مقدمة:
يتزايد اليوم وأكثر مما مضى إقبال المتخصصين والباحثين التربويين على دراسة موضوع العلاقة ما بين الأسرة ومؤسسات التربية والتعليم – رياض أطفال و مدارس- ودور الأولياء في تربية وتعليم وتطوير بناء شخصيات أبنائهم بشكل تشاركي.
إن إشراك أولياء و آباء التلاميذ في العملية التربوية ضرورة ملحة تسهم في التغلب علـى كثيـر مـن المشكلات والصعوبات المتنوعة التي تعرفها طبيعة هذه المرحلة النمائية.
ونظرا لأهمية الموضوع نقترح على مديري مؤسسات الطفولة المصغرة ومربياتها والمهتمين بها هذه الأفكار قصد ربط ثالوث: الروضة، الطفل والولي برباط تشاركي يجعل العملية مدمجة الأطراف إثارة للولي وخدمة للطفل وتفعيلا للروضة.
تساؤلات أولية:
- منذ قرنين ونصف طرح الفيلسوف والمربي الفرنسي جان جاك روسو شعار “الطفل أولاً” فهل لا يزال هذا الاهتمام قائما؟ خاصة ونحن في عصر السيولة في كل شيء ومن بين ذلك التربية.
- تتنافس رياض الأطفال على جذب فئاتهم من 3 أشهر إلى 6 سنوات لأهداف تربوية ربحية ويجري ذلك أحيانا عن طريق “قيم مضافة” قد يكون ضررها أكثر من نفعها (كتعليم اللغات) إن لم تكن واعية بدورها الرسالي، فهل الربح والبحث عن مداخيل إضافية هو المربع الأول ضمن انشغالات التسيير؟ وإن كان ذلك حقا مشروعا، فكيف يمكن الربط بين الخدمات والمستحقات؟
- كثير من الأولياء تنتهي أدوارهم بعد إيصال أبنائهم لمحاضنهم التربوية إذ يسلمونهم لبرامج ومشاريع قد لا يكون لهم فيها أي مرافقة، فهل راعينا معايير الجودة وراعينا آليات وأساليب إشراكهم؟
- جمود بعض الروضات وتقادم أدائها وعدم البحث عن التطوير الدائم والخلود إلى منطقة الراحة، كيف يمكن الخروج من هذا الركود؟ وما هي الخطوات العملية لذلك؟
- برامج الروضة ومناهجها وطرائق أساليب واستراتيجيات تنشيط تعلماتها وتحديث تسييرها وفق متغيرات التكنولوجيا والتربية وعلم النفس والإدارة والتسويق كلها تساؤلات تدعو للبحث عن الأجوبة المناسبة لها، فكيف يمكن إثارة الأولياء وخدمة الطفل وتفعيل للروضة؟
- كيف هو استغلالنا للكفاءات والمتخصصين والأطباء والمهندسين وأصحاب المهن والنفسانيين والتربويين وغيرهم كثير من أولياء الأمور؟ فهل فكرتم في دمج أفكارهم مع أفكاركم وجعلتموها محل ترحيب لا محل تقييم.
مصطلحات:
- المشاركة والتدخل (Participation): ترتبط بأنشطة متنوعة يقوم أولياء الأمور من خلالها بدعم تربية وتعليم أبنائهم داخل الروضة وخارجها بإشراف وتوجيه من الروضة كمساعدة الطفل في إنجاز بعض الأنشطة أو حضور اليوم المفتوح مثلا، وهي أيضا مساهمة أولياء الأمور في عملية اتخاذ القرارات في الروضة كمشاركتهم في مجالس الآباء مثلا.
- الارتباط (Engagement): فيقصد به الأنشطة المرتبطة بالتعلم داخل المنزل والتي يمكن للطفل أن يتعلم منها من خلال تفاعله مع والديه وأفراد أسرته وقد تكون مرتبطة بالتعلمات المقدمة في الروضة بشكل مباشر أو غير مباشر لكنها ليست تحت توجيه المربية أو الروضة كتشجيع الطفل على قراءة القصص المصورة أو ممارسة الهوايات المفيدة.
- الشراكة (Partenariat): تقاسم السلطة وتوزيع المسؤوليات والأدوار بشكل متقارب ما بين الأسرة والمؤسسة [1].
