يتوجب على المعلم أن يعمل بجد لتحسين كفاياته العلمية والمهنية بالبحث والاطلاع الدائم في موضوعات تخصصه والمواد الأخرى، وأن يسعى دائبًا دائما للتطوير، ومهما يكن الأمر فإن طبيعة العصر تتطلب من المعلم القيام بمجموعة من الممارسات  والأدوار وصقل مهاراته أثناء الخدمة.

1 – مخطط  Planner

أي يوجه الخبرات التعليمية نحو مشكلات الحياة الحقيقية، ويطور مهارات ومفاهيم من خلال التعامل مع مواقف واقعية في حياة الطلبة، وهذا المعلم ينظم ويخطط:

– لدروسه اليومية.

– وحدات الدروس والمحتوى.

– تحليل المحتوى للكتاب المقرر.

– ينظم ويضع أسئلة لمحتوى المادة.

– يحدد النشاطات التي من شأنها تحديد أهداف التعليم ووسائل تحقيقها.

2– مبادر Initiative

من خلال الاهتمام بالقضايا والمشكلات الصفية والمدرسية، والعمل على:

– استخدام وتوظيف الإمكانات لتطبيق الأنشطة.

– إثارة الاهتمام وحب الاستطلاع لدى الطلبة.

– مساعدة الطلبة على التعليم كيف يتعلمون وتعليمهم أسلوب الاستقصاء.

– تعريف الطلبة بالمواقف الحياتية ونقدها.

– استخدام أسلوب طرح الأسئلة الإبداعية لإشراك الطلبة في الإجابة عنها بفاعلية.

3- محسن للمناخ الصفي  Climate Builder

وهنا يتعدى دوره التعرف إلى حاجات الطلبة ووضع حلول لمشكلاتهم، بل توفير المناخ النفسي والاجتماعي والعاطفي اللازم للتعلم، وأن يكون مؤمنا بأن صنع القرار لا يتم إلا بطريقة المشاركة من خلال:

– تعليم الطلبة حرية التعبير واحترام الرأي والرأي الآخر.

– العمل في مجموعات والاستكشاف الحر.

– تقديم الدعم النفسي للطالب بالتشجيع المستمر.

4- مركز (منشط)  Focuser

وهذا الدور من أصعب الأدوار التي قد يواجها المعلم في التعليم المبني على الخبرة، إذ عليه توجيه طاقات الطلبة ومهاراتهم نحو كيفية استثمارها. وكذلك مساعدة الطلبة على إتقان عملية البحث عن المفاهيم والعلاقات وتطوير مهاراتهم في مجال البحث.

5- مصدر للمعرفة Resource of Knowledge

بحيث لا يكتفي بما لديه من معلومات بل يجب عليه البحث وإعداد المعلومات وتوفير الأجهزة والمواد اللازمة لتسهيل عملية التعلم.

6- سابر  Prober

وذلك بطرح الأسئلة التي تتطلب دعما لأفكارهم وفرضياتهم واستنتاجاتهم المقدمة، وكذلك دعم مواقفهم القيمية وتوفير التعزيز الملائم لتبرير أفكارهم.

7- موجه للأسئلة  Questioner

باعتبار الأسئلة مثيرا لمخزون الطلبة المعرفي، فإن توجيه الأسئلة من الأدوات المهمة في التعلم القائم على الخبرة، ليس لإجابتهم عليها، وإنما لتشجيعهم على طرح الأسئلة الخاصة بهم والبحث عن إجابات مفيدة بمجهوداتهم.

8- قدوة، أنموذج  Model

على المعلم أن يظهر لطلابه حبه للقيم العامة والعلمية خاصة، باعتباره ناقدا في تفكيره، متعاطفا، مبدعا، إنسانيا راغبا في المعرفة والوصول إلى الحقائق بالفعل لا بالقول فقط.

9- باحث  Researcher

حيث إن معرفة المعلم بمهارات البحث العلمي تسهل عليه الوصول إلى المعرفة والحقائق وحلول للمشكلات ومن ثم الارتقاء بمستواه المهني والأكاديمي، ولا يقف هذا الدور عند نفسه بل عليه أن يعلمه لطلابه في حدود إمكاناتهم.

