يعتبر القصور السّمعي مصطلحاً عاماً يغطي مدى واسعاً من فقدان السمع، يصل إلى الصّمم التام أو فقدان السّمع الشديد، وهو غالباً ما يكون سبباً في عجز الإنسان عن السمع، بل وعائقاً أمام تعلم اللغة، أو الكلام.
أما فقدان السّمع الخفيف، فلا يعيق فهم الحديث، ولا تعلم اللغة ولا الحديث، وهكذا يمكن تصنيف ذوي الإعاقة السمعية إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى: الأطفال الصم
الذين لا يمكنهم الاستفادة من حاسة السّمع في حياتهم اليومية، لأنهم فقدوا المقدرة على السّمع بشكل كليّ، ومنهم من ولد فاقداً للسّمع بشكل كليّ، أو بدرجة أعجزته عن الاعتماد على أذنيه في فهم تعلم الكلام أو اللغة، أو من أصيب بالصمم في طفولته المبكرة قبل ان يتعلم الكلام واللغة، أو من فقد السّمع بعد تعلم الكلام واللغة مباشرة، لدرجة لا يعود قادراً على تذكره.
وفي جميع الأحوال كان ذلك سبباً في افتقاد المقدرة على الكلام وتعلم اللّغة سواء باستخدام الأجهزة التي تضخم الصوت، أو دون الاعتماد عليها. وعادة ما يعانون من عجز سمعي يبلغ 70 ديسبل فأكثر.
ويمكن تصنيف الصّمم تبعاً لوقت حدوث الإعاقة السمعية إلى نوعين:
- صمم فطري خلقي: ويقصد به من ولد صماً.
- صمم عارض أو مكتسب: ويقصد الذي ولد بحاسة سمع عادية. ثم أصيب بالصمم فور الولادة أو بعدها مباشرة، قبل أن يكتسب القدرة على الكلام واللغة، ويمكن أن نضيف إليهم من فقد السّمع في سن مبكرة بعد اكتسابهم الكلام واللغة، الأمر الذي أدى إلى فقدانهم المهارات اللغوية تدريجياً بسبب الإصابة بمرض أو نتيجة لحادث تسبب في فقدان السمع.
المجموعة الثانية: الأطفال ذوو السّمع الثقيل
وهم أولئك الذين لديهم قصور سمعي يؤدي إلى مشكلات في فهم الكلام، إلا أن حاسة السّمع لديهم تؤدي وظائفها إلى الحد الذي يمكنّهم من تعلم الكلام واللغة، بالاستعانة بالمعينات السمعية أو بدونها.
وتستفيد هذه المجموعة من التطور السريع في التكنولوجيا الإلكترونية الحديثة، وهو الأمر الذي يساهم في تطوير أجهزة لتضخيم الصوت، وبالتالي تحسين الحياة اليومية للأشخاص الصمّ، أو ضعاف السّمع، عبر تمكينهم من استخدام القدرات السّمعيّة المتاحة لديهم بصورة أفضل.
وتعد المعينات السمعية الأكثر استخداماً، لتلبيتها الحاجات الخاصة لمستخدميها. حيث تتميز المعينات السمعية المتوفرة بكونها أكثر قوة وفاعلية وإن كانت أصغر حجماً. علماً أن شدّة الإعاقة السّمعيّة هي نتاج لشدّة الضّعف في السّمع وتفاعله مع عوامل أخرى، كالعمر عند فقدان السمع، أو سرعة اكتشاف الفقدان السّمعي ومعالجته، ناهيك عن المدة الزمنية التي استغرقها حدوث الفقدان السمعي، بالإضافة لنوع الاضطراب الذي أدى إلى فقدان السمع، ومدى فاعلية أدوات تضخيم الصوت.
تصنيف الإعاقة السمعية
لعل أبرز التصنيفات وأهمها: التصنيف حسب طبيعة الإصابة وموقعها، والذي يعتمد مكان الإصابة والجزء المصاب من الجهاز السّمعي، ومنها: الفقدان السّمعي التوصيلي، الناتج عن خلل في الأذن الخارجية والوسطى، والفقدان السّمعي الحس عصبي، الناتج عن خلل في الأذن الداخلية أو العصب السّمعي، والفقدان السّمعي المختلط، والذي يمزج بين فقدان سمعي توصيلي وفقدان سمعي حس عصبي في الوقت نفسه، ثم الفقدان السّمعي المركزي، الناتج عن خلل في الممرات السمعية في جذع الدماغ أو المراكز السمعية.
أما التصنيف الثاني فحسب العمر الذي حدثت فيه الإعاقة السمعية. حيث قُسمت الإعاقة السمعية إلى صمم ما قبل اللّغة، أي في عمر مبكر، قبل أن يكتسب الطفل اللّغة سواء كانت الإعاقة منذ الولادة أو مكتسبة، وصمم ما بعد تعلم اللّغة، وهم الذين فقدوا قدرتهم السمعية أو جزء منها بعد اكتساب اللّغة، وتتميز هذه الفئة بقدرتها على الكلام لأنها سمعت وتعلمت اللّغة.
أما التصنيف الثالث فحسب شدة الفقدان السمعي، وتبدأ بفئة الإعاقة السمعية البسيطة، ثم المتوسطة، فالشديدة، إلى الشديدة جداً.
أسباب الإعاقة السمعية:
أولاً: أسباب وراثية
ولعل أبرزها اختلاف العامل الرايزيسي بين الأم والجنين (RH)، وهو عدم التوافق بين دم الأم ودم الجنين، فقد يرث الجنين في هذه الحالة العامل الرايزيسي عن الأب، مما يؤدي إلى نقل دم الجنين إلى دم أمه وخاصة خلال الولادة، مما يجعل دم الأم ينتج أجساما مضادة لاختلاف دم الجنين عن دمها. والتي تنقل لدم الطفل عبر المشيمة، مما يتسبب بحدوث مضاعفات منها إصابة الطفل بالإعاقة السمعية.
ثانياً: أسباب بيئية
والتي تحدث قبل الولادة أو خلالها أو بعدها. وهي كثيرة ومتعددة، ومن أبرزها:
- الحصبة الألمانية التي تصيب الأم الحامل، خاصة في الأشهر الثلاث الأولى.
- التهاب الأذن الوسطى، الذي يسبب زيادة إفراز السائل الهلامي داخل الأذن الوسطى مما قد يعيق اهتزاز طبلة الأذن، بسبب زيادة كثافة السائل محدثاً ضعفا سمعياً.
- التهاب السحايا، والذي يسبب تلف الأذن الداخلية مسبباً خللاً في السمع.
- العيوب الخلقية في الأذن الوسطى، كتشوهات الطبلة أو عظيمات المطرقة وغيرها.
- الإصابات والحوادث، كثقب الطبلة نتيجة الأصوات المرتفعة جدا لفترات طويلة، أو إصابات الجمجمة، ونزيف الأذن الوسطى، مما يسبب ضعفاً في السمع.
- تجمع المادة الصمغية التي يفرزها الغشاء الداخلي للأذن وتصلبها مما يسبب انسدادا جزئي للقناة السمعية، و يحول دون وصول الصوت الى الداخل.
- سوء تغذية الأم الحامل.
- تعرض الأم للأشعة السينية، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
- تعاطي الأم الحامل للأدوية والعقاقير دون مشورة الطبيب.
- نقص الأوكسجين خلال الولادة.
المصادر:
القريطي، عبد المطلب أمين (2013). ذوو الإعاقة السمعية تعريفهم وخصائصهم وتعليمهم. القاهرة الجديدة: مصر المحروسة.
الجوالدة، فؤاد(2012). الإعاقة السمعية. دار الثقافة للنشر والتوزيع.
العلاج
جزاكم الله خير العلاج