إن المصطلح الأول هو الأكثر ملاءمة لأنه يتضمن مجموعة واسعة من الأنشطة المرتبطة بالتعلم داخل الروضة والمدرسة وخارجها وهي تعني “مشاركة أولياء الأمور” وذلك كونها أكثر تداولا.
- التفعيل: هو أن تجعل الشيء فاعلا وواقعا.
- الدعم: التأييد، النصرة، التقوية، المساندة، الإعانة.
- البرامج: الرسالة، الرؤيا، التطلعات، الأعمال.
- العملية التربوية: مجموعة منظمة ومنسقة من الأنشطة والإجراءات التي تهدف إلى تلبية الاحتياجات التعليمية ضمن الشروط والأهداف التي يحددها التعليم ما قبل المدرسة، وعناصرها: الطفل، المربية المنهاج، مستلزمات تنفيذ المنهاج، والأهداف.
- الطفل: الفرد صغير السنّ الذي لم يصل بعد لحالة البلوغ.
الأهداف وأهمية العملية التشاركية بين الأولياء والروضة:
- تطوير الأداء والتغيير الإيجابي في رفع كفاءة الروضة، وتحسين الجودة والإسهام الجاد في عملية تربية الطفل وتهيئته للنضج السليم.
- الإدراك الواعي للأدوار ضمانا للفاعلية الإدارية (الإدارة) والتربوية (المناهج والمربية) والاجتماعية (الأولياء).
- تبادل الخبرات واستثمار مهارات الأسرة والروضة خدمة لنمو الطفل وتحقيق التكامل في بناء شخصيته.
- إيجاد آليات وسبل تفعيل الأولياء ودفعهم لدعم برامج الروضة.
- استثمار الفرص المتاحة لكل روضة.
- التغلب على التحديات والعوائق التي تواجه الروضة ومعالجتها.
- الاعتزاز بالإنجازات والنجاحات بين الأسرة والروضة.
التحديات العامة التي تعيق رياض الأطفال:
- تظهر في رياض الأطفال بعض المشاكل ذات العلاقة بالهياكل، التجهيزات والأثاث، المناهج، الهيئة التربوية، التسيير الإداري، الجوانب المالية، مما يؤثر سلبا فيدعو لعدم الإقبال عليها أو التسرب منها أو الدعاية المضادة لها أو إعاقة الوظيفة التربوية.
- المستوى التعليمي للأولياء وقلة وعيه بعضهم بأهمية الروضة، فكلما ارتفع مستواهم التعليمـي ارتفع إدراكهم لأهدافها.
- انسحاب الكثير من الأولياء -وخاصة الآباء- عن أدوارهم التربوية لانشغالاتهم الوظيفية، أو انفصالهم أو نزاعاتهم المستمرة.
- النظرة الضيقة لأدوار الروضة وارتكاز الاهتمام فيها بالبناء المعرفي.
- المربيات من غير ذي الاختصاص برياض الأطفال وعدم الدراية بعلم نفس الطفل.
- عدم الاختصاص في التعامل مع دوي الحاجات الخاصة.
- التنظيم الإداري غير الفعال للروضة (شخصية المسيرة، نمط التسيير).
- نظام التغذية، النقل، الخدمات الصحية وخاصة النفسية والإرشادية.
- عدم الاستفادة من تجارب الرياض الرائدة.
- المشاكل المالية، إيرادات ونفقات.
- انعدام الخدمات.
- مشكلات المتابعة والتقويم (تحقيق الأهداف التربوية، تكوين المربيات، سد النفقات، تحقيق الأرباح). مشكلات الأطفال وغياباتهم وانقطاع بعضهم عن الروضة.
- عدم إتاحة الفرصة الكافية لولي الأمر للاستفسار عن ابنه أو الاشتراك في أي نشاط يخصها.
- شعور أولياء الأمور بعدم احترام الروضة لهم، اعتقادا منها أنهم لا يفهمون في الأمور التربوية مما يؤدي إلى الامتناع عن الزيارة. [2].
آليات تفعيل وتحقيق المشاركة الإيجابية بين الأولياء وبرامج الروضة:
عن طريق:
- شرح أهداف المناهج وخاصة قبل استقبال الأطفال أثناء التسجيلات أو قبيل افتتاح أبواب الروضة.
