عوامل الوقاية والخطر في الطفولة

عوامل الوقاية والخطر في الطّفولة

تعدّ مرحلة الطّفولة فترة حيويّة في حياة الفرد حيث يتطوّّر خلالها وينمو جسدياً وعقلياً، وتتشكّل هويته بشكل أساسي خلال هذه المرحلة، كما يتأثر الطّفل بعدد من العوامل التي تلعب دوراً هاماً في تحديد مسار تطوره العقلي والمجتمعي والتربوي والصحي وهنا تظهر أيضاً عوامل الخطر والوقاية كمفاتيح أساسية لفهم وتحسين جودة حياة الطّفل.

عوامل الخطر في الطّفولة

ويقصد بها العوامل التي تزيد من احتمالية تعرّض الطّفل للمخاطر والتّهديدات، والتي يتطلّب مواجهتها في مرحلة الطّفولة، وقد تشمل العنف الاسرى أو الفقر، وقد يكون التّنمر، أو الإهمال، أو اضطرابات صحة الوالدين النفسيّة والجسدية أو العقلية. كلّ تلك العوامل وغيرها قد تلقي بظلالها السّلبية وتؤثر على نموّ وتطور الطّفل، وعليه لا بدّ من فهم هذه العوامل، والعمل على اجدّ منها، والتّصدي لها يعد أمرًا ضرورياً لتعزيز صحة الطّفل وسعادته.

عوامل الوقاية

ويقصد بها العوامل التي تقلل من احتمال تعرض الطّفل للتهديدات والمخاطر، حيث يبرز دور الوقاية كمحرّك أساس لضمان بيئة داعمة وصحية لتطوير الطّفل، فالرّعاية الصحيّة الجيّدة، وتغذية الطّفل، وتوفير بيئة آمنة، وضمان تفاعل اجتماعيّ وعاطفيّ إيجابي، وإعطاء فرص التّعليم المبكّر، والتي تعدّ جزءً من استراتيجيات الوقاية التي يمكن أن تعزز التّنمية الصحيّة والإيجابية للطفل.

عوامل الوقاية في الطفولة

  • التّغذية السّليمة
  • الرّعاية الصّحيّة
  • السّلامة والبيئة
  • التّفاعل الاجتماعي
  • التّفاعل العاطفي

إنّ نظريّات علماء النّفس تقدم العديد من التفسيرات حول تفاعلات الطّفل مع بيئته المحيطة، وكيف يؤثّر ذلك على تطوّره وتوه في جوانب النّموّ والتّطوّر المختلفة. بحيث تركّز على أطر مختلفة نفسيّة وسلوكيّة، ناهيك عن كيفيّة تشكيل وتأثير عوامل الوقاية والخطر في حياة الطّفل.

 نظريّة دارون وعلاقتها مع عوامل الوقاية والخطر في الطفولة:

تعدّ نظريّة دارون الأساس الذي يُعتمد عليه في تفسير التّطوّر البيولوجي، حيث أنّ فهم عوامل الوقاية والخطر في الطّفولة يتطلّب النّظر إلى عدد من العوامل الاجتماعيّة والنفسيّة والبيئيّة المؤثرة على نموّ الطّفل وتطوّره:

وقد اهتمت نظرّي داروين بتكيّف الفرد للبقاء على قيد الحياة، والعمل على نقل الصّفات الوراثيّة النّاجحة، وعليه يمكن تطبيق هذا المفهوم على تكيف الطّفل مع بيئته سواء كان بصورة إيجابية أو سلبيّة. كما أنّ الظّروف الإيجابية التي ينمو ويتطوّر فيها الطّفل يمكن أن تزيد من فرص نجاحه وتكاثره مستقبلاً.

نظرية فرويد وعلاقتها بعوامل الحماية والخطورة في الطفولة:

وفقا لنظريّة فرويد التي تفترض أنّ التّجارب في مرحلة الطّفولة المبكرة قد تؤثر على النّموّ النّفسيّ لاحقاً،  فتجارب الطّفولة سواء كانت إيجابيّة أو سلبيّة تؤثّر على تكوين الهوية الشّخصية للفرد بالإضافة لاستقراره العاطفي.

