تشير الدراسات والبحوث في العقدين الأخيرين – من هذا القرن – إلى القفزة النوعيّة التي حقّقها نظام التعليم في فنلندا، فنتائج الامتحانات الدوليّة تضع فنلندا في طليعة الدول في التحصيل، وفي ضآلة الفروق في نتائج التحصيل بين المدارس والطلاب فيها.
وفي استطلاع مجلة نيوزويك لعام 2010 ورد أنّ فنلندا تعتبر “أفضل دولة في العالم من حيث الصحة والاقتصاد والتعليم والبيئة السياسيّة ونوعيّة الحياة، كما تعتبر فنلندا ثاني أكثر البلدان استقرارًا في العالم” .
من هنا لا غرابة أن كثُر “الحُجّاج” لفنلندا للاطّلاع والتعلّم من تجربتها الفريدة!
وسنحاول في هذه المقالة التعرّف على أبرز العوامل والأسباب التي حقّقت لنظام التعليم في فنلندا هذه القفزة والمكانة المميّزة.
دولة فنلندا في سطور
تُعتبر فنلندا من الدول الإسكندنافيّة وتقع في شمال القارّة الأوروبيّة، ويحدّها من الغرب السويد، ومن الشمال النرويج، ومن الشرق روسيا، ومن الجنوب أستونيا.
تمتدّ فنلندا على مساحة 338,145 كم مربع ويبلغ تعداد سكانها حوالي 5.5 مليون نسمة، وهي من أقلّ الدول في العالم من حيث الكثافة السكّانيّة. وعاصمتها مدينة هلسنكي.
تغطّي الغابات معظم أراضي فنلندا، وتكثر فيها البحيرات.
في الماضي، اعتمدت فنلندا في اقتصادها على الزراعة وتصدير الأخشاب، ثم أخذت تتحوّل تدريجيًّا للصناعة، خاصة الصناعات التكنولوجيّة والإلكترونيّة المتطوّرة.
تُستعمل في فنلندا لغتان رسميّتان: الفنلنديّة والسويديّة، ولكن الأولى أكثر انتشارًا وشيوعًا.
عام 1917م أعلنت فنلندا استقلالها عن روسيا، وفي عام 1995 انضمّت للاتحاد الأوروبيّ.
نظام الحكم فيها جمهوريّ.
الرؤيا/الفلسفة لنظام التعليم في فنلندا
يعتمد نظام التعليم في فنلندا على رؤيا/فلسفة تربويّة أصيلة منبثقة من ظروف الحياة والواقع المعيش في فنلندا، وطبعًا هذا لا ينفي الاطّلاع على تجارب الآخرين والتأثّر بها، ولكن بدون النسخ والنقل الحرفيّ عن مصادر خارجيّة أجنبيّة!
كذلك، لم تتمّ عمليّة الإصلاح والتغيير في نظام التعليم في فنلندا طفرة، بل مرّت بمراحل واحتاجت للوقت والجهد والمثابرة، ورافق ذلك البحوث والدراسات النظريّة والتطبيقيّة الميدانيّة من الخبراء والأخصّائيين في التربية وعلم النفس والمربّين في الحقل.
تؤكّد الرؤيا التربويّة في فنلندا على مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلّمين، فالمدارس حكوميّة مدعومة ومموّلة من الدولة، ولا فرق في المستوى بين مدارس المدن أو الأحياء الميسورة والمدارس في مجمّعات قرويّة أو أحياء شعبيّة. وحظّ المدارس الخاصّة في فنلندا شبه معدوم، ولا تشجّع الدولة على فتح مثل هذه المدارس!
ويضمن دستور البلاد حقّ التعليم المجانيّ للجميع وفي كلّ المراحل، ولا فصل أو عزلة للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة، بل يتعلّمون مع بقية الطلاب، ويحظون كغيرهم للعناية والاهتمام.
والتعليم في فنلندا يهدف إلى تنمية شخصيّة الطالب المتكاملة في جوانبها وأبعادها المختلفة: العقليّة والبدنيّة والنفسيّة والروحيّة والاجتماعيّة والجماليّة.
وتؤكّد الرؤيا، كذلك، على إكساب منظومة قيم إيجابيّة للطلاب تتمثّل في غرس قيم الاستقامة والعدل والتسامح والتعدديّة وقبول المختلف والانتماء والعطاء.