- التنمية المستمرة للعلاقة بين المربية وأولياء الأمور من خلال اتباع نظام اتصال يعتمد على توجيه رسائل متعددة تبرز قدرة المربية وخبرتها في التعامل مع مشكلات الأطفال ومعالجتها.
- تقديم سلسلة من الأنشطة الترحيبية والدعوة المستمرة للأولياء للاستفادة من خبراتهم المتعددة ووظائفهم التي يمارسونها.
- عقد مقابلات أو لقاءات فردية أو جماعية دورية أو كلما دعت الضرورة لذلك.
- إنشاء نشرات ومعلقات وتجديدها وفق ما يراد تمريره من رسائل للأولياء.
- التواصل الدائم مع الأولياء وتنشيط العلاقة معهم ودعوتهم للمشاركة في الأنشطة والبرامج المختلفة والاحتفالات في مختلف المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية ما أمكن.
- الاستعانة بوسائل التواصل الاجتماعي المتاحة ما أمكن وإنشاء صفحات ومواقع لإبراز أنشطة المؤسسة وتوثيقها.
- إظهار الجانب الإيجابي لأداء الأطفال والعمل بدفاتر الاتصال واستحداث ملفات أو محافظ portfolios)) لكل طفل قصد التواصل بين المربية والروضة من جهة والأولياء من جهة أخرى.
- إخطار أولياء الأمور بسلوكات أبنائهم أولاً بأول والتعاون معهم لحل مشكلاتهم في حينها، ومناقشتهم حول ما يستطيعون فعله لمساعدتهم وتقديم التوجيهات المناسبة.
- تقديم اقتراحات بسيطة وعملية يستطيع أولياء الأمور تنفيذها.
- التعرف إلى أولياء الأمور وإفراد الفاعلين منهم ودمجهم مع تطلعات الروضة ودعم برامجها.
- إنشاء مجلس الروضة وإشراك الفاعلين من الأولياء في عضويته تفعيلا للروضة و توثيقا للصلة بين الأولياء وبين الروضة.
- تنظيم الندوات والمحاضرات وحملات التوعية لأولياء الأمور لتوضيح أهمية التعاون مع الروضة وفوائدها لأبنائهم.
- توفير الخدمات الإرشادية والنفسية والأسرية.
- تكريم الأطفال في مختلف الأنشطة وذلك بحضور أولياء أمورهم.
- تكريم أولياء الأمور المتعاونين مع الروضة في المناسبات المختلفة.
- إيجاد المربية المؤهلة القادرة على تنفيذ برامج الروضة وتكوين شخصية الطفل وبنائها.
- تعلم مهارات الاتصال الفردي والجماعي ضرورة ملحة لكل من يتعامل مع الطفل ويتعامل معه ولا سيما المربيات واستثمار ذلك مع الأولياء المنتمين لبيئات ثقافية قد تكون متباينة معرفيا واقتصاديا واجتماعيا، ولن يتحقق ذلك إلا بالتأهيل ورفع الكفاءة على مستوى المؤسسة بالتدريب المستمر للمربيات عبر البرامج التدريبية المتنوعة من: ندوات، دورات، ورشات عمل تطويرية.
- التركيز على حسن التعامل مع مختلف المواضيع التي من بينها:
-
- النشاط الزائد للطفل وتفريغ الطاقة الناجمة عن متطلبات النمو.
- نشاط اللعب الذي ينمي عقول الأطفال وأجسامهم ومختلف أبعاد شخصياتهم.
- كثرة الأسئلة التي تنمي المعارف (يولد الأطفال علماء).
- العناد والرغبة في تحقيق الذات.
- مشكلات السلوك بشكل عام.
- مع إيجاد أنظمة تحفيزية للمربيات (مادية ومعنوية، خدمات اجتماعية..).
- معرفة خصائص المنطقة والحي الذي توجد به الروضة، والتعرف على الأفراد والجهات التي يمكن أن تسهم في الشراكة الفاعلة وذلك من خلال الآتي:
- التعرف على المؤسسات الثقافية والاجتماعية والتجارية والصناعية والأمنية والصحية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني بالحي والمنطقة قصد الاستفادة من خدماتها.
