في حوار مع طالباتي في أول يوم دراسي، كانت الضحكات والذكريات الرائعة لكل تفاصيل الإجازة (العطلة) والأنشطة والألعاب التي قاموا بها والزيارات والأماكن والبرامج التلفزيونية والأخطاء التي ارتكبوها والقرارات التي توصلوا إليها وأحلامهم لهذا العام الدراسي… فتبادرت إلى ذهني عدة أسئلة… لماذا كان الحديث عما تعلموه العام السابق قليلا؟ أهو النسيان أم انعدام متعة التعلم؟
لا يخفى علينا معلمين ومربين ضعف تعلم طلبتنا ولا أقصد بذلك التحصيل الأكاديمي، فمنهم من لديه شهادة يفخر بها أونال الدرجة الأولى بين زملائه لكن قد تجده سرعان ما تبخرت المعلومات التي حفظها مباشرة بعد الاختبار ولم تتبقى لديه إلا حصيلة تعلّمية ضئيلة، وإنما أقصد التعلم وما يبقى في الذاكرة بعد اختفاء الكتب.
نحن نعلّم الطلبة ونحاول إكسابهم المعارف والخبرات لأجل الاستفادة منها في الحياة وليس لأجل أرقام يقاس بها أداء الطلبة وترصد على سجلات تبقى في أرشيف المدارس، في حين نلاحظ تفوق طلبة بعض بلدان العالم من حولنا وظهور اختراعات وابتكارات لم تكن متوقعة من طلبة مدارس. لا ننكر أبدا أن لدينا إبداعات طلابية وبعض الإنجازات هنا وهناك، ولكنها بوتيرة بطيئة وأعدادها قليلة.
ماهو الحل؟
ليس لدى المعلمين والمربين وصفة سحرية تمكّن الطلبة من التعلم للحياة بفاعلية، ولكن بوجود وعي كاف لدى المعلم وولي أمر الطالب والجهات الحكومية المسؤولة عن التطوير التربوي والتعليمي نستطيع الوصول الى تعليم نوعي يتمكن الطالب خلاله من تحقيق تعلم طويل المدى مرتبط بحياته ومفيد لها.
نحو ديمومة التعلم
1- أساليب تعليمية
– للبيئة المحيطة بالطالب أثر كبير على نفسيته ورغبته في التعلم وتطور مهاراته وخبراته، لذلك يجب أن تكون البيئة الصفية والمدرسية محفزة وداعمة ومتجددة.
– تحويل الأنشطة الصفية الى ألعاب تعليمية ومسابقات هادفة تتضمن سيناريوهات تبقى عالقة في ذهن الطالب.
– تخفيف العبء الكتابي ( الواجبات البيتية والنسخ والمشاريع غير الهادفة) على الطالب ليتمكن من مراجعة دروسه وبناء معارفه بنفسه براحة وإقبال.
– إعطاء الطالب مساحة كافية ليخطط لنجاحه ويختار طريقة تعلمه ويعزز مهارات التعلم الذاتي لديه.
2- أساليب تربوية
– تعزيز ثقة الطفل بنفسه منذ سنوات عمره الأولى، وتعويده على التعبير الحر عن أفكاره وآرائه واحترام آراء الآخرين.
– إسناد أدوار قيادية للطفل في بيته ومجتمعه واحترام مبادراته مهما كانت بسيطة.
– عدم استخدام أساليب عقاب جسدية أو نفسية.
– تنمية روح الإبداع عند الطفل بتوجيه أفكاره بطرق مدروسة وتدريبه على استخدام أنماط التفكير المفتوح.
– لا تقل لطفلك “لا” أبدا… ووضح له أسبابك وقناعاتك نحو مواضيع النقاش وشجعه على النقد البناء.
– ليقرأ طفلك كتابا كل شهر وستلاحظ النتائج بنفسك.
لتكن مبادئك كمعلم ومرب غير قابلة للمساومة إذا تعلق الأمر بمصلحة الطالب ورسالة التعليم، ولا تربط جودة التعليم بمقابل مادّي. فالتعليم رسالة قبل كل شيء واحتسب أجرك عند الله تعالى.
اوجزتي وابدعتي شكرا
شكرا لمتابعة المقال وهذا التفاعل الايجابي
الشكر الجزيل لكل قارئ متميز يتابع مقالاتي ويثري خبراتي بالتعليقات الهادفه والمحفزه..واتمنى ان يكون فيما اكتب الفائده والافكار الملهمه نحو تعليم مميز
مقال جميل جدا
للمربية الفاضلة إيمان ياسين الرواشدة
بوركتَ على هذا النصّ القيّم النافع للمربّين
ولطلابهم، وأودّ الإشارة إلى أنّني أشاركك في
ضرورة جعل عمليّة التعليم – التعلّم ممتعة
مشوّقة، وطبعًا نحقّق ذلك باتباع طرائق تدريس
ووسائل معينة تفعّل الطلاب وتشركهم في العمليّة،
وبالتركيز على تنمية مهارات التعلّم الذاتيّ
ومهارات التفكير العليا من نقد ومقارنة وتحليل
وإبداع وابتكار…والابتعاد عن أسلوب التلقين!
بوركت دكتور على على هذه الاضافة المختصرة القيمة لكن من يطبقها هل نملك معلم مكون فعلا لتطبيقها ؟ هل نملك مناهج وبرامج وكتب دراسية تساعد على التعلم الذاتي ومهارات التفكير العليا والابداع والابتكار؟ هل وفرنا وسائل تعليم بتكنولوجياحديثة؟ هل وفرنا مجالات لتطبيق التعلمات ام ان ان التعليم عندنا نظري بحت؟
salut
yes, thank you for this information and hope all the parents and the teacher work for this suggestion
Best regards
nadjib
رائع
شكرا لك أستاذة إيمان
ci beacoup mer