنه رائع حقا