- عقد اجتماعات دورية مع أكبر عدد ممكن من الأولياء لمناقشة كيفية التعاون والعمل معهم.
- التحكم في مهرات تنظيم الاجتماعات وإدارتها مع أولياء الأمور.
- دعوة رجال وسيدات الأعمال من الأولياء لحضور الفعاليات المختلفة بما يشكل شراكة بينهم وبين الروضة ويشجعهم على تقديم الدعم اللازم لها (شخصا غنيا يقدِّم جوائز للأطفال في الروضة التي كان يوما ما من بين أطفالها).
- توجيه رسائل شكر باسم الروضة لرجال الأعمال ومؤسسات المجتمع التي تقدم دعمًا ومعونات مادية أو معنوية للروضة.
- الإشادة بنماذج الشراكة القائمة مع الجهات الخارجية في المجتمع من خلال النشرات الدورية واللافتات الموجودة بالروضة وبمواقعها الافتراضية.
- دعوة أولياء الأمور وأعضاء المجتمع المحلي للمشاركة في الأعمال التطوعية للروضة.
- المساهمة في المهرجانات والعروض التي تقيمها مؤسسات المجتمع للاحتفال بالمناسبات الوطنية وكذلك في المهرجانات الرياضية والفنية والثقافية التي تدعو إليها مؤسسات المجتمع المحلي.
- دور تقديم خدمات التوجيه النفسي والتربوي والأسري.
- التكوين الذاتي المستمر وكفاءات التعامل مع البيئة الرقمية (الكمبيوتر والإنترنت).
- توفير فضاءات خاصة بالموهوبين وأخرى بالذين يعانون من إعاقات أو اضطرابات اللغة أو صعوبات التعلم.
- توفير الألعاب والتجهيزات المختلفة التي تصنع الفرق بين الروضة وغيرها.
الذكاء الاجتماعي والإدراك العاطفي و كيفيات التواصل بين الروضة والأولياء؟
للذكاء الاجتماعي عظيم الأثر في ربط الأولياء بروضات أبنائهم، ومن أجل هذا يجب القيام بما يلي:
- إ شعار أولياء الأمور بالاحترام والتقدير، والحوار الإيجابي من خلال المحافظة على تعبيرات الوجه ونبرات الصوت وحسن المعاملة.
- اطلاع أولياء الأمور على رؤية الروضة ورسالتها.
- الاستماع لآراء الأولياء والاهتمام بانشغالاتهم وتحسيسهم بأهميتها.
- تقبل النقد دون انتصار للنفس والعمل بما هو موضوعي، فالكل في حاجة تبصرة.
- التواصل المستمر والتعاون مع الأولياء ليفهموا كيف يتعلم أبناؤهم بشكل أفضل.
- حثهم على متابعة الأنشطة المنزلية، والاطلاع على ملاحظات المربيات والروضة.
- تسجيل المعلومات اللازمة عن الأبناء الذين يحتاجون لرعاية خاصة والتعاون مع الاختصاصي النفسي في استخدام الأساليب الإرشادية والتربوية لمساعدتهم على التوافق السليم.
- طلبهم بإشعار الروضة بأي مشكلة تواجه الأبناء سواء أكان ذلك عن طريق الكتابة أم المشافهة والتعاون مع الاختصاصي النفسي على التعامل معها بطريقة تربوية ملائمة.
- يطلب من الأولياء إبداء ملاحظاتهم حول تطوير أبنائهم، والإسهام في تحسين أهداف الروضة بما يتوافق مع نظرتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
- استخدام الوسائل المناسبة للتواصل معهم فيما يخص الجوانب التربوية والتعليمية والاجتماعية عن طريق الاتصالات الهاتفية، الرسائل النصية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إنجاز نشرات دورية للروضة، إنتاج بعض الأفلام التسجيلية أو الصور لأحداث الروضة وإرسالها لأولياء الأمور أو نشرها بمواقعها بعد استئذانهم في ذلك.
- تعزيز ما يقوم به أولياء الأمور من جهود ومشاركات فاعلة.
- استغلال مرافقة الأولياء لأبنائهم وزيارتهم للروضة والتعرف إليهم من خلال مدخل الحديث عن أحوال وسلوكيات ونمو أبنائهم وتحسيسهم بأدوارهم التشاركية.
- تبني أسلوب اليوم المفتوح وأسبوع تنمية العلاقة بين البيت والروضة وإشراك الأولياء في ذلك.
- إشراك الأولياء في الأنشطة والفعاليات اليومية للروضة ودعوتهم لحضور الندوات والمحاضرات والمجالس والمعارض والحفلات وغيرها.
نتائج الشراكة بين الروضة والأسرة:
تعد الشراكة بين الروضة والأسرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح الأبناء وتقدم نموهم وفقا لوظيفة الروضة وطبيعة المرحلة وتطلعات الأولياء، وتتضح نتائج الشراكة من خلال الآتي:
على مستوى الطفل:
- تطور نمو شخصية الطفل في مختلف مجالاتها المعرفية، الوجدانية، الاجتماعية اللغوية والسلوكية.
- زيادة معدلات الاستمرارية وعدم الانقطاع عن الروضة أو تغييرها بروضة أخرى.
- تحسن العلاقات الشخصية والاجتماعية بين الطفل وأوليائه والروضة.
- تنمية الثقة بالذات والشعور بالأمن النفسي.
- متابعة المشكلات السلوكية ومعالجتها.
- تحسين مستوى خدمات الروضة وتطويرها.
على مستوى الأسرة:
- زيادة المعارف والمهارات والخبرات لدى الأسرة.
- تعزيز الانتماء والمواطنة.
- تحسّن مكتسبات أبنائهم واتزان سلوكاتهم.
- متابعة المشكلات السلوكية والإسهام في معالجتها.
- الاستفادة من إمكانات الروضة وخدماتها.
- تمكين الأسرة من التعرف على احتياجات أبنائها واكتشاف قدراتهم.
- المساهمة في توفير المناخ الأسري المناسب والسليم لنمو الأبناء النفسي وتجنب الأساليب التربوية الخاطئة في التعامل معهم.
- اكتشاف قدرات الأبناء وميولهم وتنمية شخصياتهم.
- التعامل مع الأبناء وفق خصائص نموهم.
- استثمار إمكانات الوالدين في دعم برامج الروضة والتسويق لها بإيجابية.
على مستوى المجتمع:
- الاستفادة من مرافق الروضة وخدماتها التربوية.
- المساهمة في العملية التربوية والتنشئة المتوازنة.
- مساعدة الأسر على تربية أبنائها وسد الفراغ بسبب انشغال الأم بوظيفتها أو لتوفير بيئة تساعد على النمو السليم للطفل.
- تنمية مهارات الأطفال التربوية والسلوكية.
- نقل السلوكات المكتسبة للأبوين (تعليم الكبار بواسطة الصغار).
آليات دعم وتحقيق المشاركة الإيجابية بين الأولياء وبرامج الروضة:
تعزيز العلاقة بين الأسرة والروضة:
- استقبال أولياء الأمور وترغيبهم وحثهم على زيارة الروضة، والتعاون معهم في تحسين العملية التربوية، ويكون على مدار العام الدراسي في لقاءات منظمة لأولياء الأمور.
- رفع مستوى التعاون بين الأولياء والروضة، فيما يتعلق بتبادل الرأي معهم في العديد من المشكلات التربوية والإدارية التي تواجه العمل في الروضة.
- التعاون مع القنوات الإعلامية إن أمكن، لتحقيق الوعي ونشر أهداف مجلس الآباء والمربيات واستثمار التعاون بين البيت والمدرسة. [3]
- استخدام نظام الحاسوب والتطبيقات الذكية والهاتف والرسائل النصية التي تمكن الولي من الاطلاع على المعلومات الخاصة بابنه، سواء أكانت تربوية أم سلوكية أو غيرها.
- الاطلاع على الدراسات والبحوث المتعلقة بالتعاون بين الأسرة والمؤسسات التربوية، والعمل على كشف نواحي القصور والضعف، وإيجاد الحلول.
- تنظيم رحلات جماعية تضم أولياء الأمور والمربيات والأطفال، وذلك لزيادة التواصل والتفاهم بين الروضة وأولياء الأمور.
تشجيع الأطفال على أخذ بعض أعمالهم إلى المنزل، وإحضار بعض الأعمال المنزلية إلى الروضة. [4].
أساليب عملية لإشراك الأولياء:
- إنشاء نوادي للأطفال ولأمهاتهم بما يخدم حاجات الأطفال الجسمية والنفسية والعقلية، تتكون من رئيس ونائب وأمين مال وأمين عام لكل نادي تطوعا أو انتخابا، باشتراكات رمزية، و المنخرطين من خارج المؤسسة من أصدقائها ومرافقيهم لجلب مصدر إضافي للمداخيل الثانوية واستثمارها في مختلف الفاعليات المشتركة.
- الورشات المجانية التي يمكن تقديمها بالتناوب من طرف الأولياء ذوي الاختصاصات المهنية المتنوعة.
- عقد ندوات عامة تربوية توعوية توجيهية للأولياء حسب الاهتمامات المشتركة العامة والخاصة في مجالات التغذية، الصحة، العلاقات العاطفية، التواصل الاجتماعي، القدرات العقلية، خصائص النمو، حاجات الطفل.. [5]
- تقديم استشارات فردية أو جماعية للأولياء حسب الطلب، أو حسب ملاحظات المربيات عن سلوكات الأطفال و تنشيطها من طرف المختصين المتعاقد معهم أو من بين أولياء الأطفال.
- تتبع البرامج وانتقاء أفضلها ودعمها بالخرجات الميدانية التي يشرف عليها الأولياء أنفسهم مثلا عند التطرق للتعلمات الخاصة بالمؤسسات العمومية كالمستشفى (الطبيب، طبيب الأسنان)، المتحف الوطني، المؤسسات الدينية المساجد، البلدية، الحماية المدنية، الشرطة والدرك و الجيش الوطني الشعبي أعيادهم الوطنية.
نماذج وأشكال التعاون:
- شرطي سير يعطي محاضرةً حول قواعد السلامة المرورية أو إشارات المرور التي يجب على الطفل في هذا العمر معرفتها.
- عضو في الجمعية المعلوماتية يعطي موضوعًا عن أهمية الحاسب والأنترنت وأصول استخدامهما بطريقة تتيح الفوائد وتجنُّب المخاطر للمربيات والأولياء.
- متطوُّع من الحماية المدنية يقدم دورة عن الإسعافات الأولية للمربيات.
- مختص من المجتمع المدني الجمعوي يقدم موضوعا عن التطوُّع ومجالاته الممكنة (نشر ثقافة التطوُّع).
- عضو في جمعية بيئية يعطي محاضرةً عن المخلفات وأثرها على البيئة.
- إفراد دوي الحاجات الخاصة (طيف التوحد، متلازمة ريتا، اضطرابات السلوك)، بالرعاية اللازمة قصد تكييفهم وإدماجهم وتنمية دوافع التحدي لديهم، لأن الحضانة والروضة هي المحضن الاجتماعي للجميع.
أفكار متنوعة:
استقبال الوالدين في الروضة
- أكتب بعض كلمات التحية والتشجيع لأولياء الأمور استقبالا للعام الدراسي الجديد باعتباره مناسبة سعيدة لهم ولأطفالهم.
- امنح الوالدين بعض الهدايا التذكارية البسيطة.
- اسمح لأولياء الأمور بالتقاط الصور مع أطفالهم.
- قدم جولة كاملة للأولياء في فضاءات الروضة ومرافقها مع توضيح الأساليب والطرائق التربوية المستخدمة فيها.
أفكار لاستقبال اليوم الأول من الروضة لمربيات رياض الأطفال
- تقدم هدايا تذكارية بسيطة للمربيات كنوع من الدعم والتحفيز لهن.
- التقاط صور للأطفال مع مربياتهم.
- كتابة بعض كلمات التحية المشجعة للمربيات على جدران الروضة.
- تنظيم حفلة فرحا باليوم الأول من العام الجديد واستقبال الأطفال لأول مرة.
أفكار لأنشطة رياض الأطفال
- الاعتماد على الأساليب والطرائق والاستراتيجيات التعليمية والتربوية الممتعة.
