مقدمة
ينظر الكثيرون إلى التعلم السريع كمفهوم على أنه اكتساب المعلومات المعرفية بطريقة سريعة، إلا أن الأمر في حقيقته ليس بهذا الشكل، وذلك لكون التعلم السريع نموذج تعليمي يتعامل مع حواسنا وأجسادنا وعقولنا في عملية التعلم.
فهو يعتبر أحد أهم الاستراتيجيات التي تطبق مقولة “كلما تعددت الحواس في عملية التعلم كلما كان التعلم بشكل أسرع”، حيث يقوم على انغماس العقل والجسد بحواسهم وقدراتهم المختلفة في عملية التعلم، ويركز على توظيف أكبر قدر من الحواس لدى الإنسان في تلك العلمية، اعتقاداً يقينياً بأن تعدد الوسائل في عرض المعلومة لمخاطبة العديد من الحواس يجعل عملية الاستيعاب سهلة وميسرة على المتعلمين.
كما أن التعلم السريع يتمتع بكونه قائما على نماذج من شأنها خلق تكامل غير عادي وغير تقليدي بين الجوانب النظرية والتطبيقية للمحتويات المعرفية، فهو لا يعتمد فقط على الجانب المعرفي أو التطبيقي، بل يعرض المعلومة بطريقة تجعل الجانب المعرفي خادماً للجانب التطبيقي، فنصل في النهاية إلى تعلم عملي حقيقي يجعل المتعلمين يستفيدون بشكل كبير.
لذا سوف نقف في هذه المقالة على مفهوم التعلم السريع أو التعلم المُسرع أو المُعجل مع تلك المبادئ التي يقوم عليها.
مفهوم التعلم السريع
هو أسلوب تعلم طبيعي يقوم على استخدام الحواس المتعددة والدماغ والطبيعة التشريحية للمخ والنهج التعليمي، وتعددية الوسائل فى عرض المعلومات، وانغماس العقل والجسد في التعليم، حتى يمكن للطلاب استيعاب المادة العلمية بوتيرة أسرع من طرق التعليم المعتادة، فيكون فيه الطالب هو بؤرة الاهتمام والتجربة.
ويجب أن يتم تصميم الأنشطة التعليمية في التعلم السريع بطريقة تتناسب مع العديد من الأساليب التعليمية وذلك لمراعاة الفروقات بين المتعلمين، إضافة لكونها يجب أن تكون مشوقة وممتعة.
فأفضل ما يطلق عليه أنه تعلم إنساني يقوم على أنشطة مرحة وممتعة ومشوقة في عملية التعلم تجعل المتعلم يستمتع بتعلم المعلومة واكتسابها.
مبادئ التعلم السريع
هي قواعد وقوانين تُنظم العمل بهذا النموذج الجيد، فمن الأساسي الوصول إلى فهم عميق لمبادئ التعلم السريع الأساسية واستيعابها جيداً، وذلك لأن فصل تقنيات التعلم السريع عن مبادئه الأساسية واختصاره من فلسفة في التعلم إلى مجرد حيل ذكية وألعاب ممتعة سوف يؤدي بدون أدنى شك إلى الفشل، ولا يجعل لهذا النموذج مستقبلاً، وسيكون مجرد وسيلة تضعف شعبيته مع الأيام.
ويعتمد التعلم السريع على المبادئ الهامة التالية:
- انغماس العقل والجسد: يعتمد التعلم على العقل والجسد بكُليتهما.
- إنتاج المعرفة: إن التعلم هو عملية خلق وإنتاج المعرفة، وليس استهلاكاً لها.
- التعاون: العمل بشكل متعاون يساعد في التعلم.
- يحدث التعلم على مستويات عدة في الوقت ذاته.
- التطبيق النظري: يأتي التعلم من “ممارسة” المادة عملياً مع وجود تغذية راجعة.
- المشاعر: تُحسن المشاعر الإيجابية عملية التعلم بشكل كبير.
- الدماغ: يمتص الدماغ المعلومات آنياً وأوتوماتيكياً.
تعددية الوسائل لسهولة الاستيعاب
من الطبيعي أنه كلما خاطبت الوسائل التي تقدم لنا المعلومات العديد من الحواس ستختلف درجات الاستيعاب، فهناك فرق بين طالب يحصل على المعلومة بشكل لفظي، وآخر يحصل عليها في صورة وسائل بصرية، وثالث بوسائل تتمتع بعنصر الحركة، ورابع بتسجيلات صوتية، وبين طالب خامس يجمع بين هذا كله. يحصل على المعلومة بوسائل متعددة وبطريقة تسمح له بتطبيق ما تعلمه داخل نماذج التعلم السريع المختلفة، فلا يخرج المتعلم إلا وقد مارس ما تعلمه، حتى نضمن استيعاب المعلومة بشكل كبير يسمح ببقاء أثرها لفترات طويلة.
