سهل التطور التقني و استحداث تقنيات التخزين آلية حفظ و استرجاع البيانات ونشرها، مما قد يكون أمراً مسوغاً للمخربين الذين يتعمدون التلاعب بمعلومات وسلامة الأفراد و خصوصيتهم بما يطلق عليه ” التعدي الإلكتروني ” ( الشايع، 2018). أظهرت الاحصائيات أن 33% من الأطفال كانت لهم لقاءات مشبوهة في الانترنت، و 3٪ من الطلاب تعرضوا للتنمر الالكتروني جراء عرض معلوماتهم (شنتير ، 2018 ). هذا يقودنا لأهمية إدراك مدى الخطر المحلق على المجتمع ومدى الحاجة الفعلية لتوعية المجتمع و المؤسسات التعليمية بمدى الخطر و إيجاد الحلول، فالخصوصية من أهم الحقوق الإنسانية ولابد من كفالة هذا الحق بسن القوانين و غرس القيم ومنع المتطفلين من التدخل في خصوصيات الاخرين. (مصطفى،2016)
الأمن المعلوماتي
يُعرف بأنه وسيلة لحماية المعلومات و الأنظمة من الدخول غير المصرح به، و الاستخدام و الكشف والتعطيل أو التعديل أو التدمير (محمد ، 2017)، وهو مجموعة العمليات والإجراءات والأدوات التي تتخذها القطاعات أو المنظمات لتأمين وحماية معلوماتها وأنظمتها ووسائطها من وصول غير المصرح لهم، سواء في ذلك من هم من داخل القطاع أو من خارجه (الأبروي،2010)، و يعني أمن المعلومات إبقاء معلوماتك تحت سيطرتك المباشرة والكاملة، أي بمعنى عدم إمكانية الوصول لها من قبل أي شخص آخر دون إذن منك، وأن تكون على علم بالمخاطر المترتبة على السماح لشخص ما بالوصول إلى معلوماتك الخاصة، معظم الأشخاص يرغبون في الحفاظ على خصوصية معلوماتهم الحساسة مثل كلمات المرور ومعلومات البطاقة الائتمانية وعدم تمكين الآخرين من الوصول إليها، وكثير من الأشخاص لا يدركون بأن بعض المعلومات التي قد تبدو تافهة أو لا معنى لها بالنسبة لهم فإنها قد تعني الكثير للآخرين. ( العييد، الشايع، 2018 )
آلية التعدي على المعلومات
يتم اعتراض المعلومات من قبل مخربين يتمتعون بالأغلب بمهارات فنية و تقنية وسمات شخصية كالذكاء و التكيف الاجتماعي و اللطافة أجل سرقتها والتجسس عليها والاطلاع على محتوى البريد الالكتروني و إفشاء الأسرار التي قد تحتويها.
تم تعريف التعدي الإلكتروني بأنه عبارة عن سلوك عدواني متعمد يستخدم الوسائط الإلكترونية بغرض التحرش والمضايقة، أو الإحراج، أو التخويف، أو التهديد . ( الربيعة ، 2018 ) Dietz ،2018)) (عمارة، 2017) Salmivalli، Sainio،Hodges، 2013)) ( حسن ،2017 ) ويدخل من ضمن أشكال التعدي الإلكتروني ما يلي:
- التخفي الإلكتروني Anonymity
- المضايقات الإلكترونية Harassment
- الملاحقة الإلكترونية Cyber Stalking
- التشهير الالكتروني Outing
- السب أو القذف الإلكتروني Flaming
- الاستثناء الإلكتروني Exclusion
- الاستمالة والإغواء Grooming””
- التنمر الالكتروني Electronic Bullying
عناصر أمن المعلومات كما وردت في مفهوم CIA (محمد، 2017) (الأبروي،2010) تتمثل في:
- الإتاحة: القدرة على الوصول الى المعلومات و إمكانية استخدامها و المنفعة منها.
- الصحة: كمال المعلومات و ترابطها حيث تكون صادقة و أصيلة تتطابق مع الحقيقة.
- السرية والخصوصية: التكتم و التشفير وتحديد الجهات المسموح لها بالاطلاع عليها و امتلاكها والتحكم فيها. بحيث تكون بعيده عن وصول غير المصرح لهم بالاطلاع عليها.