البنيّة التحتيّة الملائمة والداعمة
توفّر فنلندا للطلاب مؤسسات ومدارس عصريّة، فالمباني والغرف واسعة مزوّدة بجميع التجهيزات ووسائل الراحة والتعليم، وهناك المختبرات وأماكن الاستراحة والأكل، وهناك مرافق أخرى كالمكتبات والملاعب الرياضيّة وقاعات الأنشطة والمسارح وكلّها مجهّزة لتستجيب لحاجات المتعلّمين للعب والتسلية والتعلّم والرياضة.
المربّون في فنلندا (المعلّمون والمديرون)
يحظى المعلّمون في فنلندا بمكانة مرموقة قد توازي مكانة الأطباء والمحامين– وربّما تزيد أحيانًا – وتسعى الدولة إلى جذب الممتازين واستقطابهم لهذه المهنة، وتقوم بإعدادهم وتأهيلهم بصورة مكثّفة وموسّعة في الجامعات في مواضيع تخصّصهم وفي مساقات علم النفس وأساليب التربية – النظريّة والعمليّة – المتنوّعة الحديثة التي تمكّنهم من أداء مهامّهم والتعامل مع مستويات الطلاب وقدراتهم المتباينة، ويلاقي المعلّمون الدعم والتشجيع والإثراء بعد تخرّجهم وانخراطهم في العمل في المدارس مع الطلاب.
ومن الجدير بالذكر أنّ معلّمي فنلندا للمراحل الابتدائية والإعداديّة والثانويّة من حملة شهادة الماجستير أو الدكتوراه.
ولتسهيل العمل ونجاعته لا يدرّس المعلّمون أكثر من 4 حصص/دروس في اليوم، أمّا بقيّة الوقت فيقومون بالتخطيط والتحضير لعملهم أو بإرشاد الطلاب وتوجيههم، أو بإثراء أنفسهم بكلّ جديد يرتبط بعملهم، أو بالتشاور والتنسيق والتعاون مع بعضهم البعض.
يتمتّع المعلّمون بالاستقلاليّة في التدريس وبالمشاركة الفعّالة في إعداد المناهج الدراسيّة وبلورتها، وفي اختيار المضامين التي تلائم طلابهم.
يتّصف المعلّمون بالحرفيّة/المهنيّة في عملهم، ويعتبرون التدريس رسالة ومسؤوليّة وطنيّة، ويتحلّون بالدافعيّة والحماس في ممارسة عملهم، ولا يشعرون بالملل والإحباط، وغالبًا ما يستمرّون في وظائفهم حتّى الخروج للتقاعد.
أمّا علاقة المعلّمين ببعضهم – داخل مدارسهم أو مع معلّمين خارجها – فهي علاقة ودّيّة وتعاون وانفتاح ممّا يثريهم ويرقى بمعارفهم وأدائهم.
أمّا علاقتهم بالطلاب وتعاملهم معهم فتعكس الاحترام والاحتواء والتشجيع والتوجيه والإرشاد، فنراهم يراعون “الإيقاع” الخاصّ لكلّ طالب، فلا يكلّفونه فوق طاقته، ولا يتهرّبون من واجبهم تجاه كلّ طالب في المدرسة ليلجؤوا إلى إعطاء دروس خصوصيّة – خارج المدرسة – كما هو حاصل في دول أخرى!
أمّا طرائق التدريس المتّبعة فهي متنوّعة مراعاة للتمايز والتباين بين الطلاب، ومراعاة لتعدّد الذكاءات، ويحرص المعلّمون على دمج وسائل التكنولوجيا الحديثة من الآيباد والحاسوب والتلفزيون والأفلام والمسلاط والأقراص المدمجة، لذلك يستغني الطلاب في فنلندا عن الحقائب الثقيلة المضرّة!
يبتعد التعليم في فنلندا عن أساليب التلقين والحفظ والإيداع، بل يهتمّ بتعليم الطلاب المهارات الأساسيّة، وتنمية التفكير والإبداع والنقد، وإكساب مهارات التعلّم الذاتيّ لمواجهة ظاهرة انفجار المعرفة وتراكمها وتقادمها، من هنا حاجة المتعلّم للتعلّم الذاتيّ، وللبحث والتمحيص والغربلة، واتخاذ المواقف والإحكام، وللتعلّم الدائم بعد التخرّج.
