هذا المقال من المشاركات المتأهلة للدور الأول من جائزة تعليم جديد التربوية، في نسختها الأولى.
مقدمة:
تعتبر ظاهرة العولمة من أكثر الظواهر إثارة للجدل والنقاش خلال هذه الحقبة، لما لها من جوانب و آثار (إيجابية وسلبية) على جميع المستويات، سواء على مستوى الدوائر العلمية الأكاديمية أو على مستوى المحافل العلمية التربوية. كما أنها تؤثر على الأنظمة الداخلية او الخارجية للمجتمع (إبراهيم مصعب، 2002م، 76)
وعموما، لم يعد موضوع العولمة الشغل الشاغل لمراكز البحوث والمؤسسات الكبرى والجامعات، بل تعداه ليكون الموضوع الأساس الذي تزخر به الصحف والمجلات والدوريات ووسائل الإعلام الأخرى، لا بل حتى أصبح العنوان الرئيسي لأهم وأكبر المؤتمرات والندوات العلمية التي عقدت ولا تزال والتي تحاول أن تخترق عوالم هذه الظاهرة التي لمع نجمها في سماء القرن الحادي والعشرين.
انّ العولمة منظومة متكاملة يرتبط فيها الجانب السياسي بالجانب الاقتصادي، والجانبان معاً يتكاملان مع الجانب الاجتماعي والثقافي، ولايكاد يستقل جانب بذاته وعلى هذا الاساس نقول أن العولمة الثقافية ظاهرة مدعومة دعماً محكماً وكاملاً بالنفوذ السياسي و الاقتصادي. إنّ ظاهرة العولمة صارت تدخلا » تمارسه الأطراف الأقوى في الساحة الدولية على المجتمعات النامية ،وتفرض عليها نظاماً عالمياً جديداً للثقافة وللتبادل الثقافي، وهو نظام قادر على النفاذ لمنظومات القيم و المبادئ و التراث الثقافي في هذه المجتمعات. و لأنه يملك قدرة النفاذ الصادم، فإنه قد يثير اهتزازات صاعقة في الشكل والمضمون، وهو ما قد يضعف فرصة التفاعل». (سامي خصوانة، 2002م، 18)
وفي هذا الإطار تكمن المشكلة الحقيقية التي يواجهها المتعلم، والتي تتمثل في انتشار بعض الأفكار والمظاهر القادمة والمستوحاة من الخارج، والتي تحمل في ظاهرها معانٍ تختلف عنها في باطنها، لكنها تنتشر في المجتمع بسبب عدم التفكير العميق فيما تتضمنه. وبالفعل، لقد بدأت آثار الانبهار بالحضارة الغربية تظهر على مجتمعنا وخاصة الشباب والأطفال من خلال طغيان الجانب المادي على الجوانب الأخلاقية.
وحين نعتبر التعليم مادة معرفية تُبلور شخصية المتعلم، كي نبني كيانه علميا وفكريا ونفسيا ليصبح عنصرا بناءً في المجتمع، فإننا أمام مسؤولية كبرى تحتاج إلى إعادة تخطيط للسياسة التعليمية، بل إننا مطالبون بإحداث ثورة في المناهج، التي يجب أن تكون لها ضوابط أخلاقية مع عدم ابتعادها عن العلم النافع الذي يستخدمه لصالح البشرية، لا الإضرار بها.
إن ادخال أي ماده تفسد الفكر وتبعد الطالب عن قيمه إنما هي إفساد للعقل لا بناؤه، فلا منهج بدعوى التطوير يفرق بين القيم والعلم، لأن علاقتهما توافق لا تصادم. فالعلم يلزم القيم للتعريف بها فيوصل العلم إلى العقل كي يتدبر ويتأمل ويصل إلى اليقين الذي تَعلمه من الاستدلال بالحقائق، وهذا من أهم أدوار المؤسسات التعليمية.
