ترتبط البيئة الصّفية التَّفاعلية بإتاحة الفرصة للطلاب للتعبير عما يجول بخواطرهم وإعطائهم فُرص متعددة للنقاش والتفاعل مع أقرانهم مع احترام آرائهم ومقترحاتهم، مما يُسهم في التكوين الأمثل لشخصية الطالب معرفيًا ووجدانيًا ومهاريًا.
وإذا بذل المعلم قصارى جهده وكانت بيئته الصفية مُهيأة مناسبة ولم يحدث داخل الصف التفاعل المطلوب، فالسبب غالبًا ما يعود لرتابة التواصل بينه وبين طلابه، فأصبح لزامًا عليه أن يراجع حلقة التواصل مع طلابه وطبيعتها؛ وذلك لأن نجاح العملية التعليمية داخل حجرة الدراسة يرتبط بدرجة كبيرة على طبيعة التفاعل الصّفي بين المُعلم وطلابه، وبين الطلاب أنفسهم أيضًا.
لذا يجب على المعلم أن يهيئ البيئة الصّفية التي تسمح بتبادل الآراء، وتتيح المناقشة بأشكالها المختلفة، وهذا ما نطرحه في مقالنا، فنتناول مفهوم المناقشة وخطواتها ومن ثمَّ أنواعها المختلفة التي تُفيد المعلمين في تفعيل وتعزيز أساليب التواصل والتفاعل داخل الصف.
تعريف المـناقشة:
عرفها جابر عبد الحميد (1999، 19) بأنها: “موقف يحدث فيه تبادل لفظي مُنظم، وتبادل للآراء والأفكار بين المعلم وطلابه، أو بين الطلاب بعضهم بعضا، والأسئلة التي تستخدم إثارة النقاش تكون عادة عند مستوى معرفي عالٍ. ”
كما عرفتها رانيا شاكر( 2004، 96) بأنها: “موقف تفاعلي مخطط ومقصود، يشترك المعلم فيه مع الطلاب في تحديد أهدافه، وتوزيع الأدوار بشكل مناسب على المشاركين فيه، تحت إشراف قيادة معينة وتوجيهها من خلال أحد الطلاب، أو المعلم، ويتم فيه تبادل الآراء والأفكار حول موضوع أو فكرة أو قضية ما، بهدف الوصول إلى نتائج محددة يتفق عليها جميع المشاركين في المناقشة.”
عرفها محمد شعلان (2006): “موقف للتفاعل اللفظي يحدث بشكل مخطط ومقصود، يقوم على اجتماع عدد من العقول – المعلم، الطلاب- التي تتبادل الأفكار والآراء تحت إشراف قيادة معينة، بهدف الوصول إلى نتائج محددة يتفق عليها جميع المشاركين.”
وتمر المناقشة الصفية بثلاث خطوات:
- الإعداد والتخطيط .
- التنفيذ.
- التقويم من خلال التوصل للحلول وتفسير النتائج.
وعلى المعلم أن يكون واعياً بأهداف المناقشة ومهاراتها حتى يمكنه تدريب طلابه عليها من خلال:
- تنمية القدرة لدى الطلاب على تحديد المشكلات بوضوح.
- تنمية القدرة على قبول الآراء المعارضة دون انفعال أو عصبية.
- إدراك مدى الحاجة إلى تدعيم كل العبارات.
- إدراك قيمة ربط العبارات التي تؤدي إلى توجيه المناقشة الصفية .
لذلك يجب على المعلم مساعدة طلابه على ربط خبراتهم الشخصية بموضوع المناقشة، وتدريبهم على أن تكون الإجابة عن المشكلة بالحقائق وليس بالانفعالات، وهذه الحقائق يجب تجميعها وتحليلها وتقويمها.
وتفعيل أسلوب المناقشة الصفية يتطلب:
- التخطيط الدقيق للمناقشة الصفية وتحديد أدوار ومهام الطلاب وأسلوب جلوسهم داخل الفصل.
- إعطاء الحرية للطلاب ليعبروا عما يجول في خاطرهم.
- احترام رأي الآخرين والسماح بالرد عليهم.
- اختيار موضوع المناقشة بدقة -الذي يرتبط بمخرجات المنهج – وفهمه حتى يتحقق التفاعل بين المعلم والطلاب وبين الطلاب وبعضهم البعض.
- الحرص على زيادة نقد الطلاب لأنفسهم واستثمار ذلك في تحفيزهم وزيادة دافعيتهم.
من خلال ما سبق تتضح أساليب تنظيم المناقشة الصفية ، وذلك باعتبار المناقشة معالجة لأحد الموضوعات من وجهات نظر مختلفة، بجانب أنها تفتح مجالاً خصباً لتنمية عديد من المهارات اللغوية، والفكرية.
وتتعدد أنواع المناقشة، ويتم تفصيلها كما يلي:
المراجع:
– محمد محمد علي شعلان (2006): فعالية برنامج في الأنشطة اللغوية لاستخدام الفصحى لتنمية بعض مهارات التعبير الشفوي في المرحلة الإعدادية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة عين شمس.
– رانيا شاكر السيد أحمد (2004): برنامج مقترح لتنمية مهارات التعبير الشفوي لدى الطالبات المعلمات بقسم اللغة العربية في ضوء مراحل التواصل اللغوي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية البنات، جامعة عين شمس.
– فتحي علي يونس (2001): استراتيجيات تعليم اللغة العربية في المرحلة الثانوية، القاهرة، مصر: مطبعة الكتاب الحديث.
– Bertram, G (2002). Effective communication. Wellington, New Zealand: Ministry of Education.
– Karen, N & Knong, y. ( 2003). learning through discussion: designing task for critical inquiry and reflective learning. ERIC. No. ED 477611.
أحسنتم المقال أكثر من رائع
الأروع مروركم الكريم
مقال رائع ومميز