مقدمة:
تعد قضية تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة واحدة من أهم القضايا الاجتماعية متعددة الأبعاد التربوية والاقتصادية والسياسية المطروحة على الساحة التربوية محلياً وعالمياً، والتي أصبحت موضع اهتمام المجتمعات المختلفة وعنايتها، ويعد ذلك نتيجة مباشرة لمجموعة من العوامل والمتغيرات المتعددة، فلسفية وتشريعية ومعرفية، وطبية وتكنولوجية، وغيرها من عوامل تكاد أن تمتد إلى كل جانب من جوانب الحياة. “وقد تطورت النظرة المجتمعية لذوي الاحتياجات الخاصة عبر مراحل، تدرجت من سوء الفهم المقترن إما باستخدام العنف أو الازدراء أو الإبعاد، إلى العزل داخل ملاجئ ومؤسسات إيوائية بدافع الشفقة لإشباع احتياجاتهم الأولية، ثم إلى الاعتراف بحقوقهم في الرعاية الصحية والتربوية والاجتماعية والتأهيلية، ومن ثم تبني فلسفة جديدة أساسها التكامل والاندماج والتطبيع نحو العادية، والمناداة بأن يتاح لهؤلاء الأطفال من فرص الرعاية والتربية مما يتاح لغيرهم من الأطفال العاديين” (صقر، عبد العزيز الغريب، 2004م).
وتعتبر تقنيات التعليم من أفضل الطرق المستخدمة في مساعدة المعلم في إيصال الحقائق والمعلومات والمهارات والحقائق إلى المتعلمين، فهي تركز على التعلم والتعليم، حيث يكون التعليم بواسطتها هادفا وموجها، وتستخدم جميع الإمكانات المتاحة المادية وغير المادية بأسلوب فعال لإنجاز العمل المرغوب فيه بأقل جهد ممكن، وإلى درجة عالية من الإتقان، وتساعد الدراسين على اكتساب خبرات مهارية متطورة في التفكير، إضافة إلى ذلك دورها في مراعاة الفروق الفردية بينهم. كما تقوم التقنيات التعليمية بمساعدة المتعلمين ذوي الاحتياجات الخاصة على استيعاب المفاهيم التعليمية التي تقدم لهم، وتأدية الخبرات المهارية التدريبية بأدنى مجهود محتمل، ولذلك كلما تم اختيار التقنيات التعليمية بشكل سليم يناسب قدراتهم، أدّى ذاك إلى الارتقاء بالخدمات التأهيلية المقدمة لهم على أفضل وجه.
وقد اقتصرت الدراسة الحالية على تطوير أساليب تعليم الأطفال ذوي اضطراب التوحد في ضوء تقنيات التعليم الحديثة بحيث يعد اضطراب التوحد أحد أبرز الإعاقات التطويرية التي يعاني منها الأطفال منذ فترات مبكرة من أعمارهم، وكذلك لوالديه ولعائلته، وتنبع هذه الصعوبة من غموض هذه الإعاقة مع شدة وغرابة أنماط السلوك الناتجة عنها، وتشابه بعض خصائصها مع بعض الإعاقات الأخرى، “بالإضافة إلى ذلك، تعد إعاقة التوحد من الإعاقات التي تحتاج إلى مراقبة مستمرة، وإشراف دائم من أفراد العائلة كما يحتاج الأطفال ذوي اضطراب التوحد إلى برامج متنوعة سواء كانت علاجية أم إرشادية أم تدريبية. فالتوحد اضطراب يصيب بعض الأطفال، ويجعلهم غير قادرين على تكوين علاقات اجتماعية، وغير قادرين على تطوير مهارات التواصل، ويصبح الطفل نتيجة لذلك منعزلاً عن محيطه الاجتماعي، ويوصف بتكرار الحركات والنشاط الزائد، وهذه السلوكيات يعيشها الطفل بصفة دائمة مستمرةٍ لأنها وسيلته الوحيدة للتعبير عن أحاسيسه ومشاعره بطريقته الخاصة”. (الزريقات، إبراهيم، 2004م)
مصطلحات الدراسة والتعريفات الإجرائية
التوحد:
عرفه كل من (عواد ونادية 2011) بأنه “إعاقة نمائية تظهر خلال السنوات الأولى من العمر، وهو اضطراب عصبي يؤثر على نمو ووظيفة الدماغ، مما يسبب صعوبات في التواصل والتعلم والتفاعل الاجتماعي، حيث تظهر عديد من السلوكيات النمطية المتكررة “. (عواد، أحمد والبلوى، نادية، 2011م)
تقنيات التعليم:
عرفها (محمد محمود الحيلة 2010) بأنها “أدوات تعلم وتعليم، تساعد على تحصيل خبرات، وأفكار، ومعلومات متنوعة، ومهارات فنية لتحقيق الأهداف التعليمية والتدريبية الموضوعة مسبقا”. (الحيلة، محمود، 2010م)
دراسات سابقة:
حاولت دراسة الحصري (الحصري، أحمد، 2002م) بعنوان :” فاعلية برنامج كمبيوتر مقترح في تنمية بعض مهارات التصنيف لدى الأطفال ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد” التعرف على أثر فعالية استخدام برنامج كمبيوتر مقترح في تنمية بعض مهارات التصنيف لدى الأطفال ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد، على عينة مكونة من 21 طفلا لا تتراوح أعمارهم ما بين 11 -7 عاما ملتحقين بمدارس مختلفة في المرحلة الابتدائية بمدينة الإسكندرية، وتم استخدام أداتين في هذه الدراسة: الأولى تتمثل في الاختبار القبلي والبعدي، والثانية تتمثل في البرنامج الحاسوبي (برنامج تنمية اللغة التعبيرية). واستخدم الباحث المنهج التجريبي المعروف باسم تصميم المجموعة الواحدة والبرنامج التدريبي كأداة للدراسة، حيث خضعت مجموعة واحدة لعملية القياس القبلي، تم تعريضها لبرنامج الكمبيوتر المقترح، ثم تلا ذلك عملية القياس البعدي، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن برنامج الكمبيوتر المقترح له أثر دال إحصائيًا في تنمية بعض مهارات التصنيف لدى الأطفال ذوي قصور الانتباه والنشاط الزائد”.