هكذا إذن، وفي ظل الاتجاهات العالمية والسعي نحو عالم بلا حدود، وفي ظل احتمال تغير قيم المتعلم بفعل تحديات العولمة، تتزايد الأدوار المتوقعة للمؤسسات التعليمية في الحفاظ على تلك القيم، وتظهر الحاجة للتعرف على مصطلحات في علاقة بالموضوع، وهي:
1– العولمة:
تعني في اللغة جعل الشيء عالمي الانتشار في مداره أو تطبيقه، كما يصبح العالم مكانا صغيرا بفضل الاتصالات الحديثة والقدرة على تبادل المعارف، والانتقال من مكان إلى آخر، واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة.
لفظ العولمة هو ترجمة للمصطلح الإنجليزي Globalization وتترجم أحياناً إلى الكونية وأحياناً بالكوكبة، وأحياناً بالشوملة، إلا إنه في الآونة الأخيرة اشتهر بين الباحثين مصطلح العولمة وأصبح هو أكثر الترجمات شيوعاً بين أهل الساسة والاقتصاد والإعلام. وتعنى أيضاً تعميم الشيء وإكسابه الصبغة العالمية وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله. يقول “عبد الصبور شاهين” عضو مجمع اللغة العربية: العولمة كمصدر جاءت توليداً من كلمة عالم ونفترض لها فعلاً هو عولم يعولم عولمة بطريقة التوليد القياسي، وأما صيغة الفعللة التي تأتي منها العولمة فإنما تستعمل للتعبير عن مفهوم الأحداث والإضافة، وهي مماثلة في هذه الوظيفة لصيغة التفعيل.
2– القيم:
هناك أكثر من تعريف للقيم، فقد عرفها parry على أنها الاهتمامات، أي إذا كان شيء موضوع اهتمام فإنه حتماً يكتسب قيمة. وهناك من يعرفها كمرادف للاتجاهات مثل بوجاردس bogardies. وهناك من يرى أن القيمة والاتجاهات وجهان لعملة واحدة. وهناك من يعرفها بأنها أفكار حول ما هو مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه. وعرّف قاموس ويبستير القيم السّلوكيّة بأنها المعايير والمبادئ الّتي نستخدمها للحكم على الأشياء أو الأشخاص أو الأفكار أو المواقف على أنّها سيّئة وغير مرغوب فيها، أو حسنة ومرغوب فيها، أو بأنّها في موقع بين هذين النّقيضين. ويُعرّف علماء الاجتماع القيمَ بأنّها صفة للشّيء تجعله ذا أهمّيّة بالنّسبة إلى الفرد أو الجماعة، وهي القرار أو الحكم الّذي يُصدره الشّخص نتيجة لتفاعله مع جماعته.
3- الهوية الثقافية:
يشير المفهوم اللغوي للهوية على أنها مأخوذة من ”هُوَ“ بمعنى أنها جوهر الشيء وحقيقته، لذا نجد أن الجرجاني في كتابه الذائع الصيت ”التعريفات“ يقول عنها: بأنها الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة بالغيب.
أ- مفهوم العولمة وأبعادها:
قد يوجد لبس حول مفهوم العولمة نتيجة تداخله مع مفاهيم أخرى، مثل العالمية، وهو ما يجعل بعض الدراسات الحديثة ترفض حتى الاعتراف به، إذ تعتبره مجرد خرافة وموضة عصر. إننا أمام نظام لا يزال قيد التشكل بأدوات ومحددات نظرية لا نعيها وعياً تاماً، كما وقع بالنسبة لانتقال العالم من العصور الوسطي إلى عصر التنوير، أو من الموجة الزراعية إلى الموجة الصناعية، أو من الموجة الصناعية إلى الموجة المعلوماتية، وهي ذروة الحداثة (أو ما يطلق عليه المرحلة الخامسة).
لم تحظ ظاهرة معاصرة باهتمام الباحثين كظاهرة العولمة من حيث مفهومها وآثارها، العولمة مصطلح حديث يعود أصله إلى الكلمة الإنجليزية “Global” وتعني عالمياً أو دولياً أو كروياً، أما المصطلح الإنجليزي “Globalization” فيترجم إلى الكوكبة أو الكونية أو العولمة. (مركز دراسات الوحدة العربية،2003، 53) لكن المتأمل في مفهوم هذا المصطلح يجد أنه يحمل معنى الهيمنة والسيطرة على مقدرات الشعوب، وعلى ثقافتها وأصالتها فكريا ونفسيا وتربويا.