ولا يُثقل المعلّمون على الطلاب، فلا اختبارات ولا امتحانات معياريّة خارجيّة مُرهقة ومزعجة، ولا وظائف بيتيّة مملّة – إلّا ما ندر ولوقت محدود جدًّا – ودور المعلّمين هو تشخيص الطلاب ومعرفة قدراتهم ومستواهم ليلائموا لهم المواد والمضامين التي تتناسب مع التشخيص.
المتعلّمون محور العمليّة التعليميّة التعلّميّة
كما ذكرتُ إنّ رؤيا نظام التعليم في فنلندا تؤكّد على: ” مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين جميع المتعلّمين…، وحقّ التعليم المجانيّ للجميع وفي كلّ المراحل” – من هنا نستخلص أنّ الطالب هو محور العمليّة التعليميّة التعلّميّة في فنلندا، وهدف التعليم هو إعداد المتعلّم للحياة بإكسابه المهارات والمعارف والقيم التي تمكنّه من المساهمة في تقدّم وطنه ورفاهيته واقتصاده، وليحقّق نوعيّة حياة جيّدة مُرضية له ولأسرته وأبناء وطنه.
وقد حرص نظام التعليم في فنلندا على مراعاة حاجات وميول وقدرات المتعلّمين منذ طفولتهم الغضّة المبكّرة. وقد لمسنا ذلك في رياض الأطفال التي سعت لتوفير أجواء اللعب والتسلية والمتعة والحرية للصغار، فلا مضامين ملزمة حتّى سنّ السابعة وبداية المرحلة الأساسيّة للتعليم التي يبدأ فيها المتعلّمون عمليّة التعلّم.
وحرص هذا النظام على توفير المساواة وتكافؤ الفرص لجميع المتعلّمين، فلا مدارس خاصّة انتقائيّة، ولا تمويل مختلف أو تخصيص معلّمين ذوي كفاءة وتأهيل أفضل. والصفوف في المدارس تضمّ بين جدرانها الطلاب العاديين والطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة، فلا فصل بينهم، والمحتاجون للعناية كلّهم يحظون بها.
والتعليم مجانيّ للجميع، والكلّ يحظى بوجبات الطعام المجانيّة، والسفر مجّانا لكل من يسكن 3 كم بعيدًا عن المدرسة، والكلّ، حتّى بداية المرحلة الثانويّة، يحظى بالكتب والقرطاسيّة مجّانًا.
والصفوف واسعة مريحة وغير مزدحمة أو مكتظّة، فالروضة لا يزيد عدد طلابها عن 12طالبًا، والصفوف الابتدائيّة الأساسيّة عدد طلابها لا يتجاوز 25 طالبًا، وأحيانًا يقسّم الصفّ نفسه لمجموعات صغيرة (6 – 7 طلاب) مع معلّم/مرشد لكلّ مجموعة.
وعدد ساعات مكوث الطلاب في الصفوف للتعلّم قليل وقد لا يزيد عن ثلاث ساعات في اليوم، وبقيّة اليوم لفعاليّات ممتعة مثرية، والاختيار أمام الطلاب واسع!
فلا امتحانات مخيفة ثقيلة ولا وظائف منزليّة مملّة – إلّا ما ندر ولوقت قصير جدًّا –
والتركيز على التشخيص ومعرفة مستوى كلّ طالب لاختيار ما يناسب هذا التشخيص.
ويتمتّع الطلاب بحرية كبيرة، وبحقّ المشاركة في القرارات واختيار ما يروق لهم،
وهم لا يلتزمون بارتداء زيّ موحد، كذلك يسمح لمن أراد بخلع حذائه، ويُتاح لمعظمهم الاشتراك في حركات الشبيبة التي تنمّي المهارات الاجتماعيّة، وتعزّز روح الانتماء والعطاء.
إنّهم، في فنلندا، يطبّقون الشعار: ” إنّ كلَّ تلميذٍ يعتبرُ مُهمًّا “
كلمة أخيرة
أعترف أنّني بعد القراءة والاطّلاع على نظام التعليم في فنلندا من المصادر الورقيّة وأهمها كتاب مترجم لمؤلّفه الفلندي فاسي سالبرغ – وهو أحد كبار المنظّرين والمبادرين والراعين لهذا النظام – بعنوان: “نتعلّم من فنلندا” – تبصّرات من نظام تربويّ ناجح، وكذلك قراءة العشرات من الصفحات في المصادر العديدة في الشبكة العنكبوتيّة، بعد هذا الاطّلاع صرتُ من المعجبين والمقدّرين لهذا النظام لما حقّقه من جودة وتميّز.