هدفت دراسة جيمس وليزاني بعنوان ” تطوير وتقييم برنامج حاسوبي لتقييم مادة الرياضيات وعلاج مشكلاتها لدى التلاميذ المعاقين عقليًا القابلين للتعلم” إلى تطوير وتقييم برنامج حاسوبي لتقييم مادة الرياضيات وعلاج مشكلاتها لدى التلاميذ المعاقين عقليًا القابلين للتعلم مستخدما المنهج التجريبي، والبرنامج التدريبي كأداة للدراسة، وقد اعتمد البرنامج التدريبي على العمليات الرياضية باستخدام الحاسوب مع تقييم أولي ومستمر، وتحليل الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ مع تقديم تغذية راجعة فورية لتصحيح الأخطاء، وذلك بهدف تحديد مدى التقدم الذي يحرزه التلاميذ، وتركت حرية التقدم الدراسي، وقد استغرق تطبيق البرنامج التدريبي مدة أربعة أسابيع بمعدل (5) دقائق يوميًا من التدريب على الحاسوب. وبعد تطبيق البرنامج، تم التوصل إلى أن جميع التلاميذ ما عدا اثنين قد أظهروا تقدما ملحوظا في مادة الرياضيات، وهذا يوضح فاعلية استخدام الحاسوب في تحسين العمليات الرياضية لدى التلاميذ المعاقين عقليًا القابلين للتعلم.
هدفت دراسة مشلنج وآخرون بعنوان ” استخدام الحاسوب في تعليم مهارة قراءة اللافتات وأسماء السلع في محلات البقالة والسوبر ماركت” إلى تعليم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة قراءة لافتات محلات البقالة والممرات في محلات البقالة والسوبر ماركت، وأسماء بعض السلع كالمنظفات والأطعمة وغيرها باستخدام الحاسوب، واستخدمت الدراسة المنهج التجريبي وبرنامجا تدريبيا يعتمد على الحاسوب، وتكونت عينة الدراسة من (4) أطفال من ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة حيث أظهرت نتائج الدراسة أن استخدام الحاسوب كان ناجحاً في تعليم مهارة قراءة اللافتات وأسماء السلع في محلات البقالة والسوبر ماركت، والقدرة على تعميم هذه المهارة.
الإطار النظري
التوحد
يصعب إيجاد تعريف متفق عليه لاضطراب التوحد وذلك لتعدد الباحثين الذين اهتموا به ولاختلاف تخصصاتهم وخلفياتهم العلمية، إلا أن معظم التعاريف تركز على وصف الأعراض وتصف التوحد كمتلازمة وليس كمرض أو كاضطراب في السلوك أو اضطراب في التصرف أو كإعاقة عقلية، ويعتبر كانر أول من قدم تعريفا واضحا للتوحد باعتباره اضطرابا ينشأ منذ الولادة ويؤثر على التواصل مع الآخرين وعلى اللغة ويتميز بالروتين ومقاومة التغير”. (الشيخ ذيب، رائد، م2005)
وسوف نعرض أولا بعض التعاريف والمصطلحات التي تناولت مفهوم التوحد بتسميات مختلفة منذ وقت ليس بالطويل ومنها “مصطلح الاجتراريون حيث يطلق عبد المنعم حنفي على مصطلح الاجترارية مصطلح الانشغال بالذات”. (سيد سليمان، عبد الرحمن، 1998) ويعرفه زكريا الشربيني بأنه “اضطراب التعلق التفاعلي، ويظهر هذا الاضطراب بصورة فشل الطفل في إقامة علاقة مع الأم أو الاستجابة لها بأي شكل من الأشكال مثل الابتسام أو المحاكاة”. (الشربيني، زكريا، 2001م)، ويعرف أيضا “بالانطواء على الذات الطفولي، ويشبه هذا التعريف التوحد ويقربه جدا من الفصام” (بصل، مصطفى، 1990م). وبقي أن نشير إلى أن الكثير من التعريفات القديمة والقليل من الحديثة تشير بشكل أو بآخر إلى التوحد على أنه فصام طفولي، ومهما تعددت المصطلحات التي تشير إلى وجود اضطراب التوحد في سلوك الأطفال إلا أنه يعتبر نوعا من أنواع الاضطرابات الانفعالية غير العادية وشكلا من أشكال الإعاقة في النمو الانفعالي عادة ما يتضح في الأعوام الثلاث الأولى من عمر الطفل ومتمثلا في القليل من صور القصور والتصرفات غير الطبيعية وفي التطور الاجتماعي والعاطفي والتي تستدعي بسبب ذلك الاحتياج إلى التربية الخاصة.