فالعولمة ظاهرة مركبة وفكر قديم يسعى الغرب من خلالها إلى لسيطرة على العالم وفرض ثقافته، فهي ليست ظاهرة اقتصادية أو سياسية أو تقنية أو معلوماتية فحسب، بل هي ظاهرة تاريخية، وهي “ليست ظاهرة جديدة، بل قديمة قِدم التاريخ عندما كانت تتصدر حضارةٌ ما باقي الحضارات وتقود العالم”.
ومن أجواء العولمة “تولدت مصطلحات النظام العالم الجديد، والقرية الإلكترونية، واقتصاد السوق، وحرية التجارة والاستثمار والشركات المتعددة الجنسيات، والعرض والطلب، ونهاية التاريخ وصراع الحضارات، وما بعد الحداثة، والهوية الثقافية وغير ذلك” (مصطفى يوسف، 2007، 56)
ب- أهـداف وآثار العولمة الثقافية:
إن من أخطر أهداف العولمة ما يعرف بالعولمة الثقافية، فهي تجاوز لحدود الشعوب التي حمت كيان وجودها، وخصائصها الدينية، والتاريخية، والقومية، والسياسية، وتراثها الفكري الثقافي، لضمان بقائها واستمرارها.
وبهذا نجد أن العولمة هي انتقال من مرحلة الثقافة الوطنية إلى ثقافة عالمية، بمعنى أنها عدوان رمزي على سائر الثقافات الأخرى لهدر سيادة الثقافات الأخرى، وفرض الثقافة الغربية، وقهر الهوية الثقافية للأمم والشعوب. وتظهر آثار العولمة في الهوية الثقافية بتشكيك الإنسان المسلم بقناعته الدينية، وهويته الثقافية، وإشاعة العنف، وما يسمى بأدب الجنس والموسيقى، والأزياء والمنتوجات الغربية، وهذا ما يؤكده أحد الباحثين والذي يرى أن العولمة تعني بالضرورة اختراق البنية الثقافية.
وقد تهزم العولمة الثقافة العربية وتحل محلها ثقافة بديلة، عن طريق تشويه صورة الثقافة العربية بأنها تجسد التخلف والانقسام، وبالتشكيك في التاريخ العربي الإسلامي والتشكيك في حاضر الأمة ومستقبلها، وتذويب شخصية الأمة، بحيث تفقد الأمة هويتها وتذوب فيما يغير طبيعتها وعقيدتها. بالإضافة إلى إحلال عناصر ثقافة جديدة من خلال أجهزة الإعلام التي تؤمن بسيادة الغرب وعلو مكانته (…).
ج- الهوية الثقافية:
إن هوية الشيء هي ثوابته، التي تتجدد ولا تتغير، تتجلى وتفصح عن ذاتها، دون أن تخلي مكانها لنقيضها طالما بقيت الذات على قيد الحياة، وتعد الهوية كل ما يشخص الذات ويميزها. فالهوية في الأساس تعني التفرد، و هي السمة الجوهرية العامة لثقافة من الثقافات. والهوية ليست منظومة جاهزة ونهائية، وإنما هي مشروع مفتوح على المستقبل، أي أنها مشروع متشابك مع الواقع والتاريخ، لذلك فإن الوظيفة التلقائية للهوية هي حماية الذات الفردية والجماعية من عوامل التعرية والذوبان.
إن هذا التصور الوظيفي لمفهوم الهوية يجعلنا نميز بين تأويلين لمعنى الهوية:
أ- التصور الثابت الاستاتيكي للهوية، الذي يرى أن الهوية، عبارة عن شيء اكتمل وانتهى وتحقق في الماضي، في فترة زمنية معينة، أو نموذج اجتماعي معين وأن الحاضر ما هو إلا محاولة إدراك هذا المثال وتحقيقه.
ب- التصور التاريخي والديناميكي للهوية، الذي يرى أن الهوية شيء يتم اكتسابه وتعديله باستمرار، وليس أبدا ماهية ثابتة، أي إن الهوية قابلة للتحول والتطور، ويمكن النظر إليها في صورتها الديناميكية على أنها مجموعة من المقررات الجماعية التي يتبناها مجتمع ما، في زمن محدد للتعبير عن القيم الجوهرية (العقائدية) والاجتماعية والجمالية والاقتصادية والتكنولوجية والتي تشكل في مجموعها صورة متكاملة عن ثقافة هذا المجتمع. ولقد أشار تقرير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عام سنة 1987 بعنوان استراتيجية تطوير التربية العربية عن الذاتية الثقافية، أنها تعني:” بأننا أفراد ننتمي إلى جماعة لغوية محلية، أو إقليمية أو وطنية، بما لها من قيم أخلاقية وجمالية تميزها عن غيرها من الثقافات” (أحمد عبد الله العلي، 2002، 5) فالهوية الثقافية تختلف من عقيدة إلى أخرى، ومن شعب إلى شعب، ومن مرحلة زمنية إلى أخرى.
د- أثر العولمة على الهوية الثقافية:
هناك 3 مستويات للهوية الثقافية لأي شعب من الشعوب وهذه المستويات هي: الهوية الفردية والهوية الجماعية والهوية الوطنية (أو القومية)، والعلاقة بين هذه المستويات الثلاثة ليست ثابتة، بل ديناميكية فـي مد وجزر دائمين. وبعبارة أخرى، فإن العلاقة بين هذه المستويات الثلاثة تتحدد أساسا بنوع الآخر وبموقعه وطموحاته، فإذا كان داخليا، ويقع في دائرة الجماعة، فالهوية الفردية هي التي تفرض نفسها كـ (أنا) وإن كان يقع في دائرة الأمة فالهوية الجماعية هي التي تحل محل (الأنا) الفردي، أما إذا كان الآخر (خارجيا) أي يقع خارج الأمة والدولة والوطن فإن الهوية الوطنية أو القومية هي التي تملأ مجال الأنا. ولا تكتمل الهوية الثقافية، ولا تبرز خصوصيتها الحضارية، ولا تغدو هوية ممتلئة قادرة على الأخذ والعطاء، إلا إذا تجسدت مرجعيتها في كيان مشخص تتطابق فيه ثلاثة عناصر هي الوطن والأمة والدولة.
وتعمل العولمة على تهميش الهوية وتدمير وتحطيم الثقافة الوطنية، وذلك بسبب محاولتها تحطيم وتدمير كل القوى التي من الممكن أن تقف في وجهها، فبالرغم من أن العولمة الاقتصادية هي الهدف الظاهر، فإن الانعكاسات والامتدادات الاجتماعية والثقافية والسياسية أصبحت واضحة ولا يمكن التغاضي عنها أو إغفالها مع التطورات العالمية من ناحية، وانتشار ثورة المعلومات والاتصالات من ناحية أخرى. ويمكن توضيح آثارها السلبية على الهوية العربية من خلال التعرف على الجوانب المختلفة التي تؤثر فيها وهي:
من الناحية الاجتماعية
يسعى الغرب لنشر قيمه الاجتماعية رغم عدم الاقتناع الواسع بها كقيم، ويحاول أيضا أن يفرض تلك القيم عبر المؤتمرات الدولية والضغط على الدول التي لا تستجيب، حيث توالت مؤتمرات المنظمات الدولية بهذا الخصوص، مثل مؤتمر نيروبي سنة 1985م، ومؤتمر القاهرة سنة 1994م، ومؤتمر بكين سنة 1995م، ومؤتمر اسطنبول سنة 1996م، ثم مؤتمر نيويورك سنة 1999م، ثم مؤتمر بكين، ثم نيويورك أيضاً سنة 2000م، ومحور هذه المؤتمرات يدور حول الأسرة والمرأة والطفل، مركزاً على الحقوق الجنسية، والحق في الإنجاب والإجهاض، والشذوذ، وقضية المساواة بين الرجال والنساء، والمساواة في الميراث… إلخ، وكل هذا من منظور الثقافة الغربية العلمانية المادية الإباحية (خالد بن عبد الله القاسم، 2007، 14).
