أصبح لزاماً على المتعلمين أن يتعاملوا مع وسائل التكنولوجيا ليس رغبةً منهم ولكن لما أطلقته ثورة المعلومات من وصول التكنولوجيا إلى بيوت المتعلمين وحقائبهم، ومنذ نشأة الشبكة العنكبوتية العالمية في أوائل التسعينات أثرت هذه الثورة الرقمية بالإيجاب على كل مجتمع في العالم وفتحت الباب لطيف واسع من الامكانات في الفنون البصرية.
ولعل من أهم المهارات التدريسية المعاصرة مهارة استخدام التكنولوجيا الرقمية وتوظيفها في المواقف الدراسية في عمليتي التعليم والتعلم، حيث التجديد والتغيير للخروج من الروتين المتكرر الذي يطغى غالباً على أداء المعلم التدريسي داخل الغرف الدراسية (عفانة، 2003).
وفي الآونة الأخيرة بدأ التفكير في استخدام مجال التكنولوجيا الرقمية الأمر الذي أدى إلى ظهور أشكال جديدة ومتنوعة من الموارد التعليمية تمثل في الوسائط المتعددة والفائقة التي تتفوق بدورها على الأشكال التقليدية، وبخاصة في عرض الأحداث ووصف الظواهر، والأماكن المرتبطة بمحتوى المناهج الدراسية، وذلك من خلال أنشطة توظف خبرات الطالب الشخصية للتكامل مع الأفكار الجديدة (التتري، 2016: 3).
ونظراً لحدوث نقلة نوعية في التعليم في هذا العصر؛ ومع الاتجاهات الحديثة التي تنادي بجعل المتعلم محور العملية التعليمية، فقد أخذت البحوث التربوية والنفسية مساراً جديداً، إذ جعلت المتعلم واحتياجاته هدفاً للعملية التعليمية، واتجهت تلك البحوث إلى محاولة الوصول إلى استراتيجيات، وطرائق من شأنها أن تسهل عملية التعلم، واكتساب المعرفة، ومعالجة المعلومات عن طريق توظيف التكنولوجيا الرقمية في عمليتي التعليم والتعلم (عبد الكريم وآخرون، 2020: 210).
تعد الدراما التعليمية من أهم الاستراتيجيات الفاعلة التي تنمي المتعلم من جميع الجوانب المعرفية، والعقلية، والنفسية، والجسمية، والحركية، والاجتماعية، وتركز على التربية الحديثة في تنمية المتعلم روحياً واجتماعياً، وذهنياً كونها تعمل على تقديم المادة التعليمية بطريقة ترفيهية مسلية تجعل المتعلم يعبر عن مكنونات صدره وما يدور بداخله، وتساعده على اكتشاف قدراته الإبداعية، والجسدية، وتعمل على تنميتها (الزيتاوي، 2020).
وتماشياً مع التطورات التي يشهدها العصر الرقمي التفاعلي ظهر مصطلح الدراما الرقمية، التي تُساعد على إثراء وتعميق عملية التعلم لكلّ التلاميذ، وخاصة الصغار منهم، نظراً لارتباطه بالخبرة المباشرة الناتجة عن نشاط وفعالية المتعلّم، كما أن الدراما لا تُركز على العمليات العقلية فقط، إنّما تضع في اعتبارها الاحتياجات النفسية والاجتماعية للمتعلّم (الطويل،2011).
من واقع التجربة في التعليم الوجاهي، ومن وحي الطبيعة البشرية ميل المتعلم دائماً للأشياء المتحركة حتى لو كان السيناريو بسيطاً، أو ربما انجذب لما فيه من حوار سلس أودى به إلى نهايةٍ مشوقة، لذلك وجب إقحام مفهوم الدراما الرقمية وأشكالها المختلفة، لمعالجة الخلل الناتج عن الفجوة في التعليم والتي كان سببها انقطاع الطلاب عن التعليم الوجاهي، أثناء انتشار الوباء (كوفيدcovid-19)، وتخليص الطالب من الضغط النفسي الذي يعيشه، إضافة إلى ما تتيحه من فرص لتوظيف أنماط التعلم المختلفة.