الخصائص السلوكية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد
1- السلوك النمط التكراري:
تؤكد نتائج مجموعة من الأبحاث ذات العلاقة أن التصرفات التكرارية Restricted Repetitive Stereotyped Behaviors RRBs قسم من المقاييس المحدودة الضرورية لتشخيص اضطرابات طيف التوحد وتتشكل من أنماط غير متجانسة من التصرفات التي تتم بصورة تكرارية راسخة، والإصرار على التماثل، وعدم التغيير في الروتين. و”يقصد بالسلوك النمطي التكراري كما أوضح (Scott et al 2004) حركات الجسم التكرارية المرتبطة بالأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، وتظهر في الرفرفة باليدين، النقر بالأصبع أو وضع اليد في أوضاع غريبة، هز الجسم، أو الدوران، وتحدث هذه السلوكيات بين وقت وآخر في أثناء الضغط أو الاسترخاء، وبالنسبة للبعض الآخر فإن هذا السلوك دائم تقريباً، ويقل تكراره في أثناء النوم، ويقترح أن الطفل ذا اضطراب طيف التوحد لا يتلقى تحفيزاً مناسباً من البيئة المحيطة به؛ ولذلك فإنه يستخدم تلك السلوكيات لزيادة مستوى الاستثارة. وتتمثل التصرفات النمطية بعدم ظهور أي رغبة للطفل ذي اضطراب طيف التوحد في التعرف على الأشياء والأشخاص المحيطين به، حيث يلعب ويتناول الأشياء التي تقع في يده بأسلوب عشوائي. وإذا شوهد مندمجاً في لعبة فهو جامد يميل للتكرار، يحبذ الارتباط بالجوامد كالأشياء. فالطفل صاحب اضطراب طيف التوحد يقاوم التغيير مثل: تغيير نهج الملبس وأثاث القاعة والحياة اليومية، يثور الطفل ويبلغ
لحالة من العصبية قد تصل درجتها إلى العدوانية وإيذاء نفسه. (بن صديق، لينا، 2007م)
2- الخلل النوعي في التواصل:
“يعد العجز في التواصل مع الآخرين من أهم خصائص ذوي اضطراب طيف التوحد، والتي تبدأ بالفشل في تكوين علاقات مع الوالدين ومع الآخرين بدرجات متفاوتة، وقد تنقصهم الابتسامة الاجتماعية، والتواصل البصري. وينظر الطفل ذو اضطراب طيف التوحد إلى الآخرين كما لو أنهم غير موجودين. ففي السنوات الخمسة الأولى يكون نقص الارتباط بالوالدين ملحوظاً، ويبدو أن هؤلاء الأطفال لا يميزون أهم الناس في حياتهم كالوالدين والمعلمين والأقران نتيجة لغياب مفهوم نظرية العقل لديهم، ويلاحظ قصورهم في اللعب مع الأطفال، والارتباك الجماعي”. (علي كامل, محمد، 2003م)
كما تشير (Noens and Van Berckelaer 2005) أن مشاكل التواصل غير اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد تكون نوعية وكمية على حد سواء، وتختلف الأعراض لدى الأطفال المصابين بمتلازمة أسبرجر حسب شدة الإصابة، وتشمل ما يأتي:
- تعبيرات وجهية محدودة وجامدة.
- نظرات عيون متصلبة وغريبة.
- إيماءات ولغة أو حركات جسمية غير مستقرة.
- تزايد في الأنشطة الحركية الخالية من البراعة والرشاقة.
- كثرة التململ والاهتزاز (Noens, I &van b,2005)
الطرق والأساليب والبرامج المتبعة في تعليم ذوي اضطراب التوحد
إن الطريق و الأمل الوحيد أمام أطفال التوحد حتى الآن جاء كنتيجة للاهتمام و التركيز في دوائر البحث العلمي لتحسين إعداده و تدريبه و تنمية قدراته و مهاراته في مجال التواصل اللغوي و غير اللفظي و النمو الاجتماعي و الانفعالي و معالجة السلوكيات النمطية و الشاذة و العدوانية و التدريب على رعاية الذات و التدريب النفس حركي و المهني حتى حقق آلاف أطفال التوحد نجاحا كبيرا في الوصول إلى قدر مناسب من الحياة الاستقلالية و حيث بدأت برامج التدخل العلاجي التعليمي مبكرا في حياة الطفل.
