أعْجَبُ من آباء وأمهات يتباهون في شراء أجهزة الاتصال واللعب الإلكتروني لأطفالهم لينافسوا بها أطفال الآخرين من الأقارب والجيران ورفاق المدرسة، وهي متعددة كالآيباد والبلاك بري والآيفون والكمبيوتر وألعاب الليزر، وأجهزة توجيه الإنترنت اللاسلكية (wireless internet routers) أو ما يُعرف بالراوتر أو أجهزة الواي فاي ( WI- Fi ) ، وغيرها الكثير مما ما لا زالت تنتجه ثورة التكنولوجيا الرقمية، مع الانتشار الواسع والتدفق الغزير لتكنولوجيا ما يسمى بالأجهزة اللوحية أو ما يعرف بالتابلت، (Tablets)، وأعْجَبُ أكثر عندما يُناوِل الأب طفله جهازًا إلكترونيا ليتخلَّص من إزعاجه، أو ليلهيه ساعات طوال عن إثارة المشكلات مع إخوته الصغار، وهو يدري أو لا يدري أنَّ تلك الساعات تأخذ من بصر وبصيرة طفله الشيء الكثير وتُزوّده بشحنات كهربية ومغناطيسية قاتلة، وأعْجَب وأستغرب انقياد الأب أو الأم خلف ابنهم أو ابنتهم يسوقهم في الأسواق والمكتبات ومحال بيع الأفلام والألعاب الالكترونية، حيث لا يتعدَّى دور الأب أو الأم دفع ثمن تلك اللعبة “البغيضة المؤذية” التي أشار إليها ابنهم أو ابنتهم ، فقال: سمعًا وطاعة يا بني !! ، وأعْجَب أكثر عندما يرى الأب طفله محتضنًا جهازه الإلكتروني عندما يخلد للنوم، ويغادر مُبْتسما مُطمَئنًّا أنَّ ولده سينام بعد قليل !! وهو يعلم، أو يجب أنْ يعلم أنَّ ابنه لن ينام بسهولة؛ ما دامت تلك الأشعة الكهرومغناطيسية المنبعثة من تلك التقنيات اللاسلكية تعمل عملها في جسده الغض، وستجعل من ليلة هذه الطفل ليلة طويلة من الأرق والتقلُّب في الفراش.
خُدِعنا كثيرًا عندما اقتنعنا بمسمَّى الأجهزة الذكية، ومنحناها الأمان للاقتراب بذكاء أكثر وأكثر من فلذات الأكباد. هذا المسمَّى الماكر المخادع لأجهزة تستخدم ذكاءها بمكر وإصرار على تدمير صحة أبنائنا، نراها غَزَت بيوتنا دون استئذان، بحاجة وبدون حاجة، وَفَرَضَت مكانتها الرفيعة المُبَجَّلة عند جميع أفراد الأسرة كبيرهم قبل صغيرهم، وباتت تلك الأجهزة أحَبّ للطفل مِنْ أمه وأبيه وأخته وأخيه. تلك بعض ممارساتنا مع أطفالنا في مساعدتهم على الإدمان على الأجهزة الالكترونية، بحجة التخلص من متاعبهم وأسئلتهم وإزعاجاتهم. إنك عندما تقدِّم تلك الأجهزة لأبنائك؛ فإنما تقدِّم لهم شَرًّا كبيرًا، وسلاحًا فتَّاكًا صامتًا ينال من أجسادهم وأفكارهم وطفولتهم، إنَّك بذلك تكون قد أهْمَلت واجبك في حفظ أبنائك مِنَ الشرِّ ومن الضرر، إنَّك بذلك تكون مسؤولا عن خطأ جسيم، تَحَمَّل تبعاته ذلك الطفل الذي استهوته تلك الأجهزة في مرحلة اللاإدراك ؛ فأدْمَنَ عليها شَغَفًا بما تزينه له كآلة شيطانية، فهاجَمَتْهُ الأمراض، ونالت منه المتاعب النفسية والعَصَبيِّة ، وما كان ليحدث هذا لولا أنك أحضرت تلك الأجهزة، وأغريت ابنك باستخدامها ليلًا ونهارًا، درْءًا لمشاكله، وحرصًا منك على إشغاله عن أمِّه أو أخوته ليتركك وشأنك.