مما لا شك فيه أن الدراما التعليمية ليست بالابتكار الحديث، حيث أنها كانت مشهورة عند اليونانيين قديماً، وكانت تتم على خشبة المسرح فقط، ثم تطور الأمر وبدأت الأعمال الدرامية تعرض على التلفزة ثم دور السينما، وذلك بسبب التطور التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في السنوات الأخيرة في مجال الأعمال الدرامية، ولكن الجديد هو أن تستخدم من خلال دمجها مع تكنولوجيا الحاسوب، حيث يتم استخدامها داخل الغرفة الصفية بسهولة بشكل يثير المتعلم.
حيث يتعامل الطالب في العالم الرقمي مع الكثير من الوسائل لأجل التسلية والقليل منها ما يكون مدعوماً بمحتوى هادف، ويعتبر ذلك مؤشرا خطيرا لما يتلقاه المتعلم، حيث أرهق تفكير الخبراء في الساحة التعليمية إمكانية إنقاذ الطفل من سحر التعامل مع الأجهزة الذكية، وتهيئة مناخ علمي بالصف، وتطوير مهاراته في حل المشكلات، وتعزيز ديناميات الجماعة، بإنتاج برامج أو وسائل تعليمية يمكن تطبيقها كاستراتيجيات تعلم جديدة من أبرزها الدراما الرقمية وأشكالها المختلفة.
ويؤكد الكخن (2009) أن الدراما التعليمية من الأساليب الحديثة التي يجب اتباعها في التدريس، فهو أسلوب فعال يوظف نشاط الطالب، ويساعده على التعليم من خلال لعب الأدوار في المواقف الحياتية والخيالية المتنوعة، فيؤدي إلى تعميق الوعي عند الطالب، ويعمل على تنمية قدراته في التعبير، والتفكير الناقد، وتعزيز الثقة بالنفس والاعتماد عليها، وأخذ القرارات، فالمتعلم من خلال تفاعله مع الدور يستخدم أحاسيسه، وطاقاته ليكتشف المعلومة بنفسه، أو بمساعدة زملائه بعيداً عن التلقين.
وبهذا نستطيع استخدام الدراما الرقمية كوسيلة خلّاقة في الكثير من الأغراض التعليمية وذلك لقدرتها على إظهار وصقل مهارات وقدرات الطلاب.
الدراما في العصر الرقمي
قد أشار السيد (2017) بأنها مجموعة برمجيات تعتمد على الذكاء الاصطناعي ونظرية الاحتمالات التي تقبل مدخلات (ردود أفعال/استجابات) مختلفة من الجمهور بينما يمكنها أن تبتكر أو ترتجل سيناريوهات مختلفة تبعاً لاستجابة المتلقي.
ومن خلال التعريف السابق، نستخلص ماهية الدراما الرقمية وهي: أسلوب يستخدم سلسلة من النشاطات التي يقوم بها مجموعة من الطلاب بتوجيه من المعلم لتحقيق نتاجات التعلم، ومحورها النشاط التمثيلي ويتم ذلك باستخدام تقنيات الويب والوسائط المتعددة سواءً بشكل متزامن أو غير متزامن.
خصائص الدراما في العصر الرقمي
حدد أبو خليل (2013) مجموعة من الخصائص للدراما في العصر الرقمي، يمكن إجمالها فيما يلي:
- يتوحد الطالب مع الدور الذي يمثله أي مع شخصية الممثل: ليس مجرد التدرب على قراءة أو إخبار للحقائق، ولكنها اكتساب نظرة أعمق للأحداث أو الموقف، وتمثل قدرة الطالب على إيصال الفكرة بعيداً تماماً عن شخصيته الحقيقية ولا يظن المتلقي بأن هذا العمل درامي.
- تعتمد بشكل أساسي على قدرة الطفل الحركية والانفعالية والصوتية: تكليف المتعلم بعمل درامي مناسب لقدراته الحركية والانفعالية والصوتية، فليس كل الأدوار مناسبة لقدرات المتعلم، فإتقان الحركات يساعد في إيصال الرسالة الصحيحة الواضحة للمستقبِل.
- مناسبة البعدين الزماني والمكاني لظروف المتعلمين: يجب أن يتناسب العرض الدرامي مع قدرة المتعلمين على الاستيعاب وتلقي المعلومات، لم يعد المكان يأخذ نصيباً من الجهد في تجهيزه؛ وذلك لما أتاحته الدراما الرقمية من إمكانية تلقي المحتوى في أي مكان يناسب الطالب.
- وجود مصادر إلكترونية مختلفة وإمكانيات الويب والوسائط المتعددة.