برنامج ليب LEAP لأطفال التوحد
“وقد نشر هذا البرنامج عام 1982 بتمويل من الحكومة الفيدرالية الأمريكية لتدريب الأطفال التوحديين وأسرهم، ويستخدم هذا البرنامج مع مجموعات صغيرة. ويعتمد هذا البرنامج على أسس منها: أن الطفل التوحدي، إذا بدأنا تدريبه مبكراً، يمكنه أن يستفيد من برنامج متكامل للتفاعل مع البيئة كما تتضاعف النتائج المتوقعة من برنامج التعليم الفردي إذا تحقق التعاون الوثيق بين المدرسة وأسرة الطفل والمحيطين معه، ومن الممكن أن يستطيع الطفل تعلم مهارات سلوكية واجتماعية وأكاديمية ولغوية من أقرانه غير التوحديين، ويساعد حسن التخطيط على تنمية المهارات لدى الطفل، كما أن الطفل التوحدي كغيره من الأطفال العاديين يتعلم جيدا من أنشطة منهجية مناسبة لتنمية القدرات والمهارات المختلفة”. (فراج، عثمان لبيب، 2002م)
برنامج صن رايز
“مدخل اختياري، ويعتمد على تدريب الآباء على كيفية التعامل مع أبنائهم. في عام 1970 قام باري كافمان وسمرية كالفمان بتصميم برنامج رايز والذى بنى على الطرق التعليمية التي قاما بتطبيقها على ابنهما دورن، وهو برنامج تدريبي للأسر وليس مركزا أو مدرسة تقبل الأشخاص التوحديين، ويتم التدريب بشكل فردى مع الطفل”. (الشامي، وفاء علي، 2004م)
مدخل spell مدخل جمعية التوحد الوطنية The National Autistic society
“يتناول هذا المدخل احتياج الطفل المصاب باضطراب التوحد إلى الاستمرارية و النظام في حياته كما يجب تكييف البيئة حوله من أجل تخفيض عناصر القلق وكلمة “حيث يساعد الهيكل Structure Positive Empathetic Low arousal Links اختصار ل SPELL في التنظيم وتوفير الإيجابية، والتوقع المعقول يهدف إلى تنمية شعور الطفل بالثقة في النفس من خلال برامج تعمل على تنمية نقاط القوة إلى أقصى درجة بالإضافة
إلى التعاطف من جانب المعلم. ومن المهم جدا توفر حد أدنى من التنبه عند الوالدين والوعي بالاضطراب من أجل تعظيم فرصة الطفل في الالتحاق بالتعليم العادي”. (عبد اللطيف، عمر بن الخطاب خليل، 2001م)
جداول النشاط المصور Schedule Activity:
“تمثل أحد الأساليب الحديثة والشيقة التي يمكن أن تلعب دورا هاما في سبيل مواجهة القصور التي يعانى منها الأطفال التوحديون، فيمكن من خلالها أداء العديد من المهام و الأنشطة بشكل مستقل وهى بمثابة مجموعة من الصور أو الكلمات التي تعطى الإشارة للطفل التوحدي بالانغماس في أنشطة متتابعة أو تتابع معين للأنشطة، والجدول يتكون من عدد من الصفحات تتضمن إما صور أو كلمات بحيث تعمل ما تتضمنه على تحفيز الأطفال للقيام بواحد أو أكثر من التالي: (أداء المهام المتضمنة /الانغماس في الأنشطة المستهدفة/ التمتع بالمكافآت المخصصة)”. (عبد الرحمن , محمد السيد واخرون، 2005م)
طريقة البرنامج التعليمي الفردي
“و يعرف على أنه برنامج تعليمي خاص مبني في إعداده على افتراض أن لكل طفل توحدي احتياجاته التعليمية الخاصة و مستويات نمو متباينة لقدراته المختلقة أو بالأحرى له صورة أو صفحة بيانية profile خاصة تحدد مشكلاته و احتياجاته و العمر العقلي لمستويات نمو كل قدرة من قدراته بالنسبة لعمره الزمني. هذا البروفايل يُعد بناءا على قياس و تقييم دقيق لتلك القدرات يقوم بإجرائه فريق من الأخصائيين النفسيين و التربويين ليكون أساسا لتخطيط برنامج التعليم الفردي للطفل. و الفكرة في التربية الخاصة كما نعلم هي أن نهيئ للطفل التوحدي البيئة التعليمية الخاصة به و التي تسمح بتعليمه بسرعة أقل من سرعة تعلم الطفل العادي مع التركيز على أنشطة و موضوعات تعليمية و طرق تدريس و تكنولوجيا خاصة به ليتمكن من تعويض القصور الذي تفرضه عليه إعاقة التوحد و على نمو قدراته. و يعتمد اختيار الفصل المناسب لمستواه و على درجة تخلفه في كل قدرة من هذه القدرات عن الطفل العادي عندما يلتحق بالمدرسة أو المركز التعليمي و عما إذا كان يعاني من توحد فقط أو إعاقات أخرى مصاحبة للتوحد و تتطلب أساليب تعليمية و أنشطة فضلا عن تلك التي تتطلبها إعاقة التوحد. كذلك لا بد أن يتضمن برنامج التقييم حصرا توصيفا دقيقا للسلوكيات النمطية التي يندمج في القيام بها الطفل التوحدي بشكل متكرر يستنفذ جزءا كبيرا من وقته و تركيزه، كما يتضمن تحديدا للسلوكيات الشاذة و العدوانية التي تسبب إيذاء له أو لمخالطيه، فالحصر و التقييم لهذه السلوكيات تؤدي إلى تضمين البرنامج التعليمي جانبا من وسائل و طرق العلاج تلك السلوكيات التي لو أهملت تحول دون فاعلية البرنامج التعليمي و تحقيق أهدافه”. (الراوي، فضيلة توفيق، حماد، أمال صالح،1992)
