من أروع أعماق الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، عمقٌ يتعلق بالمتتابعات بأنواعها وبالأعداد والحساب في القرآن الكريم، ومن علوم الحساب المتتابعات الحسابية ( العددية ) والمتتابعات الهندسية لقد قدم لنا القرآن عدة أمثلة على المتتابعات التي ورد ذكرها في أكثر من موضع وبصور متعددة وفي هذا المقال سنتدرج في الحديث عن المتتابعات :
أولًا: المتتابعات في السنن الكونية
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} سورة آل عمران الآية 190
ويؤكد القرآن الكريم اختلاف الليل والنهار بتعبير آخر يقول فيه ربنا تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} سورة الفرقان الآية 62
وكذلك قوله تعالى في سورة لقمان: { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} الآية 29
معنى اختلاف الليل والنهار أي: تعاقبهما وتقارضهما الطول والقصر، فتارة يطول هذا ويقصر هذا، ثم يعتدلان ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرًا، ويقصر الذي كان طويلًا. وكل ذلك تقدير العزيز العليم.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، يسبق شروق الشمس في المدينة المنورة عنه في مكة المكرمة بحوالي” 7 دقائق ” بينما يتأخر الغروب ” 7 دقائق ” هذا في ذروة الصيف والعكس في ذروة الشتاء وهكذا يصل الفرق في طول اليوم ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة خلال ستة أشهر إلى حوالي “15دقيقة “.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :{ لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ } سورة يس الآية 40
ثانيًا: المتتابعات في مراحل خلق الإنسان
حيث يقول سبحانه في سورة المؤمنون من الآية 12ـ 14 { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين}
ثالثًا: المتتابعات الرياضية في القرآن الكريم
أ ـ المتتابعات الحسابية ” العددية “: إن الأعداد 8،7،6،5،4،3 هي متتابعة عددية ” حسابية ” حدها الأول 3 وحدها الأخير 8 وأساسها هو ( +1) فقد ورد ذكرها في قول الحق تبارك وتعالى في سورة الكهف الآية 22
( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ …) وكذلك الأعداد :7،5،3 تكوّن متتابعة عددية
” حسابية ” حدها الأول 3 وأساسها ( 2+ )
أما في قوله تبارك وتعالى في سورة فاطر الآية 1 ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ …)
فإن الأعداد 2 ، 3 ، 4 تشكل متوالية عددية ” حسابية ” حدها الأول 2 وأساسها ( 1+ (
ب ـ المتتابعات الهندسية: حيث نقرأ قوله تبارك وتعالى في سورة النساء الآية 12 ۞ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ … ۞
فالكسور 1/8 ، 1/4 ، 1/2 تمثل متتابعة هندسية حدها الأول ( 1/2 ) وأساسها 1/2
رابعًا: ذاكرة جهاز الحاسوب الآلي والفلاش Memory
كما في الشكل التالي : فالأعداد 2 ، 4 ، 8 ، 16 ، 32 ، 64 ، 128 ، 256 ، 512 ، ….تشكل متتابعة هندسية حدها الأول العدد 2 وأساسها العدد 2
وأخيرًا … هو كتاب الله الذي لا تنقضي عجائبُه، ولا يَشبعُ منه العلماءُ، هذا والله أعلم وأحكم وأعظم.
المراجع:
- القرآن الكريم.
- العربية نت ـ أ . حامد القرشي.
- موقع سبوتنيك عربي Sputnik
- موقع نداء الإيمان.
- وكيبيديا.
- أ. د . عبدالله المسند: رئيس جمعية الطقس والمناخ في المملكة العربية السعودية.
- الموسوعة الحديثية.
ما شاء الله أحسنت أبا أنس وجعله الله في موازين حسناتك
جزاكم الله خير الجزاء أخي الاستاذ أحمد طه ابا حمزة
بوركت أخي
شكرًا جزيلًا أخي الكريم
كتبت فأبدعت واخترت موضوعا رائعا يستحق الإشادة والتقدير والنشر لا حرمك الله الأجر معلومات استقرائية جميلة جدا تؤكد تطبيقات الرياضيات الجميلة…شكرا لك