المقدمة:
في عصر تسارعت فيه حركة العلوم والمعارف، وغدت تقنية المعلومات والتقدم الإلكتروني هما المسيطران على كافة المجالات الحياتية، كان هناك إقبال شديد من المهتمين بمجال التعليم وخاصة فيما يتعلق بالجانب التقني. تطور على إثرها التعليم بصفة عامة وتطورت العملية التعليمية، وتطورت المشاريع والبرامج مما أدى إلى إحداث قفزة مذهلة غيرت مجرى الحياة وذلك من خلال أداء رسالة كبيرة تقع على عاتق كافة القائمين على العملية التعليمية.
ومنهم المشرف التربوي الذي قام بدوره بنشر سياستها وثقافتها في الميدان التربوي ليتم التأثير والتأثر في المجتمع التعليمي من قادة ومعلمين ومتعلمين وأولياء أمور خاصة على المعلم الذي يصنع الأجيال وبه يتم بناء المستقبل من خلال استخدام كل ما يساهم في تطوير التعليم.
وبحكم أن المشرف التربوي من العناصر الفاعلة في العملية التعليمية لاتخاذه موقعا مهما وأساس في تحقيق العديد من التطلعات والأهداف، فهو يعتبر مرشدا وموجها ومطورا وداعما ومساندا لكافة مقومات العملية التعليمية ومستمراً في تقديم الدعم الكامل حتى في ظل الأزمات الطارئة، خاصة أن دوره لا يقتصر على الميدان التربوي التقليدي بل يتجاوزه إلى العمل على الاتصال الإلكتروني. وتبين ذلك من ناحية الالتزام الذي يقوم به كل فرد من المشرفين للاستمرار بدورهم في عملية التطوير المستمر ومواكبة التحديات وتقديم الدعم المناسب لكافة الفئات في أي زمان ومكان خصوصا في ظل الأزمة الراهنة التي يمر بها العالم أجمع والتي لم يشهد لها القرن الحالي مثيلا وهي انتشار فايروس كورونا (كوفيد-19)، وضع لم يكن مُزمنا بل فاجأ العالم بغتة أثناء ممارسة المهام التعليمية.
ووفق البيان الصادر عن منظمة اليونيسكو “فإن الأزمة تؤثر الآن على ما يقارب 363مليون متعلم في جميع أنحاء العالم، من مرحلة ما قبل الابتدائي إلى التعليم العالي، بمافي ذلك 57,8 مليون طالب في التعليم العالي “.
وفي ظل القرارات التي تم اتخاذها للإسراع في إغلاق المدارس، قام كل فرد بمتابعة المسؤوليات وإدارة المهام الموكلة إليه عبر وسائل التواصل الاجتماعية والمنصات التعليمية للحفاظ على سلامة الجميع وسير العملية التعليمية وفق خطى ثابتة وتحت شعار “كلنا مسؤول ” وذلك استشعاراً للدور الوطني والوظيفي والاجتماعي.
ومن هنا تجلى دور المشرف التربوي في قيادة تربوية هدفها الرئيس مواصلة الدعم اللازم لعملية التعليم والتعلم من خلال الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا لمواجهة التحديات التي فرضت نفسها.
ماالمقصود بالمشرف التربوي؟
المشرف التربوي هو خبير فني ومسؤول رئيس في العملية التعليمية وظيفته مساعدة المعلمين على النمو المهني وحل المشكلات التعليمية التي تواجههم، بالإضافة إلى تقديم الخدمات الفنية لتحسين أساليب التدريس وتوجيه العملية التربوية إلى الوجهة الصحيحة مما يستلزم معرفة تامة بما يجعل عملية التعليمة تسير وفق خُطى ثابتة.
دور المشرف التربوي في ظل أزمة كورونا
1- التكثيف من عملية نشر الوعي بأهمية التعليم الإلكتروني
يكون عبر إرشاد المعلمين للتعامل مع الطلاب من خلال المنصات التي أطلقتها وزارة التعليم وكيفية توظيفها لضمان سير العملية التعليمية.
2- القدرة على استخدام أدوات التعلم الإلكترونية
يكون من خلال الأدوات الإلكترونية التي تناسب كافة المعلمين وبمهارات عالية يستطيع معها المعلم مواصلة المهام وتوفير الوقت لأداء مهامه التعليمية.