التكنولوجيا المساندة والتوحد:
لقد ظهرت العديد من التعريفات للتكنولوجيا المساندة كان أبرزها تعريف قانون التكنولوجيا المساندة الأمريكي (Assistive Technology Act ,2004) حيث قدم تعريفا واضحا للتكنولوجيا المساندة وخدماتها. فعرفها على أنها أي جهاز أو أداة أو جزء من أداة أو منتج سواء تم تصنيعه أو تعديله أوتحسينه ويستخدم في زيادة أو تحسين المهارات والقدرات الوظيفية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. وعرفها كلمن هلاهان و كوفمان (Hallahan and Kauffman, 2003) بأنها الأدوات أو الأجهزة أو البرامج التي تعمل على تحسين أداء الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة سواء أكان ذلك في التعليم أو العمل أو غير ذلك من أنشطة الحياة في كافة المجالات (البسطامي، غانم و فتيحه ومحمد، 2016م، صفحة 41). ويمكن تلخيص بعض الأهداف المنشودة من استخدام الوسائل البصرية كالحاسوب والفيديو والصور والمجسمات مع الأطفال التوحيديين كما تراها (هودجدون، ليندا، 2000) على النحو التالي:
- منح الطفل شعورا بالاستقلالية.
- توضيح المعلومات والتعليمات اللفظية.
- مساعدة الطفل على الاستمرار في العمل.
- تقديم أسلوب محسوس لتعليم بعض المفاهيم.
- زيادة اعتماد الطفل على نفسه.
- مساعدة الطفل على التغلب على المشكلات السلوكية.
- مساعدة الطفل على التركيز والانتباه لفترات أطول.
- مساعدة الطفل على الانتقال بين الأنشطة بسهولة.
- مساعدة الطفل على أداء الخطوات المتسلسلة بطريقة أسرع.” (البسطامي، غانم و فتيحه ومحمد، 2016م، صفحة 42)
لقد أسهمت التكنولوجيا المساندة بشكل فعال في تعليم مهارات الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل والمهارات الأكاديمية وغيرها من المهارات. كما أسهمت المعينات السمعية والبصرية والحركية في منح الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة المزيد من الاستقلالية والحرية في الحركة والتنقل. وتعد التكنولوجيا المساندة من البرامج الحديثة التي تم استخدامها مع الأطفال الذين يعانون من التوحد لتنمية مهارات التواصل وفهم اللغة المحكية. وبالرغم من المحدودية في عدد الدراسات التي تدعم فعالية التكنولوجيا المساندة لدى أطفال التوحد، إلا أن التكنولوجيا المساندة كان لها الدور الفعال في التقليل من الصعوبات التي تواجه الأطفال الذين يعانون من التوحد سواء في جانب التواصل أو جانب التفاعل الاجتماعي (Joanne,2008). فلقد أظهرت معظم الدراسات التي أجريت حول استخدام التكنولوجيا المساندة مع الأطفال الذين يعانون من التوحد أن تكنولوجيا التعليم تحمل في طياتها الكثير من الأمل لهؤلاء الأطفال وأسرهم (2000 ,Merinda, Smith, tyler) كما أشار مونداك (Mindak, 2000) إلى أن استخدام التكنولوجيا المساندة في طياتها الأمل بتزويدنا بأدوات فريدة تسهم بشكل فاعل في تطوير اللغة والتواصل والمهارات المعرفية الأخرى. وتبين العديد من المراجع والدراسات بأن أهمية التكنولوجيا المساندة للمصابين بالتوحد تكمن في أحد الغرضين التاليين: أولهما كوسيلة تعويضية بديلة وثانيهما كأداة تعليمية محفزة. ففي غرضها الثاني، تقوم التكنولوجيا بتوفير الدعم الأكاديمي للطالب والتدريب على المهارات الاجتماعية ومهارات الحياة اليومية وقضاء وقت الفراغ وغيرها من المهارات الوظيفية. (هوساوي، علي بن محمد، م2005).