لا نُنْكر أنَّ لهذه التكنولوجيا فوائدها وفضْلها على البشرية بعد الله سبحانه وتعالى، ذلك أنَّ الله سَخَّر للبشرية هذا العلم ليكون في خدمة البشرية لا تدميرًا لها، لكننا نسينا أو تناسينا النهج الربَّاني في الاعتدال في الأمور كلها، ولم ندرك حجم سلبياتها في الوقت نفسه، وتركناها دون حسيب أو رقيب تعيث فسادًا وتلحق أضرارًا في عقول أبنائنا وأجسادهم، وشهِدْنا على ذلك الضرر، فسمعنا أنَّ ابن فلان أصيب بنوبات صَرَع، ورأينا أنَّ ابنة فلانة تشكو من ضعف بصرها الشديد، وأنَّ ابن جارنا ارتكب جريمة مشابهة لمشهد في التلفاز أو الجوال أو الآيباد، وأنَّ ابن صديقنا فشل في دراسته مع أنَّه كان من الأوائل، وأنَّ أحدهم غُرِّر به، وانساق وراء الأفكار الشيطانية، وغاص فيما غاص فيه رفاق السوء من انحلال أخلاقي وانحدار قيمي، وسمعنا أنَّ الطفلة الفلانية فقدت السيطرة على حركة عضلاتها وتشنّجاتها….. وسمعنا ……وشاهدنا…… وشاهدنا …… و ……. و ……و…. الكثير ؛ لكن ذلك لمْ يحرِّك ساكنًا فينا، فنحن في الوقت الذي لا نُنْكر فوائد التكنولوجيا الرقمية، يجب علينا أيضًا وفي الوقت نفسه أنْ لا نُنْكر أضرارها، وما جلبته مِنْ مصائب لأطفالنا.
فَمَن المذنب وكيف؟ ومن الضحيِّة وكيف؟ وأين يَكْمُن الخطر؟ وكيف نواجهه؟
أولًا : من المذنب؟.. وكيف ..؟
المذنب في جلْب هذه المخاطر إلى أفنية بيوتنا وغرف نومنا وجلوسنا هو أنا وأنت وهو وهي.. إنه الأب والأم أو الأخ والأخت أو الجد والجدة، بدافع الحنان أو بدافع عدم الحرمان أو بدافع الترفيه والخلاص من المشكلات الأسرية أو التخفيف من آثارها، أو بدافع الشفقة أو المباهاة، أو بغيرها من الدوافع التي تجمعها قواسم مشتركة هي توفير هذه التكنولوجيا، وتمكين أطفالنا من حيازتها في سن مبكرة قد لا تتجاوز الأشهر من عام الطفل أحيانا، فنحن:
- نشتريها.
- نصلحها إذا تلفت.
- نشتري بديلها إذا تقادمت.
- نشجع استعمالها ليلا ونهارًا وعلى مدار الساعة ونتهاون أكثر أيام الإجازات.
- نشجع استخدامها بالتلميح أو التصريح.
- نبالغ في الجلوس مع أطفالنا على شاشات التلفاز أو الجوَّالات أو شاشات الأجهزة اللوحية وأحيانًا نتسابق مع أطفالنا وننافسهم في استخدامها.
- نلغي مناسباتنا الاجتماعية ونؤجل التزاماتنا الأسرية ونعتكف المنازل من أجل لعبة أو مباراة أو أفلام أو مقاطع فيديو أو….. أو……
- نخشى أو نتردد في القول “كفى” لأطفالنا حرصًا زائفًا وخدّاعًا على مشاعرهم وحتى لا نكسر بخاطرهم.
- نحرص على توفير تقنية الواي فاي (WI-FI) في المنزل لتخدم جميع أفراد الأسرة بما لديهم من أجهزة.
- نحرص أنْ يكون لكل طفل في الأسرة جهازه اللوحي الخاص بشريحته الخاصة ورقم دخوله السِّري الخاص؟!!
فهل نحن مذنبون؟ أيّ مِنْ تلك الأعمال أنت بريء مِنْ فِعْلها؟
تلك عشرة أعمال بعشر درجات، لكل عمل درجة، كلما ارتفعت درجتك، كلما زاد ذنبك؟ وكلما قلَّت درجاتك اقترَبْتَ مِنَ البراءة، أَمَا آنَ الأوان أنْ تُبَرّئ نفسك؟ وتحصل على علامة الصفر / 10 كرابح أكبر في معركتك ضد تلك الالكترونيات المؤذية.