- إيجاد الأجواء التفاعلية بين المربية والأطفال من خلال الأنشطة المقدمة والمعتمدة على اللعب، القصة…
- تغذية مكتبة الروضة بالكتب والبرامج المتنوعة وبشكل مستمر.
- التقويم المستمر لجوانب نمو شخصية الطفل وإيجاد آليات المتابعة المنتظمة مع أولياء الأمور لاطلاعهم على آخر التطورات الملموسة والفعلية في ذلك. [6].
التقويم المستمر للجهود المبذولة لتحقيق الشراكة
التقويم هو العمود الفقري لأي تطوير وتعديل وإصلاح، ولذلك لابد للروضة من تقويم الجهود المبذولة فيها من خلال الآتي:
- تقويم فعالية خطط الروضة واستراتيجيات تحقيق أهدافها.
- مناسبة الوسائل والآليات المستخدمة لتفعيل المشاركة التي يقوم بها أولياء الأمور أو عدمها.
- مساهمة أولياء الأمور في الفعاليات والأنشطة المختلفة أو غيابهم عنها.
المهارات الناعمة
إن كل مشروع كيف ما كان يحتاج لمنظومة متكاملة ثلاثية الأبعاد.
- بعد فكري عقلي، ذهني وتصوري متزن وموضوعي عن المشروع.
- بعد عاطفي وجداني مشاعري مرتبط بالتحفيز والحماسة لتنبي المشروع.
- بعد المهارات والقدرات على تنفيذ وتجسيد المشروع.
و بمعنى آخر هناك مهارات ناعمة نحتاجها في مجالات عدة كالتسيير والتي تمثل 85% من المؤهلات الفاعلة أن المهارات الصلبة المتمثلة في المؤهلات والخبرة لا تعدل ما نحتاج إليه سوى 15% .
إن أبرز المهارات الناعمة هي: مهارات التواصل، التنظيم والتخطيط، العمل ضمن فريق، التأقلم والمرونة، التفكير الناقد، إدارة الأزمات، ومهارات الاحتراف. [7]
التوصيات:
يعتبر التدخل والترابط والمشاركة الأسرية ومؤسسة استقبال الطفولة المصغرة في العملية التربوية من بين أهم العوامل التي تؤثر على توافق الأبناء، ومن خلال هذه التوصيات، نوضح ما يجب على الشركاء القيام به:
- على الروضة إشراك الأسرة في أي قرارات تخص أبناءهم، ودعوتهم إلى مشاركتهم في الرحلات، والمناسبات، والحفلات التي تقام في الروضة.
- على الروضة توفير جميع الوسائل والوسائط الثقافية من كتب، ومجلات، وغيرها للوالدين لتساعدهم على تربية أبنائهم و تنمية مواهبهم.
- على الوالدين التواصل باستمرار مع الروضة، والمربيات والرد على أي استفسار من الإدارة.
- على الوالدين مساعدة الروضة في معالجة أي مشاكل نفسية، أو سلوكية لأطفالهم، أو عدم تكيف واندماجهم تجنبا لتوجيه اللوم على الروضة والمربيات.
- التوعية العامة من قبل وسائل الإعلام لأولياء الأمور للوقوف على أهداف الروضة، ولفت انتباههم إلى أن الأهداف الجسمية والوجدانية والاجتماعية لا تقل في أهميتها عن الأهداف العقلية المعرفية.
- إحداث نوع من الشراكة بين الروضة والأسرة لتقوم الأولى بتوضيح اختصاصات الأسرة ومسؤولياتها تجاه الطفل.
- عدم انسياق الروضة وراء رغبات أولياء الأمور في التركيز على البعد التعليمي للروضة وإهمال بقية الجوانب النمائية للطفل.
- إيصال رسالة للأولياء مفادها أن الروضة تمثل امتدادا تربويا للأسرة.
- توزيع مطويات على الأولياء توضح ما يتعين على الروضة أن تقوم به تجاه الطفل حتى تكون الأسرة على دراية بذلك، وبالتالي لا تضطرها إلى السير في سياقات المؤسسات التعليمية.
- مساهمة الروضة بتربية والدية للأولياء، توضح فيه طبيعة المرحلة وأنها ليست مؤسسة تعليمية صفية، وإنما يتسرب فيها التعلم من خلال الأنشطة المختلفة المرتكزة على شخصية.
