المقدمة

يبحث المختصون والقادة عن أفضل الطرق والوسائل لتطوير المؤسسات التعليمية التقليدية، بهدف توفير بيئة تعليمية بديلة تفاعلية؛ تجذب اهتمام الطلاب، وتزيد من دافعيتهم في التعلم، لتمكنهم من تطوير خبراتهم ومعارفهم باستخدام إمكانيات تكنولوجية حديثة وأدوات تقنية المعلومات والاتصال، لتصميم المنصات المختلفة مثل: (Blackboard، Moodle) وإدارتها وتقويمها وتطويرها. حيث تتكون هذه البيئات التعليمية الافتراضية من مجموعة من الموارد التعليمية المفتوحة التي  تعرفها مؤسسة هيوليت (2019) بأنها: “مواد التدريس والتعلم والبحث في أي وسيلة رقمية، متاحة للجميع أو تم إصدارها بموجب ترخيص مفتوح يسمح بالوصول المجاني والاستخدام والتكيف وإعادة التوزيع من قبل الآخرين بدون قيود محدودة.

وقد تزايد الاهتمام مؤخراً بالتعليم عن بعد عبر هذه المنصات الافتراضية لتلقي المعلومات بشكل ذاتي وفي أي زمان ومكان، وباتت ترعاها جامعات مرموقة وأساتذة مختصين، كمنظومات تعليمية رسمية.

1-  متطلبات الموارد التعليمية المفتوحة  

ذكرت  Elder (2019) أن الموارد التعليمية المفتوحة المكونة للمواد التعليمية في منصات التعليم الافتراضية تتطلب أن تكون:

• مرخصة ترخيصًا مفتوحاً للاستخدام ويمتلك المستخدم حرية أكبر في التعامل مع الموارد بناءً على التراخيص المفتوحة الأكثر انتشارًا، وهي تراخيص المشاع الإبداعي التي أطلقتها منظمة غير ربحية تهدف إلى بناء الأعمال الإبداعية وفقًا لبنود محددة وتوسيع المجال الإبداعي باستغلال هذه التراخيص بما يتوافق مع قوانين الملكية الفكرية.
• متاحة بشكل مجاني عبر الإنترنت دون أي رسوم للوصول إليها، كما يمكن بيع الموارد التعليمية المفتوحة المادية بتكلفة منخفضة لتسهيل الطباعة، مما يجعل الموارد في متناول الجميع.
• قابلة للتحرير وبصيغة تسمح بحرية التحرير والتعديل وفقًا لرغبة المستخدم لها.

2- أهمية الموارد التعليمية المفتوحة

تكمن أهميتها في تطوير نوعية التعليم ومخرجاته، إذ تتسم بتوافرها وقابليتها للتكيف وسهولة استخدامها بما يتناسب مع سياق التعليم، وتعمل على النشر المعرفي على نطاق واسع، إذ يلخص العمري وآل إبراهيم (2021) أهمية الموارد التعليمية المفتوحة على الفئات المختلفة من المستفيدين:

• التحسين من جودة التعليم ومخرجاته.
• تمكين الوصول المفتوح إلى موارد التعلم والتعليم على نطاق واسع وأقل تكلفة.
• تشارك المعرفة بين المؤسسات التعليمية، والمختصين والمعلمين والمتعلمين.
• زيادة فرص التعلم مدى الحياة والتعليم والتطور الأكاديمي المهني.
• تعزيز مهارات التعلم الذاتي والمتمركز حول الطالب والتعلم الاجتماعي.
• تمكين التطور المستمر للمناهج التعليمية لتتناسب مع التطورات العلمية.
• الاستفادة من التنوع الثقافي والمعرفي للمصادر التعليمية.

3- فوائد الموارد التعليمية المفتوحة

ومن الممكن تحديد الفوائد التي يمكن لكل من المستخدمين للموارد التعليمية المفتوحة تحقيقها في البيئات التعليمية:

• تطبيق المتعلمون للمعرفة في عدة مجالات خارج حدود المقررات الدراسية.
• الوصول الحر إلى المعرفة وتعزيز تنوع فرص التعلم.
• دعم نهج التعلم الذاتي ومنهجيات التعلم الاجتماعية.
• تعدد فرص قياس المهارات قبل الالتحاق للنظام التعليمي.

لذا تعتبر الموارد التعليمية المفتوحة البنيةَ الرئيسية لمنصات التعليم الافتراضية التي تعرفها الغامدي (2019) بأنها: ” بيئة تعليمية تفاعلية توظف تقنية الويب وتجمع بين مميزات أنظمة إدارة المحتوى الإلكتروني وبين شبكات التواصل الاجتماعي، وتمكن المعلمين من نشر الدروس والأهداف ووضع الواجبات وتطبيق الأنشطة التعليمية، والاتصال بالمعلمين من خلال تقنيات متعددة، مما يساعد على تحقيق مخرجات تعليمية ذات جودة عالية”.

4- دور المنصات الافتراضية في التعليم

للمنصات التعليمية دور كبير في زيادة اتجاه المتعلمين إلى التعلم الحر باستخدام المنصات الافتراضية، وتنمية مهارات التفكير الناقد والقراءة والكتابة، مما يرفع التحصيل المعرفي لدى المتعلمين، ولذا يزداد حرص المختصين في توجيه استخدام المنصات الافتراضية نحو المقررات الدراسية وبنائها كمقررات مفتوحة واسعة الانتشار بواسطة الموارد التعليمية المفتوحة. (الجهني، 2019)

5- تحديات استخدام الموارد التعليمية المفتوحة في منصات التعليم الافتراضية

تعتبر الموارد التعليمية المفتوحة مصدرًا قيمًا للمعلومات والمحتوى التعليمي في منصات التعليم الافتراضية. ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي تواجه المعلمين عند اعتماد الموارد التعليمية المفتوحة في العملية التعليمية، ونذكر منها حسب ما ذكرا Elder (2019) وصالح (2022):

– توافر الموارد التعليمية المفتوحة

الكثير من مشاريع الموارد التعليمية المفتوحة التي تم تمويلها على مدى عدة سنوات استهدفت الدورات ذات التكلفة العالية والتأثير الكبير لتوفير المال للمتعلمين. وبسبب ذلك فإن معظم الموارد التعليمية المفتوحة المتاحة اليوم تخص الدورات التعليمية العامة مثل علم النفس وعلم الأحياء وعلم الحساب.

لكن هذا لا يعني عدم توفر موارد تعليمية مفتوحة لمجالات تخصصية أو دورات على مستوى الدراسات العليا. وبالتالي، فقد يجد المعلمون صعوبة في العثور على الموارد التعليمية المفتوحة المناسبة لمجالاتهم التخصصية أو المواد التي يقومون بتدريسها.

– توفر الوقت والدعم

يمثل هذا التحدي مصدر قلق للمستخدمين، فقد يستغرق المعلم وقتًا وجهدًا كبيرًا في العثور على الموارد التعليمية المفتوحة والمناسبة لاحتياجاتهم ومتطلبات دروسهم. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت ترغب في إنشاء موارد جديدة ومشاركتها مع الآخرين، فسيستغرق ذلك وقتًا أطول وجهدًا إضافيًا، وقد يكون هناك نقص في الدعم التقني والدعم المؤسسي للاستخدام الفعال للموارد التعليمية المفتوحة في منصات التعليم عن بعد إذ يحتاج المعلمون إلى الدعم في تحديد وتقييم الموارد المناسبة وتكاملها في برامجهم التعليمية.