ثانيًا: من الضحية، وكيف؟
الإجابة سهلة وبسيطة، إنَّه طفلك، فلذة كبدك، هبة الله إليك، استخلفك الله إياه، وآمنك عليه جسمًا وعقلًا ووجدانًا، إنَّه أمانة الله عندك، فهل تحْفَظ الأمانة أم تُفرِّط بها؟ أمَّا كيف؟ فمكامِن الخطر في السؤال التالي تجيب عن هذا التساؤل؛ فتأمَّل معي كيف نتهاون في إلحاق الضرر بفلذات الأكباد من حيث ندري أو لا ندري.
ثالثًا : أين يَكْمُن الخطر؟ وكيف نواجهه؟
تَكْمُنُ مخاطر أجهزة التكنولوجيا بمظاهر استخدامها، وطرق الآباء في تسهيل وصول الأبناء إليها، وطريقة الأبناء في التعامل معها في ظل الانشغال الأسري عنهم، و تَكْمُنُ المخاطر أيضًا فيما وصلت إليه هذه الأجهزة من حالة الإدمان والشَّغف الكبير لأطفالنا بها، ومنافستها لكل المغريات الاجتماعية، وتعدّيها الحدود. فلمْ يَعُد الجلوس مع الوالدين أنفع بالنسبة لأبنائنا من الجلوس على ذلك اللوح الرقمي، ولمْ يَعُد الاستماع إلى حكايات الجد والجدة بأمتع من مشاهدة لعبة إلكترونية شديدة الوميض وشديدة الاهتزاز، وتدوم ساعات وساعات، ولمْ يَعُد ذلك الطعام الشهي الذي أعدته الأم أقرب إلى قلوب الأبناء مِنْ مقطع على اليوتيوب، فكرهوا حكايات الجد والجدة، ونبذوا الطعام، واشتهوا النقر على أزرار ذلك الجهاز الخبيث، والنظر إلى شاشته بعيون جاحظة، وما عادت تلك العصائر الطبيعية اللذيذة تمنع الإشعاعات المسمومة التي تبثها تلك الأجهزة؛ فأحبَّ الأبناء تلك الاشعاعات البرَّاقة القاتلة جهلًا بمخاطرها، وهجروا تلك العصائر، وباتت علاقة الطفل بجهازه اللوحي أقوى من علاقته بوالديه وإخوته، وما عاد الأبناء (وربما الآباء) يدركون أنَّ هذا الضوء الأزرق الجميل المنبعث من الأجهزة الذكية “الماكرة” إنما هو ضَوء التدمير الشامل التدريجي الصامت للبصر والأعصاب والنفْسيِّات. وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى الخطر الكبير والضرر المضاعف المتعظم لاستخدام الأطفال دون سن الثانية للأجهزة الإلكترونية بأنواعها المختلفة، بسبب عدم اكتمال نمو الأجهزة الحيوية لديهم في هذا السن وخصوصًا العين، وبالتالي على الوالدين أوْ مَنْ يقوم مقامهما مِنَ القائمين على تربية الأطفال منعهم في هذه السن من الوصول والتعامل مع الأجهزة اللوحية أيًّا كانت مدة المشاهدة.
ومن الآثار السلبية الضارَّة للأجهزة الإلكترونية على صحة أبنائنا كما أثبتها العلم وتحدَّث بها الأطباء وكما أثبتتها تجاربنا الحياتية مع أطفالنا ما يلي:
- انخفاض هرمون الميلاتونين (أحد الهرمونات المهمة في عملية تنظيم عملية النوم وإدارة الساعة البيولوجية للطفل) المسبِّب للنوم، وبالتالي حدوث الأرق والاضطراب في ساعات النوم؛ فالانخفاض في مستويات هذا الهرمون يجعل من الخلود إلى النوم عملية صعبة وشبه مستحيلة.
- احتمال حدوث نوبات صرع وارتعاش الذراعين والتشنجات العصبية بسبب الوميض المتكرر والاهتزازات المتقطعة والمستويات العالية من الإضاءة والإشعاعات الملونة والأشعة الكهرومغناطيسية المنبثقة عن الأجهزة اللوحية اللاسلكية.
