مهارة التحدث في فصول المحادثة: مهمة أم لا؟
لمهارات التحدث أهمية خاصة في تنمية مهارات الطلاب وقدرتهم على تكوين علاقات وصداقات في سن صغير، ولا تقتصر هذه المهارة فقط على التعبير بالكلمات، بل تشمل أيضًا القدرة على التواصل بفعالية، وفهم العادات والثقافات المحيطة.
في هذا المقال سنشرح لك الجوانب المهمة لمهارة التحدث، مع توضيح أهميتها، وأنواعها، والعوامل المؤثرة على تنميتها، وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي تحتاج لمعرفتها!
ماذا تعني مهارة التحدث؟
مهارة التحدث هي مدى قدرة الشخص على التعبير عن الأفكار والمشاعر والمعلومات بشكل واضح ومفهوم باستخدام لغة منطوقة، وتشمل هذه المهارة القدرة على اختيار الكلمات المناسبة، ترتيب الجمل بطريقة صحيحة، والنطق السليم للألفاظ.
وتتطلب هذه المهارة فهم قواعد اللغة، والقدرة على التفاعل الاجتماعي بفعالية، والاستجابة بذكاء للمواقف المختلفة سواء في البيئات التعليمية أو المهنية أو الاجتماعية.
أهمية مهارة التحدث
مهارة التحدث تعتبر من المهارات الأساسية التي تلعب دوراً حيوياً في حياة الأفراد، حيث تساهم في بناء الشخصية وتعزيز التفاعل الاجتماعي، وتتمثل أهميتها في أنها:
- تزيد قدرة الأشخاص على التعبير عن أنفسهم بشكل واضح ومفهوم.
- تساعد على التواصل الفعّال مع الآخرين، وبناء علاقات قوية معهم تستند إلى الفهم المتبادل والتفاعل معهم بطرق إيجابية وبناءة.
- تعزز من قدرة الأشخاص على توصيل المعلومات بيسر، وتمكنهم من إيصال رسائلهم بشكل واضح ودقيق.
- تتيح للأفراد فرصة مشاركة الآخرين تجاربهم وخبرتهم، مما يمكنهم من بناء مجتمع تعليمي متكامل.
وطبعًا هذا التأثير يختلف باختلاف أنواع الطلاب، وأنواع التحدث الذي يمارسونه داخل فصولهم، وطريقة استجابتهم لكل طريقة.
ما هي أنواع مهارات التحدث التي يمارسها الطلاب في الفصول؟
تتعدد أنواع التحدث التي يمكن أن يمارسها الطلاب في فصول المحادثة، وكل نوع يساهم في تطوير جانب معين من مهارات التحدث، ومن أهم أنواعها ما يلي:
- محاكاة التحدث: وهو عندما يطلب الأستاذ من الطلاب أن يكرروا ما يسمعونه منه، وعلى الطالب فقط أن يركز على الشكل أو القاعدة النحوية وليس المعنى.
- التحدث المكثف: في هذا النوع يطلب الأستاذ من الطلاب أن يتحدثوا بدقة مع مراعاة قواعد النحو والنطق، ومحاولة تقليد الطريقة الصحيحة التي يتحدث بها الاستاذ.
- التحدث القائم على الاستجابة: في هذا النوع المعلم يعطي المعلم سؤالاً للطالب ووقتاً للتحضير، ثم يطلب منه بعد التحضير أن يتكلم.
- التحدث التفاعلي: يظن الكثير أن هذا النوع من المحادثة أسهلهم لأنه يعطي الحرية للطالب بأن يبدع ويتكلم مباشرة، ولكنه من أصعب الأنواع لأن الطالب عليه مراعاة أدب الحوار، وتجنب المقاطعة أو التعامل معها بحرفية، ومعرفة التلميحات أو الإشارات الثقافية.
ماذا يحتاج الطالب حتى يتحدث بالطريقة الصحيحة؟
هناك العديد من الطرق التي من خلالها يمكن للطلاب تنمية مهاراتهم في التحدث، منها:
1. استخدام المرادفات الصحيحة
منذ الطفولة، يجب أن يتعرف الطفل على المرادفات التي تمكنه من وصف العالم من حوله، وهذا يتطلب من الطفل أن تكون لديه حصيلة لغوية في عمر الـ 2-3 سنوات تصل لـ 300 كلمة، مع التطوير المستمر لهذه الكلمات ومرادفاتها حتى يصل لدرجة التمكن من التواصل مع الآخرين بنجاح.
2. معرفة القواعد واتقانها
قد يظن بعض الطلاب أن القواعد مهمة فقط في الكتابة، ولكن في الحقيقة فهم القواعد والأزمنة الصحيحة وتراكيب اللغة يساعدنا في توصيل المعلومة للآخرين، ويمكن الآخرين من فهم رسالتنا بوضوح.