– جودة محتوى الموارد التعليمية المفتوحة 

نظرًا لأن الأنواع المختلفة من الموارد التعليمية المفتوحة يمكن تعديلها بواسطة أي شخص في أي وقت، فإن المعلومات التي تحتويها تلك الموارد والتي تتم مشاركتها على نطاق واسع قد لا تكون موثوقة، وقد تشتمل على بعض الأخطاء الإملائية وأحيانًا أخطاء فنية أثناء الإنتاج. لكن على الرغم من توفر معايير وأسس لاختيار تلك الموارد منها اعتماد الموثق إلاّ أننا لا نضمن ضمانا تاما من جودة المحتوى المقدم.

– الملكية الفكرية

على الرغم من أن الموارد التعليمية المفتوحة غالبًا ما تكون متاحة للاستخدام والتعديل والمشاركة، إلا أن هناك بعض القيود التي يجب الالتزام بها وفقًا لتراخيص المشاع الإبداعي، إذ يجب على المعلمين فهم هذه التراخيص والالتزام بها عند استخدام الموارد التعليمية المفتوحة، وذلك لضمان احترام حقوق المؤلفين والمساهمين في هذه الموارد.

6- الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية

لهذا تم الإعلان من قِبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود عن الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في عام 2022 وأنتجت وثيقة الاستراتيجية الوطنية (2022) التي ذكر فيها: “إذ تعد الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية خطة طويلة المدى تهدف إلى مواءمة الجهود لتشجيع وتيسير توليد الملكية الفكرية وإدارتها واستثمارها وحمايتها بفاعلية على الصعيد الوطني بما يحقق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية”.

وترتكز الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في المملكة العربية السعودية على أربع ركائز أساسية حسب الهيئة السعودية للملكية الفكرية (2023) وهي:

– توليد الملكية الفكرية
– توليد أصول ملكية فكرية ذات قيمة اقتصادية واجتماعية عالية.
– حماية الملكية الفكرية
– احترام حقوق الملكية الفكرية وتعزيز قيمة حمايتها للحقوق الإبداعية، وتنشيط اقتصاد السوق من خلال حماية الملكية الفكرية.
– إدارة الملكية الفكرية
– تحسين قيمة الملكية الفكرية، من خلال تأسيس نظام سريع عالي الجودة لتسجيلها، من أجل ضمان إدارة فاعلة للإبداعات البشرية.
– الاستثمار التجاري للملكية الفكرية
– تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات من خلال استخدام الملكية الفكرية وتعظيم الأثر منها.

المراجع

الجهني، شيخة.(ديسمبر ٢٠١٩). أثر المنصات التعليمية في تنمية مهارات التعلم الذاتي. تعليم جديد: https://www.new-educ.com/المنصات-التعليمية-والتعلم-الذاتي
صالح، مصطفى. (مارس 2022). الموارد التعليمية المفتوحة والتعليم عن بعد. بوابة تكنولوجيا التعليم. https://drgawdat.edutech-portal.net/archives/16478
العمري، عائشة،  و آل إبراهيم، محمد. (2021). الموارد التعليمية المفتوحة – خيارات بلا حدود. مكتبة العبيكان.
الغامدي، هدى. ( ٢٠١٩). فاعلية استخدام منصة تعليمية في تنمية تحصيل مادة الرياضيات لدى طالبات الصف السادس. المجلة التربوية لتعليم الكبار، 1(2)، 327-385 https://journals.ekb.eg/article_116645_c681e6741329d613d423b38102f190f8.pdf
الهيئة السعودية للملكية الفكرية. (2023). الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية. https://www.saip.gov.sa/ar/national-strategy/
الهيئة السعودية للملكية الفكرية. (2022). وثيقة الاستراتيجية الوطنية. (من هنا) 
Elder Abbey. (2019). The OER Starter Kit. pressbooks.  https://iastate.pressbooks.pub/oerstarterkit/
William & Flora Hewlett Foundation. (2019). Open Educational Resources. https://hewlett.org/strategy/open-educational-resources/