بإشراف الأستاذ/ محمد علي حسين آل مسيري

تتسابق دول العالم فيما بينها اليوم لحجز مكانة متقدمة بين الشعوب، من خلال امتلاك التكنولوجيا المتقدمة التي تجلب لها الاستثمارات الخارجية، وتنمي رأس المال البشري، وتزيد من مشاركة أبنائها في تحقيق خططها الطموحة نحو المستقبل، وفيما يخص الذكاء الاصطناعي يمكننا أن نشاهد بوضوح الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدول العربية في هذا الخصوص، فدولة الإمارات العربية المتحدة على سبيل المثال عينت وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ووضعت خططًا مستقبلية لعام 2031م(1)، وفي المملكة العربية السعودية تم تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بأمر ملكي في عام 2019م واستطاعت خلال فترة بسيطة أن تقدم 12 منتجا تقنيا يعتمد على الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات لتنظيم العمل الحكومي في المملكة، وأقامت قمتين عالميتين للذكاء الاصطناعي(2)، مما يلفت نظري كطالب في المرحلة المتوسطة للفرص العظيمة التي يمكن للجيل القادم أن يستفيد منها وهو ما أرغب لزملائي الطلاب في مراحل التعليم العام أن يطلعوا عليه ويتمعنوا في فرصه المستقبلية.

التحديات

 على الرغم من وجود هذه الفرصة المستقبلية الكبيرة، إلا أن الجيل الجديد من الطلاب في مراحل التعليم العام تواجههم تحديات في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل عام وفي مجال برمجة الروبوتات بشكل خاص، التحدي الأول هو ضعف المحتوى العربي عن الذكاء الاصطناعي في مقابل ضعف قدرة وصول الطلاب إلى مصادر تعلم أجنبية بصورة سهلة ومتاحة للجميع، التحدي الثاني هو عدم قدرة جميع الطلاب على امتلاك روبوتات خاصة بهم حتى لو كانت معدة لأغراض تعليمية وليست تجارية، بسبب التفاوت في الدخل أو صعوبة اختيار الطلاب للروبوت المناسب لحاجاتهم، وعدم وجود من يرشد الطلاب بصورة شخصية لمثل هذه الأمور(3).

الفرص

ومن حسن حظنا كطلاب، أن تجاوز هذه التحديات ليس بالأمر الصعب، فعلى الرغم من عدم قدرة جميع الطلاب على شراء الروبوتات التعليمية، إلا أنه توجد اليوم تطبيقات وبرامج يمكن من خلالها برمجة روبوتات افتراضية تحاكي برمجة الروبوتات الحقيقة، فبدلا من شراء روبوت وبرمجته، تقوم هذه البرامج والتطبيقات بتحريك الروبوت بداخلها في خريطة افتراضية مشابهة لما نقوم بفعله في الألعاب التي نلعبها كل يوم.

برنامج روبومايند Robomind

تعتبر لغة البرمجة “روبو” لغة برمجية تعليمية جديدة وسهلة مكتوبة بواسطة لغة البرمجة (Java) وتم إصدار أول نسخة منها في عام 2005م، ويمكن من خلالها تعليم أساسيات علم الحاسب عن طريق برمجة الروبوت الخاص بك، وتحتوي هذه اللغة على أوامر جاهزة يمكن استخدامها مباشرة لاختصار الوقت في البرمجة، وتظهر بيئة البرنامج بحيث تتعامل مع بعدين هما الطول والعرض، ومما يستحق الإعجاب في هذا البرنامج أنه متاح من خلال 22 لغة مختلفة حول العالم، مما يعني مشاركة عدد كبير من طلاب العالم في استخدامه وتوليد أفكار خلاقة (4).

ويقدم البرنامج تسعة أوامر جاهزة يمكن كتابتها بصورة يدوية أو من خلال الضغط على بعض الأيقونات في البرنامج وستتم كتابة الأكواد بصورة تلقائية، حتى لو لم تكن لديك خلفية معرفية بالبرمجة.

المميزات

• لا يتطلب وجود روبوت حقيقي، ويمكن برمجته بصورة افتراضية.
• تستطيع تحريك الروبوت بالأوامر الأساسية باللغة العربية، سواء بالكتابة أو بالضغط على عدد من الأزرار دون حاجة لحفظ الأوامر.
• لا يحتاج إلى أي برنامج آخر كي يعمل، ويمكن تركيبه على نظام تشغيل ويندوز وماك.
• الأمان، حيث لن يكون جهازك أو أي برنامج في جهازك عرضة للخطر بأي شكل من الأشكال.
• مناسب وسهل وبسيط وممتع التعلم من قبل طلاب التعليم العام.

الأوامر العامة التي يستطيع الروبوت تنفيذها

• الحركة بالاتجاهات الأربعة.
• تلوين أجزاء من الخريطة باللون الأبيض والأسود مع القدرة على إيقاف التلوين.
• إمساك وتحرير الأجسام.

العيوب

• لا يوجد تطبيق له على الجوال والأجهزة الذكية.
• البيئة البرمجية عبر الموقع تحتاج لتسجيل حساب وكتابة أكواد باللغة الإنجليزية ولا تتوفر باللغة العربية (إلا عند ترجمتها باستخدام أدوات الترجمة).

لمشاهدة طريقة تركيب البرنامج على أجهزة الكمبيوتر أنظر الشرح في قناتي:

لمشاهدة التدريب الأول لتحريك الروبوت على أجهزة الحاسوب شاهد الشرح في قناتي:

https://youtu.be/RDEwji02hpk

المراجع

• https://ai.gov.ae/
• https://sdaia.gov.sa/
• عمار سعد الله, & وليد شتوح. (2019). اهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم.
• https://researchkitchenrobomind.fandom.com/wiki/RoboMind