لم أغطِّ بالتفصيل جميع العوامل والأسباب التي ارتقت بهذا النظام، وقد يكون لي عودة للموضوع في المستقبل.
وهنا أسجّل/أطرح بعض الأسئلة:
- ماذا يمكن أن نتعلّم من تجربة فنلندا الناجحة؟
- وهل نستطيع، في مجتمعنا العربيّ، أن نطبّق هذه التجربة ولو جزئيًّا؟
- وما هي الصعوبات التي تحول دون تطبيق هذه التجربة عندنا؟
للإجابة الموجزة والسريعة عن هذه الأسئلة أقول:
لا يُمكن تطبيق تجربة فنلندا بحذافيرها في جهاز التربيّة في مجتمعاتنا، ولكن نستطيع استلهام بعض التوجّهات والأفكار من هذه التجربة، أذكر بعضًا منها:
- العمل الجادّ – بعد الاطّلاع الواعي – على بلورة رؤيا/فلسفة تربويّة لمدارسنا تكون أصيلة منبثقة من ظروفنا وواقعنا وطموحاتنا وغير مقتبسة أو مستعارة من مصادر خارجيّة!
- مراجعة سياسة القبول للكلّيات والجامعات للمرشّحين لمهنة التعليم، وتشجيع قبول المتفوّقين المتميّزين مع بحث إيجاد سبل لدعم الملتحقين بهذه الأقسام ماديًّا ومعنويًّا.
- المطالبة من الجهات المسؤولة في الدولة والسلطات المحليّة – وبدون تخاذل- بتغيير وتحسين البنيّة التحتيّة لمدارسنا بحيث تلائم متطلّبات التعليم والتربيّة في القرن الحادي والعشرين!
- مراجعة أساليب التدريس المتبعة في مدارسنا وقضية الامتحانات وما تسبّبه من قلق وهلع لدى الطلاب.
- مراجعة دَوْر المعلّمين واستقلاليّتهم في التعليم وتطبيق المناهج، وعلاقتهم مع بعضهم في مدارسهم وخارج مدارسهم بحيث نؤكّد على التعاون والمشاركة والإثراء المتبادل وليس على التنافس!
- مناقشة مدى حريّة الطلاب وإشراكهم في القرارات وفي العمليّة التعليميّة التعلّميّة.
لابد للبلاد العربية التخطيط الجيد وترك المحسوبيات
صدقتَ أخي فهد الشهراني – للنهوض بالتعليم والارتقاء فيه
نحتاج لبلورة رؤيا/فلسفة أصيلة للتربية في بلادنا وغير
منسوخة، ثمّ تأتي الخطط والتنفيذ بدون محسوبيات وتمييز!
أين أجد الكتاب المشار إليه “كتاب مترجم لمؤلّفه الفلندي فاسي سالبرغ، بعنوان: “نتعلّم من فنلندا” – تبصّرات من نظام تربويّ ناجح” ؟
عنوان الكتاب باللغة الإنجليزيّة هو:
What can the world learn from the educational change in Finland?
للمؤلّف: Pasi Sahlberg
وقد قرأتُ له ترجمة باللغة العبريّة!!
الموضوع أكثر من رائع ونتمنى أن يتطور نظام التعليم في كل الدول لتقديم خدمات متميزة بهذا الشكل.
شكرا
د. عفاف – أشاركك في هذه الأمنية!
وأنا أقرأ هذا الموضوع أتحسر كثيرا على أوضاع المنظومة التعليمية ببلادنا. على العموم، شكرا دكتور أبو فنه على هذه المعلومات القيمة
أخي رشيد التلواتي – كنّا يوما ما السبّاقين والروّاد
في الحضارة والتعليم والفكر، وعلماؤنا وآثارنا في
الأندلس وغيرها تشهدعلى ذلك.
لذلك أقول لك، لا مستحيل، ويمكن أن ننهض ونتميّز!
فعلا، هذا صحيح. لكننا نرى في كثير من الأحيان غياب الإدارة والعزيمة…
صدقتَ أخي رشيد، ما نحتاجه هو الإدارة السليمة
الواعية والعزيمة التي لا تعرف اليأس أو النكوص!
