تعليم جديد أخبار و أفكار تقنيات التعليم
التلخيص
مثلت علاقة الإنسان بأدوات امتلاكه للمعارف موضوعا دافعا ومبحثا محفزا لتأسيس العديد من الدراسات والبحوث العلمية في حقل علوم التربية، ونتيجة لما شهده العالم اليوم من اندماج للفرد مع التكنولوجيا الحديثة وقع تحول نوعي في أداء المعلم والمتعلم داخل الأنظمة التربوية الباحثة عن تجويد نوعية عملياتها ونواتجها، كما ساهمت في بروز أنماط وطرق للتعليم والتعلم متماهية مع خصوصية المتعلم-الإنسان.
لنطرح بذلك إشكالية: هل هناك علاقة بين تكنولوجيا التعليم وعمليات التعليم والتعلم؟ وكيف يمكن لهذه العلاقة أن تساهم من جهة أولى في تنمية مهنية المعلم؟ وتساعد من جهة ثانية على إرساء التفكير الإبداعي لدى المتعلم؟
وللإجابة عن هذه الإشكالية قمنا بصياغة ثلاثة فصول نتناول في الأول تحليل المفاهيم الرئيسية وفي الفصل الثاني فضلنا تحليل العلاقة بين تكنولوجيا التعليم وتنمية مهنية المعلم وفي الفصل الثالث فضلنا التعرض للصلة بين كل من التفكير الإبداعي عند المتعلم وتكنولوجيا التعليم.
المقدمة
إن تعدد متغيرات علاقة التعلم قد شكلت على الدوام مسارا بحثيا متطورا قد سجل حضوره في تطور الفكر البشري عامة والبحث السيكولوجي التربوي خاصة محاولة منه لتحديد العوامل الموجهة لهذه العلاقة بين الإنسان المتعلم والمعرفة وباهتمامه بالأبعاد والآليات المعرفية والوجدانية المتحكمة في أداء المتعلم ولعل ما يؤكد ذلك ما كان أشار إليه كل من رافع النصير زغلول وعماد عبد الرحيم الزغلول (2008) في مصنفهما علم النفس المعرفي: ” لقد اهتمت البشرية بالمعرفة وطبيعتها والعمليات العقلية والنشاط الذهني المستخدم في عمليات الانتباه والإدراك والتذكر والاستيعاب وغيرها من أنشطة التفكير منذ أكثر من ألف عام، وقد ترك لنا فلاسفة اليونان والمسلمون إسهامات قيمة في هذه المجالات ثم تواصل الاهتمام بها من قبل الفلاسفة والمفكرون خلال القرون المتعاقبة. الا ان البحث فيها يتخذ منحى مختلفا تبعا لاختلاف طرائق البحث النفسي عن طرائق البحث الفلسفي ولا غرابة في ذلك لأن المعرفة ومعالجتها واكتسابها وتخزينها وتنظيمها وتطويرها وتوظيفها والاستفادة منها بشكل الأساس الذي يحكم النشاط الإنساني ويوجهه”(ص:17).
لقد شهد العالم اليوم اندماجا أكثر مع التكنولوجيا الحديثة مع تنامي قدرة الآلة على إعلام الانسان وتعليمه وترفيهه ليؤسس بذلك عالمه الافتراضي الذي يميل إليه, لقد تغيرت المواقع والوظائف فبعدما كان الإنسان يلهث وراء المعرفة صارت تأتي أين ما كان ومتى أراد وحيث هو بفضل تقنيات صغيرة الحجم ضخمة الأدوار والافعال , ولكن مادا سيفعل الانسان عامة تجاه هذا السيلان الجارف من المعلومات والتحولات التكنولوجية والالكترونية ؟ كيف يمكن أن يواجه هذه التحديات في مختلف المجالات والقطاعات؟ ما هي انعكاساتها على نمط حياته وقيمه ومبادئ حياته وكيف ستصير هذه الأنظمة التربوية ونظم التعليم والتعلم؟ فالإنسان اليوم نتيجة هذا التعايش المستمر مع وسائل التواصل الحديثة قد بدأ يأخذ من قيمها البرود والجمود والقلق والعالم الافتراض قد أفقد الانسان بعض من قيمه كيف سيحافظ على انسانيته؟ كيف سيؤسس انسانيته وكيف يمكن ان يتعامل مع كل هذه السياقات والتحولات من ذلك إن التطورات الحاصلة داخل المجتمعات الإنسانية نتيجة لما تشهده من تحولات تكنولوجية وإلكترونية لوسائل الاتصال والمعلومات المتسارعة أسست لعدة تغيرات جذرية لامست الإنسان وقيمه واهتماماته وقواعد تعايشه الجديدة وكذلك الأنظمة وفاعلية مردوداتها وأخيرا مكانة التقنية والأداة في حياتنا اليومية.
لقد ساعدت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة في تطوير وتغيير التعلم الحديث وظهور أساليب وطرق جديدة مثل التعلم التكيفي والتعلم السريع والتعلم المكرس والتعلم الذاتي وكذلك التعليم عن بعد والتعلم المفتوح كما ساهمت التحولات التكنولوجية الالكترونية الجديدة في إرساء نظريات واتجاهات وتيارات تهتم بالتعلم الكيفي المشجع على الابداع كما عملت على تغيير ملامح الأنظمة التربوية لهذا القرن….
يمكنكم إتمام القراءة من هنا:
