أن تجد التلاميذ يتسابقون للوصول إلى مركز مصادر التعلم للحصول على الأسبقية في الحاسب الآلي أو قراءة قصة أو البحث عن معلومة يدل أن هناك عوامل تشويق تجذبه للمركز، فعند دخول التلميذ يبدأ بتصنيف المركز من خلال الخدمات التي يقدمها… فإن وجد حاسبا مهيئا ووجد ألعابا تعليمية قريبة منه ووجد قصة معروضة بشكل جذاب ووجد حسن التعامل من جماعة المركز… كل تلك الأمور سوف تجعله يرجع مرة أخرى للمركز متعطشا متشوقا يبحث عما يرضي نهمه من العلم و المعرفة، ولو كانت عن طريق الألعاب التعليمية.
ولعل فكرة مصادر التعلم ظهرت وانتشرت و تبعتها أفكار أخرى مرتبطة بها تدعمها و تواصل نجاحها الذي حققتها في سبيل نشر رافد و مرتكز تعليمي جديد يعد ثورة في عالم التعليم و التعلم.. وهو امتداد حقيقي للمكتبة بأشكالها المختلفة. ثورة حملت شعار (ابحث بنفسك) حتى يجد المستفيد المعلومات سواء في كتاب أو موقع انترنت أو برنامج حاسوبي.
كيف نشوق أبنائنا لارتياد مركز مصادر التعلم للبحث و التعلم و الارتواء من مناهل المعلومات المذهلة و البحث عن أجوبة لأسئلة جيل المستقبل؟ دعونا نعرض لكم بعض الأفكار التي تجعل هؤلاء التلاميذ يتشوقون للذهاب لمركز مصادر التعلم:
1- جدد.. جدد… جدد… لا تقف جامدا.. يعلو الغبار مركزك حتى يصل الغبار إلى عقلك، فالتجديد حيوية للجميع لك أولا، ثم للزوار جميعا، ثم ستجد هؤلاء المستفيدين يبدؤون بإعطاء اقتراحات مفيدة للتجديد لا تهملها خذ بها فهي اقتراحات تنبع عن حس بالانتماء.
2- المعلم هو سبب مميز لنجاح مركز مصادر التعلم ، فبدون حضور المعلم للمركز فلن يصبح المركز ذا فائدة تذكر، إلى جانب أن المعلم هو المسوق الرئيسي للمركز لترغيب التلاميذ للحضور للمركز.
3- انشر اللوحات الجميلة في المركز، فلوحة بسيطة ذات إطار جميل تحمل في ثناياها معان كثيرة.. تزيد من التأمل والنشاط لمباشرة البحث.
4- درب التلاميذ عما يحبون مثل التصوير و المونتاج في برامج الصور و الفيديو البسيطة الممتعة و ألعاب البرمجة، علمهم برامج عرض الشرائح و الكتابة في الحاسب و الطباعة… تذكر أن لا تعطيهم من المعلومات إلا قدر الحاجة فقط لا تتقعر كثيرا في التدريب فأنت تعطيهم المفتاح و تعلمهم صيد السمك.
5- تحرك لا تهدأ.. هذا تلميذ يتعلم وذاك آخر يقرأ وآخر يلعب لعبة تعليمية وهكذا.. والمعلمون من حولهم معلم يطلع على آخر أخبار التعليم عبر الإنترنت ومعلم يصمم بطاقة تعليمية لتلاميذه وثالث يعلم طلابه بقاعة العرض مستفيدا من التقنيات التعليمية.
6- يظل الانطباع الأولي هو الركيزة الأساسية في نفسية الزائر للمركز و هو المحك الحقيقي… لذلك يجب تحسين استقبال الزائر و تحسيسه أنه محل الاهتمام الأول، و أن المركز للجميع سواء كانوا طلابا أو معلمين، و أن من حق الجميع الاستفادة منه، و كذلك عرض منتجات المركز بشكل جميل سلس بدون تعقيد.
7- إن لجأ إليك أحد يطلب منك خدمة في صميم عملك من بطاقات تعليمية أو وسائل فكن سعيدا بشوشا بما طلب، فإن ما طلبه منك من صميم عملك… وليكن ما طلب همّك الأول حتى ينتهي.
8- ما أجمل أن يدرس ويلعب التلميذ في آن واحد والأجمل أن يستمتع بذلك أيما متعة فتجد أولئك التلاميذ يتسابقون نحو تلك الألعاب التعليمية المتوفرة في الحاسب، ولعل تلك الألعاب تضيف الكثير من القيم التربوية مثل المشاركة والثقة بالنفس وعلاج الخجل المفرط.
9- ضع خطة لتشجيع القراءة من القصص الموجودة في المركز… حاول أن تسأل الطالب بأسلوب لطيف محبب كيف كان الكتاب الذي قرأه وهل تتوقع أنه يصلح للتلاميذ من حيث المحتوى.. أسئلة تشجعهم على القراءة بدون إكراه.. فالقراءة هي غرس والغرس يحتاج للعناية والرعاية والرفق حتى يكتمل.
10- استفد من كتب التلوين التربوية التي فيها الكثير من المتعة والتشويق والمعرفة و التربية و تهذيب السلوك و توجيه التلميذ نحو الأخلاق الحسنة الفاضلة و التنفير من تلك السلوكيات السيئة.