3. النطق الصحيح
حتى يفهم الشخص رسالتك يحتاج إلى أن يسمع نطقاً صحيحاً، ولأن كثير من الحروف العربية ليست موجودة لدى بعض الجنسيات فهذا يخلق تحديًا للمتعلمين من جنسيات مختلفة، مثل:
- صعوبةنطق حرف “ر” و “ل” عند الكوريين واليابانيين.
- الأفارقة يستبدلون حرف “ح” بـ “هـ” وحروف “ع” و “غ”.
- أيضًا قد يختلف نطق حروف (ث، ج، ق، ذ…) في مصر مقارنة بدول عربية أخرى.
ما الذي يجعل التحدث صعباً؟| 6 أسباب يجب أن تعرفها!
هناك مفاهيم تجعل من المحادثة مهارة صعبة لدى الطالب وقد تحد من قدرته على التحدث، منها:
- حجم الفصل وعدد الطلاب في الفصل قد يحد من قدرة الطالب على التحدث.
- مشكلة قلة الساعات التي يتعلم ويمارس الطالب فيها مهارة التحدث في الفصل.
في دراسة لفصول التحدث التي يتقابل فيها الأستاذ مع الطلاب تقريباً 5 ساعات أسبوعياً أثبتت الدراسة أن الطالب يتحدث فقط 7 دقائق. |
- يعتقد المعلمون أن الطلاب يتفاعلون بشكل كافٍ عندما يجيبون على أسئلة قليلة، ولكن في الواقع، العديد منهم لا يحصلون على فرصة التحدث.
- التوتر، الخلافات الشخصية، الجوع أو المرض، ونسيان المواد كلها تؤثر سلباً على قدرة الطالب على التحدث بثقة.
- قلة المعرفة بالنطق الصحيح أو عدم الاستعداد الكافي يجعل الطالب يشعر بالتوتر والخوف من ارتكاب الأخطاء.
- تأثير عوامل مثل مقاطعة الطالب أثناء حديثه أو تصحيحه أو شيء يحدث ويشتته.
استراتيجيات تجعل من التحدث أمرا سهلا
وللتغلب على صعوبة التواصل بين الطالب ومعلمه، يجب أن يعرف الاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع هذا الوضع:
- تحفيز الطالب على التحدث، فالطالب من الممكن أن يتجنب الحديث لأنه يخاف أن يظهر غبياً أو حتى يحرج نفسه أو يرتكب أخطاء أثناء التحدث، وهي ما تسمى الـ Silent period.
- أن يقترح المعلم الاستراتيجية المثلى في التحدث كأن يطلب من الطالب أن يقدم عرضاً، بأن ينصحه أن يتدرب أمام المرآة أو يسجل نفسه ثم يستمع لصوته.
- أن يطلب المعلم من أحد الطلاب بأن يقدم حوار مع طالب آخر أمام الفصل وخائفين.
أنماط الطلاب المختلفة في الفصل
هناك أنواع وأنماط مختلفة للطلاب داخل الفصل، حيث يختلفون في طريقة الجلوس أو الاستماع أو الرد على الأسئلة أو التفاعل مع المعلم، ومن أشهر هذه الأنماط:
- الطلاب الذين يركزون على المعنى فقط، كأن يطلب المعلم من أحدهم التركيز على قاعدة لغوية، فيفعل هذا ويتجاهل المعنى، وبالتالي يقع في الكثير من الأخطاء اللغوية.
- الطلاب الذين يركزون على الأشكال اللغوية والقواعد، وهذا النوع لا يتكلم كثيراً للأسف لأنه يريد ألا يخطئ في الكلام.
“دور الأستاذ هنا أن يجعل الطالب يوازن بين النوعين”
وإذا كنت طالبا، اعرف أن تعلم اللغة ليس مجرد حفظ الكلمات والحقائق ونسيانها فيما بعد، بل هو عبارة عن خلق مجتمع جديد مختلف يفتح لك آفاقًا للتفكير النقدي حول العالم المحيط بك.
نصيحة Make the curriculum sticky, muddy, memorable, usable and durable. |
المصادر:
- مهارة “التحدّث” وأثرها في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها–الوطن ((alwatan.om
- كيف تنمّي مهارات المحادثة عند أطفالك؟ | مرأة | الجزيرة نت ((ajnet.me
- https://www.easyunime.com/advice/mh-trq-ldrs-lf-l-2716/
- Command a room: How to improve speaking skills – FutureLearn
- How to Engage the 7 Types of Learners in your Classroom | LiteracyPlanet
أشيد بهذا المقال المفيد الذي كان الطلاب بحاجة ماسة إليه.
إنني أود أن أغلق على موضوع صعوبة النطق الأفارقة ببعض الحروف الهجائیة. 1-ليس كل الأفارقة ،وإنمابغض منهم، يخطؤون ولايستبدى ن 2- لا يخلطون بين حرف العین وحرف الغاء، بدليل أن معلمؤهم ينميزون لهم الفرق بین الحروف المشتبهة، وفي بعض الاحيان يقع بعضهم في الأخطاء.للأمانة العلمية وودت تعليق عليه. وشكرا لك.