يعتبر الاقتباس عملية بالغة الأهمية في البحوث الأكاديمية، و معيارا وازنا في تصنيف أعمال الطلاب و تقييمها. هذا من الناحية الأكاديمية، أما من الناحية الأخلاقية فإن الاقتباس يعتبر بمثابة إعتراف الباحث بمكانة كبار الكتاب والشخصيات والمنظمات المعترف بها كمراجع في مجالاتها، كما أن أية معلومات لا تحمل إشارة استشهاد أو إشارة اقتباس متعارف عليها، توحي للقارئ أنها من عند الباحث نفسه، مما يعد اعتداء على حقوق الباحثين الفكرية و خيانة للأمانة العلمية والأكاديمية ونوعا من القرصنة.
و في الآونة الأخيرة، و بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، و اعتمادها من طرف الكتاب و صناع القرار في نشر أفكارهم، أصبح الاقتباس مما ينشر بها ذو أهمية بالغة لكل باحث أراد أن يضفي على عمله لمسة الحداثة و روح العصر، غير أن الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي و بسبب حداثته، يطرح إشكالية تتعلق بكيفية إدراجه في البحث، فكيف تتم هذه العملية إذن؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال، لكن قبل ذلك دعونا نتطرق أولا لمزايا و عيوب هذا النوع من الاقتباس.
1- مزايا و عيوب الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي
أ– مزايا الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي
للاقتباس من مواقع التواصل الاجنماعي عدة مزايا نوجزها في النقط التالية:
- سهولة الوصول: فأغلب الكتاب و المفكرين و صناع القرار المعاصرين أصبحت لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، و الوصول إلى هذه الحسابات عملية سهلة و بسيطة و لا تتطلب الكثير من الجهد و الوقت.
- التحيين: يتميز المحتوى المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتحيين السريع و المستمر، مما يضمن الحصول على آخر المستجدات و أحدث الأفكار.
- سهولة التحقق: فلجان البحوث يمكنها التحقق بسهولة من صحة الاقتباس.
ب- عيوب الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي
كما أن الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي له مزايا تعرفنا عليها أعلاه، فإن له كذلك عيوبا نلخصها في ما يلي:
- عدم الموثوقية: فمواقع التواصل الاجتماعي معرضة للإختراق في أي وقت، كما أن لا شيء يضمن أن الحساب المطلع عليه لا يعود لمنتحل صفة.
- سهولة التعديل: من السهل جدا على الكاتب تعديل أو حذف تغريدته أوتدوينته على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يطرح إشكالية حقيقية أمام هذا النوع من الاستشهاد.
- عدم الاعتراف: بعض لجان البحوث لا تعترف أصلا بهذا النوع من الاقتباس.
2- أساليب الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي
هناك العديد من أساليب الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن أكثرها شيوعاً: أسلوب الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) وأسلوب جمعية اللغات الحديثة (MLA)، و التي توضحها الصور التالية:
البحوث باللغة العربية
و هذه بعض الأمثلة التي توضح كيفية الاستشهاد بمواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية:
الاقتباس من تويتر
أسلوب جمعية اللغات الحديثة
أسلوب الجمعية الأمريكية لعلم النفس
الاقتباس من فيسبوك
أسلوب جمعية اللغات الحديثة
أسلوب الجمعية الأمريكية لعلم النفس
البحوث باللغة الإنجليزية
و هذه بعض الأمثلة التي توضح كيفية الاقتباس من مواقع التواصل الاجتماعي.
المراجع
سلام شكرًا لك اخي الحسين على هذا المقال
مقال مفيد وهذا وقته وأتمنى أن يتفق الباحثون العرب على قضايا كثيرة متعلقة بالتوثيق لأن وسائط المعلومات ومصادرها اختلفت وتنوعت ويواجه الباحث العربي مشكلات وصعوبات خاصة بتوثيق المصادر الرقمية. سبق لي أن نوهت في تغريدات عن توثيق معلومات الوسائط الاجتماعية.
للاضافة إلى هذا الموضوع
هنا موضوع شامل عن توثيق المراجع العلمية
http://www.elcuk.org/2015/01/28/citation/