الخاتمة:
كلما كان التواصل مستمرا تعمقت العلاقة بين الأطراف الثلاث (الروضة، الطفل، الولي) وازداد اطلاع الأولياء على الأحوال التربوية والسلوكية لأبنائهم، واتضحت أمامهم سبل التدخل للعلاج إن تطلب الأمر ذلك.
لن تستطيع المؤسسات التربوية بما في ذلك دور الحضانة ورياض الأطفال أن تنهض بأعبائها وواجباتها على أكمل وجه إلا في ظل تعاون وثيق مع الأسرة التي هي المؤسسة التربوية والمحضن الأولي للطفل، وتعتبر الأسرة من أهم المؤسسات المجتمعية التي يمكن أن تقيم علاقة شراكة مع الروضة، حيث أن الآباء هم المسؤولون أولا وأخيرا، وهم الذين يلعبون الدور المحوري مع الروضة والمربيات في عملية تربية أبنائهم، حينما تكون العلاقة متكاملة تكون النتائج مثمرة.
وفي الأخير يبقي القول أن الكثير من الأولياء يتوقعون من الروضة أن تحسن تعليم أطفالهم القراءة والكتابة والحساب وهذه القضية لا ينبغي الوقوف عندها لأن وظيفة الروضة هي المساهمة في بناء شخصية الطفل لا تعلماته وهذا ما ينبغي تبليغه للأولياء.
المراجع:
- أسامة المهدي، نحو تعزيز العلاقة ما بين البيت والمدرسة، أخبار الخليج، قضايا وأراء، 2019م.
- سلامة محمود الهايشة، ما هي أهم المعوقات التي تقف أمام أولياء الأمور تجعلهم غير راغبين في التعاون مع المدرسة؟، حوار التمدن، التربية والتعليم والبحث العلمي، العدد 3223، 2010م.
- لامية والي، بيولوجية ومختصة في التغذية.
- 50-نصائح-خدع-وأفكار-لتعليم-رياض الأطفال، wearetechers.com
- شافكن، ن. ف، الأسر والمدارس في مجتمع قائم على التعددية، مطبعة جامعة ولاية نيويورك، 1993م.
- صورية بوشريحة أخصائية أسرية.
- محمد سعد حويل الدوسري ما هي المهارات الناعمة؟ وما علاقتها بسوق العمل؟ موقع تعلم جديد
مراجع أخرى:
- معجم المعاني.
- أسامة المهدي، مشاركة أولياء الأمور في تعليم أبنائهم وتعزيز العلاقة ما بين البيت والمدرسة(Harris and Goodall, 2007; McConchie, 2004).
- أهمية التفاعل بين الأسرة والمدرسة، المنتدى الاسلامي العالمي للتربية، مقالات وبحوث، 2019م.
- يوسف أحمد، موقع أسر واعية جيل مبدع.
- Education Endowment Foundation. (2018). Early Years Toolkit: Parental Engagement.
الشكر الجزيل لأستاذنا المتألق بلمامون الزبير على إناراته.
شكرا أستاذتنا، ربي يحفظك
شكرا على قبول الموضوع ونشره بهذا الموقع الأكثر تميزا في حقول التربية.
.السلام عليكم..
استنادا إلى قوله – عليه الصلاة والسلام- ”رحم الله من تعلم علما وعله ”
ومن كتم علما الجمه الله بلجام من النار يوم القيامة، من هنا بات واجبا على كل من تعلم علما نافعا أن ينشره ليكون صدقة جارية له حتى بعد موته.
جزاكم الله كل خير
بالفعل إن لأولياء الأمور دورا رياديا في بناء شخصية الطفل منذ طفولته، وإعداده إعدادا سليما ليكون عضوا صالحا في جسم الأمة. من هنا بات ضروريا التركيز على وجود الولي القدوة الحسنة من جهة وحضور القيادة الأسرية والمجتمعية والمدرسية ( التربوية) وهو مثلث ضروري في حياة الناشئة، حيث ينشأ الطفل نشأة صالحة تعاون في إنتاجها ولي الأمر في البيت، والمجتمع المدني خارجه أي في الشارع، والقيادات التربوية في المدرسة من أساتذة ومستشارين ومدير.وغيرها.