- السلام : عدم تعرضها لأي نوع من التغيير الغير مصرح به.
- التوفر بشكل دائم: تعمل بشكل سليم عند الحاجة لها، وذلك بعد تطبيق العمليات الخاصة بأمن المعلومات.
العلاقة بين أمن المعلومات و الخصوصية
تعد الخصوصية من الحقوق الدستورية للإنسان، فهي تعد أساس بنيان كل مجتمع سليم . فلابد من كفالة هذا الحق بسن القوانين و ترخيصه أيضا بالأذهان وذلك بغرس القيم النبيلة لمنع المتطفلين من التدخل في خصوصيات الاخرين وكشف أسرارهم. (مصطفى،2016)
أنواع خصوصية المعلومات ( تومي ،2017)
- الخصوصية الشخصية و الجسدية: مثل قضايا التطعيم و الملف الصحي والبيانات شخصية مثل الاسم – العنوان – رقم الهاتف.
- خصوصية السلوك الشخصي: الأنشطة السياسية، المعتقدات الدينية، القيم والعادات الاجتماعية.
- خصوصية الاتصالات: المحادثات و المراسلات الهاتفية و البريد الالكتروني.
- خصوصية المعلومات الشخصية: قواعد ضبط إدارة البيانات الخاصة مثل بطاقة الهوية و الائتمان و المعلومات المالية.
- خصوصية المكان: تتضمن الرقابة المكانية الالكترونية والتقليدية، حيث يتم تحديد أماكن وجود المستخدمين و تحركاتهم وقد يساهم المستخدم بتزويدهم بهذه المعلومات من خلال تدوينها على النشرات الخاصة في البيئة و السياحة.
الخصوصية مع التقنيات
ظهور أي تقنية جديدة يصاحبها قلق حول خصوصية الأفراد، فمُلاك التقنيات كثيرا ما يقعون في مشاكل قانونية جراء بيع أو نشر البيانات لأغراض ربحية. ففي عام 2010 بيعت المعلومات بمعدل 7 مليون دولار امريكي في السوق السوداء العالمية. ( تومي ،2017)
الخصوصية على شبكة الانترنت و الشبكات الاجتماعية
دخلت الانترنت في جميع الانشطة اليومية وأصبح الأطفال يستخدمونها بتفوق، فالتصفح والتجول عبر الانترنت يترك لدى الموقع كم واسع من المعلومات. فظهرت الحاجة لـ”الاستخدام الآمن للإنترنت” لحماية الأطفال و رفع وعيهم. اطلق ( تومي ،2017) عبارة “حياتي عالم من زجاج” للدلالة على حياة المستخدم الخاصة المعرضة للانتهاك عبر شبكات التواصل، حيث الكشف عن المعلومات الشخصية و سهولة الاتصال و نشر و تشارك الأفكار و الصور يومياً.
بعض الأنشطة التي تكشف عن خصوصيتنا على الانترنت (سيف سبيس ، دت)
- التسجيل في خدمات الإنترنت فمزود الخدمة (ISP) يستطيع حمل معلوماتك الشخصية وقد ينشر معلوماتك لشركات الإعلان على الإنترنت.
- تصفح الإنترنت ينقل معلوماتنا الشخصية على المواقع الإلكترونية من خلال عنوان بروتوكول الإنترنت (IP address) حيث يتم تتبع السلوك أثناء التصفح، مثل معرفتهم باهتماماتك من خلال استخدام محركات البحث عن مواضيع معينة إذا قمت بالبحث عن الألعاب على الإنترنت، فهم يحاولون أن يبيعوا لك ألعاباً ثلاثية الأبعاد والتي تظهر كإطارات منبثقة على صفحة الإنترنت.
- ملفات تعريف الارتباط(Cookies) : عندما نزور المواقع الإلكترونية، يتم تخزن بيانات الزيارة في هذه الملفات مثال عند شراء منتج نضطر لتعبئة بياناتنا الشخصية، فإن هذه البيانات يتم الاحتفاظ بها، يستفيدون منها في عمل عروض خاصة لمستخدمي الإنترنت المنتظمين ولتتبع نتائج إعلاناتهم.
- استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة من خلال تحميلها من المتاجر، حيث إن تلك التطبيقات (apps)بإمكانها جمع كل أنواع البيانات ومشاركتها مع صانع التطبيق و/ أو أطراف ثالثة من الجهات المعلنة، ويمكن بيع أو مشاركة هذه البيانات فيما بعد.
الخصوصية في المؤسسات التعليمية
دور المتعلم: قد يجهل المتعلم أهمية قراءة بنود سياسة الخصوصية عند فتح حساب في أي موقع تواصل اجتماعي، والموافقة عليها دون معرفه تفاصيلها وقد يغيب عنه الأثر الرقمي الذي يخلفه المستخدم بعد تصفحه الانترنت، وقد يتساهل المتعلمون في تبادل كلمات المرور من باب المساعدة والثقة بالآخرين.
دور المعلم: اتضح في كثير من الدراسات أن المعلمين غير واثقين من قدرتهم على تقديم الإرشادات في حال تعرض المتعلمين لمشاكل رقمية وجرائم الكترونية. أشارت نتائج (عافشي، 2022) أن المعلمين يرون في تدريس المقررات الرقمية ضرورة ملحة ولكنهم يفتقرون إلى رؤية واضحة حول مفاهيمها و تدريسها بشكل أكثر فاعلية.
دور المؤسسة التعليمية: تعمل الشركات على تطوير تطبيقات تُعين المدارس على إدارة و تخزين المعلومات وقد تعتمد التعامل مع أطراف خارجيه مما يؤدي لمزيد من المخاوف بشان الخصوصية. وفي الجانب التعليمي نرى جلياً استخدام المدارس للتقنيات كأدوات تعليمية، ومن الآثار السلبية فقدان الخصوصية وتأثيرها على الأمن النفسي و المعرفي للمتعلمين، يناط بالمؤسسات التعليمية رفع درجة الوعي لكل من المعلم و المتعلم وحمايتهم وتهيئة بيئة آمنة.(الدأوود، 2017)
مقترحات تنظيمية للتعامل مع بيانات المتعلمين مع صانعي السياسات بالكيفية و المطورين Trainor، 2015 :
- يجب استخدام بيانات المتعلم فقط للأغراض التعليمية. ولا ينبغي استخدام البيانات لتوجيه أي إعلانات دون موافقة.
- يجب علي المشغل الحصول علي موافقة الوالدين الفعلية والمباشرة لجمع أو استخدام أو مشاركة البيانات “لأغراضه التجارية الخاصة بالإضافة إلى تقديم الخدمات للمدرسة”.
- ينبغي أن يكون لدى الأباء والطلاب إمكانية الوصول إلى سجلاتهم التعليمية، بموجب قانون حقوق الأسرة التعليمية والخصوصية (ferpa) والسعي إلى تعديلها.
- استخدام قانون حقوق الخصوصية التعليمية (ferpa)، حماية للمتعلمين، قانون حماية خصوصية الأطفال علي الإنترنت، الذي ينطبق علي البائعين، وليس على المدارس.
- ينبغي أن تكون المدارس شفافة قدر الإمكان حول ما يتم جمع بيانات الطالب، وكيفية استخدامه وتخزينه.
- وتوصي وزاره التربية والتعليم الأميركية “بان تقوم المدارس والمقاطعات بالتبليغ عن معلومات الطلاب التي يجمعونها، ولماذا يجمعونها، وكيف يستخدمونها، والذين يكشفون عنها” (وزارة التعليم الأميركية، 2014).
المواطنة الرقمية
جعل التقدم التكنولوجي من الضروري وضع ضوابط ومعايير للتعامل مع سلبيات تطور التقنية بما يسمى المواطنة الرقمية، وهي مجموعة من الأساليب والبرامج التي يحتاجها المربون كي يستطيعوا التوجيه، وتسعى لإيجاد طرق مثلى لحماية المراهقين و الأطفال من الإنترنت و التقنيات دون التحكم الكلي الحاد و بشكل آمن، وهي وسيلة لإعداد متعلم منخرط مع المجتمع، فعال في وطنه عموما و في المجال الرقمي خصوصا. (الملاح، 2017 ) أشار (عافشي، 2022) لثلاثة أبعاد للمواطنة الرقمية تمثلت بالتواصل الرقمي و السلوك الرقمي و الامن الرقمي والتي تتناول المحددات الثقافية و الصحية و الامنية و القانونية ذات الصلة بالتقنية.
