يحتاج الطلاب في أية مرحلة دراسية وخاصة المرحلة الابتدائية إلى كسر الروتين الذي اعتادوا عليه، ويسعى الكثير من المعلمين إلى جعل العملية التعليمية أكثر حيوية ونشاطاً، و ذلك باستخدام الأساليب والاستراتيجيات المتنوعة؛ ولعل القصص الرقمية من أجمل الاستراتيجيات المعتمدة على التقنية والتي تضفي طابع المتعة على الصف، ويمكن للمعلم من خلالها تحقيق الأهداف المنشودة. واستخدام استراتيجية القصص في التعليم ليست جديدة، فهي أسلوب رباني حيث احتوى القرآن الكريم على العديد من القصص، بل إن هنالك سورة من سور القرآن تسمى بسورة القَصص.
فبدخول التقنية في التعليم تطورت القصص من قصص شفهية أو ورقية إلى قصص رقمية، تحتوي على الصوت والصورة التابثة و المتحركة. وهذا ما جعل للقصص الرقمية دوراَ فعالاً في العملية التعليمية.
وعرف (عبد الباسط، 2016) القصة الرقمية بأنها: “عملية الجمع المنظم بين القصص التقليدية وتوظيف التكنولوجيا الرقمية، أو السرد الشفهي والمحتوى الرقمي والذي يشمل الصوت و الصورة و الفيديو”.
كما تتكون القصة الرقمية من عدد من المكونات وهي:
- وجهة النظر: ويقصد بها النقطة الرئيسية في القصة و ماهية وجهة نظر المؤلف؟
- سؤال المسرحية: وهو السؤال الأساسي الذي يلفت انتباه المشاهد و الذي ستتم الإجابة عليه بحلول نهاية القصة.
- المحتوى العاطفي: أي القضايا التي تجذب انتباه الجمهور لهذه القصة.
- الصوت: وسيلة لإضفاء الطابع الشخصي على القصة، ولمساعدة الجمهور على فهم السياق.
- الموسيقى التصويرية: الموسيقى أو الأصوات الأخرى التي تدعم وتضفي جمالية على القصة.
- التركيز: بحيث يتم استخدام محتوى ما، يكفي لسرد القصة دون إثقال كاهل المشاهد بتفاصيل لا داعي لها.
- السرعة: عرض الأحداث بمعدل مناسب، يكفي لفهم أحداث القصة.
كما أن هنالك مراحل تمر بها عملية إنتاج القصة الرقمية وهي كما يرى أبو مغنم (2013):
- تحديد مجال القصة: وفي هذه المرحلة يتم التحديد وبصفة مبدئية لمجال القصة، ما إذا كان ثقافياً، دينيا، ًخيالياً، جغرافياً، ونحو ذلك.
- كتابة نص القصة: وفي هذه المرحلة يتم تحديد الفكرة الرئيسية للقصة، ويمكن لكاتب القصة إعادة كتابتها أكثر من مرة حتى يصل إلى الصيغة النهائية.
- إعداد سيناريو القصة: حيث يساهم السيناريو في تحديد الشكل الأساسي لرواية القصة، وعناصر الوسائط المتعددة التي سوف تستخدم في عرضها، سعياَ لتصبح القصة أكثر إثارة للجمهور.
- إعداد السيناريو المصور: في هذه المرحلة يتم تحديد النص والوسائط المتعددة المراد استخدامها في أماكن محددة بالقصة، وبتفاصيل دقيقة تساهم في تسهيل تنفيذ المرحلة التي تليها.
- الحصول على المصادر المناسبة لإنتاج القصة، سواء من الإنترنت أو الكتب.
- إنتاج القصة، وهي المرحلة النهائية حيث يتم إنتاج القصة الرقمية باستخدام برامج الإنتاج المناسبة.
واليوم أصبح بإمكان المعلم إعداد و إنتاج القصص الرقمية، حيث توجد العديد من المواقع والبرامج التي تمكنه من ذلك وبكل سهولة، منها على سبيل المثال:
- برنامج Movie Maker
- برنامج Adobe Flash وغير ذلك من البرامج والمواقع الإلكترونية.
