تعددت في الآونة الأخيرة النظريات التي تحاول جعل اكتساب اللغات الأجنبية عموماً والعربية خصوصاً سهلاً ويسيراً، ومن تلك النظريات نظرية الذكاءات المتعددة. حيث إن نشاطات نظرية الذكاءات المتعددة مفيدة في تعليم اللغة العربية في حالات كثيرة، ولعل من أفضل مجالات تطبيق هذه النظرية في تعليم العربية للناطقين بغيرها دعمُ هؤلاء الدارسين الذين يعتقدون بأن تعلم العربية واكتسابها يُعدُّ أمرأً صعباً. والفكرة الأساسية في نظرية الذكاءات المتعددة هي أن كل دارس للغة يمكنه التعلّم عبر ذكاءاته المختلفة. ويرتبط تعلّم اللغة واكتسابها وفق نظرية الذكاءات المتعددة بأساليب تعلّم الدارسين أنفسهم التي تختلف من شخص لآخر، فمن الدارسين مَن هو بصري في تعلمه، ومنهم مَن هو سمعي، ومنهم مَن هو حركي، ومنهم من هو رياضي منطقي، ومنهم مَن هو لغوي، ومنهم مَن يجمع بين هذا وذاك إلخ.
وتعود نشأة نظرية الذكاءات المتعددة إلى أستاذ التربية في جامعة هارفرد الدكتور هوارد جاردنر في عام 1983، ومن جهتنا، سنحاول في هذه المقالة التطرق لبعض نشاطات نظرية الذكاءات المتعددة التي يمكن استعمالها في تدريس العربية للناطقين بغيرها.
هذا وقد أثبتت هذه النظرية فعاليتها في تعليم اللغات الأجنبية وتعلمها، فبتأكيدها على وجود العديد من القدرات العقلية المستقلة نسبيا لدى كل فرد أطلق عليها أطلق عليها ” الذكاءات البشرية ” وعددها ثمانية -حسب هذه النظرية- ، فإنها توفر للمعلمين ثمانية طرائق لأساليب التعلّم والتعليم.
أضحى بديهياً إذن أن التعليم المستند إلى المفردات فقط لا يحقق المخرجات التي يتطلع إليها الدارس والمدرس على حدٍ سواء، فكلما أشرك مدرس اللغة الحواس الأخرى في عملية تعلم اللغة العربية أضحى التعلّم أكثر فعالية. ولعلك الآن تتساءل عزيزي المدرس كيف يمكن أن أوظف أو أدمج نظرية الذكاءات المتعددة في فصولي في تعليم العربية للناطقين بغيرها؟
إليكم تقديما لهذه الذّكاءات، وكيفية إدماجها في فصولكم الدراسية لتحقيق مزيد من الكفاية اللغوية والتواصلية في اللغة العربية، خاصة أن مسؤولية المدرس هي تحقيق حاجات المتعلمين اللغوية عبر مراعاة الاختلافات بين الدارسين أنفسهم التي تتطلب تنويعاً في النشاطات التدريسية من أجل التعلّم المنشود.
1- الذكاء اللغوي
خصائصه: يتعلم الدارسون الذي يتسمون بالذكاء اللغوي عبر الشروحات واستعمال اللغة بمفرداتها وتراكيبها، حيث يفرحون باستقبالها وإنتاجها على حدٍ سواء، ويحب هؤلاء ألعاب المفردات والاستماع إلى القصص.
ويمكن توظيفه في كل الصفوف الدراسية، بالتركيز على اكتساب اللغة عبر المفردات. ومن أمثلته:
– شروحات معلّم اللغة العربية.
– التقارير المكتوبة والمسموعة.
– القراءات المختلفة.
– تمارين ملء الفراغات.
2- الذكاء البصري
خصائصه: يتعلّم الدارس الذي يتمتع بالذكاء البصري عبر الاهتمام بالشكل والمساحة واللون، ويكتسب اللغة بشكل أعمق إذا ارتبطت وقدمت في ضوء الأشكال والرسومات والصور والألوان، والخرائط والجداول.
ويمكن توظيفه عبر وسائل بصرية وغيرها في تعلّم اللغة واكتسابها، ومن أمثلته:
– الخرائط الذهنية.
– استعمال الصور والرسومات لتشجيع التحدّث.
– إشارات المرور.
– الرسومات البيانية.
-ا لخرائط.
– الألعاب.
3- الذكاء الحركي
أي التعلّم عبر الحركة، ويمكن تعزيز اكتساب اللغة عبر الاستجابة للطلبات والأوامر التي تتطلب رداً حركياً لكي تظهر الفهم والاستجابة، ومن أمثلته:
– الطباعة.
– الألعاب الحركية.
– البحث عن الكنز.
– الرسم والتلوين.
– المسابقات.
4- ذكاء التواصل الإنساني
حيث تعد المهارات الشخصية مهمة في تعلم اللغة من حيث صلتها بقدرة التواصل الفعّال مع الآخرين، ومن مجالات تطبيقه:
– العمل الثنائي.
– العمل الجماعي.
– المسابقات والمنافسات.
– لعب الأدوار.
– تدريس الأقران.
5- الذكاء الرياضي المنطقي
حيث يمكن أن يكون التفكير المنطقي والرياضي مفيداً جداً عند اكتساب قواعد اللغة: نحوها وصرفها واستخدامها، فالاشتقاق والأوزان مجالات خصبة لتوظيف هذا الذكاء، ومن مجالات تطبيقه:
– نشاطات التصنيف والتمييز.
– تصحيح الأخطاء واكتشافها.
– الإملاء.
– عنقدة المفردات.
6- ذكاء معرفة الذات
حيث يكشف هذا الذكاء المهارات التي يتمتع فيها الشخص ويستطيع توظيفها في اكتساب مهارة جديدة أو لغة، ومن مجالات تطبيقه:
– كتابة اليوميات.
7- الذكاء الموسيقي
ويتعلق هذا الذكاء في الاستماع وامتلاك أذن مرهفة الحس، ومن مجالات تطبيقه:
– الاستماعات بكل أنواعها.
– الشعر: العروض والقافية.
– الأوزان العشرة.
– الغناء.
8- الذكاء البيئي
حيث يتعلق الذكاء البيئي بفهم العالم من حولنا في كيفية استعماله للغة وتعلّمها، ومن مجالات تطبيقه:
– الرحلات والاكتشافات.
– الزيارات الميدانية.
أعجبني توظيف نظرية الذكاءات في التدريس والتعليم … شكرا لإمدادنا بكل ماهو جديد في تعليم وتدريب الطلاب والمتدربين . ولكم الشكر