محاور المواطنة الرقمية
- التجارة الرقمية: بيع و شراء البضائع الالكترونية.
- الاتصالات الرقمية: التبادل الالكتروني للمعلومات.
- محو الأمية الرقمية: عملية تعليم وتعلم التكنولوجيا واستخدام أدواتها.
- اللياقة الرقمية: المعايير الرقمية للسلوك.
- القوانين الرقمية: مسئولية الأعمال و الأفعال الرقمية.
- الحقوق و المسؤوليات الرقمية: حرية الجميع في العالم الرقمي.
- الصحة والسلامة الرقمية: الصحة النفسية و البدنية في عالم التكنولوجيا الرقمية.
- الأمن الرقمي: الحماية الذاتية: إجراءات ضمان الوقاية والحماية الرقمية.
- الوصول الرقمي: المشاركة الالكترونية المجتمعية.
المواطنة الرقمية و معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE):
ضمنت معايير تكنولوجيا التعليم المواطنة الرقمية كمعيار خامس أساسي، ونادت بالممارسة الآمنة والقانونية والاستخدام المسؤول للتقنية، وشددت على أهمية دور المعلم في التوعية والمحافظة كما يلي:
- فهم قضايا الناشئة وتعليمهم الاستخدام الآمن كاحترام حقوق الملكية والنشر والتوثيق.
- تشجيع الآداب السلوكية الإيجابية في التفاعلات الاجتماعية الرقمية.
- إرشادهم حول الممارسات الأمنة والقانونية والأخلاقية رقمياً.
- تعزيز إدارة البيانات الشخصية والهوية الرقمية.
- تقدم الجمعية دورة ذاتية مدتها 15 ساعة للتعريف بالمواطنة الرقمية https://www.iste.org/learn/iste-u/digital-citizenship
المواطنة الرقمية في المملكة العربية السعودية
1- رؤية 2030
انطلقت رؤية المملكة نحو التحول الرقمي وتنمية البنية التحتية الرقمية، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية لتقنين المحتوى الأخلاقي لتقنية المعلومات و تنظيم المحتوى الإعلامي والأخلاقي بقرار من مجلس الوزراء رقم 51 عام 1435هـ. أيضا سارعت وزارة التعليم لأخذ زمام المبادرة في توعية النشء و ترسيخ مبادئ الوطنية الرقمية، حيث أعدت مقرر بدأ تدريسه عام 1445هـ في المرحلة الثانوية ليتلاءم مع المعايير العالمية للمواطنة الرقمية من خلال ثلاث وحدات تهدف إلى الوعي و الثقافة الرقمية، والاحترام و المسؤولية الرقمية، الأمان و الحماية الرقمية.
2- الأمن السيبراني
صدر الأمـــر الملكـــي بإنشـــاء الهيئـــة الوطنيـــة للأمـــن الســـيبراني عام 1439 هـ، حيث ظهر مصطلح الفضاء السيبراني بالتزامن مع انتشار استخدام الانترنت بعد ازدياد عدد المستخدمين، ففي المملكة العربية السعودية ازداد العدد من 54% في عام 2012الى 82% في نهاية عام 2017 بمعدل 26 مليون مستخدم، فبرز الاحتياج تخوفا من ازدياد مخاطر إدمان الانترنت وانتشار المحتوى غير الأخلاقي وانتهاك الخصوصية والابتزاز، ويستخدم الفضاء السيبراني للدفـــاع عن المعلومـــات وشـــبكات الحاســـب الآلـــي وحرمان العدو مـــن تنفيذ نفـــس المقدرات، و من ضمن أهدافه تعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية. ( الربيعة، 2018 )
3- نظام مكافحة جرائم المعلوماتية
صدر نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بقرار مجلس الوزراء عام 1428هـ هدف إلى تحديد الجريمة وعقوبتها تحقيقاً للأمن المعلوماتي وحفظاً لحقوق الاستخدام المشروع للشبكات والحاسبات. مثل الدخول غير المشروع للبيانات و التنصت على ما هو مرسل والتشهير بالآخرين و إلحاق الضرر بهم عبر التقنيات. أيضاً تم عرض العديد من النصائح عبر موقع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والتي تم تغيير مسماها إلى هيئة الاتصالات و الفضاء و التقنية عام 1444هـ تزامناً مع التطور و الاحتياج، حيث اطلقت حملة ” حالات انتهاك الخصوصية واستغلال البيانات الشخصية كانت بدايتها التهاون في مشاركة البيانات الشخصية”.
4- برنامج فطن، وزارة التعليم السعودية
ورد في الدليل التنظيمي والإجرائي لبرنامج فطن عام ( 1436هـ) و الذي استمر 3 أعوام، هدف لبناء شخصية متكاملة للمتعلم وتعزيز الوعي الفكري والتعامل الذكي مع التطورات التقنية المتسارعة و ما تحويه شبكة المعلومات العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي من التوجهات الضارة، والوقاية من الانحرافات الفكرية والسلوكية وبناء عقل واع يستطيع نقد المعلومة و التحقق من صحتها وتوافقها مع مبادئ الإسلام و التوجهات الوطنية و المجتمعية. يعنى البرنامج في حل مشكلات أزمة الهوية- الانتماء – الثقة. تم تفعيل البرنامج في المدارس من خلال تكوين الفرق و الأدلة الارشادية وشمل خطة كاملة للتدريب و مجموعة من المسابقات و الاستشارات.
جهود دولية و دراسات أدبية للمواطنة الرقمية في المؤسسات التعليمية:
1- توصية البيت الابيض Trainor،2015:
أوصى تقرير البيت الأبيض باتخاذ تدابير لضمان استخدام بيانات المتعلمين الضخمة لأغراض تعليمية فقط، حيث حددت لجنه التجارة الاتحادية “أفضل الممارسات” وأوصت بأن يطلب الكونغرس من صناع البيانات أن يمنحوا المستهلكين قدرا أكبر من السيطرة علي معلوماتهم الشخصية.
2- الاتحاد الدولي للحفاظ على السلامة عبر الانترنت – كاليفورنيا -Ikeepsafe ( 2019):
يضم الاتحاد أكثر من 100 قائد من مختلف أنحاء العالم ، ودعا إلى ضرورة تعلم الثقافة الرقمية وتوفير بيئة رقمية آمنة للأطفال والمدارس والعائلات، من خلال دعم حماية خصوصية المتعلمين، ويتم تبني رؤية مشتركة تسعى للحفاظ على سلامة الأطفال من مختلف الأجيال والبلدان أثناء تواجدهم على الإنترنت و استخدامهم للتكنولوجيا. كما أنهم مسؤولين عن تجديد العقود وتقديم شهادات الامتثال لخصوصية البيانات لشركات التكنولوجيا، والموارد التعليمية للمدارس والعديد من الدورات والدروس مثل (COPPA، Certified FERPA ،California Student Privacy Certified، ATLIS Certified) ( ستيفن كار، 2019)
3- منظمة التعاون الاقتصادي و التنمية OECD Organization for Economic Co-operation and Development
بدأت منذ العام 1978 و تضم 29 دولة، وضعت قواعد إرشادية من أجل حماية الخصوصية ونقل البيانات وهي قوانين غير الزامية، مجرد إرشادات و توصيات وتتضمن التوجيهات التالية (حصر عمليات جمع البيانات – تحديد الغرض – حصر الاستخدام بالغرض – توفير وسائل الحماية – العلانية – الحق في المساءلة و المشاركة).
4- ورد في قانون التشريعات الاتحادية عام 2014 ferpa “حماية الخصوصية الطلابية” Trainor)، 2015)
- إلزام المدارس بتنفيذ السياسات والإجراءات التي تحمي معلومات PII الخاصة بالطلاب.
- منع المدارس من توفير الوصول عن علم إلى PII للإعلان عن منتج أو خدمه أو تسويقه.
