شبكة التعلم الشخصي PLN أصبحت اليوم تقنية أساسية في التنمية المهنية، ذلك أننا نجد مثلا في الأوساط الغربية نشاطا هائلا لشخصيات أكاديمية وازنة على شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل توصيل الأفكار وترشيدها والإجابة عن تساؤلات الآخرين بردود علمية رصينة يمكن الوصول إليها بسهولة وموثوقية. وإذا كانت مهارة الوصول إلى مصادر التعلم بجهود ذاتية أهم مهارة يتطلبها إنشاء شبكات التعلم الشخصي، فإنها للأسف غير متوفرة عند الجميع نظرا لضعف التركيز عليها في أنظمتنا التعليمية. لكن مع العالم الرقمي الذي نعيشه، نستطيع تنمية هذه المهارة ومهارات أخرى فقط بقليل من الحزم والالتزام. و فيما يلي نتناول أهم الخطوات التي تساعدنا على إنشاء شبكة التعلم الشخصي PLN :
1- تحديد الهدف:
حدد الموضوع الذي تعشق تعلمه وتشعر نحوه برغبة قوية وشغف كبير، وهذا لا يعني بالضرورة أن تختار مجال عملك أو وظيفتك التي لا تطيقها ربما، اللهم إذا حاولت إنشاء شبكتين لتجمع بين الهدفين معا، أي التنمية المهنية في مجال عملك الحالي القائم، والتنمية الشاملة في المجال الآخر الذي تعشقه، وإذا حاولت الربط بينهما فستخرج بتخصص جيد يمكنك تطوير نفسك فيه دون أن تخسر أيا من الهدفين. فإذا كنت تعشق مجال الاقتصاد مثلا ولكنك تشتغل في مجال التربية والتعليم، فيمكنك أن تجعل هدف شبكة تعلمك الشخصي يتمثل في تطوير معارفك وقدراتك على البحث والتحليل في كل ما له علاقة بموضوع اقتصاديات التعليم وارتباط التعليم بسوق الشغل.
2- قابلية الوصول:
كلما كانت إمكانياتك قوية في الوصول إلى مصادر المعلومات إلا وكانت شبكتك أقوى، فعندما تستخدم حاسوبا ثقيلا مرتبطا بخط بطيء للإنترنت، فلن تحقق أهدافك التعليمية كما تريد. أما إذا كان لديك حاسوب قوي وخط سريع للإنترنت، وهاتف ذكي، أو حتى جهاز لوحي، فسوف تتمتع أكثر بميزات وأدوات شبكة تعلمك.
3- إيجاد أجوبة:
ابحث عن أجوبة لأسئلتك المتعلقة بهدفك الذي حددته، فلابد أن لديك الكثير من الأسئلة المبدئية تنطلق منها لرسم خريطة تعلمك، الكثير من هذه الأسئلة سألها أناس كثيرون قبلك وما عليك سوى البحث عنها على محركات البحث، والكثير من الأجوبة تجدها في مصادر ليست رقمية بالضرورة.
4- قراءة المصادر:
ابحث عن المواقع والمدونات والتدوينات التي يكتبها أشخاص يشاركونك نفس الموضوع والاهتمام الذي جعلته هدفا لشبكتك، اقرأ لهم في مدوناتهم وفي صفحاتهم وحساباتهم على شبكات التواصل الاجتماعي. ابحث كذلك عن جديد الأخبار المتعلقة بموضوع اهتمامك، والتي تنشر في الجرائد والصحف الإلكترونية. تابع الدروس والمحاضرات على اليوتوب، وسجل في المقررات المقامة على منصات المووك.
5- النشر والمشاركة:
أنشئ لك مدونة خاصة وحاول على الأقل أن تدون فيها تدوينة كل أسبوع، علق عن خبر أو اكتب عن موضوع بعد أن جمعت عنه معلومات، ثم انشر تدويناتك على حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي، انشر عليها كذلك أهم وأجود ما جمعته من المصادر والأخبار.
6- متابعة المهتمين:
تابع المهتمين بمجال اهتمامك على تويتر، وأرسل لهم طلبات صداقة على الفيسبوك، وتابعهم في الشبكات الاجتماعية الأخرى (لينكدين،بنتريست،إنستغرام…). حاول أولا التعرف أكثر على خطهم التحريري ثم قيم مستوى تفاعلهم مع المتواصلين، وتفاعل مع منشوراتهم كي تكسب تفاعلهم، واعتبر النشيطين منهم أعضاء شبكة تعلمك الشخصي.
7- التواصل:
عملية مهمة يمكنك ممارستها عبر البريد الإلكتروني أو عبر الشبكات الاجتماعية أو من خلال برامج المحادثة الفورية مثل سكايب، فكلما كان تواصلك مع أعضاء شبكتك قويا إلا ونلت ثقتهم ليشاركوك أفضل ما لديهم.
8- التعاون:
حاول اختيار أعضاء من شبكتك قريبين منك في مستواهم، اتفق معهم على مشروع تعاوني مثل إنجاز بحث أو مقال أو تصميم أو تخطيط لمشروع واقعي، وشاركهم في اختيار أفضل عضو متمكن من شبكاتكم للإشراف على مشروعكم الذي اخترتم الاشتغال عليه سويا.
وطبعا يلزم الكثير من الصبر والوقت والاهتمام لتعتني بشبكتك وتحافظ عليها، والتي ستجدها مع مرور الوقت تتطور وتكبر شيئا فشيئا، محققا بذلك أهدافك في التعلم والتدريب بكل متعة.
هذه هي أهم الخطوات لتبدأ في التأسيس الفعلي لشبكة تعلمك الشخصي، وهي أفكار عامة تقربنا أكثر من منهجية الاشتغال، على أمل أن تتعرف على تفاصيل أكثر في المقالات المقبلة إن شاء الله، حول الأدوات الرقمية المتعددة في إدارة PLN.
مارأيكم فى نظرية التعم الجديدة والمعروفة باسم connectivism أو الترابطية والقائمة على مفهوم التعلم الشبكى ؟
فعلا هو مصطلح جديد ، سنحاول إدراج مقال حوله نتمنى أن يكون شاملا كما عودكم مدونو الموقع .