3- تقديم الأساليب الإشرافية وفق المواقف التعليمية
ينوع الأساليب الإشرافية عن بٌعد كالقراءة الموجهة والنشرات التربوية والبرامج التدربيبة والاجتماعات عبر القاعات الصوتية وكافة الأدوات الرقمية التي تناسب التعليم عن بعد.
4- القدرة على تخطي الحواجز المكانية والزمانية لتطبيق المهام
من خلال التعليم الإلكتروني والوصول الرقمي في أي زمان ومكان يواصل المشرف مهامه مع المعلمين والمتعلمين ويقوم بتنفيذ المهام والمتطلبات بأقل جهد وأفر تكلفة.
5- العمل على توجيه المعلمين لأهم المنصات والمواقع والبرامج والتطبيقات التي تساهم في تطوير العملية التعليمية
من مهام المشرف التربوي رفع كفاءة المعلمين وإكسابهم المعارف والمهارات بإرشادهم وتزويدهم بأدوات ومعينات التطوير الإلكتروني وخاصة المجانية منها والتي يتم تقديمها من الجهات المسؤولة.
6- العمل على حل المشكلات وإيجاد البدائل المناسبة لاستمرار العملية التعليمية
يمكن للمشرف التربوي بالتنسيق مع المعلمين تزويدهم بأهم المهارات التي يسعون للعمل عليها وتنفيذها وفق تنسيق مشترك لإتمام المهام والتغلب على المشكلات الراهنة لإتمام المهام التعليمية.
7- تشكيل مجموعات تثقيفية وتطويرية
يقوم المشرف التربوي من خلال وسائل وشبكات التواصل الاجتماعي بتقديم الدعم من خلال عمل مجموعات من أولياء الأمور والمعلمين لمناقشة كيفية تدريب الطلاب على مواجهة الأزمة الراهنة بكل سهولة ويسر، ومتابعة الأداء التعليمي وفق مواعيد محددة وثابتة في حالة تقديم الدروس عبر البث المباشر.
8- القدرة على تقديم برامج وأنشطة تساهم في عملية التطوير المهني للمعلمين من خلال المنصات التدريبية
حتى لا تكون الأزمة التي يمر بها المشرفون والمعلمون دون أي تأثير، يجب الاهتمام بمواصلة العملية التعليمية عن بعد واستمرار التطوير المهني من خلال رسم خطط ثابتة تعالج مستقبلاً بعض جوانب القصور التي تم ملاحظتها، لتكون مركزاً لاكتساب فهم أعمق وجمع أكبر حصيلة من التطوير التي تعطي نواتج تعلم أعلى يساعد المعلمين على التجديد والتطوير وتشحيع الطلاب على الابتكار، كما يجعل المعلم يقف بنظرة تأملية على إنجازاته خلال العام.
ختاما:
فلتكن هذه الأزمة عبارة عن تحدي يقيس بها الفرد مدى تقدمه حتى يكون أفراد العملية التعليمية متعاونين لبناء جيل أفضل، لأن المستقبل يحظى بمساحة واسعة من الفكر البشري الذي يسعى لإعداده والتهيئة للتعامل مع مستجداته المتسارعة والتعايش مع متغيراته المتعددة من أجل بناء ذلك الجيل في ظل توفير كافة الإمكانات لمواصلة العملية التعليمية بطرق سهلة وميسرة وضرب أروع الأمثلة التي يشهدها العالم أجمع.
المراجع:
https://ar.unesco.org/news/kyfy-ltkhtyt-lltlwm-n-bd-fy-thn-ftr-lglq-lmwqt-llmdrs
https://news.un.org/ar/story/2020/03/1050681
– الحر، عبدالعزيز.التنمية المهنية. مكتب التربية العربي لدول الخليج .الرياض. ط2، 1430/2009م
– الحر، عبدالعزيز. صوت الطالب. مكتب التربية العربي لدول الخليج .الرياض. 1430/2009م
– القحطاني، أمل عائض. كفايات القيادات التربوية . الوطنية للتوزيع. 1435 .
– بن سلمة، منصور بن عبدالعزيز، التطوير المهني داخل المدرسة.
– بالبيد، سعيد عبدالله، كفايات الإشراف التربوي. مكتبة الملك فهد الوطنية. الرياض.1437هـ