عناصر الدراما في العصر الرقمي
لا بد من التعرف على مكونات الموقف الدرامي التعليمي الرقمي لتنفيذ المناهج المقررة بأسلوب سلسٍ ومناسب، أجملها (القبالي،No Date) فيما يلي:
- الموضوع أو الفكرة: تحديد الموضوع وفي الأغلب يكون درساً من دروس المنهاج المقرر للطلبة في مادة دراسية معينة، يخدم تنفيذه أهداف الدرس، ويسهل من استيعاب وتبسيط المفاهيم التي يتخللها موضوع الدرس بأسلوب مشوّق.
- الطالب”الممثل”: اختيار الطالب المناسب للدور، وتهيئته نفسياً وجسمياً لتنفيذ المهمات الموكلة إليه، وكيفية ممارسته للتفاعل البنّاء مع الآخرين، فهو يمثل العنصر الأهم في تنفيذ أسلوب الدراما التعليمية الرقمية.
- النشاط الدرامي: محور النشاط الدرامي هو اللعب، وهو أساس عملية الدراما التعليمية الرقمية، والتفاعل بحرية مقيدة، بعيداً عن كل المواقف المهددة، وهذا اللعب يستثمر طاقة الطالب الجسمية والعقلية، وينمي جوانب شخصيته ويساهم في إكساب الطلبة خبرة عن التعليم وتزيد من دافعيتهم للتعلم.
- الوسائط المتعددة وشبكات الإنترنت والأجهزة الذكية: تعتبر الوسائط التكنولوجية مفصل الدراما الرقمية، فبدونها تتحول إلى دراما تقليدية.
أشكال الدراما في العصر الرقمي
سنتطرق للحديث أكثر عن الأشكال المختلفة التي تتألف منها الدراما في العصر الرقمي:
أولاً: المسرح الرقمي
تعرفه باللودمو (2018) بأنه: هو الذي يوظف معطيات التقنية العصرية الجدية المتمثلة في استخدامها للوسائط الرقمية المتعددة في إنتاج أو تشكيل خطابها المسرحي شريطة اكتسابه صفة التفاعلية.
ومن خلال التعريف السابق، تستخلص الباحثات ماهية المسرح الرقمي: فهو أسلوب تعليمي يستعمل مجموعة متسلسلة من الأنشطة التي يقوم بها المتعلم، بحيث يتوحد دوره بالشخصية المراد تمثيلها، بتوجيه وإرشاد من المعلم في بيئة افتراضية ثرية بالوسائط المتعددة، بحيث يتم تحقيق الأهداف التعليمية.
خصائص المسرح الرقمي
قدم العنوز(2020) مجموعة من الخصائص يمكن إجمالها فيما يلي:
- تولي أهمية بالغة لعنصر الإضاءة من أجل تجسيد رؤية المخرج.
- تقوم بالمزج بين الوسيط التكنولوجي والعنصر البشري: حيث أنه يتجاوز حدود الزمان والمكان فالتعلم عبر الإنترنت يحرر من قيود الزمان والمكان، مما يشجع على التواصل مع الآخرين للاستفادة من معلوماتهم، فضلاً عن تكوين مهارات ذاتية في البحث لدى المتلقي.
- تجري العروض المسرحية في بيئات واقعية حية غير ثابتة: فهو يكسر حالة الرتابة التي تصبغ النصوص المسرحية التقليدية ويحررها من الجمود.
- يقوم المسرح الرقمي بإشراك المتلقي في أحداث المسرحية في مختلف مراحلها: وذلك من خلال وضعه أمام مواقف وسيناريوهات تفرض عليه اختيار طرق مواصلة المشاهدة، حيث أنه يعطي فرصة غنية للمتلقين لأن يتحكموا في مدى تقدمهم ويشعرون بالسيطرة والتحكم في تعلمهم، ويشاركون رؤيتهم وتجاربهم مع الآخرين.
- النص المسرحي الرقمي نهاياته متعددة غير موحدة: حيث أن نصوصه مفتوحة وبلا بدايات أو نهايات معروفة ومحددة، كما أنها نصوص عابرة للزمن ومتعددة الخيارات القرائية، حيث يعطي إحساساً للمتلقي بملكية النص بعد أن كان مستهلكاً سلبياً.