- الاستيقاظ بحالة من الخمول والتعب والرغبة في البقاء بالفراش مع الإجهاد المستمر والتأثير السلبي على النشاط اليومي والكسل ونوبات من الصداع والإجهاد العصبي.
- السُّمنة نتيجة مُلازمة الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، ومحدودية اللعب وممارسة النشاطات الحيوية، وخاصة اللعب في الأفنية الخارجية في الهواء الطلق، والقيام بالتمارين الجسدية المفرغة للطاقة الزائدة التي يتصف بها الأطفال، وفي حالة معاكسة الهُزال وضعف القوة الجسدية نتيجة فقدان الشهية وتأخير تناول الوجبات الرئيسة أو إلغاؤها بسبب الانشغال بالألعاب لفترات طويلة ومتتابعة.
- أوجاع في الأطراف والأكتاف والعضلات وتشوُّهات في الرقبة، وتشنُّجات في عضلات العنق ومشاكل العمود الفقري والمعصم، من أثر الجلوس الطويل بهيئات غير صحية أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية المحمولة، حيث قد تنتهي تلك الأعراض بإعاقات دائمة على المدى الطويل.
- الإصابة بقصر النظر والانحدار السريع في حدة الإبصار وانخفاض المستوى الوظيفي للعين، والإصابة بجفاف العين بسبب التركيز المطوَّل وتقريب الأجهزة اللوحية إلى العين كثيرًا، حيث يؤدي ذلك إلى عدم إفرازها الكمية الكافية من السائل الدمعي ما يؤدي إلى هيجان العين والحكة بسبب إجبار العيون على العمل بجهد أكبر ولساعات طوال متتاليات.
- تعزيز الانطوائية والانسحاب الاجتماعي والتَّوَحُّد Autism نتيجة العزوف عن التواصل مع الآخرين في ظل تلك التكنولوجيا التي سيطرت على أعصاب الطفل وأضعفت استعداده للاستماع إلى غير ما هو بين يديه من ألعاب رقمية.
- ضعف ارتباط الأبناء بأفراد الأسرة، وأحيانًا النزاع الشديد معهم إذا تعطل الجهاز أو ضاع أو أُخفي عنهم، مما يزيد الفجوة بين الطفل وأبويه أو بينه وبين إخوته، وهو ما يجلب الكثير من المشكلات مستقبلا.
- التشتت وضعف التركيز الذهني أثناء الحصص، وأثر ذلك السلبي على مستوى الطفل الدراسي وانحدار في تحصيله يتناسب طرديًا مع تعلقه وإدمانه على تلك الأجهزة.
- تعزيز السمات العدوانية والتوتر وسرعة الانفعال وردود الأفعال الغاضبة بسبب ما تحتويه كثير من الألعاب الإلكترونية لمضامين تحفِّز السلوك العدواني عند الأطفال. خاصة وأنَّ أغلبها يحتوي على أدوات قتل وتخريب وتشجع أساليب إيذاء الآخرين بطرق مُسليِّة وممتعة ومفرحة؛ فيتقمَّص الطفل تلك الشخصيات، وَيَسْهُل عليه تقليد أساليبها والتهاون في التعامل مع إخوته أو أقرانه حبًّا في الظهور والسيطرة أسوة بما شاهده من شخصيات عدوانية مُدمِّرة.
كيف نواجهه؟
قيل في المثل الشعبي ” الوقاية خير من العلاج “، ليست الوقاية من مخاطر تلك الأجهزة أمر صعب أو محال على أحد، إنها لا تتعدى قوة الإرادة والتصميم والحزم، والاقتناع بأنَّ لتلك الأجهزة دورها المدمِّر للصحة إذا تُركت دون انتباه ودون مراقبة، الإرشادات التالية يُمْكِن أنْ تسهم في درء الخطر العاجل أو الآجل على صحة أبنائنا، ولا نهمل ما لدى الآباء من اجتهادات وأفكار أخرى، ولا نهمل الحلول الطبية أو الهندسية أو النفسية في المعالجة والحد من مخاطر هذه الأجهزة بالطرق العلمية المبتكرة:
- فصل أجهزة الاتصال اللاسلكية (WI- FI) في المنزل، وتقنين تشغيلها، لأنها تزيد من حجم الإشعاعات الضارَّة في المنزل؛ فتزيد من حجم الضرر.
- توعية مستمرة لأبنائنا حول مخاطر استخدامهم لتلك الأجهزة لفترات طويلة ومتواصلة.