كما أشار فرويد إلى أنّ طبيعة البشريّة شريرة في الأصل، وفي حال لم يبذل الأهل جهداً كافياً لمساعدة طفلهم على تخطي الصّراعات والمشاكل والصّعوبات سيصل به الأمر ليكون شخصيّة شاذة غير سويّة ومحاطة بالمشاكل، لكن إذا كان هناك اهتمام ووضوح في رعايته وتربيته وعملوا على مساعدته في تخطي المشاكل والصّعوبات وتجنب الصّراعات سيساعد على الوصول لشخصية سويّة لاحقاً.

فالطفل قد يعاني لاحقاً من اضطرابات، ما لم يحرص الوالدين على تنشئة والدية سويّة توازن بين الجانبين البيولوجي والاجتماعي للطفل، وتحقق الاحتياجات الأساسيّة له.

كما يعدّ عدم القدرة على تحقيق أي جزئية من احتياجات الطفل الأساسيّة نوعًا من العنف أو الإهمال الأخلاقي، حيث أشار جاربارينو وآوتر (1978) إلى وجود أربعة أنواع من التّحطيم الأخلاقي، والتي شملها في عدد من السلوكيات:

  • حرمان الطّفل من التّفاعل الإيجابي مع الوالدين مثل الابتسامة والاحتضان والقبلات.
  • كلّ سلوك سلبيّ ناتج عن اضطراب في العلاقة بين الطّفل والوالدين.
  • كلّ سلوك أبويّ يسبب نقصاً في ثقة الطّفل بنفسه.
  • كلّ سلوك والديّ يؤدي لتقلص المهارات الاجتماعية الجيّدة خارج الاسرة.

أهمية عوامل الوقاية والخطر في حماية الطّفل

إنّ عوامل الوقاية والخطر تلعب دوراً هاماً وبارزاً في حماية الطّفل من المخاطر والصعوبات والتّهديدات التي قد تواجهه في مرحلة الطفولة، وذلك من خلال:

  • تعزيز التّطوّر والنّموّ الطّبيعي للطفل، مما يساعده على بناء مهاراته وقدراته على حلّ المشكلات ومواجهة الصّعوبات والتحديات.
  • حماية الطّفل من التّعرض للعنف والتّنمر، وتوفير بيئة مستقرة وآمنة.
  • منع الطّفل من الوقوع في المشكلات السلوكيّة والاجتماعية، لمساعدته على بناء مستقبل أفضل والاندماج بسلاسة وسهولة في المجتمع.

وعليه يمكن القول بأهمية، بل وضرورة توفير بيئة صحيّة وثريّة بالخبرات وداعمة للأطفال، مع التّركيز على العوامل النّفسيّة والاجتماعية والبيئيّة التي يمكن أن تؤثر على تطور الطّفل، بهدف ضمان نموّه وتطوّره في بيئة آمنة ومستقرة.

المراجع:

  • النوايسة، عبد الله محمد. (2015). النموّ المعرفي للطفل. دار الاعصار العلمي للنشر.
  • محاجنة، سامي؛ حسن، نيفين. (2019). نظرة إلى الطفولة من سن الولادة -3 سنوات، دار النهضة للطباعة والنشر، الناصرة.

البحث في Google:





عن د. إيناس عبّاد العيسى

بكالوريوس في الكيمياء والرياضيات والفيزياء، دبلوم عال في أساليب تدريس الرياضيات والعلوم. ماجستير في الإدارة من جامعة ليڤريول- بريطانيا، دبلوم عال في الإرشاد التربوي من الجامعة العبرية. ماجستير ثان في التربية من جامعة بيرزيت. دكتوراه في فلسفة التربية وقيادة المؤسسات التربوية. تعمل محاضرة في عدد من الجامعات والكليات والمؤسسات التربوية منها جامعة القدس المفتوحة، كلية المقاصد الجامعية، جامعة النجاح الوطنية، جامعة القدس، مركز إرشاد المعلمين، مركز إبداع المعلم وغيرها .. ناشطة مجتمعية، عضو مجلس أمناء وعضو هيئة إدارية في عدد من المؤسسات المحلية والدولية، سفيرة للعمل التطوعي في المنظمة الدولية للعمل التطوعي. لها عدد من المؤلفات في التربية وعلم الاجتماع والإدارة والقيادة. بالاضافة إلى عشرات الأبحاث والمقالات المنشورة بالعربية والإنجليزية ومنها مترجمة للفرنسية والعبرية في عدد من المجلات المحلية والعالمية. القدس. فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *