التطبيقات التربوية لنظرية أوزوبل Ausabel
تعد نظرية أوزوبل من النظريات التي ساهمت بشكل كبير على مستوى تنظيم المعرفة، حيث أعطت اهتماما للمكون المعرفي الذي يجب أن يتعلمه المتعلم، ولم تركز على الجانب التطبيقي أو الأدائي الذي كان جوهر الاهتمام عند برونر.
يستخدم المنظم المتقدم بفاعلية عندما تكون هناك حاجة إلى عرض المعلومات، أو تجديدها، أو توضيحها، أو استخدام أفكار جديدة، ومن خلاله يمكن تطوير أبنية المتعلمين المعرفية وتنظيمها.
ويؤكد أوزوبل أن الأشياء التي يقوم الفرد بممارستها وتطبيقها ماهي إلا انعكاسات للبنية المعرفية للفرد، وقد تعمل الممارسة على تعديل هذه البنية المعرفية ( Cognitive Structure ) وتصحيحها . ويرى أوزويل أن للممارسة بعض الآثار الواضحة على عملية التعلم ومنها:
1- تعمل الممارسة على تأكيد الأشياء الجديدة التي يتعلمها الفرد، مما يسهل عملية تذكرها.
2- تعمل الممارسة على زيادة استجابة المتعلم للمثيرات في المواقف التعليمية الأخرى.
3- تعوض الممارسة المتعلم عن المعلومات التي قد يفقدها عن طريق النسيان.
4- تسهل الممارسة عملية تذكر المادة الجديدة التي تعلمها الفرد والتي لها ارتباط بالمادة التي تسبقها.
المناهج و نظرية أوزوبل
لم تكن هناك مناهج أو مشاريع منهجية طورت أو صممت تطبيقًا لنظرية أوزوبل في التعلم كما رأينا في نظرية بياجيه أو برونر. ولكن هذه النظرية استخدمت وطبقت بشكل كبير في تطوير وتخطيط الوحدات الدراسية والدروس اليومية (الشهراني،2004).
انعكاسها على المعلم:
1-تهدف إلى مساعدة المعلم على تطوير منظور تفكيري متكامل يتضمن بنية محددة تظهر مستوى عمليات تفكيره أمام قضايا متشابهة.
2-يستطيع المعلم أن يسهم في تطوير تعلم طلبته، وذلك عن طريق إعداد أنشطة تسهم في تقوية تنظيمهم المعرفي، ويتم ذلك بإمدادهم بالمواد المساعدة التي تسهم في زيادة ووضوح المفاهيم وتسهل استخدامها.
3-من خلال المنظم المتقدم يستطيع المعلم تلافي التصورات الخاطئة والبديلة التي تتكون لدى المتعلمين، وتسهم المنظمات في جعل المفاهيم تعكس معانيها ومقاصدها.
4-يمكن للمعلم أن يهيئ الفرص المناسبة لاستغلال مواقف التعلم والخبرة، لكي يتيح لهم فرصة التعلم التلقائي أمام تلك المواقف، والتي تمثل الهدف النهائي من التعلم اللفظي الاستقبالي والاكتشافي ذي المعنى.
انعكاسها على المتعلم:
1-تسهم بشكل كبير في تعلم المتعلمين وتطوير أدائهم عن طريق تزويدهم بالأفكار الرئيسة في المادة بطريقة منتظمة والسير وفق هذه الأفكار خطوة بخطوة للتعرف على أبرز المفاهيم والقضايا.
2-بتقديم المنظم المتقدم للطلاب فإنه يتوقع منهم استخدام الأفكار المفتاحية، والحقائق في تنظيم مواقف التعلم وفهمها، والإسهام في تطوير أبنية التفكير لديهم.
البيئة الصفية:
-يستخدم المنظم المتقدم عن طريق إعطاء المتعلمين قائمة بالمفردات الأكثر أهمية والتي سيتناولها الدرس.
-يمكن أن يقدم المتعلم من تلقاء نفسه أو بطلب من المعلم أمثلة من محيطه عن المفاهيم التي سيتناولها الدرس.