- تقنين مبرمج ومدروس لساعات استخدام الأجهزة بما لا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم، والحرص على مشاركة الأبناء بعض تلك الألعاب لاكتشاف أبعادها القيمية وللوصول إلى زمن محدد للاستخدام، حيث يُعلن الأب أو الأم البدء باللعب الإلكتروني ثم يعلنان انتهاء فترة اللعب بحزم ودون الرضوخ إلى أساليب الأبناء في الضغط، كالبكاء أو الامتناع عن الأكل أو الانطواء في زاوية المنزل أو الصراخ وتحطيم الأشياء.
- منع استخدام الأجهزة منعًا تامًّا في ساعات الليل وخاصة في الظلام مع فصل أنظمة الاتصال اللاسلكي.
- توفير سبل التواصل والتسلية العائلية والرحلات الترفيهية في الهواء الطلق.
- استخدام مبدأ الثواب والعقاب في حال تجاوب أبنائنا مع توجيهات الكفِّ عن استخدام تلك الأجهزة، كاصطحاب الابن في رحلة خاصة أو إشراكه في برامج وأندية مفيدة أو شراء الملابس الجديدة أو مطالبته بحفظ سور من القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومكافأته على حفظها… الخ.
- عرض قصص وتجارب وصور لأشخاص تضرَّروا بسبب استخدامهم للأجهزة اللوحية.
- عدم التساهل مع الأبناء في ضبط حرية اختيارهم نمط الألعاب الالكترونية؛ للحيلولة دون استخدامهم ألعابًا تحث على العنف والقتل والتدمير والخداع، أو تلك التي تحتوي مشاهد بعيدة عن قيمنا الأصيلة.
- توجيه الأبناء إلى فهم المقاصد الأخلاقية والعلمية والثقافية لما شاهدوه، وتوجيه أسئلة تثير تفكيرهم وتحدد مدى استفادتهم من تلك الألعاب .
- متابعة مستوى الأبناء الدراسي، وما إذا كانت الألعاب قد أثَّرَت سلبًا على تحصيلهم مقارنة بأعوام سابقة، أو مقارنة توقعات الآباء حول قدرات أبنائهم التحصيلية المعهودة.
- الدخول في حوارات أسرية هادئة (مؤتمر أسري مصغر، على مستوى الأسرة أو العشيرة، الحي، المدرسة) مع الأبناء حول ما يقضونه من أوقات أمام الأجهزة الإلكترونية وما يقضونه من أوقات في الدراسة أو ممارسة الهوايات الرياضية والمطالعة أو الجلوس مع العائلة، والوصول معهم إلى عقد سلوكي ينظم استخدامهم للأجهزة الالكترونية أو التلفاز.
- استغلال فرص تلف أو تعطل الأجهزة في قطْع صلة الأبناء بها، وعدم التَّسرُّع في إيجاد البديل بالشراء أو الإصلاح الفوري، واستبدال ذلك بالتقرُّب من الأبناء وتعويضهم ذلك النقص الذي أَدْمنوا عليه بوسائل تربوية وتعليمية وتثقيفية ودينية وترفيهية عائلية ومتاحة للجميع.
- الدخول مع الأبناء في حوارات صحية مناسبة لطريقة تفكيرهم وحدود فهمهم، وكيف أنَّ المبالغة في اللعب على الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية يؤدي إلى متاعب في الظهر والعين والرقبة والأيدي ويؤدي إلى القلق وعدم النوم وفقدان الشهية والسُّمنة والتأخر الدراسي …الخ.
بارك الله فيك،موضوع الساعة لجميع العائلات و الحل سهل و صعب !
جزيت خيرا وبارك الله فيك ولكن ماذا لو كان الوالدين اسا الادمان لهذه الاجهزة
كلام جميل في بيان الأضرار والمخاطر التي تترتب على استخدام الأجهزة الإلكترونية من قبل الأطفال ، أو ما أسميه فوضى استخدام هذه الأجهزة التي منيت بها مجتمعاتنا العربية للأسف !
شكرًا للكاتب على هذا المقال الرائع الذي يحتاج
لقراءته الآباء والأمّهات والمربّون وكلّ من يهمّه
مستقبل أجيالنا الواعدة.
حبّذا لو اطّلع عليه القرّاء في العالم العربيّ!