يمكن تعريف وسائل الاتصال البديلة التعويضية على أنها شكل من أشكال التواصل التي يمكن تقديمها لبعض الأشخاص الذين لا يملكون القدرة على الكلام أو الذين تكون محاولاتهم التواصلية اللفظية غير واضحة والذين يحتاجون مساعدة للتغلب على صعوبة إيجاد الكلمات. ومن الأمثلة على ذلك، استخدام جهاز الكمبيوتر أو استخدام ألواح الاتصال أو أية أجهزة أخرى تقوم بإيصال الرسالة التواصلية للآخرين عوضا عن الكلام ومن الأمثلة على هذه الأدوات :
Big Mack أداة بزر تشغيل أحادي تتيح المجال للتسجيل لمدة 20 ثانية.
Talk pad أداة تشغيلية بالبطارية تحوي أربع رسائل وتتيح المجال ل 15ثانية تسجيل لكل زر تشغيل.
Voice in the Box أداة تواصلية متعددة الرسائل متوفرة ب 40/24/16 رسالة.
cheap Talky أداة تواصلية بأربع رسائل تسجيل تتيح تتبع المجال لتسجيل 5 ثوان لكل زر تسجيل متوفرة في Enabling Devices.
Gotalk جهاز تواصلي محمول بعدة مستويات تصل في أقصاها إلى 100 رسالة صوتية.
اس 32 جهاز تواصل تعويضي بديل يعتبر من الأجهزة التي تعتمد على المخرجات الصوتية وتتطلب تسجيل الرسالة مسبقا، ويمكن استخدامه أيضا للتدريب على المهارات الاجتماعية والمهارات الأكاديمية ومهارات الحياة اليومية، كما أنه يساعد على التحكم في البيئة المحيطة من إنارة وأجهزة تلفزيونية.
Language Master هو عبارة عن جهاز متوسط التكنولوجيا، استخدم لأكثر من 20 سنة وهو جهاز إلكتروني يشبه في حجمه جهاز التسجيل العادي. يتم استخدام بطاقات 3l8 مع شريط التسجيل في أسفل البطاقة. يتم إعادة تشغيله من خلال جهاز language master ويمكن تسجيل رسالة صوتية قصيرة على كل شريحة ويمكن أن يحوي تلميحات بصرية (صور رمزية /كلمات /صور) لها علاقة بالرسالة المسجلة. (البسطامي، غانم و فتيحه ومحمد، 2016م، صفحة 41)
وتؤكد الباحثة أيضا على أهمية استخدام تقنيات التعليم الحديثة في تعليم ذوي اضطراب التوحد. فمن خلالها يمكن أن نساعد هذه الفئة في التقليل من تأثير إعاقتهم وخاصة إذا استخدمت هذه التقنيات بالشكل الصحيح وتوافرت خدماتها و تمكنا من تجنيد المعلمين والأخصائيين المؤهلين التأهيل المناسب للتعامل مع هذه الفئة. سنضمن بذلك تقدما في تعليمهم بالطرائق والأساليب المعدة لهم وستحرز هذه الفئة تقدما واستقلالا أكبر وزيادة في الثقة بالنفس. (أبو حميد، حصة بنت سعد، م2006)
مهام تكنولوجيا التعليم في التربية الخاصة:
أثبتت دراسات كثيرة أن استخدام بعض برامج تكنولوجيا التعليم كالحاسب الآلي له دور كبير في خفض التوتر، حيث تتوفر كثير من البرامج المسلية والألعاب الجميلة التي تدخل السرور في نفوس هؤلاء الطلاب، وبالتالي تخفف كثيرا من حدة التوتر والقلق النفسي لديهم، وبذلك يستخدم الكثير من المعلمين هذه التكنولوجيات كمعزز إيجابي أو سلبي في تعديل سلوكهم. فقد تسهم تكنولوجيا التعليم في تفعيل التربية
الخاصة من خلال عدة مهام، من أبرزها ما يلي:
القيام بالدراسة والتحليل: حيث يجب قبل اتخاذ قرار بخصوص تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة إجراء الدراسات التي تستهدف تحليل مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة وتقدير احتياجاتهم التعليمية وتحليل خصائص كل فئة وتحليل البرامج والمقررات الدراسية الموجهة إليهم وتحليل الموارد والمعوقات البيئية والتعليمية
تصميم وتطوير الأساليب التعليمية: ليس من العدل أن يفرض على ذوي الاحتياجات الخاصة استخدام مصادر تعلم جاهزة معدة للطلاب العاديين لأن ذلك من شأنه أن يصعب عليهم التعلم. فهم يحتاجون إلى تصميم وتطوير مصادر تعلم ومنظومات تعليمية مناسبة لهم وتلبي احتياجاتهم وتحل مشكلات تعلمهم وتنقل إليهم التعلم المطلوب بكفاءة وفاعلية. ويتطلب ذلك وضع مواصفات ومعايير علمية محددة ودقيقة لتصميم كل مصدر تعليمي لكل فئة منهم وتصميم المصادر وتطويرها بطريقة منظومة سليمة وإنشاء مركز تكنولوجي تعليمي مركزي متخصص في إنتاج المصادر والمنظومات التعليمية.
تصميم وتوفير البيئات والأماكن التعليمية المناسبة: لابد من توفير أماكن وبيئات تعليمية مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، وتشمل هذه البيئات : المباني المدرسية ومراكز مصادر التعلم والمكتبات المدرسية الشاملة والمكتبات العامة.