ويتمثل التأثير الاجتماعي في وجود فجوة تتزايد باستمرار بين المجتمعات التي تملك المعلومات وتتداولها وتستفيد منها، وتلك التي لا تملكها ويصعب عليها تداولها والاستفادة منها، وتزايد الشعور بالاغتراب نتيجة سرعة التغير والتحول، وتعميق الثنائيات الثقافيـة والتفكك الاجتماعي. وأخـيرا فإن تأثيراتها على المجال السياسي تمثلت في تهديـد السيادة الوطنيـة والحرية الشخصية، وزيادة مجالات التعاون الدولي، والحاجة إلى المزيد من المبادئ الأخلاقية والتشريعات الدولية (شاكر فتحي، همام بدراوي،2003،13).
(…)
هـ- دور مؤسسات التعليم في حفظ القيم و الهوية الثقافية في ظل تحديات العولمة:
لقد أدت التغيرات الثقافية إلى اختلال في كثير من القيم والمفاهيم الاجتماعية، فبعد أن كان الشباب يتشرب قيمه من قنوات شرعية كالأسرة والمدرسة، أصبح يتشربها من قنوات غربية وأقران السوء. لذلك “فالمؤسسات التعليمية ركيزة أساسية في دعم الشخصية التي كونتها الأسرة ودفعت بها إلى ميدان التعليم” (خالد محمد الزواوي، 2003، 15) وكل ذلك يؤكد على أهمية دور المؤسسات التربوية وصلاحها في التربية والتوجيه والتعليم، فهناك حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أنه لا يجري شيء في إطار تلك المؤسسات بدون أن تكون له عواقب وآثار على المجتمع والأمة.
ولتحديد وسائل وطرق مواجهة العولمة لحماية الهوية الثقافية العربية والإسلامية نورد بعض التوصيات التي يجدر بالدول العربية العمل على تفعيلها.
توصيات يقر الباحث أنه لن يكون لها أثر إذا لم يكن هناك قناعة من القائمين على واضعي السياسات التربوية ومتخذي القرارات في الوطن العربي بضرورة مواجهة مخاطر العولمة لحماية أطفالنا من الصراع بين التعريب والتغريب.
هكذا إذن ومما سبق نستطيع التوصل إلى ما يلي:
إن ظاهرة العولمة قد حدثت في الماضي، ولكنها في الوقت الحالي تتميز بقوة انتشارها ومجال تأثيرها. وأن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب بصفة عامة يتفرد بها ويُسخرها من أجل فرض سياساته المختلفة، والتي من أهما تهميش الهوية الوطنية والثقافية كتمهيد من أجل تحقيق الأهداف الاقتصادية.
للعولمة أدوات عديدة أسهمت وتسهم في انتشارها كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية والشركات المتعددة الجنسية، و كذلك ساعدت ثورة الاتصالات والمعلوماتية على انتشار هذه الظاهرة في الوقت الحالي.
(…)
بالرغم من السلبيات الكثيرة لظاهرة العولمة، فإنها تحمل بعض الإيجابيات التي يمكن الاستفادة منها.
و- المقترحات والتوصيات:
بناء على ما تقدم يمكن تقديم المقترحات والتوصيات التالية:
1- العناية بمناهج التعليم وتسهيل تدريسها وتحبيبها للطلاب. ومن العناية باللغة العربية -مثلا- تفعيل التعريب والترجمة والتقليص من التعلق باللغات الأخرى إلا في حدود الحاجة اللازمة.
2- مواجهة مساوئ العولمة بالتعليم والتدريب والتثقيف والتحصين ورفع الكفاءة وزيادة الإنتاج ومحاربة الجهل وخفض معدلات الأمية.
3- تنمية التفكير بوسائل تربوية منهجية وتطوير حوار للتعايش مع الحضارات، يرتكز على روح العلم والتفكير النقدي وحرية الرأي والتحرر من رواسب الماضي مع الحفاظ على الموروث الحضاري والديني والثقافي.
4- التنسيق والتعاون بصورة متكاملة بين وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي والثقافة والإعلام، والأوقاف والشؤون الإسلامية، والعدل، للمحافظة على الهوية الإسلامية من أي مؤثرات سلبية.
