سبق وأن عرضنا في مقال سابق سبل الاستفادة من إرشادات الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، و بيَّنا فيه تاريخ نشأة هذا الإطار والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، كما وضحنا أهميته في مجال تعليم اللغات الأجنبية بشكل عام، و تعليم اللغة العربية بشكل خاص، و ذكرنا أن هذا الإطار يقسم مستويات تعلم اللغة لثلاث مستويات رئيسية (المبتدئ والمتوسط والمتقدم)، ينقسم كل واحد منها إلى مستويين آخرين، أي أن هناك ستة مستويات لتعليم و تعلم أي لغة أجنبية سنبينها بالتفصيل وفق إرشادات الإطار المرجعي الأوروبي المشترك لتعليم اللغات:
المستوى المبتدئ الأدنى (A1)
- يستطيع الدارس فهم واستخدام تعبيرات يومية مألوفة، وجملاً غاية في البساطة، تهدف إلى تلبية احتياجات ملموسة.
- يستطيع أن يقدم نفسه ويقدم غيره للآخرين، ويطرح على الآخرين أسئلة حول شخصهم – مثل: أين يسكنون؟ أي أناس يعرفون؟ أو أي أشياء يملكون؟ و يستطيع بدوره الإجابة عن نفس الأسئلة.
- يستطيع الدارس أن يتفاهم مع المتحدثين معه بطريقة مبسطة إذا كانوا يتحدثون بوضوح وبهدوء، وعلى استعداد للمساعدة.
المستوى المبتدئ الأعلى (A2)
- يستطيع الدارس فهم جمل و تعبيرات شائعة الاستخدام، تتعلق بالمجالات ذات الصلة الأكثر استخداماً (مثلاً: معلومات شخصية وعائلية، التسوق، العمل، محيط التعامل القريب…).
- يستطيع التفاهم في المواقف البسيطة، تلك التي تتعلق بتبادل بسيط و مباشر للمعلومات حول موضوعات مألوفة ودارجة.
- يستطيع باستخدام أساليب بسيطة أن يصف موطنه وتعليمه ومحيط تعاملاته المباشر والأشياء المرتبطة بالاحتياجات الأساسية.
المستوى المتوسط الأدنى (B1)
- يستطيع الدارس فهم النقاط الرئيسة عندما يدور الموضوع حول أشياء مألوفة في نطاق العمل أو المدرسة أو أوقات الفراغ، الخ.
- يستطيع التغلب على معظم المواقف التي يواجهها المرء أثناء رحلاته في منطقة اللغة محل الدراسة.
- يستطيع بأسلوب بسيط ومترابط، أن يعبر عن رأيه في العديد من الموضوعات المألوفة ومجالات الاهتمامات الشخصية.
- يستطيع أن يحكي عن الخبرات والأحداث، ويصف الأحلام والآمال والأهداف، بالإضافة إلى قدرته على تقديم توضيحات أو شروحات مختصرة حول الخطط و وجهات النظر المختلفة.
المستوى المتوسط الأعلى ( B2)
- يستطيع أن يفهم المحتويات الرئيسة للنصوص المركبة الخاصة بموضوعات ذات طبيعة مجردة أو واقعية ملموسة، علاوة على قدرته على فهم المناقشات المتخصصة في إطار مجال متخصص بعينه.
- يستطيع أن يتفاهم بتلقائية وسلاسة، بحيث يمكنه إجراء حديث في سياق طبيعي مع ناطقين أصليين باللغة المتعَلَّمة دون جهد كبير من طرفي الحديث.
- يستطيع كذلك أن يعبر عن رأيه بوضوح وبشكل مفصل إزاء نطاق واسع من الموضوعات، ويوضح وجهة نظر ما تجاه إحدى القضايا المعاصرة موضحاً المزايا والعيوب للاحتمالات المختلفة.
المستوى المتقدم الأدنى (C1)
- يستطيع الدارس أن يفهم نطاقاً واسعاً من نصوص طويلة نسبياً و صعبة، و يدرك المعاني الضمنية داخلها.
- يستطيع أن يعبر عن رأيه بتلقائية وسلاسة، دون أن يضطر كثيراً و بشكل ملحوظ للبحث عن كلمات يستخدمها.
- يستطيع بفعالية و مرونة استخدام اللغة في الاجتماعات و في الحياة المهنية، أو في إطار التعليم والدراسة الجماعية.
- يستطيع أن يعبر عن نفسه بإسهاب و بجمل واضحة تجاه موضوعات مركبة، مستخدماً في ذلك أساليب متنوعة لإحداث الترابط المطلوب في النص على النحو الملائم.
المستوى المتقدم الأعلى ( C2)
- يستطيع الدارس ببساطة أن يفهم كل ما يقرأه أو يسمعه.
- يستطيع أن يلخص المعلومات من مختلف المصادر التحريرية و الشفهية، مدعّماً ذلك بالأسانيد و الشروحات في عرض مترابط.
- يستطيع أن يعبر عن رأيه بتلقائية و بمنتهى السلاسة و الدقة، ويوضح الفروق الدقيقة في المعاني من خلال أوضاع مركبة و متداخلة.
لا شك أن التعرف على هذه المستويات في غاية الأهمية لكل من المعلم و المتعلم، بل كذلك أيضا لواضعي المناهج كما بينا في المقال السابق و لكونه يفيد في :
- وضع الأهداف الواجب تحقيقها في تعليم اللغة.
- تأليف المحتوى الذي يتماشى مع هذه الأهداف و يحققها و الذي يراعي طبيعة اللغة الهدف و ثقافتها.
- الاستفادة من المعايير المرجعية التي حددها الإطار في كل مستوى خلال عملية تقييم المتعلم.
- تقوية دوافع المتعلم نحو تعلم اللغة الهدف من خلال إشراكه في العملية التعليمية، و إطلاعه على الأهداف الإجرائية التي سيحققها في تعلمه.
ما تعرضونه شائق جدا، ويثري ويرتقي بالمعلم
أسلوب يثري ويرتقي بالمعلم