ما أجمل أن نلتقي بطلبتنا مرة أخرى و ما أجمل تلك الوجوه الجديدة التي نراها لأول مرة مع بداية كل عام دراسي جديد. براءة وطفولة، حيث توجد في الخفاء نظرات خوف وترقب، ترى ماهي المدرسة؟ وكيف سيمضي هذا اليوم العصيب؟ تساؤلات تدور في أذهان الطلبة الجدد يسببها الخوف من المجهول، ليتلاشى بعدها الخوف والقلق مع أول بسمة من معلمة أو معلم نذروا حياتهم للتربية أولا ثم التعليم و تحمّل عبء هؤلاء الصغار. فما سر تلك البسمة؟
إنها بمثابة لحظة أمان نهديها لطلابنا تشعرهم أن والديهم معهم في المدرسة ولم يفارقوهم بعد، وأن هذا المكان آمن بما فيه الكفاية ليتعلموا ويلعبوا وأنه أجمل يوم في حياتهم وسيعودون لهذا المكان كل يوم بلا خوف ولا تردد.
اليوم هو الأول من أيلول شتنبر وقد بدأ الطلبة دوامهم اليوم مستبشرين فرحين، ودخلت إلى غرفة الصف مسرورة و مرحبة بالطالبات، متمنية لهن النجاح والتفوق.
وبعد أن أنهيت كلامي، تقدمت لي إحدى الطالبات بخجل وقدمت لي علبة بسيطة، وطلبت أن أقبلها، فقبلتها بسرور وغمرتني الفرحة عندما فتحتها فوجدت أول حرف من اسمي مطرزا بيديها الصغيرتين موضوعا على ورود عطرة وحوله عبارات المحبة والشكر والعرفان.
تساءلت في نفسي كم من الوقت استغرق إنجازها؟ ولماذا أنا بالضبط؟
لابد أنها قضت وقتا طويلا من إجازتها من أجلي، و الدافع فقط أني تركت في نفسها أثرا طيبا لم تستطع أن تنساه حتى في الإجازة. كل هذا نتاج حسن المعاملة واحترام شخصية الطالب وأفكاره واتجاهاته.
يعتقد البعض أن احترام الطلبة سيفقدهم الهيبة والقدرة على إدارة المواقف بحزم، الإجابة لا بالطبع، فالاحترام لا يعني فقدان الهيبة، بل يزيد من هيبة المعلم وثقة الطلاب به مما يوفر لهم ظروف تعلم أكثر أمانا. ولكي تحقق ذلك هناك العديد من الأمور التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار، عليك مثلا أن:
– تعزّز من ثقة الطالب بنفسه و تفسح له المجال ليعبّر عن أفكاره في جوّ يسوده الأمان.
– تترك همومك ومشاكلك خارج بوابة المدرسة.
– تعمل بقوله تعالى” والكاظمين الغيظ”، فمن الطبيعي أن تتعرض لمواقف تثير غضبك أثناء تواجدك بالمدرسة، فلا تسمح لنفسك أن تخرج ضغائنك على أحد من الطلبة.
– تضع نصب عينيك أنك مؤتمن وسيسألك الله تعالى عن هذه الأمانة فقم بعملك بإخلاص.
– تبحث عن كل جديد يتعلق بمجال عملك و تطوّر مهاراتك لتبني جسور الثقة بينك و بين طلابك.
– لا تقمع أي فكرة و لا تساهم في وأد الإبداع قبل أن يولد، بل اعمل على تحرير طاقات طلابك الكامنة وتحفيز تفكيرهم.
لا شكَّ أنَّ الكلمة الطيِّبة والعبارة الحسنة تفعل أثرها في النفوس وتؤلِّف القلوب، وتُذهب الضغائن والأحقاد من الصدور، وكذلك التعبيرات التي تَظهر على وجه المعلم، تنعكس إيجابيًّا أو سلبيًّا على مردود الطالب، وذلك لأن انبساط الوجه وطلاقته مما تأْنَس به النفس وتَرتاح إليه، وأما عُبوس الوجه و تَقطيب الحاجبين، فهو مما تَنفر منه النفس وتُنكره.
فما الذي ستجنيه كمعلم من حسن معاملة الطلبة؟
– ستصبح المدرسة مكان عمل آمن ومريح نفسيا لك ولطلابك.
– سيصبح استقبال المعلومة بالنسبة للطلبة أكثر يسرا وسهولة.
– ستصبح حصتك الدراسية أكثر تشويقا من ذي قبل.
– ستتحقق أهدافك التعليمية بدقة.
– ستتحقق لدى الطلبة سيرورة عملية التعلم.
– ستزداد دافعية الطلبة نحو التعلم الذاتي.
لا شكَّ أنَّ الكلمة الطيِّبة والعبارة الحسنة
من باب هاته الكلمة اقول شكرا لكم و لها
وبارك الله فيها
أفكار جميلة شكرا
شكرا للمتابعة
وقد سبق وان طرحت نفس الموضوع منذ سنتين في موقع — منهل الثقافة التربوية — ولا زلت بحمد الله افتخر بمحبة وثقة طلابي بي – حيث انني يوميا ابدأ كل حصة بالسلام والمصافحة السريعة لهم – مما يؤسس علاقة ودية لمحبة المادة مني – لما فيه مستقبلهم باذن الله واستمرار الدراسة لهم بالاعوام القادمة – حيث انهم يفرحون بهذه العلاقة الودية – يقولن – لا احد من المعلمين يسلم علينا او يصافحنا غيرك – فارد عليهم بانكم احفادي هنا – ونحن في حصن ن حصون التربية اولا ثم التعليم — والله الموفق
فكرة المصافحة لا شك أن لها نتائج نفسية مريحة للطالب وتهيئ لدرس ناجح
كل الشكر للاستاذة ايمان الرواشدة على مقالك الرائع بعنوان كيف تكسب محبة طلابك ولكن أرجو تزويدي بالطرق التي تناسب طالبات المرخلة الثانوية ولك جزيل الشكر
شكرا لكم جميعا..تعليقاتكم اعتبرها من أبواب المعرفة فتبادل الخبرات والآراء يثري خبرات الجميع. بالنسبة للمرحلة الثانوية فان مفتاح السر هو احترام شخصيات الطلبة وتقدير أفكارهم وان بدت سخيفة واعطاءهم أدوار قيادية تجعلهم يشعرون بأنهم محل ثقتكم سواء داخل الحصة او خارجها. وذكر المربي الفاضل في تعليقه السابق فكرة المصافحة فهي تؤسس لعلاقة ودية بين المعلم والطالب
بارك الله فيكم
شكرا أستاذة على الطرح الجيد
شكرا لك على قراءة المقال واتمنى لك التوفيق
رائعه. وايضا فكره المصافحه سأطبقها بأذن الله
الله يجزيكي خيراً
وجهدٌ مشكور
الله يجزاكم خير
تعزيز الثقة واضفاء جو تربوى مناسب داخل الفضاء التعليمى ( الفصل) يساعدان على تسهيل التعلم. شكرا لك سيدة ايمان على المقال.