الاستراتيجيات التي يستخدمها المعلم لتطوير التفكير:

استراتيجيات الميل للتفكير Thinking Through Dispositions 

وتهدف هذه الاستراتيجيات إلى تعميق وتنمية مهارات التفكير لدى الطلبة، وتطوير اتجاهاتهم وعاداتهم، وحالتهم العقلية والمزاجية نحو تنمية مهارات التفكير.

استراتيجيات تنمية التفكير من خلال انتقال أثر التعلم Thinking Through Transfer 

استراتيجيات تطوير التفكير بملاحظة أن هنالك العديد من الاستراتيجيات التي تساعد على تنمية التفكير، ومنها ما يعمل على تنمية مستويات التفكير الأساسية مثل الحسي والمنطقي والمادي والعملي، ومنها ما يساعد على تنمية مهارات التفكير العليا مثل التفكير الناقد والإبداعي، وما وراء المعرفي وعالي الرتبة ( عدس، 2001 anj العلوم 2004: (1997 ,Blakey &Spence, 1990: Huitt

 التخطيط والتنظيم الذاتي

يقوم  المعلم بتدريب المتعلمين بتقدير الوقت اللازم  والتخطيط للتعلم، وتنظيم المواد، وجدولة الإجراءات لتنفيذ الأنشطة. وتبني إجراءات التقييم الذاتي والخارجي.

تنمية الثروة اللغوية

وتتمثل في عدد من الأنشطة اللغوية مثل إعطاء الكلمات المرادفة أو المتضادة، أو تكميل أكبر عدد من الكلمات من خلال حروف معينة، أو تشكيل أكبر عدد من الجمل من خلال عدد محدد من الكلمات.

يساعد الطلاب على طرح الأسئلة

يعمل على صقل التفكير وتوجيهه بطريقة تعطي الفرصة للمتعلمين لتطوير أسئلة تتعلق بما يدور حولهم أو حول مشاعرهم ومعتقداتهم، وطرحها على أنفسهم أولاً، ومن ثم طرحها على الآخرين في جلسات الحوار والنقاش.

تشجيع الطلاب على قراءة القصص

إن أسلوب قراءة القصة يساعد على تنمية التفكير من خلال التوقف للتعرف على مشاعر بطل القصة والأسباب التي أدت إلى ممارسات القصة وأحداثها، مما يستثير تفكير الطلاب ويجعلهم يفكرون بطرق مجردة، ويفتح الباب أمامهم للإبداع والتحليل والنقد المنطقي.

استخدام الألعاب والدمى والتمثيل

تساعد الدمى الأطفال على لعب الأدوار والتمثيل وتنمية الخيال من خلال التعامل مع الدمى وتمثيل مواقف التفاعل معها، مما يشجع الطفل على تخيل مواقف وسمات جديدة تناسب الموقف الذي يمثله.

التوجيه الذاتي

مساعدة المتعلمين على تطوير وإعداد أنشطة خاصة بهم، وبسرعة عالية دون تدخل الآخرين، مما يعمل على تحسين الفهم والاستيعاب، وتحقيق النضج الانفعالي والاجتماعي كتصميم الألعاب وكتابة القصص.

يثير الحوار وجماعات النقاش الجماعي

يعتبر النقاش، وتوليد الأفكار، والعصف الذهني من أهم الأساليب التي تساعد على تنمية تفكير الأفراد، لأنها تتيح لهم الفرصة لأن يسمعوا أفكار الآخرين والبناء عليها، وتبني أفكار جديدة، وبالتالي التعبير والدفاع عنها أمام المجموعة. كما تنمي هذه الأساليب مهارات هامة للتفكير، كمهارات الاستماع والإقناع والانتباه التي لا بد من ممارستها خلال جلسات الحوار الجماعي.

يساعد الطلاب على استخلاص عمليات التفكير

وتتضمن مراجعة النشاطات وجمع المعلومات عن عمليات التفكير، ثم تصنيف الأفكار ذات العلاقة، وتحديد الاستراتيجيات المستخدمة، وأخيراً تقويم مدى النجاح، وتجنب الاستراتيجيات غير الفعالة، واللجوء إلى مسارات بديلة وهي:

1- يعلم الطلاب تقويم الذات: ويمكن استخدام دليل خبرات التقويم الذاتي، وذلك من خلال اختبار الفرد نفسه ذاتياً، وبشكل تدريجي فيصبح التقويم الذاتي أكثر استقلالية، وبعدها تنقل الخبرات إلى مواقف مشابهة مما يطور من مهارات التفكير العليا عند الأفراد. ويضمن التقويم إعطاء الفرصة للمتعلم لمراقبة تعلمه وتفكيره من خلال إعطاء المتعلم فرصة للتعلم والتفكير مع زميل آخر.

2- تشجيع الطلاب على صياغة التنبؤات بجعل المتعلمين يعملون ويقترحون تنبؤات عن المعلومات التي يقرؤونها أو يسمعونها من المعلم أو مجموعات النقاش والتفاعل الصفي، وصياغة التنبؤات تعمل على تنمية التفكير الناقد والمجرد فينتقل المتعلم من مجرد متلقي للمعلومات والمعرفة إلى مشارك فعال يقدم تفسيرات بديلة المواقف التعلم.

3- المعرفة حول التعلم: إعطاء الفرصة للمتعلمين لربط الأفكار وإثارة البنية المعرفية، فمن

المهم أن يكون لدى المتعلم معرفة جيدة حول ما تعلمه، كما يجب تحديد الأهداف التي حققها والتي بحاجة إلى تحديدها على المدى القريب أو البعيد.

4- نقل المعرفة: إطلاع المتعلمين على كيفية نقل المعرفة والاتجاهات والمهارات والقيم إلى مواقف الحياة الأخرى. وهنا يتم التركيز على مهارة التطبيق، وانتقال أثر التعلم إلى مواقف أخرى مشابهه.

5- الحديث عن التفكير: وهي من الاستراتيجيات المهمة لأنها تزود الأفراد بمفردات تساعدهم في وصف عمليات تفكيرهم مما يساعد على تقوية مهارات التفكير العليا، كالتفكير ما وراء المعرفي من خلال ممارسة التخطيط والضبط والتقويم.

– حدد ما تعرف وما لا تعرف، حيث يتوجب على الفرد في بداية أي نشاط أن يتخذ قراراً حاسماً يتعلق بما يعرف وما لا يعرف، لتحديد ما الذي يريد معرفته بعد الانخراط في

نشاط معين سواء كان فردياً أو جماعياً.

6- التعبير عن المشاعر وإدارتها أو قراءة مشاعر الآخرين: حيث يعتبر علماء الذكاء الانفعالي أن ممارسة عملية التدريب على التعبير عن المشاعر، وإدارة الانفعالات والتمييز بين التعبيرات الانفعالية للآخرين لا يساعد في تطور النضج الانفعالي فقط، وإنما يساعد على تنمية التفكير وتطوره، على اعتبار أن الضبط الانفعالي هو مؤشر على التكيف السليم الذي يسمح بإزالة المعوقات أمام التفكير الفعال.

ويقترح بول (1990 Paul ) عدد من الطرق التي تعزز مهارات التفكير الأساسية والعليا

وهي:

1-إتاحة الفرصة لممارسة أشكال التفكير المختلفة كالتفكير التأملي والإبداعي.

2- تشجيع التعاون والتفاعلات الاجتماعية بين التلاميذ والمعلمين، حيث تتاح الفرص المناسبة للطلبة للتعبير عن الرأي والدفاع عن الإجابات واحترام آراء الآخرين.

3- تشجيع الاكتشاف، وحب المعرفة والاستقصاء ومسؤولية المتعلم عن تعلمه.

4 – النظر إلى الفشل كفرصة للتعلم، وتشجيع الجهد وليس الأداء فقط، لأن الجهد الجيد سيقود إلى أداء جيد في النهاية.

المراجع:

الأغا،  صهيب ، عساف ، محمود (2022). إدارة الصف الاعتبارات الفكرية و المنهجية للمعلم العصري، مكتبة سمير منصور، غزة.

العتوم ، عدنان ، الجراح ، عبد الناصر ، بشارة ، موفق ( 2009 ) . تنمية مهارات التفكير نماذج نظرية و تطبيقات عملية، دار المسيرة ،عمان.