-المشاركة الفاعلة من المتعلمين بإحضار أمثلة لنباتات وحيوانات وتصنيفها بعدة طريق يجعل التعلم ذا معنى ومقصودا.
-تنظيم المعلم للمتعلمين في مجموعات، ليقدم لهم أنشطة يتناول خلالها المتعلمين مجموعة من الأشياء الحية وغير الحية ويحددوا تصنيفاتها وفقا لتشابها واختلافها. ويمكن أن يطلب منهم نشاط من قبيل: (كيف نصنف العنكبوت في تصنيف آخر للحشرات؟)
-يجب أن يرتبط أول الدرس بآخره من خلال ربط المفاهيم الرئيسة والأفكار الجزئية والأمثلة، حيث تمثل جميعها هيكلا تنظيميا، يشعر من خلاله المتعلم بالارتباط والبنية المتماسكة للمحتوى المقدم.
-يكون دور المعلم فاعلا من خلال تشجيع المتعلمين على إحضار أمثلة بلغتهم وبكلماتهم، ويعد الاعتماد على المواد أو الأمثلة الموجود في الكتاب غير ذي معنى، ويجعل التعلم آليا مملا.
-عند تقديم الأنشطة، أعط المتعلمين فرصة لشرح أفكارهم، بينما تقوم بالمراقبة والضبط. وكل هذه الأساليب والأنشطة تجعل من التعلم ذا معنى، ولا يمكن حصول ذلك إلى بتعاون المتعلمين فيما بينهم وتعاونهم مع معلمهم بشكل فعال ونشط (قطامي،2013).
تنظيم المحتوى:
يقترح أوزوبل للوصول إلى تعلم قائم على المعنى مبدأين لتنظيم المحتوى.
أولا: أن ينظم محتوى المادة الدراسية من المفاهيم الأكثر شمولا إلى المفاهيم الأكثر تفصيلًا وتخصصًا.
ثانيا: أن تتكامل وتتوافق المعرفة الجديدة من محتوى معين مع المعرفة السابقة الموجودة في البنية المعرفية لعقل المتعلم.
يعتقد اوزبل أن هدف التربية هو تعلم الطالب المحتوى، لهذا ساهمت هذه النظرية بشكل كبير في التخطيط للدروس وتنفيذها وتقويمها وتطوير طرق التدريس، فهي تركز على نتاج العلم وليس على عمليات التعلم والتركيز كان منصبًا على الحقائق والمفاهيم والمبادئ العلمية والعلاقة بينها.
عملية التدريس:
يقترح أوزوبل وفقا لنظريته استراتيجية معينة تستخدم منظم الخبرة المتقدم وهو ما يرى مقدمة شاملة وتمهيدية تقدم للمتعلم قبل تعلمه المعرفة الجديدة، وتكون على مستوى من التجريد والعمومية والشمول وبعبارات مألوفة لدى المتعلم، بحيث تيسر احتواء المادة الجديدة في البنية المعرفية للمتعلم عن طريق الربط بين الأفكار الجديدة المراد تعلمها وبين الأفكار الموجودة في البنية المعرفية للمتعلم، وتنقسم إلى نمطين:
أولا: المنظمات المتقدمة الشارحة Expanative Advanced Organizers
ويستخدم هذا النمط عندما تكون المادة المراد تعلمها جديدة تماما وغير مألوفة للمتعلم، حيث تقدم بناء تصوري له عن موضوع التعلم.
ثانيا: المنظمات المتقدمة المقارنة Comparative Advanced Organizers
ويستخدم هذا النمط حيث تكون المادة مألوفة، وقد تكون موجودة في بنيته المعرفية. ويساعد هذا النمط المتعلم في إيجاد تكامل بين المفاهيم الجديدة والسابقة والتمييز بين الأفكار الجديدة والمألوفة. ويرى أوزوبل أن استخدام الأسلوب التركيبي في عملية تنظيم المحتوى وعملية التدريس، حيث يبدأ من العام إلى الخاص ومن البسيط إلى المركب، حيث يختلف مع رأي جانييه في تنظيم المحتوى(عواطف،2012).