5- تنشيط التفاعل والحوار الثقافي العربي مع ثقافات الأمم الأخرى، وإثراء ثقافتنا العربية الإسلامية بما نراه ينفعنا ولا يضرنا من الثقافات الكونية الأخرى، وفي الوقت نفسه نعرف تلك الثقافات العالمية.
6- إدخال المفاهيم والمعلومات المتعلقة بظاهرة العولمة في المناهج الدراسية كافة، بحيث تراعي المستوى العمري والعقلي للطلاب حسب مستوى مرحلتهم التعليمية، وذلك بهدف إثارة الاهتمام.
7- زيادة الأنشطة المتعلقة بالعولمة وآثارها في المؤسسات التعليمية والتربوية، من خلال المسرحيات والمسابقات وإصدار المنشورات والمطويات التعريفية، وإقامة المعارض.
8- ضرورة اهتمام الباحثين والدارسين بمعالجة ظاهرة العولمة ونتائجها وتأثيراتها على الهوية الوطنية والقيم الحضارية للمجتمعات.
المراجع
1- إبراهيم مصعب الديلمي : مجلة الآفاق، دراسة عن الأسرة والتنشئة الاجتماعية للطفل العربي في ظل العولمة ، العراق ، العدد 9 ، سنة 2002 م
2- أحمد عبد الله العلي– العولمة والتربية، دار الكتاب الحديث، القاهرة، 2002م.
3- ثناء يوسف الضبع، دور المدرسة في مواجهة مخاطر العولمة على الشباب، جامعة الملك سعود، كلية التربية، ندوة ( العولمة وأولويات التربية) 2007م
4- حسن أبوبكر العولقي بعن دمشق: عولمة وأثرها على التربية والتعليم في الوطن العربي الإيجابيات والسلبيات. جامعة الملك سعود، كلية التربية، ندوة ( العولمة وأولويات التربية) 2005م.
5- خالد محمد الزواوي، الجودة الشاملة في التعليم، مجموعة النيل العربية، القاهرة 2003م.
6- ريما سعد الجرف الثقافة الكونية الجديدة، جامعة الملك سعود، كلية التربية، ندوة ( العولمة وأولويات التربية) 2009م
7- سامي خصاونة، مؤتمر الاستشراق: حوار الثقافات، الجامعة الأردنية، 2002م
8- السيد سلامة الخميسي التجديد في فلسفة التربية العربية لمواجهة تحديات عصر العولمة (رؤية نقدية من منظور مستقبلي) جامعة الملك سعود، كلية التربية، ندوة ( العولمة وأولويات التربية) 2010م
9- السيد محمد أبو الهاشم تصور مقترح للمقومات الشخصية والمهنية الضرورية لمعلم التعليم العام في ضوء متطلبات العولمة، جامعة الملك سعود، كلية التربية، ندوة ( العولمة وأولويات التربية) 2004م
10- شاكر محمد فتحي، همام بدراوي زيدان، التربية المقارنة- المنهج القاهرة، مجموعة النيل ، 2003م .
11- عبد الوهاب المسيري، العالم من منظور غرب، منشورات دار الهلال، فبراير 2001م.
12- مركز دراسات الوحدة العربية، العولمة وتداعياتها على الوطن العربي، سلسلة كتب المستقبل 24، بيروت. 2003م.
13- مصطفى يوسف منصور- تحديات العولمة التربوية المتعلقة بالمدرسة وسبل مواجهتها مؤتمر الإسلام والتحديات المعاصرة كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية في الفترة: 2-3/4/2007م.
في هذا المقال القيم يلاحظ ما يلي
ذكر الباحث المحترم في نهاية المقال (ان للعولمة بعض االايجابيات التي يمكن الاستفادة منها) لكنه لم يتطرق الى زكرها وكاءن العولمة ظاهرة عابرة في حين ان العولمة كما يرى البعض ستستمر مع استمرار التطور في التكنولوجيا
في التوصية رقم 1 يقتريح تقليص التعلق باللغات الخرىفي حين ان الانكليزية لغة العلم في العصر الحالي
مقال قيم بارك الله بجهود الباحث
مع التقدير