ولمزيد من المعلومات حول “التعلم السريع” يمكنكم الاطلاع والحصول على كتاب: الإنترنت بين تكنولوجيا الاتصال والتعلم السريع، عن دار الكتاب الجامعي، بالعين بالإمارات، إصدار 2017.
شكرا
الأستاذ الفاضل / تامر الملاح . شكراً لك بكل اللغات واللهجات على مقالك الجيد النوعي حقا في توضيح برق ورعد التعلم الذي نعته بالمعجل ، وتطرقت إلى مفهومه ، ومبادئه ، وتعددية وسائله ، وبينت الفرق الجوهري بين مبادئه ، وبين ما يقوض رسالته السامية ،ويعتقل خيول أفكاره ويكبل صهيل مهاراته ، ويوقفها على حفنة من الألعاب والألغاز والحجى التي تنال من عالمه الفريد العجيب الرحب ، ونوهت بين ، التعليم التقليدي ، والتفاعلي ، والمرئي ، والمسموع ، وبين تعلم يستقي من جملة هذه الأنهار قاطبة بشراكة متناغمة بين جملة من حواسنا ،شكراً لك. ولكن لا تنس يا أخي أن التنوع في أوعية إنتاج المعرفة التي نريد أن نصنعها للمتعلم ، يلزمها تنوعا صادقا في أوعية بيئاتنا التعليمية ، ولاتوقف التسلية التي تدعيها أنها مراء وهراء ممكن أن تخرج بعملية التعلم إلى مسار مبادئها ، لا تحجر واسعا فكل عمل إن لم يحكمه أطر تربوية وإسلامية فهو غير مرغوب فيه ــ حتى ولو كان تعلما تقليديا بليداــ أصبح لايسمن ولا يغني من جوع ، ولابد من تطبيق الحكمة التي تقول: أسمعني وسوف أنسى ، أرني علني أتذكر ، شاركني أتعلم .لأن التمايز والتنوع بين أطر التعلم قاطبة .وإن مشاركة جميع حواسنا كما تنادي أنت !!! كيف لها أن تعمل وهي حبيسة أفكار في دائرة الكتب والشعارات والقعول والمكاتب فقط ، ولاتنس أن كمياء المتعلم لاتنتج إلا بالتنوع الهادف ، والفاعل والنشط في الموقف التعليمي، من خلال بناء الفريق والمجتمع الصفي ، وتفعيل المشاركة المتكافئة ، والتفاعل المتزامن . وهنا يكمن إعداد المعلم الصانع لكل هذا الفرح المنشود في دمنا ، والذي نحلم به جميعا ، نحلم بأزيز ودوي نحل في تفاعل بيئاتنا التعليمية تتغشاهم المهارات الاجتماعية الرائعة ، ولا يتسنى ذلك إلا بمعلم يمتلك من المهارات والقدرات التفاعلية والأكاديمية الماهرة والخبيرة ما يدير ويثير مصنع إنتاج التعلم ،في مناخ فزيائي ( بيئة التعلم ) ومناخ نفسي رائعين حقا ، وقد رأيت ذلك بأم عيني في معلمي اليابان .وفي نهاية ترهاتي يظل مقالك رائعا وخطوة نوعية في زمان ومكان التعلم المنشود، وادعمه بالدليل الناجع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رب مبلغ أوعى من سامع ) اكتب ولا تبخل بفكرك وقلمك فإن الأمة لاتحتاج ماء ولاهواء ولاغذاء أكثرمن تعليم رائع ، يحقق كل طموحاتها ، وتقود أجيالنا به الحياة . بقلم : محمد الصلاحي .
شكرا أستاذ تامر
شكرا أستاذ نرجو لنا ولك التوفيق
كل الشكر لكم ولما تقدموه من معلومات مهمة حول التعليم ونتطلع لمعرفة تدريب التعليم السريع في الدراسة والنجاح
شکرا استاذ ثامر علی هذه المقاله الرائعه و باعتباری مدیر التربیه والتعلیم فی الاهواز احدی مدن ایران اری هذا الاسلوب یمکن تطبیقه حتی فی مدارسنا العادیه للطلاب الذین عندهم رسوب دراسی وبسب اما مشاکل اسریه او بیئیه او ثقافیه او… لم تتح لهم الفرصه لاکمال دراستهم هذا نهج صحیح وسریع
واشکر الاستاذ محمد الاصلاحی علی تعلیقه الرائع کل کلماته ثمینه