التعليم مهنة مقدسة، يشعر صاحبها بأهميتها وعظمتها لكونها رسالة سماوية شريفة، ومن يقوم بها مخلصاً لعمله، صادقاً مع نفسه ينال رضا الله ورضا المجتمع.
لقد كانت النظرة قديماً لعملية التعليم على أنها نقل المعرفة من المعلم الى الطالب أو من الكبير الى الصغير، ولكن مع التغيرات المتعاقبة والتطورات المعرفية والتكنولوجية ، أصبحت مهنة التعليم تتطلب أنشطة تتعدى نقل المعرفة، إذ على المعلم أن يبحث ويطور وينوع من الإستراتيجيات ويوظف الوسائل المتنوعة لتقديم الدرس بصورة شيقة، وبأسلوب يتماشى مع طرق تفكير الطلبة وآليات تلقيهم للمعرفة.
على الرغم من التدريب المكثف الذي يتلقاه المعلمون خلال مسيرتهم التعليمية والذي يشمل الكثير من المحاور، كإدارة الصف والتخطيط والتقويم واستراتيجيات التدريس، إلا أننا نلاحظ الكثير من الصعوبات التي يواجهها بعض المعلمين في إدارة عملية التعليم والتعلم في غرفة الصف. ولضمان نجاح المعلم في قيادة العملية التربوية عليه أن يمعن النظر في الكثير من القضايا الهامة، والنصائح من ذوي الخبرة في المجال التربوي.
أولاً: الصعوبات التي تواجه المعلم في غرفة الصف وبين جدران المدرسة
يواجه المعلم الكثير من الصعوبات عند ممارسته عملية التعليم في المدرسة وتختلف هذه الصعوبات باختلاف شخصية المعلم ومستواه التربوي ومستوى الصف الذي يدرسه المعلم، بالإضافة إلى موقع المدرسة وبيئة الطلبة، وهنا نورد بعض الصعوبات:
- التفاوت في خبرات الطلبة السابقة، الأمر الذي يستدعي من المعلم الوقوف المستمر على هذه الخبرات والعمل على التقليل من هذا التفاوت.
- حاجة المعلم لفترة زمنية أطول من المخطط لها لعرض المفاهيم والتحقق من إتقان الطلبة للمهارات المتنوعة وهذا يعتمد على مستوى الطلبة في الصف.
- المعرفة الجديدة تحتاج إلى مهارات غير متوفرة عند الكثير من الطلبة ناتجة عن الفاقد التعليمي، وخاصة في المباحث العلمية واللغات.
- قلة الوسائل المتوفرة والداعمة للمحتوى في بعض المباحث الدراسية.
- اكتظاظ بعض الصفوف في المدارس الكبيرة، مما يعيق عمل المعلم في تطبيق بعض الإستراتيجيات واستخدام الوسائل في الحصة.
- عمق الفروق الفردية بين الطلبة في الصف الواحد.
- قلة الدمج بين المناهج الدراسية وهو ما يعرف بالتكامل بين المباحث المختلفة، لا سيما فيما يتعلق بفهم المقروء في المسائل الكلامية الرياضية.
ثانيا: أفكار ونصائح للتغلب على الصعوبات السابقة
- الحرص على التنويع في أساليب التدريس في غرفة الصف.
- زيادة الاهتمام بالواجبات الصفية والبيتية باعتبارها أداة هامة في تنمية المهارات العلمية عند الطلبة، والبقاء على تواصل الطلبة مع المحتوى الدراسي.
- زيادة الثقة بالطلبة وقدراتهم العلمية، وترك المجال لهم للمشاركة في مجريات الحصة.
- استخدام التعزيز كأداة لتفجير طاقات الطلبة، وتحفيزهم على الدراسة.
- دفتر الطالب جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية مثله كمثل الكتاب المدرسي.
- التدرج في طرح المفاهيم بصورة متسلسلة تربوياً ( من السهل الى الصعب ومن العام إلى الخاص…).
- الحرص على العدالة بين الطلبة عند إجراء التقويم الكمي والنوعي.
- البقاء على التواصل بين المعلم والطلبة وجاهياً وعن بعد إذا اقتضت الحاجة.
- خبرات زملاء العمل في المدرسة وخارجها كنز للمعلم، عليه الاستفادة قدر الإمكان منها وخاصة في إدارة الصف واستخدام الوسائل والزيارات التبادلية.
- التحضير المستمر ذهنياً وكتابياً مهما كان الدرس سهلاً ومهما كانت خبرة المعلم كبيرةً، فلا مجال للارتجال أمام الطلبة.
- البقاء على اطلاع بالمتطلبات السابقة لأي محتوى جديد، سيما أن المناهج الفلسطينية صممت بنمط حلزوني بحيث يزداد المفهوم عمقا واتساعاً كلما تقدم الطالب في صفوف الدراسة.
- التركيز على المعارف والمهارات والقيم أثناء عرض المحتوى وعدم إغفال المهارات العليا وحل المشكلات.
- الاهتمام بإعداد أنشطة وأوراق عمل داعمة للمحتوى، ومناسبة لمستويات الطلبة.
- إشراك أولياء أمور الطلبة في العملية التعليمية من خلال إطلاعهم على مستوى أبنائهم والمشاكل التي يعانون منها.
- الهدوء النشط في غرفة الصف هو خارطة الطريق للنجاح والتفوق والتميز.
- الطلبة يحتاجون إلى غرس الثقة بأنفسهم، وتعويدهم على تحمل المسؤولية، فالنظام داخل غرفة الصف هو مسؤولية على المعلم والطالب لتهيئة الظروف المناسبة للتحصيل العلمي الجيد.
- خبرة المعلم وحكمته كفيلة بحل أي خلل يحدث في غرفة الصف، حيث على المعلم أن يفهم حيثيات أي مشكلة ويتعامل معها بأسلوب علمي وتربوي.
- ينظر للمعلم بانه والد كل الطلبة العادل، فلا يحاول تغيير هذه النظرة في أذهان الطلبة.
- قد يحصل خلاف أو سوء فهم بين معلمين أو بين معلم ومدير المدرسة، فلا داعي أن يظهر ذلك أمام الطلبة.
- العمل بين الحين والآخر على تصوير بعض الحصص والاطلاع عليها من أجل التأمل الذاتي وتحديد نقاط القوة والنقاط التي تحتاج إلى تطوير.
- النمو المهني للمعلم هو خارطة الطريق نحو معلم قادر على النهوض بالعملية التربوية وتحسين الممارسات التعليمية.
- من الأمور التي تزيد من دافعية الطلبة في الحصة الصفية هي مناداتهم بأسمائهم والإشادة بمواهبهم، فمثلا الاستشهاد بموهبة الطالب جمال في الرسم او الغناء، وقدرة الطالب عمرو على حل مسائل رياضية بسرعة فائقة، وحرص سلمى على الترتيب في الحل وهكذا…
- الاهتمام بتنظيم أنشطة تعلم تكاملية مرتبطة بواقع الطلبة .
- استثمار المصادر البيئية والمجتمعية ( كالرحلات والزيارات والمصادر البشرية) في تحسين عملية التعلم.
- بناء أدوات تقويم تناسب فروق الطلبة الفردية.
- الأخذ بعين الاعتبار القيم والاتجاهات الإيجابية عند الطلبة والعمل على رفع شأنها.
- إجراء أبحاث إجرائية واستخدامها في تحسين عملية التعليم والتعلم.