واحد من الأمور التي لم تعد محط نقاش هو تخصيص نظام التعليم الإلكتروني ، لكن شرط أن يكون هذا التخصيص حقيقيا يهم جميع الوظائف المتعلقة به من إدارة وتدريس وغير ذلك، لا أن يكون مجرد مظهر أو موضة.
لماذا إذن أصبح تخصيص و تفريد التعليم الإلكتروني ضرورة؟ الجواب في هذه النقاط الخمسة :
1 – تجارب و مستويات معرفية متباينة :
بالنظر إلى عدد طلابكم و عدد المواد و الدروس التي تدرسونها فلا شك أن التجارب الشخصية لطلابكم و خبراتهم ستكون مختلفة ومتباينة، وهذا لا شك سيطرح مشكلة أثناء شرح الدروس و توزيع المهام على المتعلمين، فلكل منهم وثيرته الخاصة في التعلم ومن الخطورة التعامل مع جميع المتعلمين بطريقة واحدة، لهذا وجب اللجوء إلى تبني نظام تعليمي مرن يستعمل وسائل تعليمية مختلفة تحفز الإبداع لدى الطلاب ويستفيد من مبادئ و أفكار بيداغوجيات حديثة كالبيداغوجية الفارقية.
2 – اختيار الجودة و العلامات التجارية الرائدة :
نحن طبعا في هذه النقطة بالضبط، لا نستطيع اقتراح شركة أو مؤسسة بعينها، كل ما نستطيع قوله هو أنكم الوحيدون القادرون على تحديد حاجياتكم ومنه ما يلائمكم من منتجات، لكن احرصوا على اختيار ما يحظى بثقة المستخدمين و من يوفر الأفضل فأنتم مطالبون بالتوفر على منصة تعليمية ذات جودة لا بأس بها إن لم تكن عالية حتى تضمنوا عرضا فريدا من نوعه للمحتوى التعليمي الخاص بكم على الإنترنت، كما أن واجهة بسيطة و جذابة تعتبر من الضرورات في نجاح الدورات التعليمية عبر الويب.
3 – التغيير المستمر :
بمجرد أن ينخرط طلابكم في الدورات التعليمية الخاصة بكم، لا شك وأنكم ستتلقون سيلا من التساؤلات و الاقتراحات و ردود الفعل feedback و ربما الشكايات، سواء حول المحتوى التعليمي بالموقع أو حول التعامل مع الموقع وسير الدورات التعليمية. مما يفرض عليكم إجراء تغييرات و تعديلات مستمرة على موقعكم الإلكتروني (المنصة التعليمية)، فمشاكل المواقع الإلكترونية و خصوصا ما يتعلق بالجانب التقني لا تنتهي، ولهذا التغلب عليها يجب أن يكون مستمرا لتنالوا رضى زملائكم وتضمنوا انخراطا جيدا لطلابكم.
4 – تحسين تجربة الاستخدام
إذا كانت دوراتكم التعليمية موجهة لأكثر من منطقة أو دولة، فأنتم مطالبون بأخذ بعض الأمور بعين الاعتبار ومنها توفير خاصية ترجمة الموقع لأكثر من لغة، كما أن نظام تطوير موقعكم يجب أن يتيح للمستخدم إمكانية تغيير لون الواجهة حسب ما يرتاح إليه من ألوان و طريقة عرض الصور و النصوص وغيرها من التفاصيل التي قد تبدو صغيرة لكنها غاية في الأهمية.
5 – تقارير و بيانات :
تعتبر البيانات بمثابة مفتاح نجاح الدورات التعليمية على الإنترنت، فاهتمامكم بها و التتبع المستمر للتقارير يمكنكم من رصد تقدم طلابكم و تفاعلهم مع الدورات التعليمية ويتيح لكم الفرصة للتدخل في الوقت المناسب. ولجعل تجربة طلابكم أكثر نجاحا، تأكدوا دوما من أن النظام الذي تستخدمونه يوفر لكم تقارير و معطيات محينة و مخصصة (بيانات محددة) ودقيقة.
في الوقت الحاضر، الشيء الوحيد الثابت هو التغيير. قد تبدو هذه العبارة وكأنها إشكال فلسفي لكنها الحقيقة بكل بساطة خصوصا إن كنتم تتبنون التعليم الإلكتروني كحل من حلول التدريس والتعليم الجديد و لهذا السبب و لغيره من الأسباب أصبح تبني تعليم إلكتروني مخصص ضرورة لا مفر منها.