أخي رشيد / أعتقد أن مشكلتنا ليست فقط على مستوى الإدارة ، إن المنظمومة التعليمية بأكملها بحاجة إلى إصلاح. مع كل أسف أقول إن التعليم في بعض الدول العربية يتطور و لكن ليس في الاتجاه الإيجابي. إن الهوة تتسع يوما بعد اليوم بين دولنا و دول العلم المتقدم. إن صح القول ، هم يحرصون على الرقي بمستوى شعوبهم التعليمي بتوفير جميع الإمكانيات أما نحن – إن كان لدينا امكانيات – لا نستغلها أحسن استغلال
شكرا على تفاعلك أخي ناصر عبد الحميد، الإدارة لم أقصد بها شخص المدير، فهم كما الحال بالنسبة للمدرسين ليسوا سوى منفذين للسياسات التعليمية، حيث هامش التحرك والحرية صغير في ظل سياسة تعليمية جامدة لا تكاد تراعي الخصوصيات و الإبداع ولا تهتم بالطاقات الواعدة والأفكار المثمرة
الأخ ناصر عبد الحميد يونس – أنا أوافقك الرأي
أنّ المنظومة التعليميّة بأكملها تحتاج إلى الإصلاح،
وهذا ما فعلوه في فنلندا: وضعوا الأهداف والرؤيا،
خطّطوا ووفّروا البنية التحتيّة، وأهّلوا المربّين،
وتابعوا التنفيذ بثقة وو…
نرجو المزيد من التجارب الرائدة .
مع التحليل
لمعرفة الموجود والمفقود لدينا
شكرا
د.فيصل بشرى
أتفلق معك د. فيصل بشرى، فعلى الباحثين
والمفكّرين القيام بالدراسات والأبحاث لتشخيص
الأوضاع، وتقديم الحلول الملائمة.
الكتاب المشار إليه في المقال تمت ترجمته إلى العربية
الناشر مكتب التربية العربي لدول الخليج
ترجمة د صالح علي القرني
https://twitter.com/drsalehalqarni/status/752295166233509888
أحيّي المترجم د. صالح علي القرني على ترجمة
هذا الكتاب القيّم للغتنا الخالدة، ممّا يسهّل
على أبناء أمّتنا قراءة الكتاب واستخلاص العبر منه!
وأنا في شوق للحصول على نسخة منه بالعربيّة.
من حيث رأيي الشخصي يرجع تراجع التعليم في الدول العربية لعدم الإهتمام به . فلو رجعنا للميزانيات المخصصة للتعليم نجدها ضعيفة. أيضا عدم الإهتمام بالمعلم ودعمه ماديا ومعنويا
الفاضل هلال – نعم، نحتاج لإعلاء مكانة المعلّم/المربّي
في الدول العربيّة ودعمه ماديًّا ومعنويّأ، ونحتاج
للميزانيّات الكافية لإعداد الدراسات والخطط وتعزيز
البنية التحتيّة، وبلورة المناهج العصريّة وو…
التعليم خدمة تقدمها الدولة لمواطنيها فيمكن اجراء تجربة افضل من التجربة الفنلنديةبشرط:
1-النظر الى الانسان باعتباره قيمة انسانسية في حد ذاته
2-اعطاء المعلم مكانة مرموقة في المجتمع.
3- اعتبار العمل في حقل التعليم مسؤلية وطنية
4- جعل التعليم هم وطني يكرس كل جهود الدولة لانجاحه
5- جعل المتعلم محمور العملية التعليمية والعمل على تنمية شخصيته تنمية متكاملة واعداده للحياة من النواحي العقلية والاجتماعية والنفسية والحركية
الفاضل عبد الملك أحمد – فعلّا إذا توفّرت
العوامل التي ذكرتَ، فسنرقى بالتعليم.
ان هم التلميذ اليوم او الطالب هو التحصيل الرقمي كما هو هم اوليائهم ، فلا وزن للتحصيل العلمي مقارنة بالتحصيل النقطي،ثبات في البرامج وا لمناهج ادى الى كساد في العقول و شلل في التفكير و عقم في الابداع تحت قيد المنظومة
الفاضلة د. نوال – المفروض أن نغيّر هذه التوجّهات
السائدة والشائعة لدى الطلاب وذويهم، بناء الإنسان
وتزويده بالمهارات والقيم المنشودة أهمّ من العلامات!