- تعتمد على منطق الارتجال واللعب اللذان يخلقان المتعة للجمهور الذي له الحرية التامة في اختيار المسلك الذي يفضل أن يكمل به المسرح.
عناصر المسرح الرقمي
المسرح الرقمي يعطي الحرية للمتلقي في استخدام تقنيات العرض المسرحي عن طريق الرقمنة التكنولوجية واستخدامها، ويمكن حصر عناصر المسرح الرقمي كما ذكرتها عبد الرزاق(2020):
- النص المسرحي الرقمي: هو كل نص ينتشر إلكترونياً سواء أكان على شبكة الإنترنت أم على أقراص مدمجة معتمداً على نظرية الاتصال في تحليله وعلى فكرة التشعب في بناءه.
- المؤلف المسرحي الرقمي: هو كاتب عالم بثقافة المعلوماتية ولغة البرامج والمعلوماتية والتقنية الرقمية، بل ويتقن تطبيقها في علاقاتها بفن الكتابة أو يستعين بتقنيين مبرمجين في المعلوماتية.
- التقنيات المسرحية الرقمية: هو وسيط إدراكي معقد يعتمد عليها كاتب النص الرقمي في منتجه الإبداعي، أيضاً هي وسيلة اتصال وتواصل تفاعلية، فالشبكات الرقمية أضافت إلى النص بعدا آخر لم نعهده من قبل، وهذا الأخير يتم فيه التحاور بين النص والقارئ من جهة أخرى.
- المتلقي المسرحي الرقمي: هو شريك أيضاً في كتابة مسرحية جديدة ونهاية جديدة حسب المسار الذي يختاره، كما ويعتمد المسرح الرقمي في كثير من حالاته على تدخل القراء لوضع نهاية للنص الرقمي والذي يتجدد مع كل قراءة.
ثانياً: القصص الرقمية digital stories
يعرفها حمزة (2014) بأنها: برنامج وسائط متعددة يجمع ما بين النص والصوت والصورة والحركة والتفاعل، معروض بشكل قصصي بغرض دعم عمليتي التعليم والتعلم.
ومن خلال التعريف السابق، نستخلص ماهية القصص الرقمية: هي مجموعة من المواقف التعليمية التي تحاكي الواقع، والتي تستمد قوتها من المزج بين عناصر الوسائط المتعددة: الصور والنصوص والصوت القصصي المسجل والموسيقى والحركة فهذا يعطيها بعداً عميقاً للمواقف التعليمية.
خصائص القصص الرقمية
حدد(Norhayati,2004) خصائص القصص الرقمية فيما يلي:
- حرية بلا حدود: توفر للمتعلمين إمكانية استكشاف عالم القصة بحرية تامة.
- أهداف متنوعة: فالقصة تعطي هدفاً يكون سبباً لمشاركة المتعلمين من أجل التجربة، كما أنها تتيح للمتعلمين تحديد أهداف أخرى يمكن تحقيقها من خلال عدة طرق في القصة.
- الأصالة والتنوع: فالقصة لا ينبغي أن تستند على السيناريوهات المعتادة؛ حيث يمكن للمتعلم أن يتوقع ما سيحدث، وبالتالي سيفقد عنصر الإثارة، كما ينبغي عدم تكرار القصة فتكون مملة بل من الأفضل وجود العديد من المسارات في القصة للجذب والتشويق.
- المرونة اللاخطية: تنتج القصص الرقمية في وحدات منفصلة، فيكون للراوي الخيار في اختيار أحد وحداتها، والسير في هذا المسار، كما يكون للراوي الخيار في تعديل القصة بناء على تعليقات الجمهور، وبذلك يكون للقصة راو ومشاهدين يتحكم المعلم فيما يعرضه عليهم.
- التفاعلية والاندماج: انخراط الفرد أثناء الموقف التعليمي ووصول المعلومات له بشكل سلس، تمكنه من صياغتها بلغته الخاصة بعد فترة من تلقيتها، وتتيح القصص الرقمية إمكانية التفاعل داخلها بطرق كثيرة، وذلك من خلال إمكانية اختيار المتعلم للبديل المناسب للموقف داخل القصة.
- الارتباط: حيث تزود القصص الرقمية بالعديد من التقنيات التكنولوجية؛ مثل الصوت، والصور، والرسوم، والفيديو…إلخ، وهذا يثير اهتمام وانتباه المتعلمين.