و هذه بعض المقالات السابقة التي تناولت أدوات إنتاج القصص الرقمية:
6 أدوات لإنشاء القصص المصورة و الكاريكاتيرات التعليمية
4 تطبيقات أندرويد لإنشاء الرسوم الكرتونية المصورة
3 من أفضل أدوات إنشاء وايت بورد انيميشن للفصول الدراسية
وبذلك يمكن للمعلم أن يحقق دمج التقنية في التعليم، وخلق بيئة تعلمية فاعلة، تعزز النمو العقلي للمتعلم، وتزيد من خبراته ومعلوماته بأسلوب ممتع وشيق. ومن هذا المقال أدعو المعلمين والمعلمات إلى خوض التجربة لإنتاج القصص الرقمية، حيث أن هذه التجربة ستضيف لهم العديد من الخبرات، وتمكنهم من رفع المستوى التقني لديهم.
المراجع:
- عبد الباسط، حسين محمد (2016)، مواقف عملية لاستخدام حكي القصص الرقمية في تدريس المقررات الدراسية، مجلة التعليم الإلكتروني1/ أبريل /2016م
- أبو مغنم، كرامي بدوي (2013).” فاعلية القصص الرقمية التشاركية في تدريس الدراسات الاجتماعية في التحصيل وتنمية القيم الأخلاقية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.” مجلة الثقافة والتنمية، العدد (75)، السنة الرابعة عشر، 93- 180
بالتوفيق المقال حلو وعناصره ممتازه بارك الله فيكي
شكراً جزيلاً لك.
القصص الرقمية نقلة نوعية في الزمان والمكان ، لصناعة بيئة تفاعلية بين المتعلم والمعلم ،وبيئة التعلم ، ولكن هل يبقى محور ارتكاز إتقان المعيار وحرفية المهارة ( الثمرة المرجوة )غائبا عند كثير من المعلمين إذا أفل عن ذهنهم شروط ومواصفات القصة ، والغرض منها ، رغم أنها العروة الوثقى التي تكمن فيها الغاية الاحترافية في الموقف التعليمي لإتقان المهارة ، لأن فهم المحتوى الأكاديمي المتفاعل هو الذي ينقل المتعلم إلى تطبيق سلوك اجتماعي منشود في نهاية المطاف وعلاقة تآلف بين المتعلم والمحتوى التعليمي.فلابد للمعلم هنا أن يمتك خبرة صناعة القصة ومحاور بنائها من: مكان ، وزمان ، وشخصيات ، وأحداث ، ومشكلة وطرائق حل مفتوحة أو مغلقة . ثم يؤطر ذلك داخل الموقف الأكاديمي المناسب لإتقان المهارة والمعيار الذي هو بصدده أيا كان تخصصه ،عبر بنك الميديا المتوفر والمتاح الآن بين يديه . هنا العروة الوثقى لمخرجات تعلم فاعلة رائعة ، وصناعة بيئة جاذبة نلهث ونحلم في عالمنا العربي وراء صناعتها ووجودها في نفوس أبنائنا أسوة بأبناء الغرب ، بيئة تنتج سلوكا وواقعا ومستقبلاً في عيون وأذهان أبنائنا يقرأ الغد بعيون باهرة ، ويصنع أجياليا تقود الحياة . شكرا للمؤلفة بكل اللغات واللهجات ،وجهد نوعي منها في مسيرة خيال التربية الذي يحتاج منا الكثير .
شكراً جزيلاً لك ولنعمل على التغيير للأفضل، ولنساهم في جعل الخيال حقيقة، فلا للمستحيل.
ويصنع أجيالاً تقود الحياة .
أفكار جميلة حنان ارسلي نسخة اليكترونية من الكتاب للطلاع عليها من فضلك … وتقبلي تحياتي
شكراً لك، بإذن الله بعد الانتهاء من بعض الاجراءات.
جزاكن الله خيرا ، على جهدكن النوعي والمتفرد حقا في التنوع وإثراء بيئة التعلم ، فكر احترافي ، أما كلمة خيال لا أقصد الكلمة على عواهنها ، ولكن أقصد ما يخبئه المستقبل من جديد وميسر لأسباب حياتنا ولأبنائنا الطلاب ، في بيئات التعلم ، ولنا أن نأخذ بكل الأسباب الميسرة لذلك ، وأنت من العقول التي تستحق الإشادة في البحث العلمي حقا . بارك الله علمك .
مقال جميل جدا وخاصة اذا استخدمنا القصص في تنمية القيم الاخلاقية لدي طلاب المدارس الابتدائية وشكرا علي المجهود
بورك فيكم