هذه الرسومات أثناء حصص الانتظار أو الفسح اليومية هي نشاط مميز يقوم به التلاميذ داخل قاعة مصادر التعلم… وهو تعلم بحد ذاته لكن بطريقة التلوين والرسومات، و كم هي متعة للتلميذ عندما يلون تلك الرسومات التي تحمل قيما تربوية خلاَّقة!
11- عندما كانت الكتب توضع في الرفوف بشكل عمودي، كانت لا تجذب التلاميذ بشكل كبير ولا نستطيع أن نأخذ كتابا من شدة التصاقها ببعضها، فأصبحت كأنها جدار..
حاول أن تضع عرضا مشوقا للقصص على نمط المكتبات التجارية بحيث يرى التلميذ غلاف القصة فيتشوق ويدفعه الفضول لمعرفة ما بداخل هذا الكتاب من صور وقصص.
12- مسألة رياضية: جهاز يعلوه الغبار= الاستغناء عنه… يحصل في عالمنا المتسارع هذا أن تكون عملية إحلال لبعض الأجهزة والاستغناء عنها بأجهزة جديدة… جهاز الفيديو ((VHS تم الاستغناء عنه بجهاز الفيديو ((DVD والآن عارض القرص الصلب (harddisk)، وكذلك جهاز عارض فوق الرأس (عارض الشفافيات) تم الاستغناء عنه لصالح عارض البيانات (برجكتور) والكاميرا الوثائقية و السبورة الذكية.
13- أي فكرة جديدة تسترعي انتباه التلاميذ لا بد من ملاحظاتها و دراسة أسباب انتباه الطلاب و لفت أنظارهم.. صور تلك الأفكار وصور مدى تفاعل الطلاب معها و انطباعهم عنها.. و انشرها في المجتمع التعليمي ليستفيد منها الجميع.
14- احرص على تناسق الأثاث و الأجهزة مع بعضها.. لا تراكم الأشياء فوق بعضها.. احرص على رؤية مركز مصادر التعلم دائما بنظرة المتذوق للجمال حتى و لو كلفك ذلك المزيد من العمل فكل لمحة جمال في المركز هي دفعة قوية لأن يحقق المركز أهدافه التي يتطلع إليها.
15- عندما تغادر عملك إلى عمل آخر تود أن لو كان لك في المركز بصمة تميزك عن غيرك و يتذكرك الجميع بها و تستمر تلك البصمة على مر السنوات من بعدك.. ابحث لك عن بصمات مميزة و ضعها في المركز: كتاب تجارب، تصنيف مميز، نظام سهل واضح للجميع، برامج تدريبية موثقة..
16- في المراحل المبكرة للعمر يكون التلميذ ذا سمات معينة يكتشفها المتابعون له، فبعضهم عنده قوة الشخصية و القدرة على إدارة المجموعات و البعض الآخر عنده قدرة التحمل على التنظيم و الترتيب والتعامل و إدارة الزوار أثناء الفسح اليومية.
اجعل منهم رئيسا و منهم عضوا و اتركهم ينظمون المركز وفق سياسة المركز تجاه المستفيدين.. بعضهم يسجل الاستعارة وآخر ينظم حركة الدخول، وآخر يرشد الحائر.. والحرص على التزام الجميع بالهدوء.. وهكذا تكون الإدارة والتنظيم بأيدي التلاميذ.. هنا تكون قد أعددت قادة للمستقبل!
17- كرّم من يستحق التكريم… سواء كان تلميذا أجاد في الريادة و ارتياد المركز و استغلال ما يفيد من استعارة للكتب و التزام بأنظمة المركز و ساعد في توجيه من يريد الإرشاد و المعرفة، أو كان معلما استخدم التقنيات الحديثة أيما استغلال فصارت عامل نجاح في درسه و أداة سهلة للوصول إلى إثارة الدافعية عند التلميذ.. كل هؤلاء لا بد لهم من شكر وتقدير. أبرز الشكر والتقدير في الطابور الصباحي لهم بخطابات شكر وشهادات شكر وهدايا..
18- من الأمور المفضلة في مراكز مصادر التعلم أن يطلع المجتمع التعليمي و أولياء الأمور على جميع إنجازات المركز و الإحصائيات و الخدمات المقدمة.. مستغلا وسائل التواصل مثل الواتس أب و التويتر و مواقع الانترنت… كل ذلك سيكون داعما حقيقا لك عندما تطلب أي دعم مادي أو معنوي للمركز من إدارة المدرسة، و أن ذلك الدعم هو استثمار حقيقي و توجيه للمال في محله الصحيح.
موضوع مهم وشيق
إرشادات قيمة جداً من يعمل على تطبيقها في مصادر التعلم ، سيكون لها أثرها العظيم في تكوين جيل مثقف مستقبلا، بتغذية عقولهم ووجدانهم بما ينفع وملء أوقات فراغهم بما يفيد أنفسهم وأمتهم. فالقراءة غذاء للعقل. ونحن أي أمة اقرأ احق الناس بهذه الإرشادات .مع الشكر الجزيل للكاتب.