الاقتناء والتزويد: يقصد به العمل على توفير مصادر التعلم المتعددة والمختلفة وتحديثها وتزويدها بصفة مستمرة، ويتضمن هذا المطلب توفير كل من : المواد والوسائل والمصادر التعليمية والأجهزة والتجهيزات المطلوبة لاستخدام تلك المصادر، ومن ثم توفير الكفاءات البشرية المؤهلة والمدربة على توظيف تلك المصادر.
متابعة وتقويم احتياجات المدرسة أو المؤسسة التعليمية للتربية الخاصة: يجب إنشاء إدارة متخصصة للمتابعة والتقويم من مهامها القيام بالوظائف التالية: متابعة وتقويم المصادر البشرية وغير البشرية ومتابعة وتقويم توظيف المصادر من قبل المعلمين والمتعلمين وتحديد احتياجات المدرسة أو المؤسسة التعليمية من المصادر البشرية وغير البشرية ثم كتابة التقارير ورفعها إلى المسؤولين لتوفيرها.
التدريب: يعد التدريب مطلبا ملحا لنجاح أية برامج تطويرية، ويشمل التدريب تدريب الفئات التالية: معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأخصائيي تكنولوجيا التعليم وأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة.
الإعداد الأكاديمي لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأخصائيي تكنولوجيا التعليم: يجب تطوير الإعداد الأكاديمي لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة وأخصائيي تكنولوجيا التعليم لتلك الفئة بكليات التربية، فضلا عن تدريس مقرر في تكنولوجيا تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لجميع الطلاب في كليات التربية.
التوعية والإعلام : وهي مطلب أساسي لزيادة وعي المعلمين وأخصائيي تكنولوجيا التعليم وأولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة بتلك الفئة، ويتطلب ذلك ما يلي: إقامة المحاضرات والندوات والمؤتمرات وورش العمل وإنشاء قناة تلفزيونية تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة وتصميم مواقع على شبكة الانترنت.
النشر والتوظيف والتبني: ينبغي ألا تقف تكنولوجيا التعليم عند حد تصميم منتوجات ومستحدثات تكنولوجية وتطويرها لذوي الاحتياجات الخاصة بل ينبغي أن تسعى لنشرها وتوظيفها وتبنيها من قبل مدارس ومؤسسات تعليم وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة.
معوقات استخدام تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة:
المعوقات التي تتعلق بمعلم ذوي الاحتياجات الخاصة:
– عدم توفر دورات تدريبية أثناء الخدمة في مجال استخدام الوسائل في التعليم.
– عدم التأهيل بشكل كاف لاستخدام الوسيلة التعليمية خلال سنوات الدراسة وفترة الإعداد.
– اعتقاد معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة أن استخدام الوسائل التعليمية يحتاج إلى مجهود أكبر من التدريب بالطريقة العادية، و لضعف إعداد المعلمين في المرحلة الجامعية على استخدام الوسائل التعليمية علاقة وثيقة بهذا الجانب.
– ضعف إلمام معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بقواعد استخدام الوسائل التعليمية مما يؤثر سلبيا على استخدام المعلمين لها، وهي نتيجة طبيعية لضعف الإعداد، وعدم توفر الدورات أثناء الخدمة.
– اعتقاد معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بعدم جدوى الوسائل التعليمية في تعليمهم.
– اعتقاد معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة أن استخدام الوسيلة التعليمية يحول دون الإسراع في إنهاء المنهج الدراسي في وقته المحدد.
المعوقات التي تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم:
– سوء استخدام التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة للأجهزة بشكل فردي.
– وجود مشكلات حسية أو بدنية لدى التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تحد من قدرتهم على استخدام الوسيلة التعليمية.
– عدم رغبة التلاميذ في استخدام الوسائل التعليمية، ومن ثم يجب البحث عن الأسباب المؤدية إلى عزوف التلاميذ عن استخدام الوسائل التعليمية.
– ينسى التلاميذ بسرعة ما تعلموه بواسطة الأجهزة التكنولوجية.
– يواجه التلاميذ صعوبة في كيفية استخدام الوسائل التعليمية بسبب قصورهم الإدراكي سواء أكان هذا الإدراك عقليًا أم حسيًا.
المعوقات التي تتعلق بالإدارة المدرسية:
– عدم وجود فني لتشغيل وصيانة الأجهزة التعليمية بالمدرسة أو المعهد.
– عدم توافر أجهزة وأدوات وسيلة تعليمية كافية في المعهد/ البرنامج.
– خلو الكتب الدراسية من التوجيهات التي تؤكد على ضرورة استخدام الوسائل التعليمية.
– صعوبة نقل بعض الأجهزة التكنولوجية إلى الفصول الدراسية.
– بعد الفصول الدراسية عن مركز التعلم بالمدرسة أو المعهد.
– عدم توفر برمجيات الكمبيوتر التعليمية الملائمة لمستوى التلاميذ بفئاتهم المختلفة.