- العمق: فمن الممكن أن يتعمق المتعلم داخل القصة بعدة طرق؛ فالهدف الرئيس هو الحفاظ على الإثارة من خلال بيئة افتراضية ثرية بالعناصر، مما يساعد المتعلمين على القدرة على الحوار والمناقشة، وزيادة ثروتهم اللغوية والنطق بطريقة سليمة.
عناصر القصة الرقمية
قدمت لامبرت (Lambert, 2007) سبعة عناصر فعالة وأساسية لابد من توافرها في القصة الرقمية:
- وجهة نظر (Point of View): ويقصد بها الفكرة الرئيسية للقصة، فلا بد للقصة أن تحمل فكرة أو حاجة أو رغبة أو مشكلة تدور الأحداث حولها بحيث تكون هذه الفكرة مركزا لهذه الأحداث.
- سؤال دراماتيكي (A Dramatic Question): السؤال الذي سيجاب عنه نهاية القصة، تجعل المتلقي يشكل تساؤلاً أساسياً في ذهنه يدفعه إلى متابعة أحداث القصة والتفاعل معها وتركيز الانتباه من بدايتها حتى النهاية، للوصول لإجابة هذا السؤال.
- محتوى عاطفي (Emotional Content): يقصد به المصداقية في أحداث القصة، بحيث تجعل المتلقي يعتبر نفسه واحداً من شخصيات القصة ويعيش أحداثها ويتفاعل معها.
- صوت الراويThe Voice)): وهو الذي يقوم برواية القصة، ويمثل العصب الرئيس لها، لذلك لابد أن يتناغم صوته مع أحداث القصة، بحيث يجعل المتلقي ينطلق في تفكيره وذاكرته لأحداث حقيقية من حياته اليومية فيتفاعل مع الأحداث ويعيشها فعلاً.
- الموسيقى التصويرية (The Power of The Soundtrack): هي الموسيقى والأصوات التي تصاحب أحداث القصة وتعطيها القوة، وهي عنصر هام يعمل على توضيح الصور الثابتة أو الرسومات بحيث تعزز ما يشاهده المتلقي.
- الاقتصاد في تفاصيل القصة (Economy): بمعنى أن يكون محتوى القصة خالٍ من الحشو الزائد، فلا بد من وضع قيود تحكم عملية استخدام الوسائط، بحيث من الممكن التعبير عن عدد كبير من الأحداث أو المعلومات بكلمة أو صورة.
- الوتيرةPacing)): هي الطريقة التي تسير فيها أحداث القصة، فيمكن أن تكون القصة سريعة وأحداثها متتالية وكثيرة، مما يشعر المتلقي بالقلق والتوتر، ومن الممكن أن تسير القصة ببطء وسلاسة، مما يشعر المتلقي بالراحة والتأمل والسكينة.
ثالثاً: لعب الأدوار الرقمي Digital Role Play
يعرفه الحيلة (2002) بأنه: أسلوب تعليمي وتدريبي جماعي يعتمد على نشاط حقيقي بين المتعلمين في موقف مصطنع ومحقق للأهداف التعليمية، قائم على المحاكاة والتمثيل المخطط له أو الارتجالي، من خلال بيئة التعلم الإلكترونية عبر الويب، وأنماط الاتصال الإلكتروني وأدواتها المتزامنة وغير المتزامنة.
ومن خلال التعريف السابق، نستخلص ماهية لعب الأدوار الرقمي: فهي أسلوب تعليمي يعتمد على مشاهد تمثيلية لمواقف حقيقية أو خيالية، ترتبط بجزئية الدرس، قد تكون من تصميم الطلاب أنفسهم أو بمساعدة المعلم، مع توظيف الوسائط المتعددة والأجهزة الذكية وإمكانيات الويب المتعددة.
خصائص لعب الأدوار الرقمي
أشار الشيخ ووصفي (2012) إلى العديد من خصائص لعب الأدوار الرقمي يمكن إجمالها فيما يلي:
- توفر بيئة تعلم واقعية مناسبة لأهداف المتعلم، يكتسب من خلالها المعرفة: بيئة بعيدة عن المشتتات وآمنة، مناسبة للجزء المراد تقديمه للمتعلمين.
- بقاء أثر التعلم: فالمتعلم يقوم بتخزين الخبرات التي مر بها أثناء لعبه للدور أو ملاحظته للسلوك التمثيلي، ويحاول تكراره في المواقف المشابهة لذلك يبقى السلوك أثراً في نفسه حسب نظرية فرويد.