مع كل أسف أعلمك أستاذي الفاضل أن أقول – و بدون تعميم – عدم وعي جزء كبير من المدرسين و خاصة الجدد بمسؤولياتهم من حيث الإرشاد و النصح و التوجيه هو الذي جعل كثير من المتعلمين لا يفكرون إلى في النجاح بأسهل الطرق. يعتقد هؤلاء المدرسين أن عملهم ينحصر في عملية إلقاء الدرس ، أما عملية الفهم و الاستيعاب فتلك مسؤولية المتعلم. كيف السبيل إذا السواد الأعظم من المدرسين يتعاملون بهذه الطريقة ؟
د. محمود : أشكركم على ما جاء في مقالكم من معلومات مفيدة. فهل يا ترى يأتي يوم يصبح فيه التعليم إحدى مشاغل وأولويات من بأيديهم مقاليد الأمور في بلادنا. أصبح موضوع التعليم اليوم موضوع أمن قومي.كما كان يقال لنا في المدرسة الابتدائية ، إن العلم هو سلاح نقاوم به الجهل و التخلف وبدون العلم نبقى أمة لا حولى لها و لا قوة……
الفاضل ناصر عبد الحميد يونس – شكرًا لمرورك المؤازر،
وأشاركك الرأيّ أنّ موضوع التعليم موضوع أمن قوميّ، ويحتاج
لقرارات حكيمة وجريئة للنهوض به لدى أمّتنا، فالتعليم
رافعة للرقي والتقدّم في حياة الأفراد والشعوب على السواء.
مقال شيق ومفيد ولكن نجاح التعليم قي اي دولة مرهون بسلطة سياسية قوية وسيادة وطنية اصيلة
الفاضل عبد الحفيظ بن الشيخ – جزيل الشكر لكلماتك المؤازرة،
وأوافقك الرأي بأنّ كلّ إصلاح أو تغيير يحتاج لقرار واضح
من السلطة المركزية القويّة!
جعل المسئولين عن دولةفنلندا: التعليم درجة أولى للإرتقاء بوطنهم.. وجعل المسئولين عن التعليم الطفل محورآ للعملية التعليمية .. وكان ناتج إلتقاء الإرادتين السياسية والتعليمية الواعية هو الثمرة الناجحة
للفاضل صالح إسماعيل – جزيل الشكر لتعقيبك الحصيف الواعي.
سؤالي في ضل الوضع الحالي للتعليم في دولنا العربية هل يمكن تنصحوني سفر إلى إحدى هذه الدول والاستقرار هناك من أجل ضمان تعليم جيد أولادي ام هناك حلول أخرى ممكن الاستفادة منها الاعطاء طفلي تعليم جيد.
للفاضلة أمّ تركي – سؤالك محيّر جدًّا ومن الصعب الإجابة عنه
بموضوعيّة تامّة، ومع ذلك أقول: ليس الحلّ هو السفر لخارج الوطن
لتعليم الأبناء (على الأقلّ حتّى نهاية المرحلة الثانويّة!)، بل الحلّ الأمثل
والمنشود هو أن نسعى للارتقاء بالتعليم في بلادنا، ولا مانع من الاطّلاع
على التجديدات أو المبادرات الناجحة في الدول الأخرى لتساعدنا في
عمليّة الإصلاح والنهوض في أنظمة التعليم في أوطاننا!
د. محمود أبو فنّة
لكي نغيّر واقع المدرسة العربية ، وجب علينا تغيير المجتمع ، هو العنصر الأساسي في بناء شخصية الفرد و أخص بذلك الأسرة و الأم على وجه أخص لأنّها اللّبنة الأساسية التّتي تُكوِّن شخصية الطفل ، فلا يزال المعلم في أغلب الدول العربية يستعمل أسلوب الضرب و الاهانة مع التلميذ للأسف الشديد ، لماذا ؟؟ لأن هذا الطفل اعتاد على الضرب في حياته فأصبح لا يردعه إلا الضرب ، عوض أن تكون هناك أساليب ردعية أخرى للتلاميذ الفوضويين و الحركيين
الفاضلة إسراء هدى – أحيانًا يمكن القول إنّنا ندور في دائرة مغلقة،
فالوالدان اللذان لا يتقنان أساليب التربية السليمة يؤثران على الأبناء،
والأبناء الذين لم يتلقوا التربية السليمة يؤثّرون على عقلية أبنائهم!
الحلّ: على المؤسسات التعليميّة تخريج الأجيال الواعية لنبدأ بالتغيير المنشود!