تمهيد
تعتمد المؤسسات التعليمية –في كثير من الأحيان- على تقديم المعارف والمهارات بطُرق تقليدية يغلب عليها الحفظ والتلقين، مع إهمال الجانب الأدائي العَملي. و ذلك راجع لعدة أسباب منها: ضعف الإمكانات وقلة مصادر التعلم وعدم الاهتمام بالتدريب الفعلي الحقيقي للمعلم أثناء الخدمة، و الالتزام الشديد بالضوابط والقوانين واللوائح الروتينية التي حولت العملية التعليمية إلى مسابقة في الحفظ والاستظهار فقط.
لهذا و بُغية الوصول إلى أفضل النتائج والمخرجات، نرى أن الوقت قد حان للاهتمام بالجوانب العملية في العملية التعليمية التعلمية. و من ذلك استراتيجية المشروعات الإلكترونية التي تمثل إحدى أهم الاستراتيجيات التي تربط المعارف النظرية بالجوانب العملية تحت إشراف المعلم وتوجيهه، الشيء الذي يساعد على التعرف على قدرات وميول واتجاهات الطلاب، واكتشاف الموهوبين منهم ومساعدتهم على التقدم والتطور.
كما تعتمد استراتيجية المشروعات الإلكترونية على توظيف واستخدام أدوات التفاعل المتاحة عبر بيئات التعلم الإلكترونية، مع إمكانية الاستفادة من كل المصادر الإلكترونية، بينما تنقل مسؤولية التعلم إلى المتعلم نفسه.
1- تعريف استراتيجية المشروعات الإلكترونية
تعددت مفاهيم ومصطلحات المشروعات الإلكترونية، ولكنها جميعاً اتفقت على أن المشروع يقوم به الطالب بنفسه تحت إشراف المعلم وتوجيهه، أي أن هذه الاستراتيجية قائمة على التعلم الذاتي الموجه، وتعرف على أنها:
مجموعة الأهداف والخطوات المحددة والمرتبة في تسلسل معين، والتي تساعد الطلاب على المرور بخبرات محددة وتنفيذها للوصول إلى منتج نهائي، على شكل مشروع إلكتروني تحت إشراف المعلم وتوجيهه.
2- مميزات استراتيجية المشروعات الإلكترونية
تعددت مزايا استراتيجية المشروعات الإلكترونية والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
– تحسّن اتجاهات المتعلمين نحو التعلم.
– تساعد بيئة التعلم الإلكترونية على جذب انتباه المتعلمين وتوفير فرص التعلم الإلكتروني، مما يساهم في تحسين عملية التعلم.
– تعطي المتعلم المزيد من الحرية للتعبير عن آرائه، والتعاون الإلكتروني بينه وبين أقرانه.
– تُعوِّد الطلاب على البحث المنظم عن المعلومات عن طريق استخدام تقنيات الشبكة والإنترنت.
– تُشجع على العمل التعاوني.
– تعتبر من أنسب الاستراتيجيات التي تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين (كل متعلم يتقدم في إنتاج مشروعة حسب قدراته الشخصية).
– تنمي لدى المتعلمين حب الاستطلاع والتجريب المقيد بالأهداف التعليمية المسبقة.
– تساعد على تنمية الإحساس بالثقة بالنفس والاعتماد على الذات.
– تساعد الطلاب على ربط المعارف النظرية بالمهارات الأدائية المتعلقة بهدف تعليمي محدد.
3- خصائص التعلم القائم على المشروعات الإلكترونية
تتجلى أهم هذه الخصائص في:
– المساهمة في تلبية حاجات الطلاب: يجب أن يتناسب المشروع مع رغبات واحتياجات الطلاب.
– المساعدة على تحقيق التكامل (المنحى التكاملي): فهي تساعد على ربط المواد ببعضها، و كذا ربط الجوانب المعرفية بالجوانب الأدائية في مادة معينة.
– تكاملها مع التنظيم الذاتي للمعارف والخبرات: حيث أن هذه الاستراتيجية تساعد الطلاب على التنظيم والتسلسل في تحقيق الأهداف، من خلال الخبرات السابقة والمعارف النظرية السابقة، فهي تتكامل مع تنمية مهارات التنظيم الذاتي.
4- أنواع المشروعات الإلكترونية من حيث عدد المتعلمين
تنقسم المشروعات الإلكترونية من حيث عدد المتعلمين إلى:
مشروعات فردية: ويكون فيها العمل بشكل فردي، يقوم كل طالب بإعداد مشروع بمفرده مختلف عن المشروعات الأخرى، أو العمل على نفس المشروع، بحيث يتكلف كل طالب بجزء من المشروع، كأن يقوم كل طالب بإنتاج صورة متحركة لدرس تعليمي معين.
– مشروعات جماعية: وهي المشروعات التي لا يمكن العمل فيها بشكل فردي مثل مشروع إنتاج مسرحية تعليمية، أو الإذاعة مدرسية… في هذا الصنف يمكن للمعلم أن يقوم بتوزيع المشروعات على مجموعات من الطلاب حتى يمكن متابعتها وتقييمها بدقة وسهولة.
5- خطوات تنفيذ استراتيجية المشروعات الإلكترونية
و هي:
1- تصنيف الأهداف التعليمية إلى مشروعات فردية وجماعية.
2- تحديد الهدف من كل مشروع.
3- توزيع المشروعات على الطلاب بما يتناسب و قدراتهم واحتياجاتهم.
4- وضع خطة لتنفيذ المشروعات بالاستعانة بالمتعلمين، وتحديد المدة اللازمة لإنهاء كل مرحلة من مراحل كل مشروع.
5- يقوم المتعلمون بتحديد الغرض من المشروع وتعريف أنفسهم للطلبة الآخرين.
6- يبدأ كل طالب بتنفيذ مشروعه مفرداً.
7- بعد الانتهاء من إعداد المشروع يقوم كل طالب بعرض مشروعه على زملائه ومعلمه لتبادل الخبرات.
8- يقوم المعلم بتقييم كل مشروع على حدة في ضوء الأهداف التعليمة المحددة مسبقاُ.
جهد مشكور
لكن اعتقد انه عام و لايخص بدرجة كبيرة المشروعات الالكترونية
تحياتي