تمثل عملية تدريس التربية الإسلامية جزءاً مهماً من المنظومة التربوية والتعليمية في جميع مراحل التعليم العام، الأمر الذي يؤكد على أن ما ينطبق على منظومة التدريس عامة بجميع عناصرها ومكوناتها من تطوير وتحديث ينطبق على تدريس التربية الإسلامية نظرياً وتطبيقياً.
وبناءً عليه، فإن تدريس التربية الإسلامية في ضوء أهميتها الكبرى التي تحتلها ومنزلتها العظمي التي تتبوؤها تعد مجالاً رائداً وسباقاً للأخذ بكافة التوجهات المعاصرة والحديثة في التدريس، انطلاقاً من طبيعتها التي تتحلى بها ومبادئها ومقوماتها الأصيلة التي يعتمد عليها على ضوء طبيعة وخصائص الدين الإسلامي الحنيف الذي جعله الله تعالى ديناً صالحاً لكل زمان ومكان. وعليه فقد لجأ معلمو التربية الإسلامية إلى استخدام جملة من الطرق والأساليب العصرية في تدريس التربية الإسلامية والتي من ضمنها ما يأتي:
1- المناقشة العلمية المعززة بالتكنولوجيا
طريقة تعتمد على النقاش والحوار الهادف، وهي أسلوب للوصول إلى نتائج معينة تكتسب رضا المناقشين، وعمادها المشاركة الفعلية المنظمة للطلبة تحت إشراف مدرسهم وتوجيهه. وقد يتولى المعلم المناقشة أو يكلف المتميز من طلبته أو مجموعة منهم لإدارتها وفق خطة يضعها، على أن يبقى في جميع الأحوال مصدراً للتوجيه والإرشاد والإشراف والتنظيم. وتأخذ طريقة المناقشة أساليب متعددة تختلف حسب الظروف والإمكانات المتوافرة، ومن أهم مميزات هذه الطريقة التربوية للتدريس أنها تأخذ الشكل الاعتيادي والشكل الحديث في الوقت ذاته من خلال استخدام تقنيات الاتصال و التواصل الحديثة من برامج إلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي والمحادثة من أجل إثراء حلقات النقاش والحوار إضافة لتعزيز جزئيات تعليمية لدروس التربية الإسلامية وإيضاحها بالشكل الصحيح.
2- التعليم الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي
شهدت العملية التعليمية تطوراً مذهلاً في الفترة الأخيرة من القرن 21 وخاصة في طرائق وأساليب التدريس والتي شملت مجال تدريس التربية الإسلامية. وقد جعلت التقنية الإلكترونية حاجة الأفراد والمؤسسات حاجة ملحة ودائمة نحو التطوير والتجديد والابداع، وعليه فقد لاقت شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر رواجاً كبيرا في تفعيل أساليب التدريس من خلال جعل عالم التدريس أكثر سهولة ويسرا على المتعلمين كاسرة حواجز الوقت والزمان. ومع الاستخدامات العديدة للمواقع والمنصات الإلكترونية التي تدعم عملية التعليم في كافة المجالات، فقد لجأت المنظومة التعليمية والتربوية إلى حث المعلمين على استغلال كافة التقنيات الحديثة في التعليم، وهو ما نعاينه من خلال إطلاق العديد من المنصات التعليمية الخاصة بشروحات ودروس وتقويمات للتربية الإسلامية وغيرها مسهلة على كافة الطلبة عملية التواصل المباشر والمستمر مع المعلم.
3- صحائف الأعمال
وهي صحيفة إلكترونية أو ورقية وغالباً ما تستخدم بشكلها المستحدث إلكترونياً وتقنياً من خلال تكليف الطالب بالعديد من المهام من أجل إنجازها والتي تتمثل في قراءة وملاحظة وتحليل وترتيب أفكار ونتائج وخلاصات للفهم التعليمي لإحدى دروس التربية الإسلامية على أن يحمل الأسلوب التعليمي الحديث في تدريس التربية الإسلامية أهدافاً تعليمية تبدأ في صياغتها بأفعال مثل: يوازن ويبدي ويوضح الطالب رأيه… ويتم تحميل هذه الصحيفة من خلال البريد الإلكتروني للطالب والمعلم.
4- الصور والأفلام المتحركة
للصور والأفلام المتحركة آثارها في تقريب المدركات وتوضيحها وإعطائها صورة حية. فيمكن أن تستعمل في تقديم مناسك الحج وشعائره واماكنه، كما يمكن ان تستعمل في تقديم صورة عن بيوت الله تعالى في العالم كله أو في تقديم الصلوات المختلفة كصلاة الجمعة والعيدين والاستسقاء. وتؤدي الصور المتحركة كالأفلام التسجيلية دوراً فيما نسميه باللفظية أي الاعتماد فقط على اللغة في التعليم. وتشكل هذه الطريقة طريقة فاعلة في القرن 21 في تدريس التربية الإسلامية لاختصارها للوقت والجهد وسهولة الحصول عليها إضافة لسرعتها في ترسيخ المعلومات والدروس التعليمية في أذهان الطلبة.
5- العروض التوضيحية
وهي من وسائل الاتصال التعليمية الحديثة ذات الأثر المحمود، حيث يتم فيها استعمال البيان العملي، ويهدف إلى تنمية اتجاه معين عند الطلبة، وقد استعملها المعلم الأول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً في تعليم المسلمين الدين الإسلامي ولكن بصورتها القديمة، ومنها على سبيل المثال العروض العملية في تعليم الصلاة ومناسك الحج. فلا تتوقف هذه الطريقة التعليمية المحدثة على شكلها القديم بل من خلال استخدام الشروحات التقنية إلكترونيا وعرض الفيديوهات التعليمية لكيفية أداء الصلاة وغيرها من الدروس الدينية. كما ويتم الاستعانة بالتقنية الإلكترونية في تنفيذ العروض التوضيحية من خلال برامج العرض والشاشات العلمية الحديثة وبرنامج البوربوينت وغيرها، ومن ذلك يتضح لنا أهمية العروض العملية في تعليم التربية الإسلامية، ومنها الوضوء، التيمم…
نستنتج مما سبق أن طرق وأساليب تدريس التربية الإسلامية في صورتها العصرية ما هي إلا صورة لاستغلال كافة المستجدات والمكونات التقنية والوسائل العلمية الإلكترونية في العملية التعليمية بما يخدمها ويعزز من تحقيق أهدافها ويجعل من التدريس مهمة سهلة ذات فائدة.