- إمكانية عرض الموقف التعليمي بشكل متزامن أو غير متزامن: يكون التفاعل إما بالفورية/ بشكل متزامن في تبادل الأفكار والمعلومات، أو غير متزامنة بمعنى التأجيل في تبادل الأفكار أي بشكل غير مباشر.
- حتمية وجود مصادر مختلفة إلكترونية: للحصول على المحتوى كالمنتديات والمحادثات عبر الشبكة.
- تفاعل الطلبة لإدارة المناقشات ونقد المعرفة واتخاذ القرارات بشأن التعلم.
عناصر لعب الأدوار الرقمي
حدد الشيخ ووصفي (2012) مجموعة من أربعة عناصر أساسية لابد من توافرها في لعب الأدوار الرقمي:
- اختيار المشاركين: حيث يتم ذلك من خلال غرفة الحوار الإلكتروني الفوري تجمع القائم بالتدريس ومجموعة من الطلاب، وكذلك تهيئة بقية الطلاب للمشاهدة والملاحظة أو إعطاء المراقبين مهمات محددة.
- الموقف التعليمي وعرض أبعاده أو موضوع التعلم.
- المعلم ودوره في إعداد وتجهيز نص الموقف التمثيلي: من خلال ملف مقروء إلكتروني يحدد به الأنشطة الأساسية والتكليفات والمهام.
- وسائل الويب والوسائط المتعددة: للوصول إلى المحتوى كالمنتديات، والمناقشات الإلكترونية في غرف الحوار.
ويمكن تلخيص أشكال الدراما في العصر الرقمي في الجدول الآتي
أوجه المقارنة | المسرح الرقمي
Digital Theater |
القصص الرقمية
Digital Stories |
لعب الأدوار الرقمي
Digital Role Play |
المفهوم | عرفه عبد الرزاق (2020) بأنه: هو مسرح متعدد الوسائط (الصوت – الصورة – النص) ويخضع لعلاقات تفاعلية مباشرة وغير مباشرة، بمعنى إن المبدع يدخل في تفاعل مع المتلقي الرقمي، بتبادل الملاحظات والانتقادات والتعليقات المختلفة مباشرة على صفحة النص بحضور الكاتب والمتلقي، أو بحضور أحد الطرفين دون الآخر. | عرفها التعبان (2013) بأنها: تحويل للقصة التقليدية المجردة إلى قصة تعمل من خلال وسيط إلكتروني يتم تعزيزه بتكنولوجيا التعلم الإلكتروني والوسائط المتعددة، مع ضرورة الاستفادة من تكنولوجيا التعلم الإلكتروني واستخدام برمجيات الوسائط وتوظيفها بما تتضمنه من صور ونصوص وسرد مسجل ومؤثرات صوتية. | عرفها الشيخ ووصفي (2012) بأنها: مجموعة من الإجراءات والخطوات للتعليم تقوم على توفير عينة حية حقيقية من سلوك التعلم في موقف مصطنع يقوم بتمثيله المشاركون من المتعلمين والمراقبين في الموقف التعليمي بشكل إلكتروني عبر الويب من خلال أدوات الاتصال والمناقشة الإلكترونية المتزامنة وغير المتزامنة، وهذا التكامل يكون وسيلة لتطوير معارفهم ومهاراتهم وتنمية مشاعرهم واتجاهاتهم وتحقيق أهداف التعلم. |
الخصائص | قدم العنوز (2020) مجموعة من الخصائص يمكن إجمالها فيما يلي:
· تولي أهمية بالغة لعنصر الإضاءة من أجل تجسيد رؤية المخرج. · تقوم بالمزج بين الوسيط التكنولوجي “جهاز الحاسوب” والعنصر البشري “الممثلون”. · شخصيات المسرحية الرقمية شخصيات أساسية تتواجد باستمرار في فضاء العرض. · تجري العروض المسرحية في بيئات واقعية حية غير ثابتة. · يقوم المسرح الرقمي بإشراك المتلقي في أحداث المسرحية في مختلف مراحلها. · النص المسرحي الرقمي نهاياته متعددة غير موحدة. |
حدد (Norhayati,2004) خصائص القصص الرقمية فيما يلي:
· حرية بلا حدود: توفر للمتعلمين إمكانية استكشاف عالم القصة بحرية تامة. · أهداف متنوعة: تعطي هدفاً يكون سبباً لمشاركة المتعلمين من أجل التجربة، كما تتيح للمتعلمين تحديد أهداف أخرى يمكن تحقيقها. · المرونة اللاخطية: تنتج القصص الرقمية في وحدات منفصلة، فيكون للراوي الخيار في تعديل القصة بناء على تعليقات الجمهور. · التفاعلية والاندماج: تتيح القصص الرقمية إمكانية التفاعل داخلها بطرق كثيرة. · الارتباط: حيث تزود القصص الرقمية بالعديد من التقنيات التكنولوجية. · العمق: من الممكن أن يتعمق المتعلم داخل القصة بعدة طرق؛ فالهدف الرئيس هو الحفاظ على الإثارة من خلال بيئة افتراضية ثرية بالعناصر. |
أشار الشيخ ووصفي (2012) إلى العديد من خصائص لعب الأدوار الرقمي يمكن إجمالها فيما يلي:
· توفر بيئة تعلم واقعية مناسبة لأهداف المتعلم، يكتسب من خلالها المعرفة. · بقاء أثر التعلم: وهو كل ما تبقى لدى المتعلم مما سبق له تعلمه في مواقف تعليمية، أو ما مر به من خبرات عملية. · إمكانية عرض الموقف التعليمي بشكل متزامن أو غير متزامن. · حتمية وجود مصادر مختلفة إلكترونية للحصول على المحتوى كالمنتديات والمحادثات عبر الشبكة. · تفاعل الطلبة لإدارة المناقشات ونقد المعرفة واتخاذ القرارات بشأن التعلم. |
المكونات | المسرح الرقمي يعطي الحرية للمتلقي في استخدام تقنيات العرض المسرحي عن طريق الرقمنة التكنولوجية واستخدامها، ويمكن حصر عناصر المسرح الرقمي كما ذكرتها (عبد الرزاق2020):
· النص المسرحي الرقمي. · المؤلف المسرحي الرقمي. · التقنيات المسرحية الرقمية. · المتلقي المسرحي الرقمي. |
قدمت لامبرت(Lambert,2007) سبعة عناصر فعالة وأساسية لابد من توافرها في القصة الرقمية:
· وجهة نظر ((Point of View · سؤال دراماتيكي ((A Dramatic Question · محتوى عاطفي ((Emotional Content · صوت الراويThe Voice)) · الموسيقى التصويرية (The Power of the Soundtrack) · الاقتصاد في تفاصيل القصة (Economy) · الوتيرةPacing)) |
حدد الشيخ ووصفي (2012) مجموعة من أربعة عناصر أساسية لابد من توافرها في لعب الأدوار الرقمي:
· اختيار المشاركين: ويتم اختيارهم من خلال المناقشات الإلكترونية في غرف الحوار. · الموقف التعليمي وعرض أبعاده أو موضوع التعلم. · المعلم ودوره في إعداد وتجهيز نص الموقف التمثيلي. · وسائل الويب والوسائط المتعددة. |
الأدوات التكنولوجية للبناء |
المقترحات
يجب الاهتمام بتوظيف الدراما الرقمية بأشكالها المختلفة في العملية التعليمية، يتم ذلك عن طريق:
- تعيين نخبة من معلمي الحاسوب أو المختصين في مجال الوسائط المتعددة بتحويل بعض مواقف الدراما في المناهج إلى دراما رقمية، يمكن الاستفادة منها كدليل إرشادي للمعلمين.
- تدريب المعلمين على برامج لإعداد محتوى الدراما الرقمية بما يناسب كل مرحلة دراسية.
- تجهيز الغرف الصفية بالأدوات المساعدة في توظيف الدراما الرقمية بشكل سليم أثناء الحصة.
- تصميم مواقع إلكترونية خاصة بأشكال الدراما الرقمية لكل مرحلة دراسية، تساعد الطالب على الوصول للمعلومة بسهولة.
المراجع العربية والأجنبية
أبو خليل، نجاة عبد المجيد (2013). فاعلية استخدام الدراما في تحصيل طلبة الصف الرابع الأساسي في تعليم العلوم واتجاهاتهم نحوه في محافظة رام الله والبيرة. رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القدس- كلية التربية. القدس. فلسطين.
باللودمو، خديجة (2018). الأدب الرقمي العربي الموجه للأطفال، دراسة في المنجز النقدي، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، كلية الآداب واللغات، الجزائر.