يهتم أوزبل بالمنظمات المتقدمة، وأن تكون عامة وشاملة ومشوقة.
وعلى المعلم أن يختم درسه بمراجعة سهلة للمفاهيم الرئيسية للتأكد من تحقيق أهداف الدرس، وأن عملية التعلم تمت بربط المعلومات الجديدة بما يعرفه الطالب من قبل، ثم إعطاء الطالب واجبات وأسئلة تطبيقية عملية مهمة لتسهيل عملية التعلم.
-وتعرف باستراتيجيات ( المعرفة الخارقة ) مثل:
1- خرائط المفاهيم.
2- شبكات المفاهيم.
3- الرسوم التخطيطية ذات الشكل (v)
4- الرسوم التخطيطية الدائرية للمفهوم.
وتعد المنظمات المتقدمة من أبرز نتاجات نظرية أوزوبل، وسوف نتناول دور استراتيجيات المنظمات المتقدمة في التدريس:
أولا- دور المنظمات المتقدمة في تسهيل المادة الدراسية
تسهم المنظمات في تقديم الخبرات للمتعلمين، ويتم قبول المتعلمين واندماجهم مع الخبرات وفق مستويين:
1-الحالة الأولى: يجد الخبرات معروفة لديه ويسهل دمجها في بناءه المعرفي
2-الحالة الثانية: يجد المادة المقدمة ذات علاقة جزئية بمعارفه السابقة، التي يحتاجها المتعلم لمجموعة من الأنشطة والمعززات ليسهل عملية التعلم.
3-الحالة الثالثة: يجد المتعلم المعارف والخبرات المقدمة غريبة كليا، ويكون دور المتعلم قبول المادة ودمجها في بناءه المعرفي، وقد يساعده المعلم في تعديل بعض التصورات الخاطئة، أو أن يرفض تعلم المادة المقدمة، إما لعدم استطاعته، ويصاحبه انسحاب المتعلم من الموقف التعليمي.
ثانيا– دور المنظمات المتقدمة في تسهيل تذكر المادة الدراسية
تساعد المنظمات المتقدمة في عملية التذكر والرجوع للمعارف والمعلومات، حيث يسير المتعلم في استظهاره على نمط معين. ويستطيع الوصول للمعرفة أو الخبرة المرادة، وكذلك تجعل التعلم أبقى أثرا.
ثالثا- دور المنظمات المتقدمة في توجيه عملية التدريس
1-تساعد المعلم في انتقاء المادة الدراسية أو المحتوى الجوهري، وكذلك تساعد في عملية التقييم.
2-تساعد المعلم في الجانب التنظيمي والانتقال أثناء الشرح من فقرة إلى أخرى بسلاسة دون إخلال.
3-تساعد المعلم في اختيار أنسب الطرق والأساليب التي تتوافق مع المحتوى المقدم وتساعد في إيصاله للمتعلمين بكفاءة (الخليفة ومطاوع،2018).
المراجع:
الخليفة، حسن ومطاوع، ضياء الدين (2018) استراتيجيات التدريس الفعال. الدمام. مكتبة المتنبي
الشرقاوي، أنور محمد. (2013) التعلم نظريات وتطبيقات. القاهرة. الانجلو المصرية.
قطامي، يوسف (2013)النظرية المعرفية في التعليم .عمان. دار المسيرة.
عواطف، حسانين محمد (2012) سيكولوجية التعلم. مكتبة الأكاديمية.
الزغول، عماد عبدالرحيم. (2010) نظريات التعلم. عمان. الشروق.
الشهراني، عامر عبدالله والسعيد، محمد سعيد. (2004). تدريس العلوم. الرياض. مكتبة الملك فهد.
لكم جزيل الشكر على ماتقدمونه من صالح الأعمال.
إشارة بسيطة: العنكبوت غير مصنف ضمن الحشرات بل هو من العنكبوتية.والفرق الرئيسي بين العنكبوتية والحشرات هو عدد أزواج الارجل٣/٤ إضافة إلى الزعانف
مع كل التقدير..