– عدم تهيئة الفصول الدراسية فنيًا لاستخدام الوسائل التعليمية، سواء أكان ذلك من حيث المساحة أم التوصيلات الكهربائية.
– عدم وجود كتيب إرشادي بالمعهد/ المدرسة يوضح ما هو متوفر من الأجهزة والوسائل التعليمية وكيفية استخدامها.
– عدم جودة كثير من الأجهزة التعليمية، أو أنها غير صالحة للاستعمال.
– عدم وجود مركز لمصادر التعلم بالمدرسة/ المعهد.
– انعدام التنسيق بين المدرسين لاستخدام الأجهزة التكنولوجية المتوفرة، مما يؤدي إلى الفوضى والارتجالية.
– عدم تأكيد إدارة المدرسة/ المعهد على معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بضرورة استخدام التكنولوجيا في التدريس.
– ضيق وقت الحصة أو أنه غير كاف لاستخدام الوسيلة التعليمية.
الخاتمة:
إن أطفال التوحد كغيرهم هم أفراد قبل كل شيء لديهم نقاط قوة فريدة ولديهم نقاط ضعف، وما يشترك فيه الأفراد المتوحدون جميعا هو الإعاقة النمائية، إعاقة في الاتصال والتي تختلف من فرد إلى آخر. فقد يكون ذكاء بعض الأطفال التوحديين متوسطا أو فوق المتوسط، ولذلك يجب أن تبنى الأهداف الأكاديمية على أساس القدرات الفردية للفرد المتوحد، فقد يحتاج طفل توحدي إلى المساعدة في فهم الموقف الاجتماعي وتطوير الاستجابة المناسبة، بينما قد يحتاج الآخر إلى المساعدة في التخلص من السلوك التخريبي وسلوك إيذاء الذات، وبالتالي كما يوجد أفراد توحد مختلفين عن بعضهم البعض فإنه توجد تبعا لذلك برامج تربوية علاجية خاصة ومختلفة.
المراجع:
– صقر، عبد العزيز الغريب، 2004م، تربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الوطن العربي في إطار التصور العام لحقوق الإنسان، د.ط، جامعة المنصورة.
– الزريقات، إبراهيم، 2004م، التوحد الخصائص والعلاج، د.ط، عمان، الأردن: دار الفكر.
– عواد، أحمد و البلوي، نادية، 2011م، الاتجاهات المعاصرة في تشخيص وعلاج التوحد، د.ط، الاسكندرية: مجلة الطفولة والتربية، العدد 6 السنة الثالثة، كلية رياض الأطفال.
– الشيخ ذيب، رائد، 2005م، الدورة الأولية في التوحد، مؤسسة كريم رضا سعيد، د.ط، دمشق: برنامج الإعاقة في سورية.
– سيد سليمان، عبد الرحمن، 2012م، معجم مصطلحات اضطرابات التوحد, د.ط، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
– سيد سليمان، عبد الرحمن، 1998م، سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة، د.ط، القاهرة: دار زهراء الشرق.
– الشربيني، زكريا، 2001م، المشكلات النفسية عند الأطفال، د.ط، القاهرة: دار الفكر العربي.
– بصل، مصطفى، 1990م، علم النفس الصيدلاني، د.ط، دمشق: منشورات جامعة دمشق.
– بن صديق، لينا، 2007م، فاعلية برنامج مقترح في تنمية مهارات التواصل غير اللفظي للأطفال التوحديين وأثر ذلك على سلوكهم الاجتماعي. د.ط، عمان، الأردن: رسالة دكتوراه غير منشورة، الجامعة الأردنية.
– فراج، عثمان لبيب، 2002م، برامج التدخل العلاجي والتأهيلي لأطفال التوحد، د.ط، النشرة الدورية لاتحاد رعاية الفئات الخاصة والمعوقين.
– الشامي، وفاء، 2004م، خفايا التوحد، أشكاله وتشخصيه، د.ط، جدة: مركز جدة للتوحد.
– عبد الرحمن، محمد السيد وآخرون، 2005م، رعاية الاطفال التوحديين دليل الوالدين والمعلمين، د.ط، القاهرة: دار السحاب للنشر والتوزيع.
– البسطامي، غانم و فتيحه ومحمد، 2016م، مقدمة في التربية الخاصة، نظرة حديثة، جامعة أبو ظبي، ط ،1، أبو ظبي: دار الكتاب الجامعي.
– هوساوي، علي بن محمد، 2005م، معوقات التقنيات الخاصة في تدريس التلاميذ المتخلفين عقليا كما يدركها معلمو التربية الفكرية، د.ط، الرياض: كلية التربية، جامعة الملك سعود.
Johnston,S,Evans,E&Joanne,P, 2004, the use of visual support in teaching young children with Autsim Spectrum Disorder to Initiate Interactions. London, pawel company
Mcbrid, P. et al, 1998, Effects of diagnosis reece and puberty on. Journal of the American Academy of Child and Adolescent Psychiatry, Vol. (37 No)
Thank you for giving us the opportunity to learn about special needs (autism)