التتري، محمد علي (2016). أثر توظيف القصص الرقمية في تنمية مهارات الفهم القرائي لدى طلاب الصف الثالث الأساسي. رسالة ماجستير غير منشورة. الجامعة الإسلامية- كلية التربية. غزة. فلسطين.
التعبان، محمد (2013). التفاعل بين مدخلين لتصميم القصة الرقمية عبر الويب مع الأسلوب المعرفي وأثره على اكتساب المعرفة وتنمية التفكير الإبداعي لدى طلبة تكنولوجيا التعليم. رسالة دكتوراة غير منشورة. جامعة عين شمس. مصر.
حمزة، إيهاب (2014). أثر الاختلاف في نمطي تقديم القصة الرقمية التعليمة في التحصيل الفوري والمرجأ لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. دراسات عربية في التربية وعلم النفس.ج2، ع54، 321-368.
الحيلة، محمود محمد (2002). الألعاب التربوية وتقنيات إنتاجها سيكولوجياً وتعليمياً وعلمياً. عمان. دار المسيرة.
الرجعي، سوزان وليلى (2002). توظيف الدراما في عمليتي التعلم والتعليم، رام الله: مركز الإعلام والتنسيق التربوي.
الزيتاوي، سحر عيسى (2020). فاعلية تطبيق استراتيجية الدراما في التعليم من وجهة نظر طالبات الصفوف الأولية في كلية التربية جامعة حائل/فرع بقعاء. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية. المملكة العربية السعودية.
السيد، سباعي (2017). الدراما الرقمية والعرض الرقمي “تجارب غربية وعربية”. الشارقة. الهيئة العربية للمسرح.
الشيخ، هاني محمد ووصفي، شيماء يوسف (2005). العلاقة بين شكل المحتوى ونمط الاتصال في استراتيجية لعب الأدوار عبر الويب وأثرها على تنمية مهارات المناقشات الإلكترونية والبنية المعرفية المرتبطة بها لدى طلاب الجامعة. الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم. ج22، ع3، 335-277.
الطويل، رهام نعيم (2011). أثر توظيف أسلوب الدراما في تنمية المفاهيم وبعض عمليات العلم بمادة العلوم لدى طلبة الصف الرابع الأساسي. رسالة ماجستير غير منشورة. الجامعة الإسلامية- كلية التربية. غزة. فلسطين.
عبد الرزاق، فايزة أحمد (2020). واقع المسرح الرقمي لدى معلمات رياض الأطفال: دراسة وصفية، مجلة الطفولة والتربية، ج12، ع42، 77-118.
عبد الكريم، منذر وآخرون (2011). فاعلية تطبيق استراتيجيات التدريس من وجهة نظر الطلبة، مجلة الفتح، ع47.
عفانة، وائل عبد اللطيف (2003). أثر استخدام الحاسوب كوسيلة تعليمية في تحصيل طلبة الصف الخامس الأساسي في وحدة المساحة. رسالة ماجستير غير منشورة. جامعة النجاح الوطنية. نابلس. فلسطين.
العنوز، محمد (2020). المسرح الرقمي بين الثابت والمتحول، مجلة الكلمة، تاريخ الوصول:10/11/2021 http://www.alkalimah.net/Articles/Read/21296
القبالي، يحيى (No Date). الدراما التعليمية، مجلة Arab Education، تاريخ الوصول: 14/11/2021، https://arabeducational.com/
الكخن، أمين (2009). أثر استخدام الدراما التعليمية في تدريس قواعد اللغة العربية في تحصيل طالبات الصف العاشر الأساسي. المجلة الأردنية للعلوم التربوية. ج5، ع3 ، 201-2016.
Lambert, J. (2007). Digital Storytelling, cookbook. CA: Digital Diner Press.
Norhayati, A. M. & siew, P.H. (2004):”Malaysian Perspective: Designing Interactive Multimedia Learning Environment for Moral Values Education”, Educational Technology & Society.7(4),143-152
بالتوفيق دكتور اسماعيل والطلاب المشاركين
بارك الله فيكم جميعا
متميزون
يعطيك العافية دكتورنا الفاضل د. اسماعيل عمر حسونة
كل الشكر موصول للدكتور إسماعيل عمر حسونة
بارك الله في حضرتكم بحث في القمة