- إلزام الدول والمدارس بضمان امتثال الأطراف الخارجية للمتطلبات المحددة، بما في ذلك وصول الوالدين إلى PII والحق في التعديل.
– الاحتفاظ بالسجل لجميع الأشخاص والمنظمات التي تطلب الحصول على سجلات التعليم.
– إلزام المدارس بأن تكون لديها سياسة عدم قبول احتجاز البيانات من قبل طرف خارجي.
5- أدبيات المواطنة الرقمية في المناهج و المقررات
أدخلت بريطانيا والولايات المتحدة واستراليا في مناهجها دروسا عن المواطنة الرقمية، وأطلقت استراليا على المقررات اسم “الاتصال بثقة، تطوير مستقبل استراليا الرقمي”، ودربوا أولياء الأمور وفق خطة وطنية متكاملة. المواطنة من نظرهم هي ترسانة المهارات الإلكترونية التي يتسلح بها الطالب . ( الملاح، 2017)
وفي دراسة لـ (عبدالعزيز، 2016) عن تعليم المواطنة الرقمية في المدارس المصرية والأوروبية حيث درس ادراج المواطنة الرقمية في مناهج الدول الأوروبية و قارنها بالمقررات المصرية. وكانت النتائج كالتالي: تشابهت التجربتان في تدريس موضوعات وقضايا المواطنة حول التعدي الالكتروني – قواعد الاستخدام الآمن – قضايا الخصوصية – ووسائل الحماية، تعاون السلطات التعليمية والهيئات المحلية في تدريب المعلمين. و اختلفت كون المدارس الأوروبية هي من يحدد ويتحمل مسؤولية تخصيص عدد الساعات لقضايا المواطنة وتوزيعها بين المقررات، أما في مصر فالجهات العليا للتعليم هي المسؤولة.
- في دراسة تحليلية (فضيلة ،2017) عن إيديولوجيا الشبكات الاجتماعية وخصوصية المستخدم بين الانتهاك والاختراق “تطرق إلى مخاطر و آثار عرض الذات على مواقع التواصل الاجتماعي و آليات إدارة الخصوصية المناسبة اجتماعيا، أشار إلى أن التعامل مع الخصوصية أمر بالغ التعقيد و أورد العديد من النماذج لمواقع شبكات التواصل الاجتماعي مثل ( Instagram- Twitpic- Wordperss – Facebook ) والتي تمارس انتهاكا صارخا لخصوصية المستخدم، وشدد على أهمية أن يكون المستخدم واعيا و مطلعا على مستجدات برامج الحماية و التشفير.
- استعرض(أحمد،2013) في دراسته عن فعالية برنامج إلكتروني مقترح في الأمن التكنولوجي لتعديل السلوكيات الخطأ لدى طلاب الجامعات المصرية أثناء تعاملهم مع مواقع شبكات التواصل الاجتماعي، مثل العديد من التجاوزات في أحد مواقع الخدمات العامة منها نشر المعلومات و الاخبار المهمة للجمهور، ونشر وثائق سرية خاصة، والتلصص على الدول ورجال الأعمال وفضح أسرارهم. وبعد إثبات فاعلية مقياس الأمن التكنولوجي لقياس مدى تعديل السلوكيات الخطأ على العينة، أوصى بتضمين مقرر الأمن التكنولوجي بمراحل التعليم وخاصة الابتدائية، وتنمية الوعي لدى المسؤولين و أولياء الأمور، إعداد حقائب تثقيفية للشباب، تأهيل أجهزة الدولة تأهيلا أقوى من تأهيل الأفراد في مواجهة السلبيات و السلوكيات الخطأ.
وفي الختام :
يظن المستخدم أنه قد أنشأ له عالما رقميا، و يجهل أنه أصبح أسير تلك الشبكات. يجب علينا ان نحذر قبل أن ننشر معلوماتنا ونتشاركها مع الآخرين، وهنا يقع العبء الأكبر على المؤسسات التعليمية برفع درجة وعي المجتمع من خلال المعلم والمتعلم في المدراس وحمايتهم وتهيئة البيئة لهم من أجل ممارسة آمنة، هنا نحتاج إلى توظيف الحلول والبحث عن آليات تعالج مشاكل الخصوصية في كل من التقنيات الحالية والمطورة. من أهم النصائح التي يوجهها المعلم للمتعلمين هي “أن تتصرف كما لوكنت في العالم الحقيقي” و يطلق عليها القاعدة الأساسية للأمان على الإنترنت، فمالا تفعله عادة لا يمكن أن تفعله على الإنترنت. ( العييد، الشايع، 2018 ) (الدأوود ، 2017 )
المراجع :
- عافشي، إبتسام بنت عباس محمد. (2022). مستوي الوعي بأبعاد المواطنة الرقمية لدي معلمات اللغة العربية ومشرفاتها التربويات بمدينة الرياض. مجلة العلوم التربوية، مج8، ع1 ، 377 – 414. مسترجع من http://search.mandumah.com.sdl.idm.oclc.org/Record/1264212
- هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ،( 1428 ) ، نظام مكافحة جرائم المعلوماتية ، المملكة العربية السعودية ، مأخوذ من http://www.citc.gov.sa/ar/Pages/default.aspx
- سيف سبيس ، ( د،ت ) ، ،قسم المواطنة الرقمية ، قطر الدوحة ، مأخوذ من http://safespace.qa/ar
- شنتير ، خضرة ، ( 2018) ، ” الجريمة الالكترونية تستهدف الأطفال : جريمة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الانترنت نموذجا ” ، جامعة قاصدي مرباح ورقلة ، كلية الحقوق و العلوم السياسية .
- Christina Salmivalli،Miia Sainio،Ernest V. E. Hodges،( 2013)،” Electronic Victimization: Correlates، Antecedents، and Consequences Among Elementary and Middle School Students “،Journal of Clinical Child & Adolescent Psychology، 42(4)، 442–453
- ريبيل،مايك.(٢٠١٢).المواطنة الرقمية في المدارس.ترجمة(مكتب التربيةالعربي لدول الخليج).الرياض.
- العجمي ، محمد(2016 ) ، المحأور السبعه في المواطنة الرقمية .
- الربيعة .صالح ، (2018) الأمن الرقمي وحماية المستخدم من مخاطر الإنترنت، الإدارة العامة للتعليم بمحافظة جدة ، مركز الوثائق، تقنية المعلومات .
- https://www.iste.org/standards/for-educators
- مصطفى، عائشة ،(2016)، “الحق فى الخصوصية المعلوماتية بين تحديات التقنية وواقع الحماية القانونية “، مجلة الفقه والقانون ،ع42 ، صلاح الدين دكداك.
- الدأود ، إيمان ، ( 2017 ) ، ” واقع وعي المجتمع المدرسي تجاه سلبيات استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في البيئة التعليمية ” ، كلية التربية ، تقنيات التعليم ، جامعة الملك سعود
- الأبروي، محمد ،(2010 ) ،” تقنيات تعليمية : ما المقصود بأمن المعلومات أمن الانترنت”، رسالة التربية ، ع 27 ، وزارة التربية والتعليم.
- تومي، فضيلة ،(2017) ،” إيديولوجيا الشبكات الاجتماعية وخصوصية المستخدم بين الانتهاك والاختراق “، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية ، ع30 ، جامعة قاصدي مرباح – ورقلة
- العييد.افنان ، الشايع.حصة ، ( 2018 ) ، ” تكنولوجيا التعليم الأسس و التطبيقات ” ، مكتبة الرشد ، ط2، فهرسة مكتبة الملك فهد .
- الملاح، المغأوري (2017) ، المواطنة الرقمية ، كلية التربية جامعة الإسكندرية ، السحاب للنشر و التوزيع
- محمد، مالك ، (2017) ،” المعلومات والأمن : رهان استراتیجي وأدوات جدیدة للصراع “،مجلة التواصل في العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة عنابة
- عبدالعزيز، عبد العاطي ( 2016 )، ” تعليم المواطنة الرقمية في المدارس المصرية والأوروبية: دراسة مقارنة ” ، المجلة التربوية ، ، ج44 ، جامعة سوهاج – كلية التربية
الحقيقة وجدته طرحا مفيدا وموضوعا مهما احتوى على الكثير المعلومات في محال المواطنة الرقمية فشكرا للكاتب المبدع
والحل؟